تخطى إلى المحتوى

تطور الأسواق المالية في دولة الإمارات العربية المتحدة للصف الثاني عشر 2024.

كان لإكتشاف النفط في دولة الإمارات العربية المتحدة ودول منطقة الخليج الأثر الأكبر في إحداث التغيرات الإقتصادية والإجتماعية ، فنشأت ظروف وحاجات فرضت تغيير البنية الإقتصادية والإجتماعية التي كانت سائدة إلى بنية أكثر تطوراَ تستطيع أن تساير وتتماشى مع متطلبات تطور وتحديث المجتمع ، وكان لذلك أثره الكبير في حياة الفرد والمجتمع والذي هو الهدف النهائي لعملية التطور والتنمية .

وقد أدى تدفق الأموال النفطية لدول المنطقة وإزدياد الفوائض المالية أن برزت الحاجة إلى البحث عن مجالات إستثمار جديدة داخل المنطقة وخارجها مما فرض الحاجة إلى الأخذ بأساليب ووسائل متقدمة في هذه المجالات نتيجة لإتساع المجتمع وتطوره عما كان سائداَ في مرحلة ماقبل النفط .

ولقد كانت الأسواق المالية أحد الوسائل المتقدمة في إستثمار الفوائض المالية وتوظيف مدخرات الأفراد وغيرهم في مجالات إنتاجية و إ جراء الصفقات المالية وتمكين المساهمين من بيع حصصهم أو شراء أسهم إضافية .

وسنحاول في دراستنا هذه في الفصل الأول أن نلقي الضوء على ماهية الأسواق المالية ( البورصة ) وكيف نشأت وتطورت إلى شكلها الحالي ، وخاصة البورصات المتقدمة في لندن وباريس ونيويورك وغيرها ، كما نلقي الضوء على شروط قيام هذه الأسواق وطبيعة عملها ونظامها .

وفي الفصل الثاني ننتقل إلى دراسة تطور ظاهرة التداول بالأسهم والأوراق المالية في الدولة ومنطقة الخليج ومقارنتها مع الأسواق العالمية الأخرى من حيث شروط قيامها ونظم التداول السائدة بها . ثم ننتقل إلى تحديد معالم عملية التداول بالأسهم في الدولة والأسباب الرئيسية لإنتشار هذه الظاهرة وصولاَ إلى إنشاء سوقي أبوظبي ودبي للأوراق المالية ، وبعد ذلك ننتقل إلى تحديد العوامل المؤثرة على عملية تداول الأسهم وتطويرها ودورها في التنمية الإقتصادية لنخلص في النهاية إلى تحديد الآراء والمقترحات الخاصة بالإجراءات التنظيمية لتصحيح مسار أسواق التداول في الأسهم والأوراق المالية .

وفي الفصل الثالث والأخير نتكلم عن تطور الأسواق المالية في الدول الخليجية الأخرى ، والعقبات والمشاكل التي تعاني منها لننتقل أخيراَ إلى تحديد إمكانية التعاون الخليجي في الأسواق المالية والأهداف التي يمكن تحقيقها .

لأسواق المالية ( البورصات ) نشأتها ، تطورها :

نتيجة للتطور الإقتصـادي للمجتمعات وإزدياد الحاجات المالية للوحدات الإنتاجية بسبب إتساعها ، وزيادة المدخرات لدى الأفراد ، ومع نمو الإقتصاد وزيادة الدخل القومي ، ظهرت مؤسسات تحاول الإستفادة من مدخرات الأفراد في مجالات إنتاجية ، ومع زيادة هذه المؤسسات الإستثمارية نشأت الأسواق المالية والتي يتم عن طريقها إجراء الصفقات المالية وتمكين المساهمين من بيع حصصهم أو زيادتها .

وتعتبر فرنسا أول دولة أنشئت فيها سوق لتداول الأوراق المالية في القرن الثالث عشرالميلادي حيث وجد التجار مع تطور التجارة في المحاصيل الزراعية وغيرها فوائد في إعتماد وسائط الإئتمان من سحوبات وسندات أذنية ، ومن أجل تنظيم هذه العملية أوجد ملك فرنسا فيليب الذي عاش خلال الفترة 1268 ـ 1314 مهنة سماسرة الصرف الذين سبقوا وكلاء الصرف .

