ممكن تقرير عن امتي في العالم الاسلامي
بدي اياه ايكون اكتر من5 ويوجد به مقدمة وعرض وخاتمة صفحات بسرعة كوكلي
اختي هذا اللي حصلته..
المقدمة: الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الصادق الوعد الأمين، صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على طريقته وانتهج نهجه إلى يوم الدين وعلى رسل الله أجمعين ….
الموضوع: أما بعد: فقد وصف الله المؤمنين بأنهم خير أمة أُخرجت للناس، فقال عز وجل: كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله {آل عمران: 110}. فرفع الله قدر هذه الأمة وشرفها واصطفاها على غيرها من الأمم، وجعلها خير أُمة أُخرجت للناس، ولِمَ لا وهي أمة النبي الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم المبعوث رحمة للعالمين، فهي لم تدرك هذا الفضل إلا بإيمانها بالله، ومتابعة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وبالدعوة إلى الله والجهاد في سبيله، وبالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما ذكر الله عز وجل، ولا ينال هذا إلا من استجاب لله وللرسول كما قال تعاللى في وصف الصحابة الذين خرجوا مع النبي صلى الله عليه وسلم بعد غزوة أُحد، فكان الرجل يتهادى بين الرجلين لما به من الجراح والآلام: الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم (172) الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل (173) فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم {آل عمران: 172- 174}. فبقدر الإيمان والاستجابة لله وللرسول تكون الخيرية لهذه الأمة، ولا يمكن أن تكون هذه الخيرية إلا لأمة الاستجابة. أما أمة الدعوة ففيها المؤمن والكافر والمنافق واليهودي والنصاري وكل من بلغته دغوة النبي الخاتم منذ بعثته إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ولا يكون لهؤلاء فضل ولا شرف ولا خيرية إلا بالإيمان والاستجابة، وقد قال تعالى في آية الخيرية: ولو آمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون {آل عمران: 110}، وقال تعالى: ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون (113) يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات وأولئك من الصالحين (114) وما يفعلوا من خير فلن يكفروه والله عليم بالمتقين {آل عمران: 113- 115}، وقال سبحانه: وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما أنزل إليكم وما أنزل إليهم خاشعين لله لا يشترون بآيات الله ثمنا قليلا أولئك لهم أجرهم عند ربهم إن الله سريع الحساب {آل عمران: 199}. وهؤلاء هم الذين آمنوا بالله ورسوله من أهل الكتاب، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنهم يؤتَون أجرهم مرتين لأنهم آمنوا مرتين واستجابوا مرتين كما في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم : "ثلاثة يؤتون أجرهم مرتين"، فذكر منهم رجلاً من أهل الكتاب آمن وصدق بالنبي صلى الله عليه وسلم . هذه هي أمة الإسلام، أعظم الأمم في الدنيا والآخرة، مثلها في عداد الأمم كالشعرة السوداء في جلدة الثور الأبيض، ومع هذا فهي في الذروة العالية: "إنكم توفون- تتمون- سبعين أمة، أنتم خيرها وأكرمها على الله". رواه الترمذي وابن ماجه وأحمد والحاكم. إن أصابهم ما يحبون حمدوا الله وشكروا، وإن أصابهم ما يكرهون احتسبوا وصبروا، يعطيهم ربهم حلمًا وعلمًا من عنده سبحانه كما في الأثر الذي رواه أحمد والبزار والطبراني، وهم أكثر الأمم استجابة وتلبية، فلم تكن أمة أكثر استجابة في الإسلام من هذه الأمة، فمن ثم قال تعالى: كنتم خير أمة أخرجت للناس.ولهذه الأمة خصائص اختصها الله بها من بين الأمم، من هذه الخصائص ما هو في الدنيا، ومنها ما هو في الآخرة، فمن هذه الخصائص في الدنيا: 1- أنها الأمة المجاهدة، شرع الله لها جهاد الكفار والمنافقين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأحل لها الغنائم، ولم تكن تحل لمن سبقها من الأمم، قال تعالى: فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا واتقوا الله إن الله غفور رحيم {الأنفال: 69}. وقال النبي صلى الله عليه وسلم : "أعطيت خمسًا لم يعطهن نبي قبلي". فذكر منها: "وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي". [متفق عليه}.