السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
قبل أن نشرع بالكلام عن العين و دورها في عملية القراءة يجدر بنا أن نتعرف عن مفهوم القراءة و أهميتها.
أولا: مفهوم القراءة
إن تحديد مفهوم القراءة يعتبر العامل الأساسي في تعليمها, وذلك لأن طبيعة هذا المفهوم هي الإطار العام الذي تحدد في ضوئه الأغراض التي نتوخى تحقيقها في الصغار أو الكبار الذين نعلمهم, ونعني بذلك القدرات والمهارات والاتجاهات والعادات التي يرجي أن نكونها في الدارسين سواء من عملية القراءة ذاتها أو في سلوكهم بوجه عام. ومفهوم القراءة أيضا يتحكم في اختيار الموضوعات والأفكار والحقائق التي تكتب فيها مادة القراءة. وهو كذلك الدعامة التي تستند عليها في إختيار طريقة لتعليم القراءة دون أخرى. وأخيرا فإن مفهوم القراءة هو المصدر الذي تشتق منه وتؤسس عليه طرق ووسائل تقويم الدارسين.
إن القراءة عملية معقدة ذات أبعاد متميزة, ولكنها متكاملة, لا ينفصل واحد منها عن الآخر, وبدلا من أن نقدم لك تعريفا للقراءة فإننا نستعرض معك العناصر والأبعاد التي تتألف منها عملية القراءة, نعرضها ممثلة في ألوان السلوك التي يقوم بها القارئ الجيد. ونوجز ألوان السلوك التي تتضافر في القراءة الناجحة فيما يلي
1 إدراك الرموز( الحروف والمقاطع والكلمات والجمل) ويتم هذا الإدراك حين تقع الأشعة الضوئية على عدسة العين, فتؤثر في المخ تأثيرات مختلفة. وينشأ عن هذه الاستثارة الحسية إدراك حسي بصري للرموز المكتوبة. والإثارة الحسية عملية فسيولوجية بحتة. ومجرد الإدراك الحسي عملية لا تتعلم ولكنها في بعض جوانبها تتأثر بالتعلم
والوسيلة إلي تعليم هذا الجانب من جوانب القراءة هي التدريب.
2 فهم المقروء في ضوء خبرات القارئ:
وتتضمن عملية القراءة بعدا ثانيا هو الفهم ويستند هذا الفهم دائما إلي خبرات القارئ الماضية.
3 تفاعل القارئ مع المقروء:
عملية القراءة لون من ألوان الخبرة ولذلك فالقارئ الجيد لا يكتفي من القراءة بمجرد الفهم; بل إنه يتفاعل مع المقروء.
4 استخدام المقروء وتطبيقه:
إن القراءة صورة من صور التعلم والتعلم تغيير في السلوك فإذا لم يوظف القارئ الأفكار والحقائق التي اكتسبها في حياته فكرا وعملا تظل خامدة لا غناء فيها, ولا جدوى منها.
ثانيا : أهمية القراءة :-
تعتبر من أهم وسائل كسب المعرفة ، فهي تمكن الإنسان من الاتصال المباشر بالمعارف الإنسانية في حاضرها و ماضيها ، وستظل دائماً أهم وسيلة لاتصال الإنسان بعقول الآخرين وأفكارهم ، بالإضافة إلى أثرها البالغ في تكوين الشخصية الإنسانية بأبعادها المختلفة ،وهناك فرق واضح بين إنسان قارىْ ، اكتسب الكثير من قراءاته وإنسان أخر لا يميل إلى القراءة ولا يلجأ إليها ، مع أن المطالعة تحتوي على أمور ثلاثة مهمة :- الملاحظة – الاستكشاف – البحث الذاتي عن المعرفة . ومن هنا تأتي شمولية القراءة والاطلاع .
وتعتبر المطالعة الركيزة الأولى لعملية التثقيف ، وهي مكملة لدور المدرسة ووسيلة من أهم وسائل التعلم، ومما لاشك فيه ازدياد الحاجة إلى تعليم مهارات القراءة اللازمة وهذا نتيجة النمو الهائل في المعرفة البشرية .
وأن الدور المنوط على المدرسة من إعداد رجل المستقبل في جميع الجوانب والتي من أهمها إكساب الطلاب مهارات الحصول على المعلومات المختلفة ، بجانب الكتاب المقرر، ويجب أن لانغفل تعدد وسائط المعلومات في عصرنا الحاضر بقنياتها المختلفة مع إحتفاظ الكتاب بخصائصه المتفردة من بين تلك الوسائط .