وخلال نفس الفترة إنتعشت الحركة التجارية في بلجيكا ، وكان التجار في بلدة بروج ( Bruges ) يجتمعون مقابل قصر عائلة بورسيه ( Vander Bourse ) ليتبادلوا الصفقات ، وقد تطورت حركة التبادل هذه لتأخذ إسم العائلة صاحبة القصر إلى أن أصبحت كلمة بورصة ( Bourse ) تطلق على سوق لتداول الأوراق المالية .

ونتيجة لنفس التطور ظهرت أسواق لتداول الأوراق المالية في البلدان الأخرى كهولندا وبريطانيا والدانمارك وألمانيا ، وذلك خلال القرن السادس عشر والسابع عشر الميلادي

ومع تطور ونمو الحركة التجارية زادت الحاجة إلى وجود مصارف وشركات تأمين ، كما أن التطورات السياسية دفعت الحكومات إلى البحث عن موارد مالية جديدة ، ومع النمو التجاري بالإضافة إلى نقص رأس المال ما أدى إلى إصدار الأوراق المالية من الحكومات والمصارف وشركات التأمين وبعض شركات الأشخاص المساهمة خاصة الكبيرة منها ، ومع وجود أسواق لتداول الكمبيالات والسندات التجارية تطور الأمر بسهولة مع توفر ظروف سياسية مساعدة ، فنشأت الأسواق المالية التي يجري فيها تداول الأسهم والسندات

وخلال أوائل القرن السابع عشر كانت أسهم شركة الهند الشرقية الهولندية تتداول في سوق أمستردام ، وفي عام 1773 م إنتقل تجار الأوراق المالية في لندن إلى بناء خاص بهم بعد أن كانوا يجتمعون في مقاهي معينة ، ومع حلول القرن التاسع عشر أصبح التعامل في الأوراق المالية يجري بشكل رسمي في أكثر الدول الصناعية .

وفي الولايات المتحدة الأمريكية بدأت أسواق تداول الأوراق المالية بالمتاجرة في السندات التي أصدرتها الحكومة الإتحادية بعد الإستقلال ، وقد جرى تأسيس أول سوق من هذا النوع في فيلادلفيا عام 1791 العاصمة ومركز التجارة الخارجية والداخلية في ذلك الوقت . وفي العام التالي 1792 قرر 24 تاجراَ وسمساراَ تقاضي عمولة لقاء الصفقات التي يقومون بها لحساب الغير ، واتفقوا على أن يعطوا الأفضلية لبعضهم البعض بالنسبة لصفقات التداول ، وكانوا يجرون أكثر صفقاتهم تحت شجرة تقع في شارع ( وول ستريت رقم 68 ) وأكثر الصفقات كانت لتداول الأوراق المالية الحكومية ، وفيما بعد جرى إضافة أسهم المصارف وشركات التأمين إلى الأصول المتداولة . وقد كان لإتساع دور الحكومة في مجال بناء الطرق وقنوات الملاحة أن اضطرت إلى إصدار سندات مما زاد حجم الأصول المتداولة .

وفي عام 1817 م قرر سماسرة نيويورك تنظيم أعمالهم ضمن مجلس نيويورك لتداول الأسهم ، وقد نمت هذه السوق مع نمو التجارة وتطور الصناعة في الولايات المتحدة . وفي عام 1863 أعتمد الإسم الحالي وهو ( سوق نيويورك لتداول الأسهم ) ، وقد جرى تأسيس أسواق أخرى خلال الحرب الأهلية ، آخرها السوق الذي أصبح إسمه فيما بعد ( السوق الأمريكي لتداول الأسهم ) والذي يعتبر السوق الثانية في الحجم في الولايات المتحدة الأمريكية ويقع في (برود ستريت ) في نيويورك .

