المقدمة :
التفكير سمة من السمات التي تميز بها الإنسان عن غيره من الكائنات الأخرى ، لذلك تعد مسألة التفكير من أهم المسائل ، وتحتل مكانة رئيسية في الحياة بشكل عام وفي علم النفس والعلوم الأخرى بشكل خاص . يعد التفكير كعملية معرفية عنصراً أساسيا في البناء العقلي – المعرفي الذي يمتلكهالإنسان ويتميز بطابعه الاجتماعي وبعمله المنظومي الذي يجعله يتبادل التأثير مععناصر البناء المؤلف منها أي يؤثر ويتأثر ببقية العمليات المعرفية الأخرى كالادراك،والتصور، والذاكرة… الخ ، ويؤثر ويتأثر بجوانب الشخصية العاطفية، الانفعاليةوالاجتماعية… الخ ، ويتميز التفكير عن سائر العمليات المعرفية بأنه أكثرها رقياًواشدها تعقيداً وأقدرها على النفاذ إلى عمق الأشياء والظواهر والمواقف والاحاطة بهامما يمكنه من معالجة المعلومات وإنتاج واعادة إنتاج معارف ومعلومات جديدة، موضوعيةدقيقة وشاملة، مختصرة ومرمزة.
الموضوع :
تعريف التفكير:إن كلمة التفكير، كما يشير كثير من الباحثين يعوزها التحديد سواء فيلغة الحياة اليومية أو في لغة علم النفس فقد تشير إلى كثير من أنماط السلوكالمختلفة والى أنواع متباينة من المواقف. لذا من الصعوبة بمكان تعريف التفكير أواختيار تعريف معين له تتمثل فيه طبيعة التفكير ومهامه ووسائله ونتاجاته وتحديدالمظاهر التي يتجلى فيها. لذلك سنعمد إلى عرض نماذج متنوعة من التعريفات نوردها علىالنحو التالي:
تعريف التفكير بمعناه العام:
أ. التفكير بمعناه العام، هونشاط ذهني أو عقلي يختلف عن الإحساس والادراك ويتجاوز الاثنين معاً إلى الأفكارالمجردة. وبمعناه الضيق والمحدد هو كل تدفق أو مجرى من الأفكار، تحركه أو تستثيرهمشكلة أو مسألة تتطلب الحل كما انه يقود إلى دراسة المعطيات وتقليبها وتفحصها بقصدالتحقق من صحتها، ومعرفة القوانين التي تتحكم بها والآليات التي تعملبموجبها.
ب. التفكير عملية نفسية ذات طبيعة اجتماعية تتصل اتصالاً وثيقاًبالكلام وتستهدف التنقيب والكشف عما هو جوهري في الأشياء والظواهر أي هو الانعكاسغير المباشر والمعمم للواقع من خلال تحليله وتركيبه.
ج. التفكير هو الانعكاسالواعي للواقع من حيث الخصائص والروابط والعلاقات الموضوعية التي يتجلى فيها، أيانعكاس لتلك الموضوعات التي لا يطالها الإدراك الحسي المباشر.
د. التفكير نشاطوتحري واستقصاء واستنتاج منطقي نتوصل عن طريقه إلى العديد من النتائج التي تبين مدىالصحة والخطأ لأية معطيات كانت.
هـ. التفكير تمثل داخلي للأهداف والوقائعوالأشياء الخارجية.
يتميز التفكير الإنساني بصورة عامة بالخصائص التالية:
:1 التفكير واللغة يؤلفان وحدة معقدة لا تنفصم. فاللغة واسطة التعبير عن التفكير بل هي الواقع المباشر له وهيتضفي عليه طابعاً تعميمياً. فمهما يكن الموضوع الذي يفكر فيه الإنسان ومهما تكنالمسألة التي يعمل لحلها فانه يفكر دوماً بوساطة اللغة أي انه يفكر بشكل معمم. وقدأشار بافلوف إلى العلاقة بين اللغة والتفكير حين عرف الكلمة بأنها إشارة متميزة مناشارات الواقع ومؤشر خاص يحمل طابعاً تعميمياً، كما كتب عن الاشارات الكلاميةقائلاً (إنها تعد تجريداً للواقع وتسمح بالتعميم.
