دراسة اجتماعية توضح ان الحياة مع زوجة اجنبية في المجتمع السعودي تؤدي لقائمة طويلة من المشكلات.
ميدل ايست اونلاين
مكتب الرياض – خاص
أشارت دراسة اجتماعية متخصصة أجريت في السعودية إلى أن الزواج من أجنبيات هو أشبه بنظام التقسيط الذي لا يشعر به الشخص إلا بعد مضي فترة من الوقت وما يرافقها من تبعات ومشاكل ليس لها حلول ويروح ضحيتها الأبناء بالدرجة الأولى.
وأوضحت الدراسة التي أجراها الدكتور سلطان العنقري مساعد مدير عام مركز أبحاث الجريمة في وزارة الداخلية السعودية وشملت عينة تجاوزت ثلاثة آلاف سعودي ممن تزوجوا من أجنبيات وعينة أخرى لزوجات أجنبيات لسعوديين ثلاث عشرة مشكلة تترتب على مثل هذه الزيجات، مشيرة إلى أن بعض الأزواج ممن شملتهم العينة أشاروا إلى أن الشخص المقدم على الزواج من أجنبية في الخارج يستسهل في البداية تكاليف الزواج، ثم يفاجأ بالمبالغة في مقدم الصداق ومؤخره بما يماثل الصداق في السعودية وربما يزيد عنه. كما أن بعض الأسر تزوج فتياتها لسعوديين تشترط سكنا في بلد الزوجة إما شقة أو فيلا، إضافة إلى تأمين سيارة لها في بلدها وليس في بلد الزوج، كما أن الأزواج السعوديين ملزمون بدفع تذاكر سنوية أو نصف سنوية لزوجاتهم الأجنبيات ولأبنائهم لزيارة أهاليهم وأقاربهم في بلدانهم مع حمل ما خف وزنه وغلا ثمنه لأهل الزوجة والأقارب والأصدقاء ما يضيف أعباء مالية أخرى على الزوج.
وكشفت الدراسة أن الازواج السعوديين يقومون في كثير من الأحايين باستقدام أقارب زوجاتهم على حسابهم الخاص بهدف أداء مناسك الحج أو العمرة أو الزيارة أو العمل، وهي مصاريف إضافية يمكن توفيرها لو كانت الزوجة سعودية. كما أنهم يقتطعون مبالغ من دخولهم لإرسالها بشكل منتظم لأسر زوجاتهم لمساعدتهم في بلدانهم، حيث ترتب على هذا النوع من الزيجات أو ما يطلق عليه "الزواج الدولي"، أن كثيرا من السعوديين راحوا ضحية نصب واحتيال وابتزاز من قبل الخاطبات المحترفات والسماسرة والمحامين، وقبل ذلك أسر الزوجات بوضع قائمة طويلة من الطلبات التعجيزية.
وجاء في الدراسة أيضا أن بعض الأزواج أصيبوا بأمراض معدية ومستعصية كالتهاب الكبد الوبائي وأمراض تناسلية أخرى منها فقدان المناعة المكتسب "الإيدز" بسبب ارتباطهم السريع بنساء إما مريضات أو أنهن يمارسن الرذيلة إضافة إلى تدني المستويات التعليمية والمهنية لهن وهو ما أثر فيما بعد على الأطفال الذين يشعرون بأنهم يعيشون في أسرة أمية.
وكشفت الدراسة معلومات تفيد أن بعض الأزواج ممن ارتبطوا بزوجات أجنبيات اكتشفوا أنهن في الأصل متزوجات وعلى ذمم أزواج آخرين، كما لاحظ بعض الأزواج السعوديين أن سلوك زوجاتهم الأجنبيات يتغير بعد الحصول على الجنسية السعودية التي حصلن عليها لزواجهن من سعوديين، ويرغمنهن على الطلاق وبالتالي يتزوجن ممن يرغبن من السعوديين أو من أبناء جلدتهن.
وحول المشاكل والعقبات التي تترتب على مثل هذا الزواج، أوضحت الدراسة أن هناك مشكلة كبيرة تتمثل في اختلاف العادات والتقاليد بين الأزواج وزوجاتهم ومعاناة الأطفال من مشاكل النفقة بعد وفاة آبائهم وعدم تثبيتهم كأبناء في الوثائق الرسمية.
كما تعاني الأرامل والمنفصلات والمطلقات من مشكلة عدم رؤية أولادهن في المملكة أو كفالتهن لرعاية أطفالهن. كما يعاني الأطفال بعد وفاة الآباء أو حدوث الطلاق والانفصال من عدم تمكنهم من دخول المدارس في بلدان أمهاتهم بسبب غياب ما يثبت نسبهم في الوثائق الرسمية.
ومن جانب آخر فأن الزوجات الأجنبيات تعانين من مشاكل التركة التي يخلفها أزواجهن المتوفون ولديهم زوجات أخريات وأولاد من غير الزوجة الأجنبية مما ينشأ عنه نزاع بين الورثة.
جدير بالذكر أن دراسة تحليلية أجريت في وقت سابق على 440 حالة زواج من أجنبيات، أوضحت أن 83% من تلك الحالات تمت بسبب غلاء المهور وارتفاع متطلبات الزواج من الفتيات السعوديات.