ماهية الأسواق المالية ونظمها :
يتمثل عمل أسواق التداول بالمهام الثلاثة التالية :

1 ـ تسجيل الأسهم والأصول الأخرى التي تقبل في التداول .

2 ـ المتاجرة بالأسهم والأصول الأخرى التي تقبل في التداول .

3 ـ تسوية الصفقات .

وتتشابه جميع أسواق التداول من حيث المهام ، ولكنها تختلف من حيث حجم أعمالها وأسلوب إدارتها . فسوق لندن مثلاَ يعتبر من أكبر الأسواق العالمية من ناحية عدد وتنوع الأوراق المالية المحلية والأجنبية المسجلة بها ، فهي مستقلة من ناحية الإدارة ، وعدا عن سمسار الحكومة الذي يجلس مع مجلس الإدارة المنتخب من الأعضاء وليس له حق التصويت فإنها بأكملها جهاز خاص أشبه بغرفة تجارة في دولة تعتمد النظام الحر ولها دستورها وأنظمتها الخاصة ويديرها سكرتير يعمل تحت إمرته جهاز إداري .

وفي الولايات المتحدة الأمريكية أيضاَ لاتتدخل الدولة بصورة مباشرة في عمل أسواق التداول ، غير أنه منذ عام 1933 أصدر الكونغرس تشريعات تؤثر بطريقة أو بأخرى على عمل سوق تداول الأسهم والسندات ، أهمها مرسوم الأوراق المالية لعام 1933 الذي يتعلق بتسجيل الأسهم والسندات الجديدة ، ومرسوم التداول في الأوراق المالية لعام 1934 الذي ينص على ضرورة تسجيل جميع الأسواق التي يجري تداول ضمنها في سجلات لجنة تداول الأوراق المالية كسوق وطنية إلا إذا كان حجم التداول بها ضئيل ، كما حدد قواعد معينة يتم على أساسها التداول في هذه الأسواق .

والعلاقة بين أسواق التداول كمؤسسات خاصة ولجنة تداول الأوراق المالية ( الحكومية ) تجعل إدارة الأسواق هذه مشتركة بين الحكومة والهيئات الخاصة التي تشرف عليها وتظهر أشبه بالمؤسسات العامة . والأسواق عادة تعتمد سياسات وأنظمة عملها ولكنها خاضعة لموافقة لجنة تداول الأوراق المالية للتأكد من حمايته للمصلحة العامة .

وفي الوقت الحاضر تخضع أكثر أسواق التداول الأوروبية إلى إشراف حكومي ، فسوق أمستردام لتداول الأسهم مثلاَ يدار من قبل هيئة خاصة تعمل تحت إشراف وزير المالية وبموجب الأنظمة الحكومية المرعية ، وسوق زيورخ يدار من قبل مجلس إدارة منتخب يعمل تحت إشراف مدير مالية كانتون زيورخ ، وسوق فرانكفورت يدار من قبل مجلس إدارة منتخب ، غير أن القوانين الصادرة عنه والمنظمة لأعماله يجب الموافقة عليها من قبل السلطات الرسمية ، وفي بروكسل يعين وزير المالية أعضاء اللجان الإقتصادية الهامة ، ويقوم ممثل الحكومة بالإشراف على الإلتزام بالقواعد والقوانين . واللجنة المصرفية المعينة من قبل الحكومة لها سلطات واسعة بحيث تقبل تسجيل الأسهم والأوراق المالية الأخرى للتداول في السوق أو ترفضها . وفي باريس تشرف على البورصة لجنة التداول وهي برئاسة حاكم المصرف المركزي ( بنك فرنسا ) ويختار أعضاؤها وزير المالية ووكلاء التداول الذين يشرفون على المتاجرة ولهم صفة شبه رسمية ، بينما في إيطاليا تختار الحكومة الأعضاء الجدد في البورصة من قائمة من المرشحين بناءاَ على نتائج إمتحانات تجرى لهذا الغرض .

