بقلم عبدالمنعم البلوي :
– تجديد الدوافع الذاتية للمعلم المتدرب , حيث يساعد تحسين آدائه ورفع كفاءته العلمية على إتاحة فرص الترقي التي تسره وترضى طموحاته , فيسعى إلى جعل عمله هادفاً ومنتظماً وذا قيمة وفاعلية .
– زيادة قدرة المعلم على التقويم الذاتي في ضوء النتائج التي يحصل عليها سواء من نتائج التحصيلية للأطفال , أو من توجيهات وإرشادات الموجه الفني المشرف عليه , أو من توجيهات وإرشادات مدير المدرسة .
– ضمان عامل الأستقرار للمدرسة التي يتدرب معلمها ,حيث يوفر لهم التدريب أثناء أداء الخدمة عنصر المرونة في المواقف المتنوعة , والقدرة على مواجهة المشكلات المختلفة , كما يزيد من قدرتهم علىالتكيف مع المواقف الأخرى( ) .
– زيادة قدرة المعلم على تقويم الأطفال ,حيث تمثل عملية تقويم تقدم الأطفال ومكانته خاصة في العملية التعليمية , وتوجد أشكال كثيرة لأساليب التقويم , منها :كتابة التقارير , وقوائم الاختبار , والاستبيانات ,وقوائم الترتيب , والاختبارات المقننة وغير المقننة , كاختبارات المقال , والاختبارات الموضوعية واختبارات الذكاء والشخصية . وإعداد هذه الاختبارات أو المشاركة في إعدادها ثم تطبيقها وتصحيحيها ,وتفسير نتائجها من أهم وظائف المعلم , فعملية التقويم ليس الهدف منها وضع درجات للطفل ,ولكنها عملية تشخيصية علاجية هدفها رفع نمو الطفل ومساعدته في تحقيق قدر من النمو بأقصى ما تسمح به قدراته , وفي ضوء ذلك لايكون هدف المعلم من عملية التقويم مجرد إصدار حكم على مستوى الطفل ووضعه في فئة معينة , ولكن يجب أن يكون هدفه الرئيسي تشجيع نموالطفل ومساعدته كي يفهم موقعه في العملية التربوية ( ) .
– زيادة قدرة المعلم علىاستخدام المواد الجديدة ,فعندما تظهر خامات فنية جديدة ويشيع استخدامها في مجال التربية الفنية ,سرعان ما ينتقل إلى المستوى التقني المدرسي , وهنا يواجه المعلم بتحد جديد , فالمعلم في حاجة إلى التدريب والأستعداد لأستخدام كل المواد المهارية واليدوية الجديدة في مجال التربية الفنية , فالأمر كله يتعلق حتى يستطيع مواجهة أهم التغيرات الجديدة .
– مساعدة معلمي التربية الفكرية القائمين بتدريس التربية الفنية من الفئات التي اتخرطت في مهنة التعليم , دون تأهيل سابق ,والتي يعوزها أن تلم بالجوانب المعرفية والمهارية والمهنية الكافية .
– تعويض النقص وعدم الكفاءة المهارية , مما يكون قد حدث أثناء فترة الإعداد , أو ما استجد بعد الألتحاق بالخدمة .
– زيادة العائد من رأس المال البشري , وذلك عن طريق استثمار طاقات معلمي التربية الفنية والإمكانات المتاحة وتنظيم العلاقات الإنسانية لتحقيق أقصى فائدة ممكنة .
– إتاحة فرص التجديد والابتكار لمعلمي مرحلة التهيئة , حيث إن البرامج التدريبية تخلق جو لتقبل أفكار المعلمين الجديدة وتشجيعها ,كما تتيح الفرصة للمعلمين لكي يختبروا جدوى أفكارهم الإبتكارية ومردودها العلمي وإذا ثبت صلاحيتها يتم نشرها بين المعلمين .
– نماذج تخطيط برامج التدريب أثناء الخدمة :
التخطيط الجيد هو أساس النجاح لأي عمل من الأعمال , يعد التدريب أثناء الخدمة استراتيجية من استراتيجيات التربيةالمستمرة , فاستراتيجية التدريب قد تكون علاجية أو تكاملية أو تأهيلية أو تجديدية ,وتوجد مجموعة من النماذج المتكاملة التي وضعت لتخطيط التدريب في أثناء الخدمة تقوم على خطوات منطقية , تؤكد على النتائج الفعالة للتدريب , وسيعرض الباحث بعض هذه النماذج محاولاً الاستفادة منها في تخطيط وتنفيذ البرنامج التدريبي الحالي( ) .
1- نموذج العائد العالي للتدريب .
2- نموذج جاك , فيلبس .
3- نموذج مصري .
أولاً : نموذج العائد العالي للتدريب :
تم إعداده في مؤسسة ريتشارد شانج وهي من المؤسسات المهنية بالتدريب ,ويتكون من ست خطوات هي ( ) :
1- أهداف مخرجات التدريب ,ويتم في هذه الخطوة تحديد أهداف ومخرجات التدريب .
2- تنظيم المدخل واختيار مداخل التدريب المناسبة ويتم في هذه الخطوة تدعيم وتحسين الأداء داخل العمل .
3- إنتاج مواد التعلم ,ويتم في هذه الخطوة إنتاج كل محتويات التدريب من أدوات , ومطبوعات , ووسائل سمعية وبصرية .
4- توضيح تقنيات التدريب , ويتم في هذه الخطوة توضيح تصميم التدريب للتأكد من فاعلية النتائج .
5- جمع نتائج القياس ,ويتم في هذه الخطوة تقييم ما إذا كان التدريب قد أسهم في تحسين الأداء أم لا.
6- استمرار المتابعة , ويتم ذلك عن طريق تحسين التقنيات بما يساعد الأفراد والمنظمة على استخدامها بشكل جيد ,حتى لا يكون العائد من التدريب ضعفاً .