وقد أحسن الجاحظ حين وصف الكتاب فقال :-
(( نعم الجليس والعمدة ، ونعم النشرة والترفيه ، ونعم المشتغل والحرفة ، ونعم الأنيس ساعة الوحدة ، ونعم المعرفة ببلاد الغربة ، ونعم القرين الدخيل ، ونعم الوزير والنزيل ، والكتاب وعاء ملىء علماً وظُرف حشي ظُرفاً وإناء شحن مزاحاً وجداً …….))
الآن تعالوا معي نتعرف أكثر عن العين
التركيب التشريحي للعين:
– كيف نرى الأشياء من حولنا عن طريق العين؟
خطوات رؤية الأشياء عن طريق الإبصار بالعين من حولنا:
– من خلال القرنية/العدسة الشفافة للعين.
– من خلال الحدقة.
– من خلال القزحية.
– من خلال العدسة البلورية.
– من خلال الخلط المائي.
– من خلال الشبكية.
– من خلال العصب البصري.
– من خلال ممرات الإبصار.
– من خلال المعالجة المخية (الأعصاب في المخ).
– العين:
العين هي نعمة الإبصار عند الإنسان والتي يرى بها كل شيء من حوله، أي أنها المصدر الأكبر لمعرفته في هذه الحياة.
إذن، ما هو التركيب التشريحي للعين الذي يُمكن الإنسان من رؤية العالم من حوله
التركيب التشريحي للعين:
تتكون العين من ثلاث طبقات على التوالي من الخارج إلى الداخل:
– الصُلبة (Sclera):
لونها أبيض وهى الطبقة الأولى الخارجية من طبقات العين الثلاث ولكنها غير شفافة لتحمى العين، وهى لا تمتص الضؤء بل تعكسه.
– المشيمية (Choroid):
الطبقة الثانية والتى تقع بين الصُلبة وبين الشبكية، ووظيفتها الأساسية توصيل المواد الغذائية والأكسجين لشبكية العين عن طريق أوعية دموية تقوم بهذه الوظيفة.
– الشبكية (Retina):
الطبقة الثالثة والأخيرة فى العين، الشبكية هى المسئولة عن الإبصار عند الشخص حيث تستقبل الضوء الواقع عليها وتحوله لإشارات كهربائية تنتقل عن طريق الألياف العصبية البصرية والتى تتجمع فى القرص البصرى (Optic disc) أو يُسمى بالبقعة العمياء (حيث لا يحتوى على مستقبلات ضوئية (Photoreceptors) لتكوين العصب البصري (Optic nerve).
ويوجد بداخل الشبكية النُقرة (Fovea) وهى عبارة عن بقعة مقعرة تحتوى على مستقبلات ضوئية كثيرة وتستخدمها العين فى عملية الإبصار الحادة.
– الأجزاء الأخرى المكونة للعين:
– الجسم الزجاجي (Viterous):
جسم هلامى شفاف يحافظ على الشكل الكروي للعين.
– الجسم الهدبى (Ciliary body):
يتصل الجسم الهدبى بالجسم الزجاجى من الأمام وهو عبارة عن عضلات تتحكم فى شكل عدسة العين للرؤية، فإذا تقلصت هذه العضلات يقل تحدب العين أما إذا ارتخت يزيد تحدب العدسة وبذلك يتركز الضوء على الشبكية من أجل الإبصار على حسب بعد الجسم عن العين.
– عدسة العين/العدسة البلورية (Eye lens/Crystalline lens):
تتألف عدسة العين من بروتينات شفافة يُطلق عليها (Crystallins) ولذا تسمى أيضاً بالعدسة البلورية بسمك 5 مم قطر 9 مم للبالغين (لكنه من الممكن أن تختلف هذه الأرقام). وهذه البروتينات مرتبة إلى ما يقرب من 20.000 طبقة متحدة المركز وغير سميكة.
خلال فترة تكون الجنين ونموه، المساعد فى بناء هذه العدسة هو الشريان الزجاجى (Hyaloid artery). أما عند الكبار فتعتمد العدسة كلية للحصول على المواد الغذائية من (Aqueous and vitreous humors).
عدسة العين مرنة ودرجة انحنائها تتحكم فيها العضلات الهدبية (Ciliary muscles)، وبتغير درجة انحناء العين فمن الممكن أن يركز الشخص على الأشياء التى توجد على مسافات بعيدة عنه وهو ما يسمى ب (Accommodation) تكيف العين.