أما من قبلهم من الأمم فمن جاهد منهم في سبيل الله، لم يكن تحل لهم الغنائم، بل كانت تنزل عليهم نار فتحرقها كما في الصحيح. 2- أنها الأمة المحفوظة من الهلاك والاستئصال، لا تهلك بسَنة عامة، ولا يسلط الله عليها عدوًا من غيرها، يستأصل شأفتها، ولو اجتمع عليها كل أهل الأرض كما قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : "إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوى لي منها، وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض، وإني سألت ربي لأمتي أن لا يهلكها بسنة عامة، وأن لا يسلط عليهم عدوًا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم، وإن ربي قال: يا محمد، إني إذا قضيت قضاءً فإنه لا يُرد، وإني أعطيتك لأمتك أن لا أهلكهم بسنة عامة، وأن لا أسلط عليهم عدوًا من سوى أنفسهم يسبيتح بيضتهم ولو اجتمع عليهم من بأقطارها، حتى يكون بعضهم يُهلك بعضًا، ويسبي بعضهم بعضًا". رواه مسلم. 3- أنها لا تجتمع على ضلالة: فهذه الأمة تتقلب بين حالين: حال غزوٍ وتمكين تجتمع فيه الأمة على الحق دون تفرق ولا تشرذم، تعتصم بالله وبدينه وشرعه وتجتمع على إمام واحد، تسمع له وتطيع وتجاهد في سبيل الله تحت لوائه فيبلغ ملكها مشارق الأرض ومغاربها ممتثلة قول الله تعالى: واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا، وقد وقع هذا للأمة في صدر الإسلام في زمن الخلفاء الراشدين ومن بعدهم، وصدق رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذ يقول: "لا يزال الإسلام عزيزًا إلى اثنى عشر خليفة كلهم من قريش". رواه مسلم.وحال ضعف وفرقة وهوان بعدما أصاب الأمة ما أصاب الأمم قبلها من اختلاف وتفرق وتشرذم وبُعْدٍ عن كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وهدي سلف الأمة، فتسلط عليها أعداؤها، وذلت بعد عز، ولكنها مع هذا كله لم تترك الحق بالكلية، فهي أمة التوحيد، لا تجتمع على باطل، بل يبقى فيها طائفة على الحق ظاهرين به لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك، وسوف ترجع الأمة إلى حال عزها تجاهد في سبيل الله وتجتمع على الحق حتى تقتل المسيح الدجال، وتقاتل اليهود، ويبارك الله في خراج الأرض، ثم يرسل الله ريحًا طيبة تقبض أرواح المؤمنين، فلا يبقى على الأرض إلا شرار الخلق، عليهم تقوم الساعة. 4- ومن خصائص هذه الأمة أن الله تعالى رفع عنها الآصار والأغلال التي كانت على الأمم قبلها، فأحل لها كثيرًا مما حُرم على غيرها، ولم يجعل عليها من حرج ولا عنت ولا شدة، بل يُسر وفرج، قال تعالى: يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر {البقرة: 185}، وقال: لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت {البقرة: 286}. قال تعالى: ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم {المائدة: 6}، وقال: هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج {الحج: 78}. وقال النبي صلى الله عليه وسلم : "إني أرسلت بحنيفية سمحة". [رواه أحمد}. وقال: "لتعلم يهود أن في ديننا فسحة ". وقال لرسله وسفرائه ودعاته: "يسرا ولا تعسرا وبشرا ولا تنفر". قالها لمعاذ وأبي موسى حين بعثهما إلى اليمن. [رواه البخاري}. 5 ومن هذا التيسير أن جعل الله لهذه الأمة الأرض مسجدًا وطهورًا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "أعطيت خمسًا لم يعطهن نبي قبلي". ذكر منها: "وجعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصلّ". 6- وتجاوز الله لهذه الأمة عن الخطأ والنسيان وعما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم. قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : "إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت به أنفسها ما لم يتكلموا أو يعملوا به". [متفق عليه}.ولما نزل قول الله تعالى: لله ما في السموات وما في الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شيء قدير {البقرة: 284.اشتد ذلك على أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ، فجاءوا إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وجثوا على الركب، وقالوا: يا رسول الله، كُلِّفنا من الأعمال ما نطيق، وقد أنزلت عليك هذه الآية ولا نطيقها. فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "تريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابين قبلكم سمعنا وعصينا؟ ولكن قولوا: سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير". فلما قالوا وذلت بها ألسنتهم، أنزل الله التخفيف في قوله تعالى: لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت فنسختها. رواه أحمد ومسلم. 7- واختص الله هذه الأمة بأن جعل الله صفوفها في الصلاة كصفوف الملائكة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه: "ألا تصفون كصفوف الملائكة عند ربها". قالوا: وكيف تصف الملائكة عند ربها؟ قال: يتمون الصفوف ويتراصون في الصف. [رواه مسلم}. 8 ومن خصائص هذه الأمة: يوم الجمعة، خير يوم طلعت فيه الشمس اختلفت فيه الأمم قبلنا، فهدانا الله إليه. قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : "نحن الآخرون السابقون يوم القيامة بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا، ثم هذا يومهم الذي فرض عليهم فاختلفوا فيه، فهدانا الله، فالناس لنا فيه تبع، اليهود غدًا، والنصارى بعد غد". [متفق عليه}. 9 وفضّل الله هذه الأمة فجعلها من الشهداء في الدنيا والآخرة، أما في الدنيا؛ فلقول النبي صلى الله عليه وسلم : "أنتم شهداء الله في الأرض". ففي الصحيحين عن أنس قال: مرت جنازة فأُثني عليها خيرًا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "وجبت". ومُر بجنازة فأثني عليها شرًا فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "وجبت". فسأل عمر النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا فقال: "من اثنيتم عليه خيرًا وجبت له الجنة، ومن أثنيتم عليه شرًا وجبت له النار، أنتم شهداء الله في الأرض". وأما في الآخرة فلقول الله عز وجل: وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا {البقرة: 143}. وفي الصحيح عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : "يُدعى نوح يوم القيامة فيقول: لبيك وسعديك يا رب، فيقول: هل بلغت؟ فيقول: نعم، فيقال لأمته: هل بلَّغكم؟ فيقولون: لا. فيقول الله: من يشهد لك؟ فيقول: محمد وأمته، فيشهدون أنه قد بلغ، وهذا قول الله عز وجل: وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا". ومن هذه الخصائص ما اختص الله به هذه الأمة في الآخرة فضلاً عن أنهم الشهداء على الناس يوم القيامة، فهم الآخرون السابقون والغر المحجلون، أول من يجيز الصراط وأول من يدخل الجنة وهم أكثر أهل الجنة. ففي الصحيح أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "أما ترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة". فكبر الصحابة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "إني لأرجو أن تكونوا شطر أهل الجنة". وقد حقق الله رجاء نبيه صلى الله عليه وسلم وأعطاه فوق ما يرجو، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "أهل الجنة عشرون ومائة صف، ثمانون منها من هذه الأمة". [رواه الترمذي}. ولا ينال هذا الخير إلا مَن حقق التوحيد وتابع النبي صلى الله عليه وسلم ، أما أهل البدع والضلال فلا نصيب لهم في هذا الخير إلا بقدر قربهم من الحق ومتابعتهم للسنة، بل يُزادون عن حوض النبي صلى الله عليه وسلم ولا يخلو زمان من متبع للحق ناصر للسنة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم، حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك". فأهل الحق والطائفة الناجية هم المتمسكون بما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم في العقيدة والعبادة والأخلاق والمعاملة، ففي العقيدة يتمسكون بما دل عليه كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم من التوحيد الخالص في ألوهية الله عز وجل وربوبيته وأسمائه وصفاته، وما كان عليه سلف الأمة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وخاصة الخلفاء الراشدين ومن تابعهم بإحسان، ويهجرون مسالك أهل البدع ومناهجهم التي فرقوا بها أهل الدين وجعلوهم شيعًا. وفي العبادة يتمسكون بما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم في العبادات في أجناسها وصفتها وقدرها وزمنها ومكانها دون أدنى ابتداع في الدين. وفي الأخلاق يتمسكون بما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من رفق ولين وخلق عظيم. وفي المعاملات يتمسكون بالحلال البين ويتعاملون بالصدق والنصح لأئمة المسلمين وعامتهم. والحمد لله رب العالمين .
