وسوف اكون شاكره لكم وهذا من ميزان حسناتكم
كان رضى الله عنه من أحلم الناس ومن أخبار حلمه،أنه مر يوما بالبصرة،فسمع يقول: هذا الأعور قد ساد الناس، ولو خرج ‘إلى السوق لايساوى أكثر من مائة درهم، فبعث ‘إليه المهلب بمائة درهم وقال: لو زدتنا في الثمن زدناك في العطية وكان قد فقئت عينه بسمرقند.
وكان بليغا حكيما في آرائه له كلمات لطيفة وإشارات مليحة تدل على مكارمه.ومن ذلك حين حضرته الوفاة،دعا إليه ابنه حبيبا ومن حضره من ولده، ودعا بسهام فحزمت ثم قال:أفترونكم كاسريها مجتمعة؟ قالوا لا، قال فهكذا الجماعة،فأوصيكم بتقوى الله وصلة الرحم، فإن صلة الرحم تنسئ في الأجل وتثرى المال وتكثر العدد، وأنهاكم عن القطيعة فإن القطيعة تعقب النار وتورث الذلة والقلة، فتحابوا وأجمعوا أمركم ولا تختلفوا وتباروا تجتمع أموركم. من كلماته: كانت الحكمة تجري علي لسانه، كيف لا وهم الجيل الذي شاهد صحابة رسول الله ( رضوان الله عليهم ) ومن كلماته قوله " عجبت لمن يشترى العبيد بماله، ولا يشترى الأحرار بأفضاله". وقال الحياة خير من الموت،والثناء خير من الحياة، ولو أعطيت مالم يعطه أحد لأحببت أن تكون لى أذن أسمع بها ما يقال في غدا إذا مت. وقد أثني عليه الصحابة ( رضوان الله عليهم)، لما وجدوا فيه من كريم الخلال فقد قال عبد الله بن الزبير عن المهلب "هذا سيد أهل العراق"
وقال عنه قطري بن الفجاءة:المهلب من عرفتموه: إن أخذتم بطرف ثوب أخذ بطرفه الآخر:يمده إذا أرسلتموه ويرسله إذا مددتموه ولا يبدؤكم إلا أن تبدؤوه لا أن يرى فرصة فينتهزها فهو الليث المبر والثعلب الرواغ والبلاء المقيم. وقال عنه أبو إسحاق السبيعي "لم أرى أميرا أبمن نقيبة ولا أشجع لقاء ولا أبعد مما يكره ولا أقرب مما يحب من المهلب. وأنشد فيه المغيرة بن حبناء: أمسى العباد لعمرى لاغياث لهم إلا المهلب بعد الله والمطر هذا يجود ويحمى عن ديارهم وذا يعيش به الأنعام والشجر وفاته: عزل الحجاج أمية بن عبد الله عن خراسان واستعمل عليها المهلب بن أبى صفرة وقد مات المهلب بها سنة 82هـ وكانت ولايته عليها سنة 77هـ.
ظهرت عليه علامات الشجاعة والذكاء، وهو صبي يروى أن والد المهلب، ذهب يوماً، مع عشرة من أبنائه، إلى الخليفة عمر بن الخطاب«رضي الله عنه» وكان المهلب أحدهمفأعجب الخليفة بذكائه وتقواه، وقال لوالده: هذا سيدُ ولدِك.اشترك المهلب ، في الجهاد ضد الفرس، في معركة القادسية، تحت قيادة الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص، وأصبح في عهد الخليفة علي بن أبي طالب «رضي الله عنه» أحد القادة.
وقبل وفاته جمع أبناءه وأمرهم بإحضار عدد من السهام، فحزمها مع بعضها، وسألهم هل تستطيعون كسرها؟ فأجابوه كلا، فقال لهم والدهم: هكذا تكون الجماعة قوية، لايستطيع العدو التغلب عليها بسهولة، ونهاهم عن الاختلاف والفرقة وأوصاهم بقراءة القرآن الكريم، والاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة والصالحين.