ووظيفة العدسة البللورية مع القرنية هو تركيز الضوء على الشبكية، وهى نفس وظيفة العدسة البصرية التى يصنعها الإنسان.
– القزحية (Iris):
هى المسئولة عن لون العين، كما أنها تتكون من نوعين من العضلات وهذه العضلات هى التى تتحكم فى توسيع أو تضييق حجم حدقة العين (Pupil).
أ- النوع الأول من العضلات: العضلات الدائرية ووظيفتها تضييق حدقة العين أثناء الضوء لتتم الرؤية الواضحة.
ب- النوع الثانى من العضلات: هى العضلات الشعاعية التى توسع الحدقة فى الظلام لتسمح بدخول أكبر قدر من الضوء وبالتالى تحقيق الرؤية الواضحة.
– الحدقة (Pupil):
هى تلك الدائرة السوداء التى توجد فى منتصف القزحية، ولونها الأسود يرجع إلى أن معظم الضوء الداخل إليها يُمتص بواسطة الأنسجة التى توجد داخل العين.
يختلف حجم الحدقة من كائن لآخر، ويتحكم فى ذلك الانقباض اللإرادى أو الاتساع لحدقة العين ما يُعرف باسم المنعكس الحدقى (Pupillary reflex)، من أجل تنظيم حدة الضوء الداخل للعين.
فى الضوء الساطع تضيق الحدقة ليصل قطرها لحوالى 1.5 مم، أما فى الظلام أو الضوء الخافت تتسع لتصل إلى ما يقرب من 8 مم.
يختلف شكل حدقة العين أيضاً من كائن لآخر، أما الشكلين الشائعين هما: الشكل الدائرى والشكل اللوزى (المستطيل والضيق). والأشكال الأكثر تعقيداً موجودة بين الكائنات البحرية، وهذه الاختلافات فى الشكل أسبابها معقدة للغاية وترتبط بخواص العدسة البصرية وإلى شكل الشبكية وحساسيتها، وإلى المتطلبات الإبصارية لكل كائن من هذه الكائنات الحية.
– الحاجب (Eyebrow):
حاجبان العين هو ذلك الشعر الذى يوجد فوق جفن العين، وظيفة الحاجب الأساسية هو إعادة اتجاه المواد السائلة من العرق أو مياه الأمطار بعيداً عن العين. من الممكن أن يغير الماء داخل العين الخواص الإنكسارية لها مما يجعل الرؤية مشوشة غير واضحة بها.
– القرنية (Cornea):
توجد فى مقدمة العين، وهى شفافة لا تحتوى على أوعية دموية وتحصل على احتياجاتها من الأكسجين عن طريق الهواء والغذاء بشكل مباشر عن طريق الترشيح من الخلط المائى (Aqueous humour)، وهو المحلول الذى يملأ الغرفة الأمامية والغرفة الخلفية.
– الغرفة الأمامية (Anterior chamber):
الفراغ ما بين القرنية والقزحية.
– الغرفة الخلفية (Posterior chamber):
الفراغ ما بين عدسة العين والقزحية.
– قناة شليم (Schlemm canal):
القناة التى تقع فى الزاوية بين القرنية والقزحية فى الغرفة الأمامية، وهى دائرية الشكل ووظيفتها جمع "محلول الخلط المائى" من الغرفة الخلفية وإرساله إلى الجسم من خلال الشريان فى مجرى الدم.
– ضغط العين (Intraocular pressure):
هو ضغط السائل داخل العين، ومن الممكن أن يرتفع هذا الضغط بسبب بعض الاضطرابات التى تحدث من التهابات بالعين، أو لعوامل وراثية أو كعرض جانبى لأحد الأدوية.
– الخلط المائى (Aqueous humour):
هو المحلول الذى يملأ الغرفة الأمامية والخلفية ويتركهما عن طريق قناة شليم، وهذا المحلول هو المسئول عن ضغط العين فإذا لم يخرج منها وتجمع يؤدى إلى ارتفاع ضغط العين مسبباً الماء الأزرق (الجلوكوما).
الملتحمة (Conjunctiva):
الملتحمة هو الغشاء الذى يغطى الصُلبة (الجزء الأبيض فى العين)، ويبطن الجفون من الداخل. ووظيفتها تلطيف العين من الداخل بإفراز مخاط ودموع على الرغم من أن الدموع التى تفرزها تكون بكميات أقل من التى تُفرز عن طريق الغدة الدمعية (Lacrimal gland).