ثانياً :نموذج جاك . فيلبس Jack Phillips
يتكون هذا النموذج من ثماني عشرة خطوة متكاملة , تؤكد على وجود التقويم في بداية ونهاية البرنامج وهي : ( )
1- تحديد الاحتياجات التدريبية 2- تحديد أغراض التقويم
3- تحديد الخط الرئيسي للبيانات 4- اختبار منهج التقويم (التصميم)
5- تحديد استراتيجية التقويم 6- تحديد أهداف البرنامج
7- تقدير كلفة وعائد البرنامج 8- إعداد وتقدير المقترحات
9- تصميم أدوات التقويم 10- تحديد محتوى البرنامج
11- تصميم واختيار طرق التدريب 12- إجراءات ضبط البرنامج
13- عمل تعديلات في البرنامج 14- إدارة البرنامج
15- جمع البيانات أثناء تنفيذ البرنامج 16- تحليل وتفسير البيانات
17- التوصل إلى نتائج البرنامج 18- تقويم
ثالثاً : نموذج مصري :
أعد مركز الخبرات المهنية للإدارة نموذجاً للتدريب يتضمن سبعة مستويات هي( )
1- تحديد الاحتياجات التدريبية 2- تحديد الأهداف التدريبية
3- إعداد البرنامج التدريبي 4- اختيار أسلوب التدريب
5- تنفيذ البرنامج التدريبي 6- متابعة تنفيذ البرنامج التدريبي
7- التقويم بقياس نتائج التدريب ومقارنته بالأهداف .
يتضح من النماذج السابقة أنها أكدت على ضرورة تحديد الاحتياجات التدريبية مع بداية التخطيط للبرنامج التدريبي , وتحديد أهداف البرنامج بدقة , وحسن اختيار المدربين والمنفذين لبرامج التدريب واختيار أساليب التدريب المناسبة .
كما أكدت أيضاً علىالاستعانة بالأساليب التكنولوجية الحديثة في التدريب , وضرورة التقويم المستمرلبرامج التدريب , يضاف إلى ذلك تطوير البرامج اللاحقة في ضوء البرنامج الذي يتم تنفيذه ,ويمكن الأستعانة من هذه الأسس في كافة البرامج التدريبية .
أنواع البرامج التدريبية أثناء الخدمة :
تتعدد البرامج التدريبية وتتنوع ,ويمكن أن تنصف من حيث الشكل ,ومن حيث المضمون, ومن حيث إعداد المتدربين , على النحوالتالي( ) :
أولاً : مـن حيث الشكـل :
1- برامج التدريب الرسمي :
هي برامج التدريب المنظمة ,والتي تأخذ من شكل البرنامج الكامل من حيث الاهتمام بتوفير قاعات خاصة للتدريب ,انتظام المتدربين , والالتزام بجدول زمني محدد للمحاضرات , وورش العمل والأنشطة التدريبية .
2- برامج التدريب غير الرسمي :
هي برامج مكملة للتدريب الرسمي ,ويمكن تحديد الغرض منها في استكمال المعلومات التي حصل عليها المتدرب من التدريب السابق .
ثانياً : من حيث المضمون :
قست البرامج التدريبية من حيث المضمون إلى ( ) :
1- التدريب الإداري :
يختص بتدريب العاملين على الإدارة بمستوياتها المختلفة , وتزويدهم بكل ما هو جديد في مجال عملهم بغرض تثقيفهم إدارياً , كما يستخدم بهدف الترقي .
2- التدريب الإشرافي :
يختص بفئة الإشراف ومن سيتولى هذه المناصب , ويهدف هذا النوع من التدريب إلى تنمية قدرات المشرف على القيادة .
3- التدريب التخصصي :
هو تدريب تثقيفي يعطي للمتدرب المعلومات التخصصية والمهارات الفنية التي تدخل في إطار عمله , كما يعمل على رفع كفاءة المتدرب إلى المستوى المطلوب لأداء مهامه الوظيفية
ثالثاً : من حيث إعداد المتدربين :
1- التدريب الفردي :
يتم فيه تدريب كل فرد على حدة , بهدف الإعداد والتهيئة لأداء أعمال معينة , ويقدم هذا النوع من التدريب في حالة تدني مستوي كفاية الفرد , أو في حالة إعداده لأداء تخصص معين .
2- التدريب الجماعي :
يشترك فيه مجموعة من المتدربين , حيث يتم تجميع الأفراد الذين هم في حاجة للتدريب, ويتم ضمهم في مجموعة أو أكثر للتدريب تحت إشراف عدد من المتخصصين( )
ويرى باحث آخر أن هناك تقسيماً آخر للبرامج التدريبية هو :
– التدريب وجهاً لوجه :
وهو ما يجتمع فيه المدربون مع المتدربين في مكان واحد , ويتم الإتصال بينهم مباشرة وجهاً لوجه .
– التدريب عن بعـد :
وهو نظام أو أسلوب لتدريب فئة معينة تفصلهم عن المدرب حدود زمانية ومكانية , ويتم الإتصال بينهم بأحد المستحدثات التكنولوجية الحديثة وتشتق خصائصها من مجموعة الأسس المرتبطة بنظريات التعليم ونظريات التعلم , وقد ترتب على تصميمها وإنتاجها في الأصل لتتناسب مع طبيعة العملية التعليمية , أن تميزت هذه المستحدثات بالخصائص التالية( )
1- التفاعلية 2- التنوع 3- الفردية
4- الكونية 5- التكاملية
أمكن في ظل المستحدثات التكنولوجية تطوير الممارسات التعليمية في نظام التدريب عن بعد , وادخلت نظم عقد المؤتمرات والندوات والمحاضرات عن بعد باستخدام الكمبيوتر والفيديو والخطوط التليفونية , لأغراض التعليم والتدريب عن بعد , كما أمكن للعديد من النظم التعليمية ,تطوير ممارساتها التعليمية على المستوى الإجرائي التنفيذي للتغلب على المشكلات المرتبطة بالزمان والمكان بالنسبة للمتعلمين .
