تخطى إلى المحتوى

بحث تقرير النفط في دولة الإمارات للصف العاشر 2024.

السـِآـِآم عليكم . .

شح،ـِـِآلكم ؟

المهمـِ . . طلبتكمِـ , , لا تردونـِِـي ./!

اب،ــآ بحث لمآده الجغرآفيآآ . . الفصل الثـِآني ./

اهم شـِـي يكون من كتِـآب و موقعِــِين ,،

و تكون كل فقره مرقمهِـ بليز , ,

بباي . . !

سووري حبـآيبي حطيتهِ مكآآآن غلط ,، لـآني مريضهِ و مآ انتبهت عدلِ ,،!

هاا الللي لقييته

.. [ الْنفــــــط فـــــــــــــــــي دولة الإمــــــارات ْ

ْ .. [ …………. – …………… – …………….

ْ .. [ الصــف : العـــاشــــــــــــ 4 ـــــــــــــــــــــر ْ

ْ .. [ المــادة : الجـــــــغـــــــــرافــــــــيــــــــــا ْ

من السنوات الأولى حتى عام 1966

تعد دولة الإمارات العربية المتحدة اليوم أحد أكبر منتجي ومصدري النفط والغاز في العالم، حيث تبلغ احتياطياتها النفطية القابلة للاستغلال نحو 100 مليار برميل، وهو ثالث أكبر احتياطي من النفط في العالم، فيما تبلغ احتاطياتها القابلة للاستغلال من الغاز حوالي 6 مليارات متر مكعب، مما يضعها في المركز الرابع عالمياً في هذا المجال. علماً بأن أكثر من 90٪ من هذه الاحتياطيات موجود في ابوظبي.
وقد لعبت عائدات النفط والغاز، منذ بدء انتاج وتصدير النفط في عام 1962 ، دوراً محورياً في النهضة التنموية الشاملة التي شهدتها ابوظبي ودولة الامارات العربية المتحدة بشكل عام، فعلى مدة قرابة اربعة عقود من الانتاج، سجلت البلاد تطورات هائلة، تحولت معها إلى دولة عصرية تحظى باقتصاد مزدهر وبنية أساسية فائقة الحداثة، ومن المؤكد ان تواصل صناعة النفط والغاز الاضطلاع بدور حيوي في اقتصاد دولة الامارات لعقود عديدة مقبلة، مع تمتع البلاد باحتياطيات نفطية ضخمة تكفي لمواصلة الانتاج بالمعدلات الحالية لمدة تزيد على مائة عام.
وتماشياً مع هذه الأهمية الكبرى لقطاع النفط في الاقتصاد المحلي، حرصت الدولة على الاستثمار بشكل مكثف في القطاع، بحيث باتت صناعة النفط والغاز في دولة الامارات تحتل اليوم مركزاً ريادياً في استخدام أحدث ما توصلت اليه التكنولوجيا في عمليات الاستكشاف والتنقيب والحفر واستخراج ومعالجة المواد الهيدروكربونية في المناطق البرية والبحرية على حد سواء. كما تم الاستثمار بشكل مكثف في إقامة تسهيلات متطورة تتيح للعاملين في حقول النفط البرية والبحرية التمتع بمرافق عصرية متكاملة، وتوفر لهم في الوقت نفسه بيئة عمل حديثة وآمنة تمكنهم من إنجاز مهامهم من دون أية صعوبات، بحيث بات قطاع النفط يعد مرآة للنهضة الشاملة التي تتمتع بها البلاد.
لكن الأمور لم تكن بمثل هذه الصورة الوردية دوماً. ففي الأيام الأولى لانتاج النفط وخلال الفترة الزمنية الطويلة التي استغرقتها عمليات المسح والاستكشاف، التي سبقت بدء انتاج النفط، كانت الظروف المعيشية قاسية لكل من شعب الإمارات والعاملين في الشركات النفطية الذين جابوا الصحارى والمناطق البحرية بحثاً عن النفط.
ويعود تاريخ شركة ابوظبي للعمليات البترولية البرية، أدكو، التي تمتلكها شركة بترول ابوظبي الوطنية (أدنوك) بنسبة 60٪ ومجموعة من شركات النفط الاجنبية بنسبة 40٪ إلى أكثر من ستين عاماً مضت، وتحديداً إلى بدايات صناعة النفط في الإمارات، وهي المرحلة التي يؤرخها أرشيف الصور الضخم الخاص بالشركة، الذي يضم ما يزيد على 15000 صورة فوتوغرافية، ويعد بمثابة سجل تاريخي مهم ليس فقط لبدايات عمليات التنقيب عن النفط في البلاد، وإنما أيضاَ لأسلوب حياة السكان والظروف المعيشية الصعبة التي عانوا منها في مرحلة ما قبل إنتاج النفط.
ويستحيل اليوم على الكثير من المقيمين في دولة الامارات العربية المتحدة سواء كانوا من مواطني الدولة أو من الوافدين، أن يتصوّروا نمط الحياة الذي كان سائداً في المرحلة التي سبقت اكتشاف النفط، لأن التطورات التي شهدتها البلاد طوال العقود الأربعة الماضية كانت هائلة بدرجة غيرت كل شيء تقريباً.
لهذا تكتسب الصور الفوتوغرافية المختارة المنشورة في هذا الكتاب أهمية كبيرة، باعتبارها سجلاً تاريخياً متميزاً للمرحلة الممتدة من منتصف الثلاثينات وحتى قيام دولة الإمارات العربية المتحدة في الثاني من ديسمبر (كانون الأول) 1971 ، حيث ترصد الصور بدايات صناعة النفط، ونمطاً للحياة لم يعد موجوداً إلا في الصور التاريخية، وفي ذاكرة المسنين في البلاد.
وروعي نشر هذا الكتاب بمناسبة العيد الثلاثين لقيام دولة الإمارات العربية المتحدة في الثاني من ديسمبر (كانون الأول) من عام 2001، وعيد الجلوس الخامس والثلاثين لصاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رئيس الدولة، الذي مثل توليه مقاليد الحكم في إمارة ابوظبي، في السادس من إغسطس (آب) من عام 1966، بداية مرحلة متصلة من التطور والازدهار في دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل عام، وفي القطاع النفطي بشكل خاص.
فقد عكس اهتمام صاحب السمو الشيخ زايد بقطاع النفط منذ البدايات الأولى لصناعة النفط في ابوظبي، بعد نظره ورؤيته المستقبلية الثاقبة للدور الحيوي الذي يمكن ان يلعبه هذا القطاع في مسيرة التنمية في البلاد، وحرصه الشديد على استغلال عائدات النفط في تحقيق الرفاهية لشعبه.
ويستهدف هذا الكتاب، الزاخر بالكثير من الصور النادرة المختارة، عرض قصة صناعة النفط ومسيرة التطور الشاملة التي شهدتها البلاد في ظل القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ زايد، حيث تغطي نصوص وصور الكتاب السنوات الثلاثين التي سبقت تولي سموه مقاليد الحكم في ابوظبي، والسنوات الخمس التالية، حتى قيام دولة الإمارات العربية المتحدة، ليوضح بذلك مدى ضخامة النقلة النوعية التي شهدتها البلاد، وقد روعي في اختيار الصور ان تغطي جوانب المختلفة للحياة اليومية للسكان، إلى جانب إلقاء الضوء على المراحل الأولية لتطور صناعة النفط، التي أتاحت عائداتها تمويل برامج التنمية في البلاد.
لقد عرف الناس بوجود النفط في منطقة الخليج العربي منذ آلاف السنين، إلا أنهم لم يدركوا بالطبع ان هذا المورد الطبيعي سوف يحظى بالقيمة الكبيرة التي يتمتع بها اليوم. فقد لاحظت الحضارات القديمة في كل من العراق وايران وجود تسربات طبيعية للزفت من مكامن النفط القريبة من سطح الأرض، وتدل المكتشفات الأثرية انه تم استغلال هذه التسربات في الحضارتين السومرية والبابلية.
أما التسربات من قاع البحر فكانت تظهر على شكل كرات صغيرة من الزفت تلقي بها الأمواج إلى الشواطئ، وكان سكان الشواطئ يستعملونها لكسوة الأواني الفخارية وما شابهها لمنع تسرب السوائل منها. وقد أكدت المكتشفات الأثرية، أن استخدام الزفت في كسوة الأواني الفخارية كان معروفا في دولة الإمارات منذ القدم. فقد أظهر تحليل لكمية من الزفت وجدت على آنية فخارية من العصر الحديدي عثر عليها في موقع آثري في تل أبرق في الإمارات الشمالية، ان مصدر الزفت هو تسرب نفطي في جنوب ايران، حدث منذ ما يزيد على 2500 سنة.