– محجر العين (Orbit):
فى جميع المخلوقات تستقر العين داخل جزء من التجويف الجمجمى يُعرف باسم "محجر العين" وهذا المكان يقدم الحماية للعين حتى لا تتعرض للإصابة أو أن يلحق بها الضرر.
– الجفن (Eyelid):
الكائنات الحية من البشر والحيوانات لديهم جفون. الوظيفة الأساسية لهذه الجفون هى منع الجفاف وتنظيف العين من خلال نشر الدموع فى العين والتى تحتوى على مواد تقتل أية عدوى بكتيرية كجزء من وظائف الجهاز المناعى بجسم الإنسان.
بعضاً من الحيوانات المائية لديها جفن ثانٍ (ثانوى) يوجد فى كل عين من أجل الانكسار الضوئى، الذى يساعدهم على الرؤية بوضوح فوق سطح الماء وفى الأعماق. معظم الكائنات إن لم يكن كلها تستجيب برد فعل تلقائى تجاه أى شىء يهدد العين (مثل تحرك أى شىء فى اتجاه العين أو مفاجئتها بضوء ساطع)، وتكون هذه الاستجابة فى شكل تغطية العين بالجفن و/أو إبعاد العين عن مصدر التهديد .. أو الوسيلة الثالثة النظر بعينين طارفتين نصف مفتوحتين.
– رمش العين (Eyelash):
الرموش تحمى العين من دخول الجسيمات الدقيقة لها سواء من بكتيريا، أو دواء يسبب تهيج فى العين ومن ثَّم إفراز الدموع وعدم تكون رؤية واضحة.
– الكولاجين (Collagen):
مادة الكولاجين هى البروتين الأساسى فى الأنسجة الضامة (Connective tissues). وتكون بنسبة 40% من نسبة إجمالى مكونات البروتين، وتختلف وظيفتها عن الإنزيمات وهى مادة غيرمرنة.
من وظائف مادة الكولاجين المتعددة: تدخل فى تركيب الغضاريف والأربطة، فى تركيب العظام والأسنان، كما أن مادة الكولاجين مسئولة عن بالتواجد مع مادة القرتين (وهى بروتين ليفى يُشكل الأساس الكيميائى لأنسجة الجسم القرنية كالأظافر والقرون والحوافر) عن قوة الجلد ومرونته فى نفس الوقت. اضمحلال هذه المادة يؤدى إلى التجاعيد التى تصاحب التقدم فى السن.
تقوى مادة الكولاجين الأوعية الدموية كما تلعب دوراً هاماً فى نمو الأنسجة، وتتواجد هذه المادة فى عدسة العين والقرنية فى شكل بللورى. تستخدم مادة الكولاجين فى الجراحات التجميلية من شد الشفاه على الرغم ظهور البدائل لها من الحقن بحامض الهياليورونك (Hyaluronic acid).
– المُقلة (Macula/Macula lutea):
المُقلة بقعة صفراء بيضاوية الشكل بالقرب من مركز الشبكية فى عين الإنسان، يصل قطرها إلى حوالى 1.5 مم، وتحتوى على طبقتين أو أكثر من الخلايا العصبية (ganglion cells). بالقرب من مركزها تتواجد النقرة (Fovea) تلك البقعة الصغيرة التى تحتوى على أكبر تركيز للخلايا المخروطية (Cone cells) فى العين والمسئولة عن الرؤية المركزية.
أى تلف يحدث بالمقلة يتسبب عنه فقد فى الرؤية المركزية والذى يكون واضحاً. وتطور الحالة من الضمور الحاد للمقلة يكون مرضاً خطيراً للغاية ويُعرف باسم (Macular degeneration).
* النظام الدمعى بالعين (Lacrimal apparatus):
الغدة الدمعية (Lacrimal gland) تقع فى الجزء العلوى الأمامى الخارجى لحجر العين وتصب الدموع عبر قنوات دمعية على ملتحمة العين، ثم تنتقل الدموع إلى زاوية العين الداخلية لتصل إلى القُنيات الدمعية (Lacrimal canaliculi) ثم إلى الكيس الدمعى (Lacrimal sac) والمسئول عن عدم نزول الدموع مرة واحدة لتجويف الأنف. ثم تنتقل إلى القناة الدمعية الأنفية (Naso lacrimal duct) لتصب الدموع فى تجويف الأنف.