:2 يتسم التفكير بالإشكالية: أي أن التفكير يتخذ من المشكلات موضوعاً له؛ ولهذا يختصر العلاقات وكيفية انتظامهافي حالة مشخصة أو في أية ظاهرة تؤلف موضوع المعرفة أو يبدأ التقصي عادة بالاستجابةإلى الإشارة الكلامية، ويعد السؤال الذي تبدأ به عملية التفكير هو تلك الإشارة ففيالسؤال تصاغ مسألة التفكير، والسؤال هو اكثر الأشكال التي تبرهن على وحدة التفكيرواللغة، وما التفكير سوى مسألة محددة صيغت في قالب سؤال. والبحث عن اجابة السؤالالمطروح يكسب عملية التفكير طابعاً منظماً وهادفاً.
:3 يعد التفكير محوراً لكلنشاط عقلي يقوم به الإنسان وهذا ما يميز الناحية الكيفية – العملية الذهنية حتى عندطفل في الثانية من عمره، إذ ما يزال يتعلم اللغة – عن الاشكال البدائية للتحليلوالتركيب التي تتمكن الحيوانات الراقية من القيام بها.
:4 تقوم عملية التفكيرعلى أساس الخبرةالتي جمعها الإنسان وعلى أساس ما يحمله من تصورات ومفاهيم وقدراتوطرائق في النشاط العقلي مما يشير إلى العلاقة الوثيقة بين الذاكرة والتفكير من جهةوالى العلاقة بين التفكير والمعارف من جهة أخرى.
:5 للتفكير مستويات عديدةفقديتحقق في مستوى الأفعال العملية أو في مستوى استخدام التصورات أو الكلمات أي علىشكل مخطط داخلي ويشتمل التفكير على عدد من العمليات التي تتصدى لمعالجة المعلوماتبطرائق متنوعة مثل (التركيب، التحليل، التصنيف، المقارنة، التجريد، التعميم… الخ) ولكي يتمكن الإنسان بوساطتها من حل المسائل المختلفة التي يواجهها نظرية كانت أمعملية، عليه أن يوظف المنظومة الكاملة لهذه العمليات تبعاً لشروط ولدرجة استيعابهلها.
:6 التفكير لا ينفصل عن طبيعة الشخصيةأي أن التفكير ليس عملية مستقلةوإنما هو عنصر هام من مكونات الشخصية يعمل في إطار منظومتها الديناميكية. ولا وجودله خارج هذا الإطار.
الخصائص الفردية المميزة للتفكير
إن الملاحظة اليومية لسلوك الناس من حولناوخاصة في التعليم تشير إلى مدى اختلافهم في خصائص تفكيرهم فبعضهم يتميز بسرعةالتفكير وأصالته ومرونته وعمقه وبعضهم الآخر يتميز ببطء التفكير وعدم القدرة علىتجاوز الاطر والقوالب التي حفظها وبالتالي يعجز عن إدراك العلاقات الجوهرية فيظواهر متشابهة مع إنها ترتبط فيما بينها بعلاقات مشتركة. إذن هناك خصائص كثيرةللتفكير تتعلق بالفروق الفردية بين الناس سنكتفي بذكر أهمها:
(1) الأصالة:
إنالأصالة في التفكير تتجلى اكثر ما تتجلى في القدرة على رؤية المشكلة وتحديدهاوطرحها على شكل مسألة والقدرة على إيجاد حل ملائم وجديد ومبتكر لها اعتماداً علىقواه، وقد أشار جيلفورد إلى أن أصالة التفكير تعني إنتاج ما هو غير مألوف، ما هوبعيد المدى، ما هو ذكي وحاذق من الاستجابات .
2) )المرونة:
مرونة التفكيرتعني القدرة على إجراء تغيير من نوع ما: تغيير في المعنى أو التفسير أو الاستعمالأو فهم المسألة أو استراتيجية العمل أو تغيير في اتجاه التفكير بحيث يؤدي هذاالتغيير إلى العثور على الحل الملائم لشروط المسألة موضوع التفكير. وقد ميز جيلفوردنوعين من المرونة في التفكير: المرونة التلقائية Flexifility spenleneous، والمرونةالتكيفية Adaptire blexifility.