ورغم ذلك، لم يدرك الناس القيمة الحقيقية للنفط كمصدر للوقود إلا عند بدء ظهور أول الاقتصاديات الصناعة في العالم، حيث شهدت السنوات التي سبقت الحرب العالمية الأولى، إجراء عمليات استكشاف وتنقيب عن النفط في العراق وايران وشمال الخليج بالاعتماد على تقنيات حفر بسيطة. وشكلت تلك العمليات بداية تهافت الشركات النفطية التي انبثقت منها الشركات العالمية التي نعرفها اليوم، مثل (شل) وشركة البترول البريطانية، على القدوم إلى المنطقة. وتصاعد اهتماما الشركات النفطية بالمنطقة في عشرينات القرن الماضي بعد أن ساهمت الحرب العالمية الأولى في تسليط الضوء على أهمية البترول كوقود.
وتصدر جهود عمليات التنقيب عن النفط في العراق، كونسورتيوم يضم عدداً من شركات النفط، كان يعرف في البداية باسم (شركة النفط التركية) وأصبح بعد الحرب العالمية الأولى يحمل اسم (شركة نفط العراق). وتضمنت قائمة المساهمين فيه كلاً من (شركة النفط الانجليزية الفارسية) التي اصبحت الآن شركة البترول البريطانية، و(شركة النفط الانجلوسكسونية)، وهي شركة تابعة لشركة (شل) الهولندية البريطانية، ومصالح فرنسية أصبحت تعرف فيما بعد باسم (شركة النفط الفرنسية) توتال ألف فينا حالياً، وشركة (بارتكس)، التي تمثل مصالح رجل أعمال أرمني يدعى كالوستي غولبنكيان، كان قد ساعد في الفوز باتفاقية الامتياز الأصلية وحصل على حصة نسبتها 5٪ تظير جهوده في هذا المجال.
وقادت اتفاقية أبرمت بين بريطانيا والولايات المتحدة الامريكية في عام 1925، إلى انضمام شركتي نفط امريكيتين إلى الكونسورتيوم، وهما الشركتان اللتان انبثقت عنهما (إكسون) و(موبيل)، وقد اندمجت الأخيرتان الآن في شركة واحدة (لونجريج، 1954). وما زال هذا الكونسورتيوم موجوداً في ابوظبي اليوم كمساهم في الامتياز النفطي البري، في حين تملك الشركات المساهمة فيه حصة الأقلية الأجنبية في شركة أدكو.
ومع بروز أهمية النفط، سعت الحكومية البريطانية، التي ترتبط منذ عام 1820 بمعاهدة مع شيوخ إمارات جنوب الخليج (كانت تعرف آنذاك باسم إمارات الساحل المتصالح)، إلى الحفاظ على مركزها المميز في المنطقة، وتم في هذا الإطار إبرام اتفاقية في عام 1922 بين شيوخ الامارات المتصالحة والمعتمد السياسي البريطاني في الخليج العقيد ايه.بي.تريفور، الذي كان يتخذ من ميناء بوشهر في جنوب ايران مقراً له، نصت على قصر منح الامتيازات النفطية على الشركات المعتمدة من قبل بريطانيا (مورسي، 1978).
ورغم ان (شركة النفط الانجلزية الفارسية) أرسلت خبراء جيولوجيين في زيارة قصيرة إلى الشارقة ورأس الخيمة في شهر أكتوبر (تشرين الاول) 1925. (مورسي، 1978) إلا أنها واصلت ممارسة أنشطتها المستقلة في ايران، التي حققت فيها أول اكتشاف نفطي قبيل الحرب العالمية الأولى، في حين واصل كونسورتيوم (شركة نفط العراق) خلال العشرينات تركيز أهتمامه على العراق.
في غضون ذلك، قاد النمو السريع للطلب العالمي على النفط إلى تصاعد حدة المنافسة من قبل الشركات الامريكية الساعية للفوز بامتيازات التنقيب عن النفط في الخليج، والذي توج بتوقيع شركة (بابكو) وهي الشركة الكندية التابعة لشركة (ستاندراد اويل اوف كاليفورنيا)، اتفاقية للتنقيب عن النفط الخام مع البحرين في عام 1931، وتمكنت من حفر أول بئر لها في العام نفسه. وقد انضمت اليها لاحقا شركة امريكية أخرى هي (تكساكو).
وفي عام 1933 وقعت شركة (ستاندارد اويل اوف كاليفورنيا) اتفاقية امتياز، مع العاهل السعودي الراحل الملك عبدالعزيز آل سعود، تم توسيعها لاحقاً لتشمل تكساكو، بحيث أصبحت منطقة الامتياز تغطي منطقة الاحساء الواقعة شرقي المملكة. وتم حفر أول بئر في الدمام في أبريل (نيسان) من عام 1935، إلا ان الامر تطلب ثلاث سنوات من العمل قبل البدء في استغلال البئر المكتشفة في عام 1938، وبدء تصدير النفط السعودي في مايو (أيار) 1939، وقد شكلت تلك العمليات بداية ما يعرف اليوم بشركة أرامكو السعودية.
وفي أعقاب توقيع اتفاقية التنقيب مع السعودية في عام 1933، قام ممثلو شركات النفط الأمريكية بزيارة إلى الإمارات في عام 1934 في محاولة للحصول على امتيازات للتنقيب عن النفط (مورسي،1978). وفي العام نفسه فازت شركة (جلف اويل) بالاشتراك مع (شركة النفط الانجليزية الفارسية) بامتياز للتنقيب عن النفط في الكويت، لتشكل بذلك شركة النفط الكويتية.
وبمواجهة المنافسة المتزايدة من قبل الشركات الأمريكية، بدأ مساهمو (شركة نفط العراق) في التركيز بشكل أكبر على منطقة جنوب الخليج. وتولت زمام المبادرة في هذا المجال شركة (دارسي اكسبلوريشن) وهي شركة تابعة لشركة النفط الانجليزية الفارسية، التي منحها شيخ قطر في عام 1930 حقاً اختيارياً يتيح لها مهلة سنتين لإجراء المسوحات الجيولوجية الأولية، قبل أن تقرر فيما إذا كانت ترغب في الحصول على امتياز كامل للتنقيب عن النفط. (لونجريج، 1954) وقد تم لاحقاً تحويل هذا الخيار إلى (شركة نفط العراق).
وفي سبتمبر (ايلول) من عام 1935، قام كونسورتيوم شركة نفط العراق بتأسيس شركة تابعة يملكها المساهمون به، أطلق عليها اسم (بتروليوم كونسيشينز ليمتد،بي،سي،إل) بهدف السعي للحصول على امتيازات جديدة في شبه الجزيرة العربية ومختلف انحاء الشرق الأوسط (خارج العراق)، بما في ذلك سوريا وشرق الأردن ولبنان وفلسطين واليمن والمنطقة الغربية من المملكة العربية السعودية، (لونجريج، 1954) وفي غضون ذلك شرعت (شركة النفط الانجليزية الفارسية) والتي كانت اكبر المساهمين من حيث عملياتها القائمة في منطقة الخليج، في إجراء مفاوضات للحصول على امتيازات للتنقيب عن النفط في الإمارات.
وفي شهر نوفمبر (تشرين الثاني) من عام 1935، منح شيوخ إمارات ابوظبي ودبي والشارقة ورأس الخيمة خيارات مدتها عامان لشركة (دارسي) وفي حين أن هذه الخيارات لم تمنح الشركة اية حقوق بشأن عمليات الاستكشاف والتنقيب عن الاحتياطيات النفطية، إلا أنها منحتها حق الخيار الأول في توقيع اتفاقيات الامتياز، في حال قررت القيام بذلك بعد اجراء الدراسات الاولية لجيولوجيا سطح الأرض في المنطقة.
وفي يناير (كانون الثاني) من عام 1936، وصل إلى الإمارات فريق مسح جيولوجي آخر من (شركة النفط الانجليزية الفارسية)، التي كانت قد أعادت تسمية نفسها باسم (شركة النفط الانجليزية الايرانية) في عام 1935، وقام الفريق خلال عامي 1936 و 1937 بزيارة مناطق مختلفة من ابوظبي ودبي رأس الخيمة.
وعلى الرغم من أنه ركز عملياته على المناطق الساحلية، إلا انه توغل ايضا في المناطق البرية وصولاً إلى جبل حفيت وواحة العين، ثم زار عدداً محدوداً من القرى الصغيرة. وقد تم الاحتفاظ بسجلات فوتوغرافية عن أعمال المسح التي قام بها، وهي السجلات التي اختيرت منها الصور المنشورة في الجزء الأول من هذا الكتاب.