الإجراءات التنظيمية لأسواق التداول :

تختلف الإجراءات التنظيمية لأسواق تداول الأسهم والأوراق المالية الأخرى من بلد إلى آخر ولكنها تتفق جميعها في أن العضوية في السوق يجب أن تتم وفق قواعد وإجراءات تنظيمية تحدد حجم العضوية في السوق وكيفية إنضمام أعضاء جدد إليها .

ففي سوق نيويورك لازال عدد الأعضاء محدداَ ب 1366 عضواَ فقط منذ عام 1953 ، ويتوجب على الأعضاء وشركائهم أن يكون عملهم الرئيسي في حقل السمسرة والمتاجرة بالأوراق المالية ، والعضوية مسموحة فقط للأفراد الذين يعملون لحسابهم الخاص أولحساب شركائهم أولحساب شركات سمسرة مساهمة يملكون أسهماَ فيها ،وتشرف إدارة السوق على عمل الأعضاء وتنظمه بما يكفل المصلحة العامة . ويتوجب على جميع الأفراد الذين يملكون 5% من أسهم الشركات الأعضاء في سوق نيويورك لتداول الأوراق المالية أن يوافق عليهم من قبل إدارة السوق ، كما يتوجب أن يكون الموظفين الرئيسيين العاملين في الشركات الأعضاء وأعضاء مجلس الإدارة النشطين في أعمال الشركة أن يكونوا أعضاء او أعضاء مشاركين في سوق التداول يخضعون لأنظمة السوق ولكن لايحق لهم إجراء صفقات

ومن أجل أن يصبح الإنسان عضواَ في السوق عليه أن يشتري عضوية شخص عضو بموافقة مجلس إدارة السوق أو أن يشتريها من ورثة عضو متوفي . وقبل أن يوافق مجلس الإدارة على عضوية فرد ما يقوم بتحري سجله السابق ومركزه المالي ، كما أنه يجب أن يجتاز إمتحاناَ يثبت معرفته لحقل الأوراق المالية .

وهناك عدة أنواع من السماسرة يعملون في السوق :

1 ـ سمسار العمولة الذي يجري صفقات الزبائن بموجب الأسعار السائدة .

2 ـ السمسار المختص : وهو يشتري ويبيع لحساب زبائنه كما يشتري ويبيع لحسابه الخاص .

3 ـ سمسار السوق : والذي يبيع ويشتري لحساب سماسرة آخرين مقابل عمولة وليس له إتصال مع الجمهور .

4 ـ السماسرة الذين يتعاملون بالصفقات الصغيرة دون ال100 سهم .

5 ـ التجار المسجلين الذين يبيعون ويشترون لحسابهم الخاص .

وفي سوق لندن لتداول الأوراق المالية ولكي يصبح الإنسان عضواَ في السوق ، عليه أن يحصل على ترشيح عضو مستقيل أومتقاعد مقابل سعر يرتفع وينخفض حسب العرض والطلب ، والعضو يجب أن يحوز على موافقة ثلاثة أرباع الأعضاء ، ويمكن أن يعمل كسمسار يبيع ويشتري لحساب الأفراد مقابل عمولة أو أن يكون تاجراَ يبيع ويشتري لحسابه الخاص أو لحساب تجار آخرين .

أما في سوق باريس فالعضوية أيضاَ محددة ب 85 وكيل تداول وهم الذين يشرفون على عمليات السوق ، بينما يقوم موظفيهم وموظفي السوق بتسيير عمليات التداول ، ومن أجل أن يصبح الفرد وكيل تداول يجب أن يكون على مستوى معين من الثقافة والخبرة ، كما يجب أن ينجح في إمتحان تحريري ويجب أن يرشح من قبل عضو مستقيل أومقبل على التقاعد أو ورثة عضو متوفي ويوفر وديعة نقدية كضمان ، ويجري تعيينه رسمياَ من قبل وزير المالية.