3- الأساليب المستخدمة في إعداد وتدريب المعلمين أثناء الخدمة :
قبل إلقاء الضوء على أساليب التدريب المستخدمة في إعداد وتدريب المعلمين أثناء الخدمة , يتطلب الأمر الإشارة إلى مجموعة من العوامل التي يجب مراعتها عند اختيار الأساليب التدريبية المناسبة والتي تتحدد فيما يلي( ) :
1- المشاركة الفعالة : " تزداد رغبة درجة المشاركة وفعاليتها من قبل المتدربين , كما أدت الأساليب التدريبية المتبعة إلى إثارة مشاركتهم , وارتبطت بقضاياهم العملية والواقعية , وتوفرت لدى المدرب القدرة على احتواء المتدربين ومعاشرتهم في ضوء اهتماماتهم الوظيفية " .
2- التحفز : تزداد رغبة المتدرب في تلقى المعارف والخبرات التدريبية المختلفة , كلما كان الأسلوب التدريبي المنتج متناسباً مع خبرات ومثيراً لاهتماماته , وقابلا للتطبيق في مجال عمله .
3- مراعاة الفروق الفردية : مراعاة الاختلاف والفروق الفردية بين المتدربين , تعد من العوامل الأساسية التي يجب مراعاتها في تصميم وإدارة النشاط التدريبي .
4- مراعاة التتابع : التأكد من تسلسل وتتابع النقاط الأساسية في الجلسة التدريبية يساعد علي تقبل المتدربين للمادة التدريبية المطروحة، ويزيد من إمكانية الاستفادة منها والتعايش معها.
5- نقل الخبرات الشخصية: إمكانية نقل خبرة المتدرب إلي المتدربين تعد من المحفزات الأساسية للعملية التعليمية، إحساس المتدرب بإمكانية نقل الخبرة المكتسبة هي من وراء اتباع أسلوب تدريبي معين يزيد من رغبة المتدرب في تقبل المادة التدريبية.
أما فيما يتعلق بالأساليب التدريبية فيتناولها الباحث فيما يلي:-
أولاً- المحاضرات النظرية:
المحاضرة هي حديث شبه رسمي، يقوم فيه المدرب بتقديم سلسلة من الوقائع أو الحقائق أو المفاهم أو المبادئ، أو يقوم باستطلاع مشكلة أو شرح علاقات، وتقتصر مشاركة المتدربين بصفة رئيسية علي الاستماع ، وتعد المحاضرة أسلوباً لإلقاء المعلومات علي المتدربين ، ولكن هذا لا يعني أن كل حديث يقوم به المدرب في أثناء التدريب يمكن أن يطلق عليه محاضرة، حيث يجب تخصيص هذا المصطلح للحديث الأكثر رسمية الذي يقوم به المدرب لتحقيق هدف تدريبي(2)(1) .
هناك مجموعة من الإرشادات التي يجب مراعاتها عند استخدام المحاضرات في التدريب وهي(1)(2):
1- معرفة جمهور المستمعين.
2- تحمل المخاطرة.
3- البداية الإيجابية.
4- فعالية المحتوي.
5- الإيجاز.
يمكن القول إن مهارات التقديم والعرض تشكل أيضاً ركيزة أساسية لنجاح أي مدرب لذا فإن اكتساب المدرب لبعض المهارات في هذا الشأن سيساعده علي تحقيق أهداف المستمعين، وتتعلق هذه المهارات بالاتصالات الشفهية والحركة الجسدية، ونبرات الصوت واستخدام المساعدات التدريبية .
– مزايا وعيوب المحاضرات النظرية:
المحاضرات النظرية تكون فعالة إذا تم التخطيط لها بشكل جيد، حيث يسمح للمدرب بتقديم مواد أكثر في وقت معين بالمقارنة بأي طريقة أخري ، كما تمكن طريقة المحاضرة المحاضر الماهر من تعديل أو موائمة المادة، من حيث التدريب والمفردات اللغوية والأمثلة التوضيحية , بحيث يتناسب مع إحتياجات مجموعة المتدربين , كما يمكن استخدام المحاضرة في المراجعة والتوضيح والتلخيص , ويمكن شرح المحاضرة بسهولة وفعالية مع أية طريقة من طرق التدريب الأخرى , ونظراً لأن المدرب هو الذي يقرر ما سيقدم , وترتيب تقديمه, فإن المحاضرة تمكن المدرب من إنجاز ما يريد تحقيقه دون إحداث مضيعة للوقت .
– عيوب المحاضرات النظرية :
قد لاتتيح المحاضرة الفرصة لتبادل الأفكار بين المدرب والمتدربين , حيث تنبع كل الأفكار من المدرب , كما تعد المحاضرة طريقة غير مناسبة للتدريب علىالكفايات , أيضاً إذا كان المحتوى للمحاضرة غير مشوق بشكل كاف لجذب انتباه المتدربين , فإن النتائج المتوقعة ستكون قاصرة على تحقيق التدريب , ودور المتدربين أثناء المحاضرة يكون سلبياً, حيث يقتصر على الاستماع فقط , الأمر الذي يجعل من الصعب شد انتباه المتدربين والاحتفاظ به نتيجة عوامل تشتيت الانتباه الخارجي , والسرحان الذهني ما يؤدي إلى عدم فاعلية المحاضرة .