وتوفر هذه الصور لمحة مهمة عن أسلوب الحياة السائد آنذاك في الإمارات، بخاصة أنه، وخلافا للمسؤولين البريطانيين، فإن عددا قليلا جداً من الزوار كانوا يأتون إلى المنطقة، وكان بعضهم فقط يحمل كاميرات لتصوير مشاهداتهم.
وكان اقتصاد المنطقة في ذلك الوقت يعتمد على الزراعة في الواحات مثل واحدة العين، وفي بعض مناطق الإمارات الشمالية، إلى جانب صيد الأسماك والغوص على اللؤلؤ، وهما حرفتان امتهنهما سكان جنوب الخليج على مدى السبعة آلاف سنة الماضية تقريبا. وكان معظم السكان من البدو الرحل الذين يتنقلون من مكان إلى آخر بحثا عن الماء والمرعى لمواشيهم، ولم تشهد المنطقة سوى النزر اليسير من ثمار التطور والتقدم الذي كانت تشهده أنحاء متفرقة من العالم.
وحتى فترة قريبة، ظل جزء كبير من الارضي الداخلية من الامارات، مجهولا بالكامل بالنسبة للأجانب. فعلى سبيل المثال، كان أول رحالة أوروبي يصل إلى واحة ليوا، التي تقع على الحافة الشمالية للربع الخالي، جنوب إمارة ابوظبي، هو المكتشف البريطاني السير ويلفريد ثيسيجر، خلال رحلاته الاسكتشافية في الصحراء، في السنوات التالية للحرب العالمية الثانية مباشرة.
أما البلدات الساحلية والجزر (مثل جزيرة دلما)، فقد كانت أوفر حظا في التواصل والاتصال مع العالم الخارجي، بحكم نشاطها في تجارة اللؤلؤ. إذ كانت توجد جاليات صغيرة من التجار الهنود في بلدات ساحلية عدة، وكان المعتمد السياسي البريطاني يقيم في الشارقة، وكان المسؤولين البريطانيون والسفن الحربية البريطانية إضافة إلى السفن التجارية المتجهة إلى الهند يقومون بزيارات إلى المنطقة من حين إلى آخر.
ورغم ذلك، عانت البلدات الساحلية من ركود اقتصادي خلال الثلاثينات، فإلى جانب التأثير السلبي للكساد الذي اجتاح الاقتصاد العالمي آنذاك على صادرات اللؤلؤ المحلي، كانت تجارة اللؤلؤ الطبيعي تعاني أصلاً من اضرار بالغة كنتيجة مباشرة لنجاح اليابانيين قبل بضع سنوات من ذلك، في استزراع اللؤلؤ في قاع البحر وانتاجهم لما بات يعرف باللؤلؤ الاصطناعي بكميات تجارية اكتسحت الأسواق العالمية. فبينما واصلت أساطيل الغوص من اللؤلؤ الإبحار كل عام بحثا عن اللؤلؤ الطبيعي، إلا أن عائد الغواصين الشحيح اصلاً اخذ في الانحسار. وبدا واضحاً آنذاك، ان هذه المهنة العريقة، بدأت تحتضر بصمت، ماضية نحو نهايتها المحتومة.
وهنا. أدرك حكام الامارات ان اهتمام الشركات الاجنبية بالتنقيب عن النفط يحمل بصيصا من الأمل لمستقبل افضل، خاصة أنهم كانوا مطلعين جيمعا على الاكتشافات التي حدثت في اقصى شمال منطقة الخليج، وتأثيرها الايجابي على الاقتصاديات المحلية للدول المعنية. وفي ظل هذه المعطيات. وعلى الرغم من قلق الناس بشأن الانعكاسات السلبية التي قد تخلفها صناعة النفط على أسلوب الحياة التقليدي، استقبلت المدن الساحلية اول فرق للمسح والتنقيب وصلت اليها بالترحاب، وان كانت هذه الفرق قد لقيت استقبالاً مشوباً بالشكوك في المناطق الداخلية.
ومثلت عملية المسح بحد ذاتها مهمة شاقة حافلة بالصعوبات. فكثيرا ما كانت السيارات تغرز في الرمال أو في السبخات الساحلية، في حين كان التوجه إلى الجزر البعيدة عن الشاطئ مثل جزيرة صير بني ياس (التي كانت صخورها بالبارزة التي تشكلت في العصر الميوسيني، مثار اهتمام علماء الجيولوجيا) يستدعي تحميل السيارات على سفن خشبية صغيرة، ولم تكن جزيرة ابوظبي نفسها، استثناء من هذه القاعدة، بالنظر إلى ان مياه المد كانت تغمر المنطقة التي تربطها مع اليابسة.
وفي امارة ابوظبي، ابدى حاكمها الشيخ شخبوط، اهتماماً ملحوظاً بعمل فريق المسح، وكان يأمل بصفة خاصة، ان تؤدي ابحاث الفريق الجيولوجي إلى اكتشاف مصادر جديدة للمياه العذبة في المناطق الصحراوية، والى جانب زياراته إلى موقع عمل الفريق في جبل حفيت، كلف الشيخ شخبوط شقيقه الأصغر، الشيخ زايد، بمرافقة اعضاء الفريق في بعض رحلاتهم للاستفادة من معرفته الوثيقة بأساليب الحياة في الصحراء وسكانها من البدو. فعلى الرغم من ان الشيخ زايد كان في البداية العشرينات من عمره آنذاك، إلا أنه قد أظهر بالفعل قدرات متميزة أكسبته احتراماً واسع النطاق.
وكان من ضمن المهام التي نفذها الشيخ زايد في هذا المجال، قيامه في شتاء عام 1936-1937 بمرافقة خبيرين جيولوجيين تابعين للشركة ومترجم و16من البدو، في رحلة إلى غرب وجنوب غرب ابوظبي (هيرد- بيي 1982) وقد هيأت أمثال تلك الرحلات للشيخ زايد أول احتكاك له من صناعة النفط. اذ تمكن سموه من خلال تلك الرحلات والمحادثات التي كان يجريها مع ممثلي الشركة، ان ينمي للمرة الأولى رؤيته للمكاسب التي يمكن ان يجلبها اكتشاف النفط إلى ابوظبي وشعبها.
وقد أثمر المسح الجيولوجي الأول عن نتائج كانت كافية لتشجيع (شركة نفط العراق) للسعي إلى الحصول على امتياز كامل للتنقيب عن النفط في الإمارات. ولهذا فقد سعت الشركة إلى الحصول دعم المعتمد السياسي البريطاني في الخليج لجهودها. وحظيت بهذا الدعم بالفعل، حيث قام المعتمد السياسي في عام 1937 بإبلاغ كافة الشيوخ رسميا بأنه، وبموجب شروط اتفاقيتهم مع بريطانيا في عام 1922. سوف يفوضهم بالتعامل فقط مع (شركة نفط العراق).
وتم توقيع أول اتفاقية امتياز رسمية في شهر مايو (أيار) من عام 1937 بين الشيخ سعيد بن مكتوم، حاكم إمارة دبي آنذاك، وشركة تطوير النفط (الإمارات المتصالحة)، التي تأسست في البحرين كشركة تمتلكها بالكامل شركة (بي.سي.إل) وتبعتها اتفاقيات اخرى في رأس الخيمة وكلباء. التي كانت وقتئذ إمارة منفصلة، في شهر ديسمبر (كانون الأول) من عام 1938.
وفي 11 يناير (كانون الثاني) 1939، وفي أعقاب مفاوضات مطولة، وقع الشيخ شخبوط اتفاقية امتياز لمدة خمسة وسبعين عاما مع ستيفن لونجريج مدير عام شركة تطوير النفط (الامارات المتصالحة).
وشهد توقيع الاتفاقية بالنيابة عن ابوظبي عم الحاكم، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، (جد الشيوخ مبارك بن محمد، طحنون بن محمد، سيف بن محمد وسرور بن محمد، وهو ايضا الابن الوحيد الباقي على قيد الحياة للشيخ زايد بن خليفة، الذي حكم إمارة ابوظبي من الفترة ما بين عام 1855 إلى عام 1909)، كما شهد توقيع الاتفاقية التاجر المعروف أحمد بن خلف العتيبة، الذي أصبح حفيده، مانع سعيد العتيبة فيما بعد، أول وزير للبترول في إمارة ابوظبي ومن ثم في دولة الامارات العربية المتحدة.
وقد منحت الاتفاقية الشركة حق التنقيب عن النفط في جميع اراضي إمارة ابوظبي، بما فيها المناطق البرية والجزر والمناطق البحرية على امتداد ثلاثة اميال. وقد وافقت الشركة، مقابل ذلك، على ان تدفع للحاكم 300.000 روبية هندية (العملة التي كانت متداولة حينئذ في الامارات المتصالحة)، خلال مدة ثلاثين يوما من تاريخ توقيع الاتفاقية، وبأن تدفع، إلى ان يتم اكتشاف النفط بكميات تجارية، مبلغ 100.000 روبية هندية سنويا.