أما العضوية في الأسواق الأوربية الأخرى تعتمد على السمعة الطيبة والخبرة والقدرة المالية ، كما أن بعضها يشترط مستوى عالياَ من الثقافة ، فمثلاَ سوق بروكسل يشترط للعضوية أن يقضي المتقدم للعضوية ستة سنوات متواصلة بالعمل لدى شركة سمسرة ، كما يجب أن يكون خريج كلية تجارة أو إقتصاد ، أو يجتاز إمتحان تحريري . وفي ألمانيا وسويسرا والسويد تسيطر المصارف على أعمال السمسرة ، وفي اليابان فإن شركات السمسرة هي شركات مساهمة ، وهناك نوعين من الأعضاء العاديين يقومون بالبيع والشراء لحساب الزبائن أو لحسابهم الخاص ، وأعضاء يقومون بدور الوساطة لحساب أعضاء عاديين .

آلية التداول في الأسواق المالية :

إن أكثر أسواق التداول تعمل على أساس المزاودة ، وفي الأسواق الكبيرة تجري هذه العمليات بصورة مستمرة خلال أوقات عمل السوق ، وعلى هذا الأساس فإن أي شخص في فترة إجراء صفقة شراء يحصل على مايريد بأدنى سعر ، كما أن أي شخص يريد البيع يحصل على أعلى سعر ، وبالتالي فالسوق مع توفر المعلومات الكافية لطرف البائع والمشتري هي سوق كاملة .

وفي الأسواق الصغيرة يجري طرح الأسهم المقبولة للتداول بشكل قائمة وتجرى عليها المزاودة وتسمى العملية المناداة ( Call Market ) . وعمليات التداول في جميع أسواق الولايات المتحدة متشابهة ، والصفقات مثلاَ في سوق نيويورك تجري بأن يطلب الزبون من مصرفه أن يشتري له أسهم معينة مسجلة للتداول في بورصة نيويورك ، والمصرف يتصل بشركة سمسرة والتي بدورها تتصل بمكتبها في ساحة السوق ويكلف أحد سماسرته بإجراء الصفقة وذلك بأن يذهب إلى المكان الذي يجري فيه تداول السهم المعني في الساحة ويشترك في المزاودة ، والعملية حالياَ تجري على الأكثر عن طريق إتصال الأفراد بشركات السمسرة مباشرة دون وساطة المصارف ، وهذه الشركات تحتفظ بالأسهم أو السندات والنقود لحساب زبائنها .

ويلعب السماسرة المختصون في سوق نيويورك دوراَ هاماَ ، فهم يبيعون ويشترون لحسابهم الخاص وبالتالي يهيئون جواَ من الإستقرار في السوق ، كما أنهم يعملون كوكلاء لسماسرة آخرين على جانب السوق مسجلين الأسعار التي يطلبها البائعون والمشترون والتي ليست بأسعار التوازن الحالية .

وبالنسبة للصفقات الكبيرة فيتم تداولها في السوق بشكل لايؤثر إلى حد بعيد على الأسعار وذلك عن طريق توزيعها على فترة أيام مثلاَ أو عن طريق تقسيمها بنفس يوم العمل .

وفي بعض الأحيان يجري التداول عن طريق ثانوي خارج أوقات السوق بأسعار تعينها إدارة السوق ، وتدار الصفقة من قبل مجموعة من السماسرة ، وفي الحالة العادية مع كون الصفقات كبيرة تقوم الشركة بتعيين أوامر الشراء والبيع لسهم معين ثم تطرحها في السوق

وفي سوق لندن فإن العمليات تجري على الشكل التالي : فالسمسار يعمل لحساب زبونه الذي يعطيه أمراَ بإجراء صفقة بسهم معين ، وشركة السمسرة تبعث بالطلب إلى ساحة السوق ، والسمسار العائد لها في ساحة السوق يذهب إلى المنطقة التي يجري تداول السهم فيها ويبحث عن ( Jobber) أي سمسار يتعامل مع سماسرة آخرين ، ولا يتعامل مع الأشخاص العاديين ، وهو يبيع ويشتري لحسابه الخاص ، والسمسار يسأل ال ( Jobber ) عن السعر الحاضر دون أن يبين رغبته في الشراء أو البيع ، والسمسار يمكن أن يساوم أويذهب إلى ( Jobber ) آخر يتعامل بنفس السهم ، وعندما يشعر السمسار بأنه حصل على أفضل سعر يقوم بإجراء الصفقة لحساب زبون شركته ، والسمسار يحصل على عمولة بينما ال ( Jobber ) يحصل على ربحه نظير الفرق الذي يضعه بين سعر الشراء وسعر البيع .