ثانياً : الندوات التدريبية (المؤتمرات) :
تستخدم طريقة المؤتمرات أساليب النقاش الجماعية بهدف تحقيق أهداف التدريب وتتضمن هذه الأساليب مزيجاً من الأسئلة والإجابات والتعليقات من قبل المدرب , والإجابات والتعليقات , والأسئلة من قبل المتدربين ,حيث يوجه كل ذلك لتحقيق أهداف التدريب , توجد ثلاثة أنواع أساسية من المؤتمرات هي (1) :
– المناقشة ذات البنية المحددة .
– المؤتمرات التدريبية
– حلقات النقاش
ولا توجد حدود قاطعة تصل بين هذه الأنواع الثلاثة ,ولكن أهداف المؤتمر , ونوع وحجم المشاركة من المتدربين المشتركين في المؤتمر ,تحدد متى تصبح المناقشة ذات البنية المحددة مؤتمراً تدريبياً ,ومتى تصبح حلقة نقاش (2) .
– مزايا المؤتمرات التدريبية :
طريقة المؤتمر تمكن المدرب من أن يستخدم بفاعلية خلفية المتدربين , ومعارفهم وخبراتهم السابقة , كما تسمح الطريقة للمدرب والمشاركين بالاستفادة من الخبرات ونتائج التفكير الذي يقوم به جميع المشاركين , كما تمتاز هذه الطريقة بأنها تحتاج إلى كلفة عالية من قبل أجهزة التدريب , فكل ما تحتاجه هو مكان لعقد المناقشات .
– عيوب المؤتمرات التدريبية :
عدم توفر المدربين القادرين علىإدارة المناقشة يعد من أوجه القصور المهمة في طريقة المؤتمرات , حيث تتطلب الطريقة أن يكون المدرب على درجة عالية من التمكن والأخذ بزمام المبادرة , والقدرة على توحيد المناقشة وأن يكون متمكنا ًمن كل أوجه الموضوع الذي تتم مناقشته .
ويمكن القول بأن طريقة المؤتمرات إذا تم التخطيط لها بشكل سليم , من حيث الأهداف والتوقيت الملائم , وعدد المشاركين والتنظيم الجيد للمناقشات , فإنها تكون مفيدة ومجدية(3)(1).
ثالثاً : ورش العمل :
أساليب ورش العمل يعد من الأساليب العملية المستخدمة في التدريب ,حيث يتجمع المتدربون في مجموعات يتم فيها إنتاج أشياء تتعلق بالتدريب , ويمكن أن تعقد ورشة العمل عقب المحاضرة , وقد عايش الباحث هذا الأسلوب من خلال عمله في حقل التجربة التدريبية .
خطوات العمل داخل الورشة :
توجد مجموعة من الخطوات التي يجب مراعاتها عند استخدام أسلوب ورش العمل في التدريب وهي أن(1) (2) :
1- يقوم المدرب بإعداد خطة العمل داخل المجموعات , بعد الاطلاع على كافة المواد العلمية المرتبطة بموضوع المناقشات .
2- يعقد المدرب اجتماعاً مع المسئولين عن كل مجموعة , لتوضيح إجراءات وترتيبات معالجة الموضوع .
3- توزيع المواد العلمية التي تساعد على تحقيق أهداف الورشة في الوقت المحدد .
4- تقوم كل مجموعة بإعداد تقرير عن عملها , تقوم المجموعة بعرضه بعد انتهاء الوقت المحدد للعمل.
5- يقود المدرب المناقشة الجماعية لنتائج كافة المجموعات , مركزاً على بلورة الأفكار والنقاط المهمة .
مزايا ورش العمل(2) :
هذا الأسلوب يعد من الأساليب الجيدة التي تتيح الفرصة لتبادل الأفكار والآراء , والخبرات بين أفراد المجموعة , كما أنه يكشف عن طاقات ومهارات المتدربين , وقد يتوافر داخل المجموعة متدرب يتميز بخبرة معينة قد لا تتوافر لدى الآخرين , فيصبح بمثابة المستشار المتخصص الذي يقدم الخدمة والمشورة لأفراد المجموعة .
رابعاً : تمثيل الأدوار :
طريقـة تمثيل الأدوار هي طريقة معـملية ، تتضمن بواسطة فـردين أو أكثر بتوجيه من المدرب، وينمو الحوار من واقـع الموقف الذي رتبه المتدربون الذين يقـومون بالتمثيل ، ويقوم كل شخص من الممثلين بـأداء الدور المحدد له أما المتدربون الذين لا يقومون بالتمثيل ، فإنهم يقومون بدور الملاحظين والناقـدين، وبعد التمثيلية تقـوم المجموعة بالمناقشة فيما تم القيام به(3)( ) .
– مزايا الأدوار:
تمثيل الأدوار يجعل من المتدربين مدركين لما تعنيه هذه الأدوار بالنسبة للآخرين ، كما أن تمثيل الأدوار يكشف عن الفرق بين التصرف الذي يدعي المتدربون بالقول أنهم سيقومون به ، وبين تصرفهم الفعلي في موقف معين ، الأمر الذي يتنج عنده فهم أكبر نسمات الأشخاص ومشاعرهم واتجاهاتهم وقيمهم وقدراتهم ، كما أن تمثيل الأدوار يعطي الفرصة للمتدربين لتجريب مداخل عديدة للتصرف ، بينما هم في المواقف الحقيقة لا يجربون إلا مدخلاً واحداً ، يضاف إلي ذلك تمثيل الأدوار يعطي الفرصة لمتدربين لملاحظة وتقليد الآخرين( ) .
– عيوب تمثيل الأدوار:
تمثيل الأدوار يتطلب وقتاً طويلاً من حيث إعداد المتدربين تواجد المدرب الكفء ، وفي حالة عدم الإعداد الجيد ، رغم توافر المدرب الكفء ، فإن تمثيل الأدوار يكون مضيعة للوقت ، لأن بعض المتدربين يكون خجولاً للدرجة التي تمنعه من المشاركة الجادة ، والآخر قد يميل إلي الاستحواذ علي الموقف ، كما يتطلب كذلك كفاءة من المدرب للسيطرة علي الموقف( ) .