وعند اكتشاف النفط بكميات تجارية، تدفع الشركة مبلغاً قدره 200.000 روبية، ومن ثم يتم استبدال الدفعة السنوية بجعالات قدرها 3 روبيات لكل طن من النفط يتم استخراجه، شريطة ان تقوم الشركة إذا قل المبلغ، خلال اول سنتين بعد اكتشاف النفط بكميات تجارية عن 250.000 روبية، بتعويض النقص ورفع المبلغ إلى 250.000 وربية في السنة المعنية. وبعد انقضاء اول سنتين، ترفع الجعالات المستحقة الدفع إلى 500.000 روبية سنويا.
وتم الاتفاق ايضا على عدم دفع الشركة أي جعالات على النفط المستخدم من قبلها ومن قبل موظفيها وعلى قيامها بتوفير الوقود لسيارات الحاكم. وقد نصت مادة اخرى ضمن الاتفاقية، على انه إذا ما عثرت الشركة على أي مكان يحتمل وجود الماء فيه، فيتعين عليها ابلاغ الحاكم بذلك.
كما اشترطت الاتفاقية على انه لا يجوز لشركة تطوير النفط (الامارات المتصالحة) تنفيذ اية اعمال في المناطق المستعملة والمخصصة كدور للعبادة أو المباني ذات الأهمية الدينية أو المقابر، ويشكل هذا النص، الأساس الذي انبثقت منه السياسة الحالية التي تتبناها شركة ادنوك وشركة أدكو في مجال الحفاظ على التراث الوطني للبلاد (العتيبة، 1982).
وتبعت اتفاقية ابوظبي. اتفاقية اخرى أبرمت مع إمارة عجمان، في شهر مارس (آذار) من عام 1939، وتم التخطيط لتنفيذ برنامج رئيسي لعمليات المسح في شتاء 1939-1940، إلا ان اندلاح الحرب العالمية الثانية، أدى إلى تأجيل تنفيذ تلك الاتفاقية. كما حالت الحرب دون تطوير حقل دخان في قطر، الذي اكتشفته شركة أخرى تابعة لشركة نفط العراق، وهي شركة تطوير النفط (قطر)، في عام 1938، وتطوير حقل برقان في الكويت. وجرى ايضا تعليق عمليات البحث عن النفط في جنوب الخليج طوال مدة الحرب، على الرغم من استمرار انتاج النفط في أماكن اخرى من المنطقة، وبينما أصيب الحكام في البداية بخيبة أمل إزاء هذه التطورات غير المواتية، إلا أنهم سرعان ما تفهموا دواعي تأجيل عمليات الاستكشاف والتطوير.
وحالما وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها في عام 1945، تم الشروع سريعاً بتنفيذ برنامج للتنقيب عن النفط، بعد استيراد وتجميع كافة المعدات اللازمة والتي استغرقت أشهراً عدة. وقد قامت فرق المسح في شركة تطوير النفط (الامارات المتصالحة) مجدداً خلال عامي 1946و1947 بزيارة معظم المناطق في ابوظبي التي تمت معاينتها قبل اندلاع الحرب، وقد الشيخ شخبوط مرة اخرى دعما كبيرا لفرق المسح، وحظيت الفرق أيضاً بدعم ممثال من صاحب السمو الشيخ زايد، الذي كان الشيخ شخبوط قد عينه ممثلا عنه في منطقة العين في عام 1946، وقد كان الشيوخ يتطلعون في تلك المرحلة لإنجاز عمليات المسح والتنقيب بشكل أسرع، وهو ما عبر عنه مسؤولو الشركة لاحقاً بقولهم: (أبلغنا شيوخ الساحل المتصالح بأنهم يعتقدون بان العمليات كانت تسير ببطء شديد) (هندرسون،1988).
وأدت الصعوبات الكبيرة التي كانت تواجه العمل في المناطق الصحراوية إلى تركز الكثير من عمليات المسح الأولى في المناطق الساحلية، بخاصة تلك التي يمكن الوصول اليها بسهولة نسبياً عن طريق البحر. كما تم التركيز في البداية على المنطقة الساحلة الواقعة شمال شرق إمارة ابوظبي. وقام الخبراء الجيولوجيون في شركة تطوير النفط (الامارات المتصالحة) باجراء عمليات مسح مكثفة، مستخدمين شاحنات شيفروليه من مخلفات الحرب، تم استبدالها فيما بعد بسيارات دودج نصف نقل وسيارات لاندروفر، في رحلاتهم العديدة لمعاينة الكثبان الرميلة والصخور البارزة. وتمكنت الفرق من تحديد موقع مناسب في رأس صدر، يقع على الساحل على بعد 40 كلم شمال شرقي ابوظبي، لاجراء المزيد من عمليات المسح والاختبار، فيما مثل نقطة البداية لوضع خطط حفر أول بئر استكشافية.
يذكر ان الشاطئ في رأس صدر، يطل على خليج داخلي ضحل المياه لدرجة ان الابحار فيه كان مقصوراً على القوارب الصغيرة ذات الغاطس الضحل (قبل حفره وتعميقه في السنوات القليلة الماضية)، في حين كانت الصنادل والقاطرات التي تحمل معدات الحفر تعجز عن الاقتراب من المنطقة الساحلية. ولهذا تقرر نقل جميع معدات الحفر إلى منطقة غناضة، على الشاطئ الشمالي للطويلة، التي كانت المياه فيها أكثر عمقا، تمهيداً لجلبها إلى الشاطئ وتحمليها على شاحنات عملاقة في رحلة قصيرة ولكن شاقة إلى موقع الحر في رأس صدر.
وقط وظفت الشركة عدداً من أفراد القبائل المحلية لمساعدتها في هذه المهمة، كما شكل أفراد القبائل أيضاً جزءاً من العمالة غير الماهرة التي تتولى عمليات المساعدة في إعداد الحفار وهو من طراز (إيديال 100)، وكان من بين أولئك العاملين، علي بن ثمير والذي سبق له ان رافق فرق المسح كدليل خلال عمليات المسح التي كانت تقوم بها في المناطق الصحراوية الداخلية، وعبيد سالم المزروعي، (ابوسالم) الذي لايزال يعمل لدى (أدكو) حتى اليوم.
وتابع الشيخ شخبوط أعمال بدء الحفر عن كثب، وكان على علم تام بالتغييرات المحتملة التي سوف يحدثها تطوير صناعة النفط على مستقبل شعبه. وكان يهتم بشكل مباشرة بمساعدة الشركة في توظيف العمال، وفي تحديد رواتبهم وشروط تعيينهم. إضافة إلى انه وافق على توفير مجموعة من الحرس لحماية موقع الحفر. على ان تدفع الشركة رواتبهم، وكان اول من اختير لهذه العمل ثاني بن مرشد الرميثي، الذي عين رئيسا للحرس، كما عين الشيخ شخبوط، الشيخ حمدان بن محمد آل نهيان (تقلد لاحقاً منصب نائب رئيس الوزراء في دولة الامارات العربية المتحدة )، ليعمل ممثلا له في موقع البئر (هيرد – بيي، 1982).
وبغض النظر عن العدد القليل من الأفراد الذين كانوا يعملون في إرشاد فغرق المسح التابعة لشركة تطوير النفط (الإمارات المتصالحة) على طول الساحل وفي المناطق الصحراوية، فقد تأثر عدد من أهالي ابوظبي مباشرة بالصناعة الجديدة، التي أدت خلال العقود القليلة التالية، إلى إحداث تغييرات جذرية في بلادهم. وبينما مثل حفر بئر رأس صدر، بداية مسيرة التحول، فقد حظي كثير من المواطنين بأول فرصة لهم للتعرف إلى العالم الصناعي الحديث، لدى مشاركتهم في عمليات الحفر بصفة عمال أو حراس.
وكانت إقامة الميناء المؤقت في غناضة، وشق طريق غير ممهدة إلى رأس صدر، تعبرها سيارات الصغيرة وشاحنات عملاقة تنقل المعدات الثقيلة وهبوط طائرة كل أسبوع حاملة البريد والتموين العاجل لفريق الحفر، قد ساهمت كلها في فتح آفاق جديدة للسكان المحليين، بعد ان كان استخدام المنطقة في السابق يقتصر على كونها قاعدة لصي الأسماك أو مرعى للماشية بعد هطول المطر في فصل الشتاء.