وفي الولايات المتحدة هناك سوق خارجية تدعى بسوق التداول فوق المنضدة ( Over the counter ) وفي هذه السوق يجري تداول الأوراق المالية الحكومية والأوراق الصادرة عن البلديات وأسهم وسندات شركات كثيرة ، وهناك مايقارب 27000 سهم يجري تداولها في هذه السوق ، ويتم تحديد أسعار التوازن لبعض الأسهم النشطة عن طريق الكمبيوتر ، وتجري الصفقات في هذه السوق عن طريق وسائل الإتصال بين شركات السمسرة المتعاملة فيها ، وبعض هذه الوسائل خاص وبعضها عام . وتعامل هذه الشركات يخضع للقواعد التي تضعها الجمعية الوطنية للمتعاملين في الأوراق المالية الخاصة والمؤسسة في عام 1939 ، وفي عام 1964 قرر الكونجرس إجبار عدد كبير من الشركات التي يجري تداول أسهمها في هذه السوق على إصدار نشرات عن حساباتها بصورة دورية ، وهذه السوق يجري التعامل فيها عن طريق المساومة .

النتــــائج :

من خلال إستعراضنا لماهية أسواق التداول ( البورصة ) وتطورها التاريخي في الدول المتقدمة وكيفية وشروط التعامل فيها ، نخلص إلى النتائج التالية :

1 ـ أن أسواق التداول في الأوراق المالية ( البورصة ) وجدت أصلاَ كوسيلة أوقنوات لإنتقال المدخرات الفردية وغيرها إلى المستثمرين الذين يحتاجون إلى هذه المدخرات في تمويل مشروعاتهم الإنتاجية وغيرها ولمعالجة القصور في تمويل المشروعات المختلفة .

2 ـ تتميز أسواق التداول في الأوراق المالية ( البورصة ) بأنها تقوم وتعمل وفق نظم وشروط معينة تحقق الإستقرار للمتعاملين فيها وبما يضمن حقوقهم .

3 ـ إن وجود الرقابة الحكومية أو شبه الحكومية لهذه الأسواق صفة تتسم بها كافة البورصات العالمية وذلك من خلال التنظيمات والقوانين والقواعد التي تحدد قيام هذه الأسواق وكيفية التعامل فيها .

4 ـ إن إيصال المعلومات الكاملة إلى المتعاملين وبشكل سريع ومنظم عن كافة أسهم الشركات المتعاملة وأوضاعها المالية من أهم العوامل التي تحافظ كافة أسواق البورصة على توفيرها .
تعتبر الكويت من أولى الدول الخليجية التي ظهرت فيها سوق لتداول الأسهم والأوراق المالية الأخرى ، حيث بدأ التداول فيها مع تأسيس أول شركة مساهمة كويتية في عام 1952 ، وقد شهدت السبعينات تطورات هامة بالنسبة للشركات المساهمة وتداول أوراقها المالية مما جعلها تلعب دوراَ هاماَ في الإقتصاد الكويتي .

وإن عملية التداول في الأسهم والأوراق المالية الأخرى لم تأخذ أشكالها التنظيمية القانونية إلا بعد مرور سنين طويلة ، حيث صدر في أكتوبر 1962 أول قانون بشأن الأوراق المالية في الكويت ، وقد إتجه هذا القانون بشكل اساسي لتنظيم التداول في الأوراق المالية الأجنبية ، حيث لم يكن للأوراق المالية المحلية شأن يذكر . ومع تطور الحاجة إلى قواعد تنظيمية للسوق المحلية صدر القانون رقم 32 لسنة 1975 والذي يخول وزير التجارة والصناعة إتخاذ القرارات اللازمة لتنظيم عمليات التداول في الأوراق المالية الخاصة بالشركات المساهمة الكويتية ، والذي كان من مهامه أيضاَ وضع المقترحات الخاصة بإنشاء بورصة للأوراق المالية .