ويمكن القول إن تمثيل الأدوار يمكن أن يحدث في أي موقف تدريبي ، لاسيما أنه لا يحتاج إلي إمكانات مادية أو تجهيزات معينة ، كما يكون مشوقاً إذا كانت الموضوعات أو المشكلات التي يقومون بتجسيدها ، مرتبطة بعملهم وتعود عليهم بالفائدة .
المهارات اليدوية والفنية من خلال وجهات النظر المختلفة:
واستخدام هذه المهارات اليدوية والفنية فى المجال التربوى لوصف وتوصيف بعض أنواع السلوك الملاحظ من جانب المعلـم ، أو من جانب طالبه التجربة. وذلك فى ضوء مستويات الأداء المتوقع من المعلم ، أو المتعلم فى موقف معين أو من خلال عرض بيـان عملى لأداء المهارة بل يتعـدى ذلك إلى المناقشـة فى مكونات المهارة، واستخدام لبعض المهارات اليدوية والفنيـة للمعلمين وتسجيل النواحى الإيجابيـة للأداء والنواحي السـلبية له ، ومحاولة إدراك تفاصيل المهارة ودقائقها ، والأفعـال السلوكية التى تشـكل أدواتها كماً نوعاً .
ومن خلال تجريب المهارات اليدوية والفنيـة يسـتطيع المعلمين إنتاج أعمال فنية لها نفع فى حياتهم اليومـية وذلك من خلال التعرف على نوع الخامات التى يريدونها ، وثمنها ثم يشـتروا منها بقـدر حاجاتهم إليها ويتعلموا كيف يستخدمونها ويشكلونها لتتناسـب مع الغرض الفـنى لأعمالهم ، وبالتالى يصبح لما يشكله المعلمون قيمة مهارية بجانب القيمة الفنية والوظيفية أى يتم اكتساب الخبرة الفنية المتكاملة والتى لاتنفصـل فيها المعلومات عن المهارات اليدوية والفنيـة .
تعريف المهارة : SKILL
" هى الدقـة فى أداء استجابة من الاستجابات والسهولة فى القـيام بعمل من الأعمال بدقـة ، مع مراعاة الظروف القائمة وتغييرها " (1).
ويعـرف قاموس التربيـة المهارة " بصفة عامة بأنها الشئ يتعلمه الفرد ويؤدية بدقـة وسهولة " (2) .
من خلال التعريفات السابقة توصل الباحث إلي التعريف الإجرائي التالي:
" وبأنها مستوى عال من الأداء يتطلب فترة من التدريب المقصود والممارسـة المنظمة والخبرة المضبوطة ـ يؤديـه الفـرد ـ عُد له بدقـة واتقـان مع الاقتصاد فى الجهـد والوقـت وتلافـى الأضرار والأخطار وتحقيق الأمـان مع مراعاة الظروف القائمة وتغيرها (1).
مفهوم المهـارة اليـدويـة Manul Dexterity :
يقصـد بها المهارة الحركية لليـد والذراع والأصابع مجتمعة أو مسـتقلة ببعضها عن بعض ، فالمهارة اليـدوية تتسـم من وجهة النظر هذه بالسـرعة فى الأداء أو بالضبط والدقـة أو لهاتين السمتين معاً .
وكذلك هى الممارسـة باليـدين لإنجاز العمل أو النشـاط الذى يحتاج إلى الجهد والطاقة والمهارة العضلية(3)( ).
وبأنها من أهم الأهـداف التعليمية الأسـاسية لتزويد المعلمين بالمهارات العلميـة القابلة للأستخدام والتى تمكنه من أن يكون مواطنا منتجاً فى مجتمعه مشاركاً فى ميادين ومجالات التنمية(4)( ) .
وقـد استـفاد الباحـث من هذه التعريفـات السـابقة فى صياغة تعريف إجرائى للمهارة اليدوية فى البحث الحـالى حيث إنها السرعة والدقـة فى أداء الأعمال الفنيـة المتضمنة فى البرنامج المقترح مع الاستفادة من الخامات البيئيـة فى الوقـت والجهـد والتكاليف ، ويهـدف التعلم اليدوى فى المرتبة الأولى إلى اكتشـاف المواهب العلميـة والفنيـة الكافـية فى نفوس الأشخاص وتنميـة المهارات اليدوية والدقـة فى تنفيـذ الأعمال التى توكل إليهم مع إكسـابهم القـدرة على التحكم فى أعمال الآخرين بطريقة موضوعية وتقديرهم واحترامهم لأعمالهم.
مصطلح المهارة الفنيـة Artisic Skill :
فيسـتخدم هذا المصطلح للدلالـة على قـدرة الفـرد على معالجة المواد التى يستخدمها أثناء ممارسـة العمل الفـنى من خلال تعامله مع خامات وأدوات الفـن( ) .
كما أن المهارات الفنيـة هى تلك التقنيـات البسـيطة لإنتـاج بعض الأعمال الفنيـة من خلال الخامات الفنيـة المختلفة ( ) .
هذا وترتبط المهارات اليدويـة والفنية بالاستعداد والميل عند الفـرد ولا يمكن أن نفصل بينهما ، فإن لم يكن الاسـتعداد موجوداً فلن يكون للمهارة وجود ، كذلك إن لم يكن الميل موجوداً فلن يكون للاستعدادا والمهارة إيجابيـة فى العملية التعليمية .
" وإن وجود الميل وتوافـره بالإضافة إلى وجود الخبرات المكتسـبة الحقيقـية يجعل الفـرد يعمل ويتـقن عمله ويرضى عنه ، أما عدم وجود الميـل إزاء عمل معين مع توافـر التدريب لليـد يجعله الفـرد أشـبه بآلـة تعمـل دون تـذوق ، فالمـيل ينشـط الاستجابة وينوعها ويعمقها ويدفعها إلى الابتكـار " ( ) .