والى جانب ذلك أدى بدء العمليات النفطية، إلى بروز فرص جديدة للأعمال، أذ أصبح الصيادون المحليون على سبيل المثال، يحدون سوقاً جاهزة لحصيلة صيدهم في معسكر العاملين في رأس صدر، كما أصبح للنشاط الذي دب في رأس صدر تأثير ملحوظ ايضاً في سوق ابوظبي القريبة، وان كان المعسكر يستورد معظم احتياجاته من المواد الغذائية المخصصة مباشرة من الخارج.
وحظي هذا التطور بأهمية خاصة لأن تجارة اللؤلؤ كانت قد شارفت بالفعل على نهايتها في السنوات التي تلت الحرب العالمية الثانية مباشرة، نتيجة لإصدار الهند قانوناً في عام 1946 يحظر استيراد اللؤلؤ من الخليج، وبما أن التجار الهنود كانوا في العادة يشترون معظم كميات اللؤلؤ التي يحصل عليها الغواصون في الخليج، فقد شكل هذا القانون ضربة قوية لنشاط الغوص، وعلى الرغم من إلغاء هذا القانون بعد ذلك، إلا أنه استبدل بضرائب جمركية كانت عالية جدا لدرجة ان تجار اللؤلؤ في الخليج أصبحوا غير قادرين على تصديره إلى الهند (الملاخ، 1981).
ولم تقتصر الآثار السلبية لهذا التطور على التجار فحسب، وإنما وجد الكثيرون أنفسهم بلا عمل، حيث كانت فرص العمل القليلة المتاحة في هذا المجال توفر أجوراً زهيدة وتتم في ظروف قاسية.
وفور انتهاء العمل في نصب الحفار. تم الشروع في حفر أول بئر استكشافية للنفط في الإمارات. وهي بئر (رأس صدر-1) في فبراير (شباط) 1950) وقد شهد هذه المناسبة الشيخ شخبوط، والمعتمد السياسي البريطاني في دبي، والممثل المحلي لشركة تطوير النفط (الإمارات المتصالحة)، إدوارد هندرسون، والذي اختتم حياته المهنية الطويلة في المنطقة، بالتحاقه بالعمل في مركز الأبحاث والتوثيق التابع لحكومة ابوظبي.
ووصل عمق البئر عند إنجاز أعمال الحفر في مارس (آذار) 1951 إلى 13.001 قدم، وكانت أعمق بئر يتم حفرها في الشرق الأوسط حتى ذلك التاريخ، وشكل ذلك الخطوة الأولى في مسيرة حافلة بالإنجازات الريادية، وبداية تقليد مازال متبعاً حتى اليوم، ويرتكز إلى تمتع صناعة النفط في ابوظبي بمكانة رائدة في الانجازات التقنية.
وخلال اشهرو الثلاثة عشر التي استغرقها حفر البئر، كان الحاكم واخوانه يزورون الموقعبانتظام، بالاضافة إلى عدد غفير من المواطنين الذين كان يدفعهم الفضول إلى مشاهدة علميات لحفر ونتائجها بأنفسهم. إلا أنه وعلى لارغمن الآمال العريضة التي علقتها الشركة ومواطنوا ابوظبي على بئر (راس صدر-1) إلا أنه تبين فيما بعد، أنها جافة، فتم سدها وهجرها. وقد قامت شركة أدكو بتخليد ذكرى هذا الموقع المهمة في تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة وتطورها الحديث، في شهر فبراير (شباط) من عام 2000، حيث تم الاحتفال بمناسبة مرور نصف قرن على حفر هذه البئر، بتعليق رأس بئر قديمة ولافتة على الموقع.
وشكل هجر بئر (رأس صدر-1) ضربة قوية الآمال مواطني ابوظبي، الذين كانت تجربتهم الأولى هذه مع صناعة النفط، قصيرة الأجل نسبياً، لأنه بعد التخلي عن البئر، قامت الشركة بالاستغناء عن العمال المحليين، وانتقلت إلى جبل علي وحفرت بئر فيهان وعينت مجموعة من العمال من دبي، وتبين ان هذه البئر جافة أيضاً، فتم سدها وهجرها بعد بلوغ عمليات الحفر إلى عمق 12.350 قدماً، ثم عادت الشركة إلى إمارة ابوظبي. ومع حفر بئر أخرى غير ناجحة في منطقة الجويزة في الشارقة في منتصف الخمسينات، توقفت عمليات الاستكشاف والحفر في الإمارات الشمالية، وبالتالي تم التخلي عن اتفاقيات الامتياز الموقعة مع حكام تلك الإمارات.
وتمكنت الشركة، اعتماداً على الخبرات التي اكتسبتها في (رأس صدر) من تنفيذ مبادرة مهمة أثرت بشكل مباشر على نمط الحياة في جزيرة ابوظبي، تمثلت في الربط بين جزيرة ابوظبي واليابسة بطريق بري، ففي أواخر الأربعينات وأوئل الخمسينات، كان مسؤولو الشركة غالباً ما يسافرون ما بين ابوظبي ودبي باستعمال زوارق شراعية ذات غواطس ضحلة، إلا ان هندرسون، ممثل شركة تطوير النفط (الإمارات المتصالحة)، المقيم في ذلك الحين في دبي، كان يستعمل قارباً بخارياً صغيراً من نوع الجلبوت، يمتلكه خانصاحب حسين، أحد وكلاء المعتمد البريطاني المقيم، وكان أول مركب من نوعه مجهز بمحرك في منطقة جنوب الخليج. وبما أن غاطس القارب لم يكن يتجاوز ثلاثة أقدام، فقد كان مثاليا للإبحار في المياه الضحلة قبالة ساحل رأس صدر وقريبا من موقع الحفار. كما كانت الشركة تستخدم أسطولا من السيارات المرابطة على اليابسة، في الانتقال إلى ابوظبي، وزيارة الحاكم أحيانا أو في القيام بأعمال أخرى.
وقد كانت جزيرة ابوظبي في ذلك الحين معزولة عن اليابسة، يفصلها عنها خور المقطع، ولم تكن السيارات تصلها إلا بصعوبة بالغة، عندما تنحسر مياه البحر في فترات الجزر وفقط إذا كانت الريح مواتية. أما إذا كان المد عاليا، أو كانت الرياح الشمالية الغربية تهب على المنطقة، فان عبور الخور يصبح مستحيلاً، ويعجز مسؤولو الشركة عن زيارة ابوظبي، وتصبح فرق المسح العاملة في الصحراء معزولة كليا عن أولئك المسؤولين.
وقد تمكن هندرسون، بعد محاولات عدة مع إدارته في لندن، من الحصول على ألف جنيه استرليني وهو مبلغ ضخم في حينه، لبناء معبر صغير على خور المقطع. فراح يجمع كل ما يمكن استعماله في مشروعه هذا، مثل أنابيب الحفر المستعملة والمخلفات الإسمنتية التالفة الناتجة عن حفر ابار النفط. وتم بناء ذلك المعبر لحساب شركة تطوير النفط (الساحل المتصالح) على يد خانصاحب حسين، ومثّل ذلك اول عقد من سلسلة عقود هندسية نفذتها في ابوظبي الشركة التي تمتلكها أسرته. وافتتح المعبر في عام 1952، وظل يستعمل إلى ان تم إنشاء أول جسر في المقطع في منتصف الستينات، وكان ذلك أول مشروع من جملة مشاريع عديدة قامت شركة أدكو بتنفيذها على مدى السنين، حيث شاركت بعد ذلك بفعالية في تعزيز البنية الأساسية في جميع أنحاء الإمارة (هندرسون 1988).
وعلى الرغم من ان المعبر كان وعراً نسبياً ومبنياً من مواد بعضها مستعمل، إلا أنه أدى خدمة كبيرة لأبوظبي. فلم يعد المد العالي أو الظروف المناخية السيئة تمنع الوصول إلى الجزيرة. ومع ان مسطحات السبخة التي كانت تمتد داخل البر إلى المكان الذي يحتله حاليا مطار ابوظبي الدولي، كانت تفيض أحيانا بعد هطول الأمطار، فقد أتاح وضع علامات فوقها لتشكيل ما يشبه الممر الذي يسمح بمرور السيارات وقوافل الجمال بسهولة نسيبة، وقاد ذلك إلى إحداث تحسن ملحوظ للموصلات بين جزيرة ابوظبي والمناطق الداخلية، وصولاً إلى ساحل دبي أيضاً، كما ساهم بقدر محدود ولكن مهم، في دفع عجلة التطور البطيء الذي بدأ يشق طريقه إلى الجزيرة.
وساهم مشروع آخر أطلقه هندرسون بعد سنوات عدة، بشكل كبير في تنمية الزراعة في منطقة العين، ففي منتصف الخمسينات، وخلال زيارات إلى العين، لاحظ هندرسون ان كثيراً من أشجار النخيل كانت تموت بسبب عدم إدارة أنظمة مياه الأفلاج بشكل صحيح نتيجة لغياب الأمن في المنطقة.