* العضلات المسئولة عن حركة العين:
1- العضلة المسقيمة الجانبية (Lateral rectus muscle):
تلف العين للخارج (النظر للجانب الخارجى "طرف العين").
2- العضلة المستقيمة الداخلية (Medial rectus muscle):
تلف العين إلى الداخل للنظر ناحية الأنف.
3- العضلة المستقيمة العلوية (Superior rectus muscle):
تلف العين للنظر إلى أعلى وللداخل.
4- العضلة المستقيمة السفلية (Interior rectus muscle):
تلف العين للنظر إلى أسفل وللداخل.
5- العضلة المائلة العلوية (Superior oblique):
تلف العين للنظر لأسفل وللخارج.
6- العضلة المائلة السفلية (Interior oblique):
تلف العين للنظر لأعلى وللخارج.
كيف ترى العين صورة توضيحية أكثر ؟
((أنظر إلى الصورة أدناه ليسهل عليك الشرح))
– عضلات العين الست للفتاة تقوم بتحريك عينيها في أسلوب متناسق.
الموجات الضوئية الصادرة من العصفور وفرع الشجرة تسير نحو عيني الفتاة فتدخل العين عبر القرنية والغرفة الأمامية ثم الحدقة(إنسان العين) ثم العدسة حيث يتم تجميع أشعة الضوء في بؤرة.
2- تستقر أشعة الضوء فوق الشبكية، وكما يحدث في آلة التصوير(الكاميرا)، تتكون صورة مقلوبة للطائر فوق الشبكية.
3- ترسل النهايات العصبية الموجودة في الشبكية الإشارات عائدة إلى العصب البصري.
4- تمر الإشارات من خلال العصب البصري ، وتعبر الجزء الأوسط من المخ، وتستقر فوق الجزء الخلفي من المخ وهو القشرة البصرية.
ويتسبب الضوء المنعكس على العصفور في تغير دائم في الإشارات الصادرة من الشبكية إلى المخ،
وتترجم القشرة البصرية هذه الإشارات إلى حركة.
ننتقل الأن الى العين و دورها في القراءة
إن عين القارئ ا تنساب فوق الكلمات بسهولة و إذا حصل هذا فإنها لن ترى شيئا لأن العين يمكن أن ترى الأشياء بشكل واضح عندما تستطيع أن تتوقف عليها و تأخذ صورة واضحة منها و تكون هذه الصورة فى القراءة عبارة عن وحدة التركيز .
لذا اذا بقى جسم ثابت فأن العين يجب أن تبقى ثابته لتتمكن من مشاهدته و اذا تحرك فان العين يجب ان تتحرك خلفه لكى تشاهده
عندما يقرأ الشخص سطراً فإن عينيه تتحركان فى سلسة من القفزات السريعة يتخللها وقفات و على فترات محددة إن هذه القفزات سريعة جدا بحيث لا يمكن ملاحظتها لكن تقدر سرعة القفزات بين وحدات التركيز من ربع ثانية الى ثانية و نصف و فى أبطأ سرعة قراءة يصل معدل قراءة الشخص إلى أقل من 100 كلمة فى الدقيقة
و هكذا فإن العين تأخذ جرعات قصيرة من المعلومات فى نقاط التوقف فهى لا ترى شيئا فى الحقيقة بل فقط تنتقل من نقطة الى اخرى و نحن لا نلاحظ هذه القفزات لأن المعلومات المتكاملة و المتتابعة المحمولة إلى الدماغ مستقاة من وحدات التركيز الواحدة تلو الأخرى و لذا فإنه لا يمكننا أن نحقق مسحاً سلساً للكلمات دون التوقف بينها مع المحافظة على قراءة سليمة .
إن العين نادرا ما تتوقف لأكثر من نصف ثانية حتى عندما تشعر أن العين ثابتة بالكامل فمثلا عندما تنظر بثبات على نقطة ثابتة فإن العين فى الحقيقة تقوم بعدد من الحركات الصغيرة حول النقطة لأن العين إذا لم تتحرك بهذه الطريقة صانعة وحدات تركيز جديدة لها فإن ذلك سيؤدى الى أن تبهت الصورة بسرعة و تختفى .