بالاضافة لهالرابط ممكن يساعدج..
وهذا بعد..
عرض/ بدر محمد بدر
يناقش التقرير الإستراتيجي "أمتي في العالم" في عدده السنوي التاسع -الذي صدر قبل أسابيع- أبعاد الدلالات الحضارية في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة (شتاء 2024 / 2024), وتداعيات استمراره تحت الحصار الدولي, الذي جاوز السنوات الأربع حتى الآن.
-الكتاب: أمتي في العالم
-المؤلف: مجموعة باحثين
-عدد الصفحات: 580
-الناشر: مركز الحضارة للدراسات السياسية, القاهرة
-الطبعة: الأولى/ 2024
ويحلل أكثر من أربعين باحثاً وخبيراً -شاركوا في إعداد التقرير- خلفيات ونتائج ما جرى من عدوان: عسكرياً وسياسياً وإستراتيجياً وقانونياً وثقافياً واقتصادياً, في رؤية اتسمت بالواقعية والموضوعية والخبرة في رصد الواقع, واستشراف آفاق المستقبل, وتضع الأمة أمام مسؤوليتها التاريخية, فيما يخص القضية الفلسطينية.
وفي المقدمة يستعرض المؤرخ طارق البشري تاريخ الحروب الإسرائيلية الأميركية في المنطقة العربية, التي التقت على هدف رئيسي وهو أنها كانت "ضدنا نحن العرب", ومنها: حرب الأميركان في الكويت والعراق، وحرب العراق 2024، وحرب لبنان 2024، ليصل بفكرته إلى أن العدوان الأخير على قطاع غزة هو "الحرب الثانية عشرة" منذ عام 1948 وحتى الآن, أي بمعدل حرب كل خمس سنوات.
ارتباط إستراتيجي
وينبه البشري إلى أهمية الموقع الإستراتيجي لفلسطين, باعتبارها البوابة الشرقية لمصر, وأنه -فيما عدا الحملة الفرنسية (1798)- فقد جاءت كل حملات الغزو والاحتلال لمصر من الشرق, وهذا يؤكد الارتباط المصري الفلسطيني كأساس إستراتيجي ثابت.
وينقسم التقرير إلى محاور أربعة: الأول تحت عنوان "عالم الأفكار والرؤى" وفيه يتناول سيف الدين عبد الفتاح -أستاذ النظرية السياسية- الحديث عن "معركة الذاكرة الحية" و"صراع المعاني", ويؤكد أن المقاومة هي عملية معرفية وثقافية وفكرية واجتماعية واقتصادية وسياسية شاملة, حضارية في محتواها وفي مقاصدها, وأن أولى معاركنا ينبغي أن تكون معركة ضبط المفاهيم والمصطلحات في صراعنا مع الاحتلال الصهيوني.
وتقدم نادية مصطفي مديرة مركز الدراسات الحضارية قراءة حضارية للعدوان على قطاع غزة, تستدعي فيها أكثر من مجرد موازين القوى على الأرض, وتركز في دراستها على مشاهد أربعة, الأول: المظاهرات التي عمت الشعوب العربية والإسلامية تضامنا مع الشعب الفلسطيني وضد الاحتلال.
والثاني: مشهد النظام الرسمي العربي والإسلامي, الذي حاصر هذه المظاهرات بقوات الأمن والشرطة, في ظل حالة من الاستسلام للاحتلال.
والثالث: مشهد فلسطين التي تقاوم في غزة, وانتهت في هذا المشهد إلى أن حركة "حماس" قامت خياراتها على حسابات، وحركتها دوافع وسعي إلى أهداف, دون التقيد بالنمط التقليدي الذائع من حسابات الربح والخسارة, كما استندت إلى رؤية واضحة عن الإطار الدولي والعربي والأهداف الإسرائيلية, وحالة الصف الفلسطيني.