(3) السرعة (الطلاقة):
تبدو السرعة في التفكيرلازمة عندما يكون من الضروري اتخاذ قرارات هامة خلال وقت قصير جداً أثناء الحروبوالكوارث، والمفاجآت المختلفة والمواقف المشكلة التي تتطلب حلولاً عاجلة وبسرعةخاطفة وهذه الحالة غالباً ما يواجهها التلميذ – المتعلم في الصف وخارجه كما إن هذهالمواقف هي التي يتعامل معها عمال مراكز التوجيه ولوحات التحكم وقادة وسائط النقلالاسرع من الصوت… الخ. وتتأثر السرعة في التفكير بعوامل عديدة وبالعواملالانفعالية بشكل خاص لكن تأثير الانفعالات والتوتر والقلق متفاوت للغاية، فقد تؤديإلى نتائج سلبية تعيق جريان التفكير وتكون سبباً في بطئه وضعف نتاجه وقد تنشطهوتزيد من مردوده.
إن العلامة المميزة لأي تفكير – بغض النظر عن خصائصه الفردية – هي القدرة على تمييز ما هو جوهري والتوصل إلى تعميمات جديدة. فالتفكير لا يقف عندتقرير وجود هذه الظاهرة أو تلك مهما كانت براقة وممتعة وجديدة ومفاجئة.
الدافعية والتفكير
ينطلق التفكير بوجه عام مثله مثل أي نشاط آخر للإنسان منحاجات ودوافع الشخصية فإذا لم توجد حاجة ودافع للتفكير، لا يمكن أن نفكر.. إن علمالنفس يدرس الحاجات والدوافع باعتبارها القوى التي تدفع الإنسان إلى الانخراط فينشاط عقلي ويدرس الشروط التي يجب توافرها لتبرز الحاجة إلى التحليل والتركيبوالتجريد والتعميم… الخ والعلاقة الوثيقة بين النشاط العقلي والحاجات والدوافعتظهر بوضوح في حقيقة أن التفكير هو دائماً تفكير الشخصية ودوافع التفكير التي يتصدىلها علم النفس تنتمي إلى نوعين من الدوافع:
(1) دوافع معرفية خاصة بالتفكير: فيهذه الحالة تكون الدوافع والرغبات والاهتمامات هي المثيرات والقوى المحركة والمحفزةعلى القيام بالنشاط العقلي مثل: حب الاستطلاع لدى الأطفال.
2) )الدوافع المعرفيةالخارجة عن التفكير:تكون دوافع التفكير خارجية عندما تبدأ عملية التفكير تحت تأثيرعوامل خارجية وليس تحت تأثير اهتمامات معرفية بحتة.التفكير وطريقة حل المشكلات
هناك علاقة وثيقة بين التفكير وحل المشكلات؛ ذلك لانحل المشكلات يتحقق حصراً بواسطة التفكير بأنماطه المختلفة، ولا يمكن تحققه عن أيطريق آخر، وان التفكير وطرائقه وأساليبه ونتاجاته تتكون على أفضل وجه في سياق حلالمشكلات، أي عندما يصطدم المتعلم باعتباره حلالاً للمشاكل أو المسائل والمهامالتعليمية، بالمشكلات والمسائل التي تتناسب مع مستوى نموه العقلي، ويتمكن من التوجهفي معطياتها، وصياغتها، ومعرفة حدودها، والحصول على البيانات والمعلومات المتصلةبها، وايجاد حلول لها.
الخاتمة :
لقد ازداد الاهتمام في السنوات الأخيرة بحل المشكلات في إطار سيكولوجيةالتفكير، والتفكير الابتكاري بصورة خاصة، وفي إطار التربية بصورة عامة، وتتجلىأهمية طريقة حل المشكلات كإحدى أهم طرائق تنمية التفكير في أن المتعلم في شروطالمواقف الاشكالية يكتشف عناصر جديدة وينمي أساليب غير مألوفة ويختبر فرضياتوتوقعات من صنعه هو، وبفضل ذلك ونتيجة له يصبح قادراً على تجاوز قدر اكبر منالصعوبات التي تواجهه، وعلى اتخاذ قرارات اكثر دقة وملاءمة.
أهم المصادر والمراجع :
(1) عبد الستار إبراهيم: أصالة التفكير، مكتبة الانجلو المصرية، القاهرة، 1979
(2) سيد محمد غنيم: سيكولوجية الشخصية، دار النهضة العربية، القاهرة
سلامي
الله يعافيج
ششكرا لج ع مرورج
ويعطيج الف عاافية على جهودج الرائعه
وجاري التقيم ++
بارك الله في جهودج خيتو’’
وتسلم يمناج,,
بالتوفيق,,