المواطنة ليست مجرد كلمة تعني الانتماء لوطن ما، المواطنة مسؤولية وشرف لا يمكن بأي حال من الأحوال التملص منها أو ادعاؤها دون تحمل ما تعنيه من معان سامية.
والذين يقومون بالأعمال الإرهابية في وطننا إنما هم فئة لا يعرفون معنى احتواء الوطن لهم، ولا يعرفون أن المحب للوطن يبني ولا يهدم، يستخدم كل ما يملك من خبرات من أجل الارتقاء بالوطن والافتخار به، لا يستخدم الرصاص والقنابل في محاولة يائسة لاثبات وجهة نظر لا يقبلها الدين ولا العرف الاجتماعي.
ودور المواطن لايقتصر على البناء وحده بل يمتد إلى المحافظة على المكتسبات التي تحققت بالجهد والعرق وأحياناً بالدموع، مكتسبات لم تقدم لنا على طبق ذهبي، بل كانت المعاناة في صلب كل لحظة من لحظات البناء، كانت المصاعب تتوالى الواحدة تلو الأخرى، وكان التحدي الذي ذللته همم الرجال وإرادتهم الصلبة بعد عون الله سبحانه وتعالى.
أجيال كثيرة دفعت من عمرها الكثير لأجل أن نكون في ما نحن عليه من عز ومجد نحسد عليهما، أجيال لعقت الصبر وذاقت مرارة الأيام من أجل مستقبل أفضل للوطن وأبنائه، بعد ذلك هل لنا أن نفرط فيما صنعوا من أجلنا، هل نضيع إرثاً تركوه لنا ولأبنائنا؟.
كمواطنين ليس لنا إلا نسلم أمانة الوطن التي في أعناقنا للأجيال التي تلينا، ليس ذلك فحسب بل يجب علينا أن نزيد عمل ذلك الإرث كل ما هو في صالح تلك الأجيال، فهي رسالة مقدسة يجب إيصالها من يد إلى يد ومن جيل إلى آخر.
وكمواطنين لا يجب علينا أن نقف متفرجين على ما يحصل من أعمال إرهابية ونوكل كل الأمر للجهات الأمنية ذات الاختصاص فذلك يبعد عن المنطق كل البعد، فأي جهة أمنية في أي دولة من دول العالم تقف عاجزة عن حفظ الأمن دون معاونة صادقة تنبع من إحساس المواطنة الحقة في الحفاظ على أمن واستقرار وسلامة المجتمع من أعمال تحاول الهدم وحده ولا شيء غيره.
أن نكون مواطنين حقيقيين علينا أن نقوم بواجبنا تجاه وطننا، ومن أولى تلك الواجبات الحفاظ على أمنه واستقراره ومكتسباته، علينا أن نثبت أننا نستحق هذا الوطن وما فعله من أجلنا عبر عقود ممتدة من الزمن.
المواطنة الحقة أن نعطي لوطننا جزءاً ولو يسيراً مما قدم لنا، أن نحميه من كل من يحاول العبث بأمنه واستقراره فذلك أقل ما يمكننا فعله، وذلك أقل ما يجب أن يكون.
شكراً لج
مشكورهـ أختي ع الموضوع
يزأإج الله خيير..=)