أما المشهد الرابع فقد تناولت فيه ما تسميه "أركان الأمة الثلاثة: تركيا، إيران، مصر", ومسروليتها التاريخية عن دعم المقاومة الفلسطينية, خصوصاً في المرحلة الحالية، التي تشهد وضوحاً في موقف إسرائيل الرافض لأي تنازلات في المفاوضات مع الفلسطينيين.
اللجوء للمحاكم الدولية
"
علينا أن ندرك أن القضايا الخاصة بالانتهاكات ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم, وهذا يفرض علينا أن نحاصر قادة الاحتلال بالقانون, طالما نحن غير قادرين الآن على غيره
"
ويطرح محمد شوقي عبد العال -أستاذ القانون الدولي- في بحثه رؤية قانونية للعدوان, مشيرا إلى أنه يجب اللجوء مباشرة إلى محاكم الدول، التي تقبل الاختصاص العالمي فيما يتعلق بالجرائم المرتكبة ضد الإنسانية, لمقاضاة إسرائيل على جرائمها بحق الشعب الفلسطيني, وخصوصاً العدوان على قطاع غزة, وأن علينا ندرك أيضاً أن القضايا الخاصة بالانتهاكات ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم, وهذا يعني أن علينا أن نحاصر قادة الاحتلال بالقانون, طالما نحن غير قادرين الآن على غيره.
وتحت عنوان "الانتصار في حروب الجيل الرابع" يقدم العميد المتقاعد صفوت الزيات رؤيته العسكرية لما جرى من عدوان, خطط له الاحتلال قبل عامين من وقوعه, وهو عدوان بين طرفين غير متكافئين, لكن إسرائيل -رغم كل الحمم التي قذفت بها المدنيين العزل من سكان قطاع غزة, ومئات الأطنان من القنابل- لم تتمكن من تحقيق أهدافها العسكرية, ونجحت حركة "حماس" طوال الحرب في معركة الصواريخ، التي استمرت حتى اليوم الأخير من العدوان, ونجحت كذلك في أن يظل المجتمع الإسرائيلي مهدداً وغير آمن حتى الآن.
ويستعرض مصطفى علوي -أستاذ العلاقات الدولية- في دراسته قيود الواقع الإقليمي والدولي في مواجهة العدوان, حيث الانقسام العربي والانقسام الفلسطيني, واستمرارية الإستراتيجية الأميركية في عهد أوباما لحماية إسرائيل, لافتاً إلى أن هذه الإستراتيجية يجب أن نتعامل معها على أنها ثابتة على المدى الطويل.
ويناقش المحور الثاني للتقرير "عالم الأحداث" عدة دراسات, منها: الدلالات الحضارية في خطابات فصائل المقاومة, وانتهت إلى أن المقاومة التي شهدتها أرض غزة، وشهدها العالم كله, كانت مثالاً واضحاً لمعنى المقاومة الحضارية الشاملة, اجتمع فيها القيمي والمادي, وأن حسن استثمارها قد يحيي ثقافة المقاومة من جديد, وتتسارع خطى الإحياء والإصلاح في الأمة مرة أخرى.
واستعرضت دراسة أخرى موقف السلطة الفلسطينية وحركة فتح وعرب 48 من العدوان على القطاع، حيث أشارت إلى مسارعة السلطة إلى إدانة العدوان، مع تحميل حركة حماس في نفس الوقت، مسؤولية شن العدوان في ظل سياستها السابقة عليه, وبعد الحرب عاودت السلطة الهجوم على حماس، وبالتالي تعثرت جهود المصالحة بينهما, ولم يختلف موقف حركة فتح عن موقف السلطة, أما فلسطينيو 48 فقد تصاعدت أصداء الغضب منهم على الصعيد الشعبي إلى جانب النخبة, وتجسد ذلك في انطلاق مظاهرات حاشدة طيلة أيام الحرب الإسرائيلية، تندد بالعدوان وتطالب بإيقافه فورا.