لذا فإنه يجـب الاهتمام باكتشـاف كل من الاستعداد والميل لدى المعلمين وخاصة فى مجال المهارات اليدويـة والفنيـة كى يتم التوجـيه السـليم وتحقـيق المستوى المرجو منها .
وتعتبر المهارات اليدويـة والفنـية شكل من أشكال التدريب الحسى الذى يسـتخدم كمدخل للتعلم ، والذى يهدف إلى إكسـاب الأطفال أنماط إدراكية مثل الانتباه ، والتعـرف ، والتذكـر وإدراك العـلاقات والتخـيل والابتكـار ( ) .
وعن طريق التعامل المباشـرمع خامات الفن وأدواتـه المختلفة يتعـلم الأطفال مفاهـيم أسـاسية من شكل ولون وتشـابه واختلاف ، كذلك فإنه من خلال ممارسـة الأطفال عينة الدراسـة للأنشطة الفنيـة التى تعتمد على المهـارات اليدوية والفنيـة يتم تنمية التوافق الحركى لديهم ، وتحقيق الشعور بالسـعادة والانسجام مع العـالم المحـيط ، هذا فضلاً عن إشـباع حاجة الأطفال إلى الاستقلالـية والاعتماد على الذات وتثبيـت التعلم والتدريب على إتقـان استخدام الأشـياء .
وينـادى علماء التربيـة أمثـال جان جاك روسـو وبسـتابوتزى ، ودكرولى بأهمية المهارات اليدويـة والفنيـة للأطفـال وبأهميـة التدريب عليها وممارستها وإتقانها 0
فيرى ( جان جاك روسو ) : " أن للأعمال اليدوية أثرا كبيراً على الصحة العامة وتقويـة الجسـم والتمتع بحياة الطفولة ( ) ، وكذلك اهتم ( بسـتالوتزى ) بالرسـم لدى الأطفال باعتباره أحد المهارات اليدوية والفنيـة الهامة بالنسـبة لهم ، كما يرى ( دكرولى ) بأنه يجب توفير المواد اللازمة للنشـاط الفنى من فرش وأقـلام وبقايا خامات متنوعة وغير ذلك من الأشـياء التى تحث الأطفال على التعبير الفـنى ( ) ، وأنـه من خـلال فكر وآراء علماء التربيـة تتضح أهمية ممارسـة وتدريب الأطفال على المهارات اليدوية الفنيـة عن طريق الأعمال الفنيـة المختلفة وتوفـير المواد الفنيـة اللازمة لهذه الأعمال حيث إنه من الممكن أثناء خبرات التعلم الفنيـة المقدمة للأطفال أن يزيدوا ويطوروا من مهاراتهم .
يذكـر ( بورجر وسيبون Borger & Seabornc ) أن مصطلح المهارة له عدة معـان مرتبطة ، ومنها الإشـارة إلى نشـاط معقد يتطلب فترة من التدريب المقصود والممارسـة المنظمة والخبرة المضبوطة ، بحيث يؤدى بطريقة ملائمة وعـادة ما يكون لهذا النشـاط وظيفة مفيدة .
ويقـول ( سنجر Singer ) إن المهارة ترتبط بالإنجاز فى عمل أو نشاط معين ، وهى تشـير إلى مجموعة من الاستجابات الخاصة التى تؤدى فى موقف معين ، هذا الموقف يشمل أساساً فى مضمونه
معايير الحكم على مستوى الأداء فى المهارة ، أى أن المهارة تشـير إلى مستويات نسبية من الأداء( ) .
ويحـدد ( سنجر ) نوعـين من المسـتويات هما :-
ـ المستوى النسـبى : وهو يقوم على أساس أن المهارة تشير إلى مدى تحصيل الفـرد فى نشـاط ما بالمقارنة بمستوى تحصيل أقرانـه فى نفس المهارة .
ـ المستوى المطـلق : وهو يعنى مقارنة المستوى للفرد ، بمحكات تقويم توضح فى شكل ترتيب ، هى بين المستويات المطلقة للمهارة فى الأعمال والأنشطة الخارجـية بها( ) .
ويرى ( جانييـه وفلشمان Gegne & Fleishman ) أن المهارة الحركية هى سلسلة متتابعة من الاستجابات المألوفـة أو المعتادة ، ويتحدد ترتيب هذه الاستجابات جزئياً أو كلياً بواسطة التغذية الراجعة الحسـية من الاستجابات السابقـة .
كما ينظر ( لابـان ولورنس Liaban & Lowrence ) إلى المهارة الحركية على أنها المرحلة النهائية التامة فى أداء الحركة ، كما أن المطلب الأسـاسى للمهارة هو الافتـقاد إلى الجهد .
والمهارة من وجهة نظر ( كنـاب Knapp ) هى كل ما يمكن أن يعبرعنه بالأداء ، حيث يـدل هذا الأداء على ما تعلمه الفـرد وعلى مستوى إجادته لما تعلمه ، كما يرى أن المهارة الحركية هى عبارة عن إحساسـات حركية ومعلومات تستقبلها أجهزة الحس المختلفة فى الجسم ، توجيهات تصدر من المخ لإحـداث استجابات محددة بغرض إنجـاز مهام أو أعمال محددة ، وفى ضـوء هذا التحـديد لطبيعة المهارة يستبعد ( كناب ) كل المهارات التى تعتمد فقط على النشاط العقلى كالتذكر والتفكير وغيرها ، ويعتبر المهارة كل ما يعتمد على الاستجابات الحركية( ) .