تأخذ العين غير المدربة حوالى ربع ثانية فى كل نقطة تركيز لذا فهى محددة بحوالى أربعة نقاط تركيز فى الثانية مما يعنى أن القارئ المتوسط الذى يأخذ من كلمة إلى كلمتين فى وحدة التركيز الواحدة و لكى يقرأ سطرا على هذه الصفحة فإنها ستأخذ منه بين ثلاثة إلى ستة وحدات تركيز .
و مما لاشك فيه أيضا أن مدة الوقفات و عدد الكلمات التى يتم أخذها فى كل وحدة تركيز تتفاوت إلى حد كبير فيما بينها نظرا لأختلاف المادة المقروءة و الشخص القارئ و بالرغم من أن أكثر الإدراكات البصرية التى تدرك بعيدا عن مركز ما تزال ممكنة الرؤية لكن بوضوح أقل هذه الرؤية تسمى الرؤية المحيطية ( peripheral vision ) و هى تؤدى وظيفة ربما تعد الأثمن أثناء القراءة حيث أن الكلمات التى تأتى بعد وحدة التركيز الحالية ( التى تقوم العين بقراءتها ) مباشرة تكون قد أستلمت بشكل جزئى من خلال العين و أرسلت للدماغ و إن إحتمالية حدوث هذا الأمر كبيرة لأن الكلمات يمكن أن تدرك و هى فى مجال الرؤية المحيطية فى نفس الوقت الذى تكون فيه الأحرف الفردية مشوشة جدا و لا يمكن التعرف عليها .
و على هذا الأساس فإن الرؤية المشوشة أو غير الواضحة بعض الشئ لما هو أت تخبر الدماغ أين هو المكان الآتى لسقوك العين فى الحركة القادمة و أين هو المكان المناسب للتوقف و هكذا فإن العين لا تتحرك فى سلسة منتظمة من القفزات بشكل متساو لكنها تقفز عن الكلمات المطولة و تركز على الكلمات الأهم فى النص ( الفريدة و المميزة )
يعتمد مدى الذاكرة الفورى على عدد الجرعات بدلاً من محتوى المعلومات المتوفر حيث أننا عندما نقرأ نستطيع أن نأخذ حوالى خمس جرعات فى وقت واحد و الجرعة الواحدة قد تكون حرف مقطع أو كلمة أو حتى عبارة صغيرة و كلما كانت الجرعة أكبر كان الفهم أسهل .
عند القارئ المتمرس فإن وحدات التركيز تتجمع فى منتصف سطر الطباعة فعندما تذهب العين الى سطر جديد فانها عادة لا تذهب الى بداية السطر بل بدلا من ذلك تبدأ بعد كلمة او كلمتين من الحافة اما بالنسبة للدماغ فإنه يكون قد كون فكرة جيدة عن الكلمات التى ستأتى من الخبرة التى إكتسبها خلال الأسطر السابقة و هو بحاجة فقط لإستشارة الرؤية الخارجية (peripheral vision ) للتأكد بأن الكلمات الأولى هى فعلا كما توقعها أم لا و بنفس الطريقة تعمل العين و الدماغ معا بهذا التناغم فى نهاية السطر .
القارئ البطئ الذى يتوقف عند كل كلمة و من يقفز للكلمة التالية سيقوم بقراءة نفس الكلمة مرتين الى ثلاث مرات فهو لن يكون قادرا على فهم معظم ما يقرأ و عند نهاية الفقرة فإن المفهوم يكون قد ضاع بسبب طول الوقت و التكرار الممل منذ بداية قراءة الفقرة .
أثناء عملية اعادة القراءة فإن قدراته على التذكر تكون قد ضعفت و يكون قد بأ بلشك فى قدراته على التذكر مطلقا .
فعلى مدى اكثر من مئة سنة استنتج الخبراء فى الحقل الطبى و البحث النفسى بأن أكثر البشر يستعملون 4 % : 10 % فقط من قدراتهم العقلية فى جميع نوحى حياتهم .
تسريع عملية مثل القراءة هى طريقة فعالة جدا لتمكين الناس من زيادة نسبة الاستيعاب لديهم و استغلال القدرات المهدرة الذين لا يقومون باستغلالها على اكمل وجه لان القراءة السريعة تحسن الفهم لان مستوى القارئ فى التركيز يصبح اعلى مع تقليل الوقت مما يقلل من التوتر و الالام الطبيعية مثل الصداع و الام الرقبة .
االمراجع:
الموسوعة الطبية
طبيب دوت كوم
كتاب القراءة السريعة تأليف بيتر شيفرد و جريجورى ميتشل ترجمة احمد هوشان
م/ن