وقد أوضح له صاحب السمو الشيخ زايد، ممثل الحاكم في العين عندئذ، أن إصلاح تلك الأفلاج يعد حيوياً لخطط التنمية التي يعدها سموه للمنطقة، وهكذا جرى العمل على مشروع لإعادة تأهيل الأفلاج. وبدعم من الشركة، جرى الاتصال بالمعتد السياسي البريطاني في دبي، وتم الحصول على مبلغ يقارب 5000 جنيه استرليني لتمويل الأعمال.
وعلى مدى سة أشهر، وتحت الإشراف المباشر لكل من صاحب السمو الشيخ زايد وهندرسون، تم تنظيف وإصلاح الأفلاج السبعة الموجود في العين بأكملها، مما أدى إلى وزيادة حجم المياه المتدفقة عبرها بنسبة 50٪ واستعادت أشجار النخيل عافيتها، وقد شجع توفر هذه الكميات الإضافية من المياه صاحب السمو الشيخ زايد، على المضي قدما في تنفيذ برنامج شامل تطوير الزراعة وتوسعة الرقة الزراعية في الإمارة. (هيرد – بيي، 1982).
وأثناء تنفيذ أعمال برنامج الحفر الأولي في بئر راس صدر، واصلت الشركة تنفيذ أعمال المسح، وتبع ذلك إجراء الدراسات المبدئية لجيولوجيا سطح الأرض، وتم تنفيذ برنامج مسح زلزالي ومسح للجاذبية، جنبا إلى جنب مع تنفيذ الأعمال في جزيرة ابوظبي في عامي 1949و1950 . وتم في عام 1951 إجراء مسح زلزالي آخر في منطقة المرفأ، غرب ابوظبي. وعلى الرغم من ان المعدات المستعملة في تلك الأعمال كانت أقل تطوراً من المعدات المستعملة في يومنا هذا، إلا انها أثبتت ان منطقة المرفأ تضم تكوينات جوفية واعدة تبرر إجراء دراسات أكثر تعمقاً، وبحلول نهاية عام 1952، وبعد التخلي عن بئر جبل علي، قامت شركة تطوير النفط (الساحل المتصالح) بنقل جميع معدات الحفر الخاصة بها إلى رأس البر في طريف، شرقي الميناء القديم في المرفأ، وأقامت هناك معسكرا رئيسياً.
وتلى ذلك، اعادة توظيف رجال القبائل والحراس الذين كانوا يعملون في بئر رأس صدر، كما وفرت قوة ساحل عمان (تم تأسيسها تحت إشراف المعتمدية السياسية البريطانية في عام 1951، وعرفت فيما بعد باسم كشافة ساحل عمان)، أمنا إضافيا للموقع، وعلى مدى العشرين عاما التالية، كانت قوة كشافة ساحل عمان تعمل بشكل وثيق مع الشركة في المناطق الصحراوية للإمارة.
وفي 18 يناير 1953 ، تم حفر بئر على بعد 16 كيلومترا جنوب طريف فوق قبة جوفية ضخمة تم تحديد موقعها عن طريف المسوحات الزلزالية، وأطلق عليها اسم (مربان). وما زال هذا الاسم يستعمل حتى اليوم لتعرف مزيج النفط الخام المنتج من حقول نفط ابوظبي البرية، بالرغم من ان اسم تكوين (مربان) الجيولوجي قد تغير الآن ليصبح (باب)، وهو أحد حقول النفط الرئيسية التابعة لشركة أدكو.
وفي هذه المرحلة بدأ مسئولو شركة تطوير النفط (الساحل المتصالح) بالتفكير في التخلي عن امتياز التنقيب في أبوظبي، فقد تم حفر بئرين جافتين إلى أعماق تزيد كثيراً على الأعماق التقليدية لحقول نفط عديدة منتجة أخرى في الخليج، مما استدعى تعزيز الإمكانات التقنية لمعدات الحفر في الشركة إلى أقصى الحدود. علاوة على ذلك، كان التحرك في الصحراء القاسية والأرضي الساحلية يستلزم استثمارات ضخمة في الوقت والسيارات.
وفي المقابل، تمت إعادة تأهيل بئر (دخان) الاستكشافية في قطر القريبة بسرعة مذهلة، بعد أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها، وتم حفر بئرين جديدتين، وبدا الحقل، وهو الأول من نوعه جنوبي الخليج، بالإنتاج عام 1949 (لونجريج 1954).
وفي الأجزاء السفلى من الخليج العربي، كانت حكومة ابوظبي ومسئولو الشركة يعلقون أمالا كبيرة على تحقيق نتائج إيجابية في بئر (مربان -1) إلا انهم أصيبوا بخيبة أمل جديدة، حين تبين ان البئر جافة، فتم سدها والتخلي عنها في أكتوبر (تشرين الأول) 1954 بعد بلوغ عمق 12.588 قدماً في قاعدة تكوين دخان، إثر مواجهة مشاكل ميكانيكية.
وظهرت خلال حفر البئر، مؤشرات على وجود خزان جوفي ومواد هيدروكربونية على عمق 8000قدم تقريباً، في التكوينات السفلى لمكمن تكون في العصر الطباشيري والتكوينات الجوراسية العليا. ومع ان تقييم النتائج كان صعبا بسبب المشاكل الميكانيكية، إلا أنها أكدت على الأقل وجود بعض الكميات من النفط تحت صحارى أبوظبي، فتقرر الاستمرار ببرنامج التنقيب.
وقد شملت المرحلة الأولى من برنامج التنقيب عن النفط عمليات مسح زلزالي أخرى، سواء على اليابسة أو في المياه الساحلية الضحلة. وتم تنفيذ عمليات المسح، في المناطق البرية، في منطقة (جبل بركة) غرب جبل الظنة، في عامي 1953 و 1954 ، تلتها عمليات مماثلة في (سبخة مطي) في عامي 1954 و 1955، ثم في منطقة بينونة وشبه جزيرة السلع في عام 1955، وفي العُديد في عام 1956 ليتجدد المسح بعد ذلك في منطقة مربان عام 1957. وفي المناطق الساحلية، تم تنفيذ عمليات مسح زلزالي في مياه البحر الضحلة ما بين عامي 1954 و1956، شملت مناطق (رأس صدر) و(رأس مشيريب)، (وهي واحدة من رؤوس البر التي تشكل الطرف العلوي لشبه جزيرة السلع)، والعُديد وغرب مربان والرويس والسلع نفسها والشويهات.
وبعد تحليل وتفسير النتائج عمليات المسح الزلزالي في الفترة ما بين 1953و1955، حولت الشركة انتباهها إلى منطقة غرب جبل الظنة، ونقلت بذلك قدرا كبيرا من معدات معسكرها الرئيسي عن طريق البحر إلى موقع جديد. وتم اختيار الموقع لتنفيذ بئر استكشافية أخرى، هي (الجزيرة -1) غرب (سبخة مطي) والتي تم حفرها في الفترة ما بين يناير (كانون الثاني) 1955 ومارس (آذار) 1956، ليتبين بأنها بئر جافة أخرى، تماما كالبئر التي تم حفرها في الشويهات، قرب جبل البركة، ما بين نوفمبر (تشرين الثاني) 1956 ونوفمبر (تشرين الثاني )1957.
وقد اشتملت هذه الأنشطة على عمليات أستطلاع واسعة النطاق للمناطق الساحلية في ابوظبي، والتي شكلت آنذاك مهمة أشد صعوبة من مثيلاتها في الزمن الحالي. فلم تكن هناك طرق وتوجب على فرق المسح قيادة السيارات في اراض وعرة أو بمساعدة البحارة المحليين، للإبحار في المياه الضحلة التي لم يسبق سبرها وتدوين تفاصليها في اية خارطة بحرية.
والآن وبعد مرور أكثر من أربعين عاما، ما زال الوصول إلى بعض المناطق التي زارتها فرق عمل الشركة، مثل (رأس مشيريب) ومساحة كبيرة من منطقة بينونة، غير ممكن إلا بالسيارات ذات الدفع الرباعي فقط، وعبر مسارات وعرة أو عبر مناطق برية مفتوحة.
وفي كافة تلك الأنشطة، أكدت خبرة مواطني ابوظبي بالظروف المحلية قيمتها التي لا تقدر بثمن، كما أمر الحاكم بتزويد كافة فرق المسح والحفر، بحراس لمرافقتهم وحمايتهم، وبهذا شملت المنافع قاعدة أكبر من الأفراد. كما تمكن عدد كبير من أهالي ابوظبي وبفضل الخبرات التي اكتسبوها من عملهم مع الشركة ومع مقاولي الحفر التابعين لها، من تعلم مهارات جديدة، وأصبحوا يتحدثون الانجليزية وقام بضعهم بعد ذلك بتأسيس أعمال تجارية صغيرة لتزويد الصناعة البترولية الوليدة ببعض ما تحتاجه من مؤن وعتاد. وقد شكل ذلك اللبنة التي شكلت حجر الأساس لبعض الأعمال التجارية الكبيرة التي نجدها في أبوظبي اليوم.