وهذه وجهة نظر مختلفة لأهمية المهارات فى حياتنا فإن من أهم أهداف التدريب تزويد المعلم بالمهارات القابلة للاستخدام والتى تمكن من أن يكون مواطناً صالحاً منتجاً فى مجتمعه مشاركاً فى ميادين التنمية ، ومن المسـلم به أن الهدف الأسـاسى من التدريب فى التربية الفنيـة للمعلمين هو تكوين الصفـات والمهارات اللازمة لمعلم المستقبل ، فهى خبرة هادفـة يتعايش منها المعلم مع الموقف التدريبى لتختبر من خلال القـدرة الفعـلية على عملية التفاعـل مع التشـكيلات ا لفنيـة والمهارية ، لذا فهى تعـد من أهم المجالات الرئيسـية فى تدريب المعـلم ، نظراً لكونها محصلة تطبيقية للمواد الفنيـة أو الأكاديمية والمواد التربوية أو المهنيـة .
– تصنيف المهارات النفس حركية :-
حـاول العلماء والباحثون المهتمون بدراسـة المهارات النفس حركية تحديد وتصنيف المهارات والقـدرات المتنـوعة فى هذا المجـال على نحو ماحدث فى مجال القـدرات العقـلية .
فقـد حدد ( سـتون Stone ) العوامل الهـامة فى الأداء الحركى بثلاثـة عوامل هى ( التحكم العقلى ـ الدقـة والاقتصاد فى الجهد ) .
كما حـدد ( هـول Hall ) نوعـين من المهارات وهـى :-
1ـ المهـارات الحركيـة الدقـيقـة :
هى المهارات التى تؤدى بالعضلات الصغيرة بواسـطة الأصابع والأيـدى والذراع .
2ـ المهـارات الحركيـة الكبيـرة :
و تقـوم بها مجموعـات العضلات الكبيرة وخاصة عضلات الجذع والكتـف والأرجـل( ) .
على الرغـم من أن تعـليم المهـارات النفس حركية هى عملية متواصلة ومستمرة إلا أن بعض علماء النفس يميلون إلى التميز بين ثلاث مراحـل رئيسـية يمر بها تعـليم المهارات النفس حركية وهـى( ):-
ـ المرحـلة المعـرفـية :
إن الفهم المعرفى للمهارة ومكوناتها ، ومتطلباتها هى المرحلة الأولى فى تعـلم المهارة ، فمثلاً فى التدريب فإن التعريفات الخاصة بالبرنامج من تصميمات وطرق استخدامها وتشكيل مكوناتها والأدوات اللازمة للاستخدام الفنىمن خامات بيئيـة وذلك لعمل الموضوعات المطلوبة وفقاً لمعايير القـيم الجمالية وخصائص التصميم الفنى فى توليفـة من تلك الخامات كل هذه المهارات تصغى معرفياً قبل التطبيق عملياً .
ـ المرحـلة الارتباطـية :
من خـلال هذه المرحـلة يربـط المعلم بين المميزات والاستجابات وهكذا يربط الاستجابات الجزئيـة فيما بينهما حيث تشكل سلسـلة استجابية واحدة ، وتقـع على القائم بالتدريس هذه المهمة وذلك للوصول بهم إلى مستوى الإتقـان فى أداء المهارة .
وفى العمل الفـنى الموجـود فى البرنامج يشـرح القائم بالتدريس هذه الأعمـال فى خطوات متتاليـة وقـيام المعلمين بالتدريب على آثارها على أن تتم كل خطوة بمفردها ، ثم يوضح لهم شكل العمل الكلى بعد الانتهاء وبشكل جيد ومتقن بمواصفاته التى تجعل منـه عملاً جميلاً واحداً ثم يطـلب منهم التدريب على ذلك .
ـ المرحـلة الاسـتقلالـية :
بعـد التدريب الكافـى تؤدى الخـبرات المتراكمة إلى المرحلة النهائية لتعلم المهارة العلمية والعملية والفنيـة ، وهى ما نسـميه بالمرحلة الذاتيـة حيث تتوالى أنماط الاستجابات المركبة تلقائياً عقب إدراك الشكل المثير، ويستطيع المعلم فى هذه المرحلة تنفيذ العمل الفنى بالكامل بمستوى إتقان مقـبول ، حيث إن الاستجابات فى هذه المرحلة تؤدى فى مستوى لا إرادى نسبياً وبصورة ناجحـة ومتتابعـة .
كما يؤكـد على أهمية تلك المسـتويات فى تعليم المهارات التى أكدتها دراسـة ( هو رنج جيوشـيات ) والتى كان الهدف منها معرفـة ملاحظات الطلاب حول أهمية تعـليم المهارات الأسـاسية فى التربية الفنيـة ، ومن ناحـية أخرى فقـد اتجه العلماء إلى استخدام أسـلوب التحليل العاملى فى تحـليل المكونات الرئيسـية للأداء الحركى ، ومحاولة التوصل إلى العوامل أو القـدارات والمهارات الهامة فى المجـال النفس – حركى ، والتعـرف على ما إذا كانت هناك قـدرات نفس حركية عامة أو عدد من القـدرات الخاصـة والنوعـية وقد حـاول الباحثون فى هذا المجال التوصل إلى العوامل العامـة التى تكمن وراء مظاهر الأداء بالنسـبة للعـديد من الأعمال والأنشطة النفس حركية ، ومن ذلك نلاحظ أن المهارة فى هذه الدراسـة تساعد الطفل ( المتخلف عقلياً ) على تعريفـه بعض نواحي القصور فى بعض المهارات المعينـة وتسـاعده على اكتسـاب العديدمنها كما أن لها أهمـية كبـيرة لارتباطها بالأنشطة المعقـدة للتعـلم مثل ( مهارة اليـد والأصابع ، التآزر بين العـين واليـد ، المتابعـة البصرية ، سرعة الحركة والإيقـاع الحركى ، والتصميم الحركى ) ، وكذلك تساعد الطفل على تنمـية قدراتـه المهارية ومواهبه الخاصة ، كما يسـاعده أيضا على معرفتـه لحل بعض المشكلات البسـيطة التى تواجهه( ) .