وقد مرت عملية تنظيم التداول بالأوراق المالية بعد ذلك بمراحل عديدة حيث وضعت العديد من الإجراءات التنظيمية التي تتعلق بشروط التداول وتنظيم التداول وإجراءات تنظيم عمل السماسرة . وفي نوفمبر 1976 شكلت ( لجنة الأوراق المالية ) والتي أعطيت صلاحيات واسعة لتنظيم التداول في السوق المالية والتي كان من بين أهدافها الإعداد وتقديم الدراسات لإنشاء سوق دائمة للأوراق المالية وإقتراح مشروعات القوانين اللازمة لها .وبالفعل فقد تم تأسيس سوق دائمة للأوراق المالية ( البورصة ) في إبريل 1977 والتي تعرف حالياَ بإسم ( سوق المناخ ) والتي لاتزال إلى الآن تخضع إلى الكثير من الإجراءات التنظيمية التي تنظم المعاملات فيها وتحدد حقوق وإلتزامات المتعاملين والوسطاء .

ومن التطورات المهمة في هذا المجال إقرار السلطات الكويتية للقانون رقم 8 لسنة 2001 في شأن الإستثمار الأجنبي المباشر في دولة الكويت ، وكذلك القانون رقم 20 لعام 2000 بشأن السماح لغير الكويتيين بالتملك في الشركات المساهمة الكويتية .

وفي البحرين لم تصل عملية تداول الأسهم إلى المستوى التنظيمي الذي وصلته الكويت ، وهي لاتزال تعاني من الثغرات من الناحية التنظيمية والقانونية على الرغم من أن البحرين تعتبر من المراكز المالية الهامة في المنطقة وفي العالم . وفي إطار توجه السلطات لتطوير سوق الأوراق المالية بهدف تعزيز الثقة فيه وحمايةالمستثمرين فقد أعلنت إدارة السوق خلال عام 2001 عن عزمها تعديل متطلبات الإفصاح من قبل الشركات المدرجة في السوق من خلال توسيع نطاق المعلومات والبيانات المالية وغير المالية والتغييرات في الإدارة العليا الواجب الإفصاح عنها .

وعلى الرغم من وجود سوق أوراق مالية في عمان وسوق للتداول في السعودية إلا أنها لاتزال حديثة العهد وتحتاج إلى الكثير من الإجراءات التنظيمية والقانونية لتأخذ دورها في الحياة الإقتصادية لتلك الدول .

<span style=’color:darkblue’>وتعاني الأسواق المالية الخليجية الكثير من العقبات والمشاكل بالنسبة لعملية التداول بالأسهم .و أهم هذه العقبات والمشاكل :

1ـ إفتقارها إلى الإجراءات التنظيمية الفعالة بالنسبة لإنشاء الشركات المساهمة وتداول أسهمها .

2ـ إنتشار ظاهرة المضاربة في الأسهم ، وهي ظاهرة تنتشر في كافة الدول الخليجية ، وهذه الظاهرة تشكل تهديداَ حقيقيا لمستقبل الأسواق المالية الخليجية ومعوقاَ رئيسياَ لها عن ممارسة الدور الذي يمكن أن تؤديه في مجال التنمية الإقتصادية ، حيث أن هذه الظاهرة تؤدي بالأسعار إلى مستويات لاتمثل حقيقة الوضع المالي للشركة صاحبة السهم ، إضافةَ إلى خلق تقلبات حادة في الأسعار مما يشكل خطورة بالغة على صغار المدخرين .

ومن الأسباب الرئيسية لإنتشار ظاهرة المضاربة في أسواق التداول الخليجية ، نمو المدخرات وزيادة السيولة وضيق مجالات الإستثمار أمام المدخرين بالإضافة إلى نزعة المدخرين إلى الربح السريع .