تاريخ اكتشاف النفط في دولة الإمارات

النفـط مـن أكثر الـثروات الطبيعية في العـالم قيمة ، لذلك سمـاه بعض الناس ( الذهب الأسود ) ، و قد يكون من الأفضل و صفه بشريان الحياة ، فأنواع الوقود المشتقة من النفط تمد السـيارات ، و الطـائرات ، و المصـانع ، و المعدات الزراعية ، و الشاحنات ، و القطـارات و السفن بالقدرة ، و تولد أنواع الوقود النفطي الحرارة و الكهرباء للمنازل ، و أماكن عمل كثيرة ، فالنفط يوفر إجمالا قرابة نصف الطاقة المستهلكة في العالم .

الاتفاقيات النفطية الأولى في دولة الإمارات العربية المتحدة .

* النشاط النفطي في كل من :

أ ) أبوظــبي :

في يناير 1939 م تم التوقيع على اتفاقية للبترول في دولة الإمارات و كانت بين حاكم إمارة أبو ظبي و شركة بترول الساحل التهادن ، و في عام 1950م تم حفر أول بئر للتحـري و الاستكشاف في منطقة ( رأس الصدر ) و رغم ان الحفر و صل إلى عمق 13 ألف قدم إلا ان البئر كانت جافة .
و في عام 1953 م بدأ الحفر في بئر باب رقم ( 1 ) إلا انه بسبب صعوبة ميكانيكية قوية اضطرت الشركة إلى هجر البئر . و في عـــام 1958 م عــادت الشركة مرة أخرى إلى منطقة باب ( البري ) و قامت بحفر البئر رقم ( 2 ) و الذي كان بئرا منتجا ولأول مرة في هذا العام يعلن اكتشاف النفط في المنطقة كلها . و فـي 14/1/1958 م تم حفــر بئر اكتشافي في حقل ( أم الشيف ) البحري و تم اكتشاف النفط فيها ، و بذلك فإن عام 1958 م كان عام اكتشاف النفط في المنطقة البرية و البحرية .

ب) دبــي :

تأتي إمارة دبي في المكانة الثانية بعد إمارة أبو ظبي بالنسبة لأهميتها البترولية . فعلى الرغم من ان إمارة دبي كانت أول إمارة توقع على اتفاقية امتياز بترولية مع شركة الساحل المتهادن إلا ان هذه الشركة تخلت عن الامتياز و ذلك بعد الحرب العالمية الثانية .
– و في عام 1963 م منحت إمارة دبي شركة ( كونوكو ) امتيازا في المناطق البرية .
– و فـي عـام 1964 م قـامت هـذه الشركة ببيع قسم من الامتياز المذكور لشركة ( دويج ارز اويل ) و التي أصبحت الآن تابعـة لشـــركة ( تكسـاكو ) و شركة بترول ( صن اويل ) حيث التحري في الآبار الاختيارية التي تم حفرها لم تسفر عن أية نتائج مشجعة .
– و لكن في عام 1996 م تمكنت شركة نفط دبي ( دي . بي . سي .) من اكتشاف النفط في حقل ( فتح ) كما تمكنت في عام 1970 م من اكتشاف حقل ( جنوب غرب فتح ) و في 16/11/1972 تم إدخاله في الإنتاج .

ج ) الشـارقة :

بـدأ البحث عن النفط في إمارة الشارقة في عام 1940 م عندما قامت شركة ( آي .بي.سي.) بحفر أول بئر تجريبي في المناطق البرية و لكن لم تعثر الشركة على النفط فيها .
أما في عام 1958 م منحت الشارقة امتياز البحث عن النفط في منطقتها البرية و البحرية إلى شركة ( ميكوم اويل ) ، و قمت الشركة بحفر أربعة آبار تجريبية و هي :-
– الإمارات المتصالحة ، و لكن عاصفة بحرية عاتية حطمت جهاز الحفر .
– بئر الشارقة توقف الحفر فيه بعجز الشركة .
– بئر جويزة البري و عثر بالفعل على البترول في هذا البئر .
– بئر الحمرية حيث أعلنت الشركة بعدم عثورها على البترول .
و في عـام 1969 م قــامت شــركة ( هــيدروكـاربـون ) بحفـر بئر تجريبي ( الغاية رقم 1 ) و لم يتم العثور على النفط فيها ، و لكن حصلت شركة نفط الهلال على امتياز في سنة 1969 م فقامت بأعمال المسح الزلـزالي و تم اكتشاف النفط فيها .

د) رأس الخيمــة :

بدأ الحفر بحثا عن النفط عام 1975م و في يوليو 1976 م أدي الحفر إلى اكتشاف النفط في حقل يبعد عن ساحل الإمارات مسافة 25 كم ، و لكن لظروف و تطــورات عـــديدة تعطــل برنامج التطوير ، و في مايو 1980م بدأ الحفر في ( بئر الجيري ) رقم 1 في منطقة ( أذن ) ، و في عام 1983م أعلن اكتشاف النفط في حقل ( صالح ) على بعد 26 ميلا من شاطئ رأس الخيمة .

نفط دبي والإمارات الشمالية

دخلت إمارة دبي عالم إنتاج وتصدير النفط منذ العام 1969 مع تصدير أول شحنة من النفط المنتج من حقل (فتح) في 22 سبتمبر 1969 بلغت كميتها 180 ألف برميل. إلا أن الإنتاج ارتفع بحلول العام 2000 إلى نحو 68 مليون برميل، وحجم التصدير نحو 63 مليون برميل. وتمتلك إمارة دبي احتياطياً مؤكداً من النفط يصل إلى 4 مليارات برميل و1ر4 تريليونات قدم مكعب من الغاز.

وتمتلك حكومة دبي شركة نفط الإمارات الوطنية المحدودة (اينوك) بالكامل، وهي التي تتولى إدارة العمليات النفطية في دبي وتتبع لها شركة الإمارات للمنتجات البترولية (ايبكو) التي تتولى توزيع المشتقات البترولية، وتمتلك شبكة واسعة تضم أكثر من 125 محطة توزيع في دبي والإمارات الشمالية.

وافتتحت شركة بترول الإمارات الوطنية المحدودة (اينوك) في العام 1999 أول مصفاة لتكرير النفط تتبع للشركة ومملوكة لها بالكامل. وتكلفت هذه المصفاة نحو 5ر1 مليار درهم وتنتج 120 ألف برميل يومياً. وأقيمت على مساحة 890 ألف متر مربع. وتنتج المصفاة، الديزل ووقود الطائرات للاستهلاك المحلي، ولكن إنتاجها الرئيسي هو مادة (النافتا) التي يتم تصديرها إلى دول الشرق الأقصى. وتوجد مصفاة أخرى لتكرير النفط في إمارة دبي يمتلكها القطاع الخاص في منطقة جبل علي، ويباع معظم إنتاجها من المشتقات الوسيطة في أسواق الشرق الأوسط والهند.