– دوافع تدريب المهارات اليدويـة والفنيـة لدى المعلمين :-
دوافـع مرتبطـة بالمعلمين القائمين على تعـليم الأطفال المعاقين عقـلياً ( ):-
1- تأكـيد الذات 2- إشـباع الحاجة إلى الحرية
3- تعويضه جانب النقص المهاري 4- الحاجة إلى النجاح والتقـدير
– دوافـع مرتبطة بالبيـئة :
إن وجـود بعض المثيرات أو المنبهات أو الموضوعات الخارجية فى البيئة والتى تثير فى الأطفـال الإحسـاس الجمالى والفنى تسـاعد على اكتشاف دوافع فنيـة وتشكيلية فى التربية الفنيـة 0
– نظرة المعـلم إلى الفن :
طريقـة " المعـلم " وحيويتـه وخبرتـه الفنيـة والعلمية وعلاقـته بالأطفال وجو الثقـة المتبادلة والمنهج الذى يتبعـه تُعـد من أهم الدوافع التعبيرية فى مجـال التربيـة الفنيـة لدى الأطفـال المعاقين عقلياً عينة الدارسـة .
أشهر النظريات ترى أن الفن تعبير عن مكونات النفس الداخـلية ، كما أنه وسـيلة من وسـائل الاتصال بين إنسـان وآخر تسـاعد على نقل الأفكار والمشاعر وذلك بالمحاكاة ثم التعبير ولكن عندما نمت عند الإنسـان القـدرة على التعميم والتجـريد اضطر إلى اختراع رموز قد لايفهمها غير صاحبها يعبر فيها بإشـارات تتميز بقربها من المحاكاة .
وفى هذا البحث ونتيجـة لضعف أو عـدم قـدرة المعلمين على محاكاة الشكل الطبيعى ، ونظراً لأنهم غير متخصصين فى مجال الفن ونظراً لأن محاكاة الطبيعة أحد المراحل الأسـاسية الهامة التى تمر بها الدراسـة المتخصصة أكاديميا فى مجـال تعلم الفـن ، فقـد لجـأ المعلمون إلى التعميم والتجريد وبشكل تلقـائى فى صياغة الأشكال بشكل رمزى بقربها من تمثـيل الشكل أو المحاكاة مستخدمين الورق الملون أو شـرائح الصلصال الملون أو خامات مستهلكة أخرى تعطى ملمساً أو إيقـاع للأسطح يعطى إحساساً بالحركة أحياناً … على أنماط التعبـير الفنـى لدى المعلمين ، الاتجاه الحسي وفـيه تشـكل الأشـياء تبعاً لقيمتها الانفعالية عن طريق الاتجاه البصـرى ، وفـيه ترسـم الأشياء الأخرى تبعاً للقواعد الفنيـة مثل المنظـور والظـل والنـور .
كما أن الاتجاه الحسي يقيم عدة أنماط أهمها : ـ النمط الزخرفى (وغايته المتعـة ) ويكون الجمال فى الشكل والنقطة والخطوط والألوان ، وهذا ما نقرب له وننشـده والنمط التجريدى اختزال لبعض التفصيلات ، والاكتفـاء من الموضوع الطبيعى بالشكل الجوهـرى له ، وذلك موضح فى بعض الأعمال التجريدية القائمة على التوليف بين بعض الخامات المصنعة والنمط الرمزى ( يـدل أو يشـير إلى شئ موجود ) وذلك باستخدام خامات بسـيطة ، تغـير من مدلول طبيعى له معنى بصورة مبسـطة ، فهناك أنماط مختلفة منها المعمارى والوصـفى والتعـديدى والتأثـيرى والسـاذج .
فالباحـث يرى أن هنـاك علاقـة تربط بين إنتـاج المعلمين ـ وتلك الفنـون السـابقة التى تأثـرت بها المهارات اليـدوية المتمثـلة فى التصميم الفـنى ، وذلك يتمثـل فى صفة أو خاصية التلقائية أو إلى سمـة أو عملية الإكتشاف الفـنى التى تؤدى إلى ظهـور العمل ، أو أى سمة كامنة فى العمل ذاتـه ، كما أن المادة أو الشـكل والتعـبير يعتمد كل منهما على الآخر ، وكذلك المضمون التعـبيرى لأى عمل لايكون على ماهو عليه إلا بسـبب العناصـر الماديـة والتنظـيم الشـكلى ، والموضوعى ، وهى العناصر التى يؤدى مجتمعها إلى تكوين العمل الخاص .
وإذا كان المذهـب التعـبيرى ينطـوى على صورة من المبالغات سواء فى بعض أجزاء تفاصـيل الأشكال بما قـد يتقـارب معها إلى حـد ما الأوضاع الكاريكاتيرية نسـبياً فإنه يعـبر أحياناً عن الجـانب الروحى (النفسى) بالكشـف عن المثـار والانفعـالات وأحياناً يعـبر عن الجانب العضوى الذى يتعـلق بالجسـر وأعضائه ( الحركة ) من ناحـية أخرى .
هذا وتعـتبر صياغة الأشكال والتعـبير عنها تربيـة بصرية بالإضافة إلى أن هـدف التربيـة صقل طريقة التعـبير المتخلفـة لدى الأطفال ، والكـبار مما يسهل عملـيات الاتصـال بين الأفراد كما تسـاعد التربيـة الجمالية الفـرد على الاندماج فى بيئـته الاجتماعية ويزداد تفاعلاً مع المجتمـع( ) .
المرجع :عالم التطوع العربي
م
اشكرج