3ـ إنتشار عمليات البيع بالأجل حيث يدفع المشتري قيمة السهم بشيك مؤجل بالإضافة إلى فائدة ضخمة تتراوح في كثير من الأحيان بين 40إلى 70% سنوياَ .ويؤدي إرتفاع أسعار الفائدة في عقود البيع الآجل إلى إرتفاع في أسعار الأسهم في الصفقات الفورية ، كما يؤدي إلى إجتذاب البنوك التجارية للدخول في السوق عن طريق تشكيل شركات للتعامل بالعقود الآجلة سعياَ وراء معدلات الفائدة المرتفعة ، وهذا يؤدي إلى إنحرافها عن هدفها الأساسي في تمويل القطاعات الإقتصادية المنتجة ، مما يؤدي بدوره في كثير من الأحيان إلى حالة من الركود الإقتصادي وحدوث إفلاسات كبيرة .

4 ـ من العقبات الهامة التي تعاني منها أسواق التداول الخليجية أيضاَ النقص في المعلومات والبيانات عن الشركات المساهمة التي تتداول أسهمها ، مما يؤدي إلى تقلبات خطيرة في السوق .

إمكانية وأهداف التعاون الخليجي في الأسواق المالية :

إن إرساء أسس التعاون والتكامل بين دول الخليج العربية يعتبر من الأهداف الأساسية لهذه الدول جميعاَ ويعتبر قيام مجلس التعاون اللبنة الأساسية في بناء هذا الصرح ، كما تعتبر الإتفاقية الإقتصادية الموحدة لدول مجلس التعاون أساساَ مهماَ في تحقيق هذا التعاون ، وإن كافة دول المجلس تتمتع بخصائص وصفات متشابهة من حيث البنية الهيكلية للإقتصاد وتطورها .

ويعتبر قيام سوق مالية خليجية متطورة ، إضافةَ إلى تطوير الأسواق المحلية إحدى الأدوات المهمة لإرساء التكامل الإقتصادي وخلق بنية إقتصادية مشتركة بين دول المجلس .

ومن الأهداف التي يمكن تحقيقها من خلال تطوير هذه الأسواق ، خلق قاعدة إنتاجية متينة ومشتركة بين دول المجلس عن طريق إنتقال رؤوس الأموال الخاصة بسهولة مما يساعد في بناء هذه القاعدة الإنتاجية ، ومما يساعد على ذلك أيضاَ أن دول المجلس مجتمعة تشكل إمكانيات مالية ضخمة ، إضافةَ إلى توفير عامل السوق الكبير والذي بدوره يخلق الفرص المتعددة للإستثمار مما يقلل من تسرب رؤوس الأموال المحلية للخارج وتعرضها لمخاطر الإستثمار في الدول الأجنبية .

والأهم من كل ذلك فإن قيام سوق مالية مشتركة ومتطورة إضافةَ إلى تطوير التعاون بين الأسواق المالية المحلية سيؤدي على المدى الطويل في تحقيق الوحدة الإقتصادية والنقدية بين دول المجلس والذي يعتبر بحد ذاته تتويجاَ لدمج إقتصاديات دول المجلس وتكاملها .

إضافةَ إلى ذلك فإن وجود وساطة وأدوات مالية متطورة سيشجع على إدخال خدمات مالية متقدمة بالإضافة إلى تعزيز مركز المؤسسات المالية الخليجية على المستوى الدولي .

ومن الأهداف المهمة لقيام وتطوير الأسواق المالية الخليجية أن الوعي الإستثماري سيزداد بين شعوب المنطقة بحيث يكون قادراَ على إستخدام أحدث الأساليب والطرق في إستثمار الأموال .</span>

تعبت وايد عشان اكتب لكم هذاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااا

السسلام عليكم
يزاك الله خير
بميزان حسسناتك
موفق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

يزاك ربي الخير اخوي..

وتستاهل التقييم عالمجهود..+++

بانتظار المزيد منك..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.