وانضمت حكومة دبي في يونيو من العام 2000 إلى مشروع (دولفين) بتوقيعها على مذكرة تفاهم مع مكتب برنامج المبادلة بالدولة لتزويد هيئة دبي للتجهيزات باحتياجاتها من الغاز القَطري عن طريق مشروع (دولفين)، وجاءت هذه الخطوة مكملة للشبكة التي تربط قطر والإمارات وسلطنة عُمان، ووفقاً لبنود هذه الاتفاقية فإن إمارة دبي تخطط لشراء ما بين 200 إلى 700 مليون قدم مكعب من الغاز في اليوم. وقررت في ديسمبر 2000 تحويل ملكية شركة دبي للغاز الطبيعي (دوغاز) إلى مجموعة شركة بترول الإمارات الوطنية المحدودة (اينوك) بهدف تنفيذ استراتيجية متكاملة لقطاع الطاقة في دبي.

وفي إمارة الشارقة، تم في أكتوبر 1999 إنشاء مجلس النفط بإمارة الشارقة الذي يتولى إدارة كافة شؤون النفط في الإمارة. كما تم إنشاء شركة الشارقة لتسييل الغاز المحدودة (شالكو). وتنتج إمارة الشارقة، وفقاً لإحصاءات وزارة النفط والثـروة المعدنية للعام 2000 نحو 19 مليون برميل من النفط، واحتياطها 1.5 مليار برميل من النفط، و10.7 تريليونات قدم مكعب من الغاز الطبيعي.

وتعود جهود التنقيب عن النفط في الشارقة إلى العام 1936والتي تُوّجت بإعلان اكتشافه في حقل مبارك البحري في العام 1972 الذي بلغ إجمالي إنتاجه حتى نهاية يونيو 2001 أكثر من مائة مليون برميل من النفط الخفيف و285 مليون قدم مكعب من الغاز، فيما بلغ إجمالي إنتاج حقول الشارقة البرية الثلاثة أكثر من 247 مليون برميل من المكثفات النفطية ونحو 4 ملايين قدم مكعب من الغاز الطبيعي، وأكثر من 78 مليون برميل من الغاز المسال.

وتتكون المنشآت النفطية في إمارة الشارقة من مصنع (الصجعة) والذي يبعد 25 كيلومتراً عن مدينة الشارقة، وفيه تتم معالجة النفط الخفيف والغاز المنتج من حقول الصجعة، كما تضم وحدات تسييل الغاز التابعة لشركة الشارقة لتسييل الغاز المحدودة، حيث تقوم بفصل البروبان والبيوتان من الغاز الطبيعي.

ووقّعت حكومة الشارقة في يوليو 2024 على اتفاقية امتياز مع شركة (أموكو/الشارقة) للنفط، منحت بموجبها الشركة مساحة 1018 كيلومتراً مربعاً من المياه الإقليمية والجُرف القاري التابع للإمارة في الخليج العربي، للقيام بأعمال المسح الزلزالي، بتكلفة تصل إلى 10 ملايين دولار أمريكي.

وتقوم شركة (أموكو/الشارقة) للنفط بإنتاج الغاز والنفط الخفيف من المنطقة البرية في الشارقة منذ العام 1982، وهي فرع من فروع شركة (أموكو) العالمية، التي تقوم بأعمال الاستكشاف والإنتاج عن النفط في جميع أنحاء العالم. وتمتلك حكومة الشارقة 60 في المئة من المنشآت النفطية لشركة (أموكو/الشارقة). وكان مجلس النفط في الشارقة قد وقّع في 30 إبريل 2000 اتفاقية امتياز للتنقيب عن النفط مع إحدى الشركات الأمريكية العالمية، تم بموجبها منح الشركة مساحات بحرية في المنطقة الشرقية من إمارة الشارقة.

واستمرت عمليات التنقيب والاستكشاف عن النفط والغاز في إمارات رأس الخيمة وعجمان والفجيرة، دون الإعلان عن نتائج محددة حتى الآن، غير أن حكومة أم القيوين تلقت في 10 إبريل 2024 رسالة من شركة (اتلانتيس هولدنج نورويج ايس) صاحبة الإمتياز البترولي بالإمارة تؤكد فيها بأن نتائج اختبار بئر أم القيوين رقم (3) بالمنطقة البحرية قد بينت وجود غاز طبيعي بمفهومه المحدد في اتفاقية الامتياز، وأن الشركة بعد استطلاعها لاحتمالات التسويق المتاحة، تستطيع أن تعلن بأن تجمعات الغاز الطبيعي في ذلك البئر تشكل اكتشافا تجاريا للغاز الطبيعي غير المصاحب، وأنها قد وضعت خطة لتطوير هذا الاكتشاف.

ولا تزال جهود التنقيب والاستكشاف عن النفط في إمارة رأس الخيمة مستمرة والتي ظل إنتاجها النفطي منذ العام 1995 وحتى العام 2000 في حدود مليوني برميل من النفط سنوياً واحتياطيها نحو 100 مليون برميل من النفط و1.2 تريليون قدم مكعب من الغاز.

أما في إمارة الفجيرة فيتم حالياً تحليل النتائج التي توصلت إليها أعمال المسح البري والبحري لاستكشاف النفط، والتي انتهت منها إحدى الشركات العالمية خلال العام 1999. ونجحت مؤسسة الفجيرة للاستثمارات البترولية في جذب استثمارات ضخمة في خدمات صناعة النفط بإقامة مشاريع استراتيجية من أهمها مشروع التخزين العملاق الذي أُعلن عن إنشائه في العام 1997 لتصبح الفجيرة مركزاً رئيسياً لتخزين النفط ومشتقاته في منطقة تمتد من أوروبا إلى الشرق الأقصى، وتشمل منطقة الخليج وشبه القارة الهندية ومنطقة شرق افريقيا، وتحتل المركز الثاني بعد سنغافورة في تخزين وإمداد دول العالم بالوقود. ودشّنت شركة (بمينغلوت/الفجيرة) البترولية في 24 أغسطس 1999 نشاطها بدخول سوق تزويد السفن بالوقود، حيث تسعى الشركة، التي تساهم حكومة الفجيرة فيها ممثلة في شركة الفجيرة للمنتجات البترولية، ومجموعة شركة (بمينغلوت) الألمانية، إلى تعزيز حصتها في السوق الإقليمي لعقود تزويد السفن بالوقود، والذي يستوعب نحو عشرة ملايين طن سنوياً.

مقطع من كتاب
زايد و السياسة الخارجية

صفحة 71 و 72
السياسه البتروليه و التنسيق الخليجي

البترول هو الثروة الرئيسية لهذا البلد,و من غير المعقول ان نفرط في حقوقنا. نحن في منطقة الخليج نسر دائما جانبا إلى جنب مع إخواننا, سواء فالسعودية أو الكويت أو قطر أو البحرين أو عمان .و ذلك من المبادئ العامة لحياتنا السياسة و الاجتماعية ..ولكن يبقى هناك لكل بلد بعض التفاصيل , قد تؤخر اتخاذ قرار معين في مسألة من المسائل , لحين وجود بعض الوقت المناسب.
نحنن (فالعموم الغالب) ننسق سياستنا الاقتصادية و البترولية مع إخواننا في دول الخليج , و عندما تكتمل لنا الخبرات و الكفاءات الوطنية في هذا المجال كما اكتملت لسعودية و الكويت , وندرك أننا نستطيع ان ندير ثرواتنا النفطية في مختلف المجالات دون الاستعانة بالخبرات الأجنبية , في ذلك الحين لا بد ان نتخذ القرار المناسب لنا .

المراجع :

https://www.alamuae.com/uae/showtopics-702.html

https://www.alamuae.com/uae/showtopics-782.html

https://www.alnahaam.com/vb/showthread.php?t=16981

مشـــآآآركــة مـــكــررة خليجية

Bint.Mesr

ســيــتـــم نـــقـــل الــمـــوضوع لــلــقــســـم الــمــنـــآآآســـب

-._.- تـــمــت الــمــســــآآآعــدة مــن الــعــضـــوة " قطوة الامارات " -._.-

بـــآآآركــ الله فــيــكــِ أخــتـــي خليجية

جــآآآري الــتـــقــيــيـــم +++

مشكورة ع المساعدة .. يعطيج العافية

يسلمو ع الطرح الغااوي (( عيناويه ))

اريد بحث عن البتروكيماويات في الامارات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.