تصاعد المكون الصهيوني
ورصدت دراسة أخرى تصاعد المكون الصهيوني والأصولية اليهودية في المجتمع الإسرائيلي, حيث كان العدوان على قطاع غزة محل اتفاق غالبية التيارات السياسية الإسرائيلية، قبيل انتخابات الكنيست، لاجتذاب الرأي العام الإسرائيلي، الذي تحول نحو اليمين السياسي المتطرف, وأصبحت غالبية قطاعاته تؤيد بصورة واضحة استخدام القوة العسكرية ضد الفلسطينيين, كما اتضح دور الجماعات الأصولية الدينية في العدوان، من خلال النشاط التبشيري في الجيش الإسرائيلي، لنشر الأفكار العنصرية، وتصوير العدوان على أنه حرب مقدسة.
وتناولت بقية دراسات هذا المحور عدة دوائر, منها: الدائرة العربية وموقفها من العدوان, وبخاصة مواقف مصر والسعودية ودول الشام والعراق، وأيضاً موقف دول المغرب العربي, وفي الدائرة الإسلامية استعرضت مواقف تركيا وإيران وباكستان وأفغانستان وآسيا الوسطى, وكذلك الأقليات الإسلامية في الغرب، وأيضاً مواقف أفريقيا غير العربية, كما ناقشت الدراسات أيضاً الموقف الأميركي والموقف الأوروبي, وكذلك دول الشرق الكبرى، ودول الأطراف الصاعدة وهي: روسيا والصين والهند واليابان.
"
العدوان على قطاع غزة جاء كاشفاً بقوة عن إخفاق جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي في القيام بدوريهما, بينما ما صدر عن بعض أجهزة ومسؤولي الأمم المتحدة -بشأن العدوان على غزة- كان أمراً جيداً إلى حد ما
"
واستعرضت دراسات المحور الثالث "عالم المؤسسات", مواقف المؤسسات العربية والإسلامية والدولية مثل: جامعة الدول العربية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي, وهيئة الأمم المتحدة وأجهزتها المختلفة, وأيضاً حلف شمال الأطلنطي, حيث تشير الدراسات التي قدمت في هذا المحور إلى أن العدوان على قطاع غزة جاء كاشفاً بقوة عن إخفاق جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي في القيام بدوريهما, بينما ما صدر عن بعض أجهزة ومسؤولي الأمم المتحدة، في الجمعية العامة ومجلس حقوق الإنسان -بشأن العدوان على غزة- كان أمراً جيداً إلى حد ما.
وتشير دراسة أخرى إلى أهمية منظمات المجتمع المدني، سواء كانت حقوقية أو إغاثية أو نقابات مهنية واتحادات نوعية، على المستوى الدولي أو الإقليمي أو المحلي، في التعامل مع العدوان وآثاره، وتخلص في النهاية إلى أن الأمل معقود على أداء هذه المؤسسات، لأن الدول تحكم سياساتها مصالح عليا، بغض النظر عن الدوافع الإنسانية.
ماذا تغير؟
أما المحور الرابع والأخير فقد ناقش تطورات ما بعد العدوان على غزة, مثل قضايا إعادة إعمار القطاع أو الحوار الفلسطيني الفلسطيني, أو مبادرة السلام العربية، وكذلك موضوع يهودية دولة الاحتلال الإسرائيلي, ومدى تأثير انتخاب الرئيس الأميركي باراك أوباما, ووصول نتنياهو إلى السلطة في إسرائيل، على واقع القضية الفلسطينية.
وفي قضية إعادة إعمار قطاع غزة انتهت دراسة إلى أن حل الخلافات الداخلية الفلسطينية, يمكن أن يؤدي إلى حل الخلافات حول إعادة إعمار القطاع, والعكس صحيح أيضاً, غير أنه في الإطار العملي يتم توظيف هذه العملية في الصراع السياسي القائم, ولغايات تتجاوز إعادة الإعمار ومصالح الناس, وتطالب الدراسة بإخراج عملية إعادة الإعمار من الصراع بين الأطراف الفلسطينية والعربية.
وتستعرض دراسة أخرى واقع الحوار الفلسطيني الفلسطيني تحت وطأة الشروط الخارجية, وترى أن الدور المصري أكثر الأدوار العربية تداخلاً مع الشأن الفلسطيني, وتتناول الدراسة أيضاً دور جامعة الدول العربية، والدور السعودي، والدور السوري, ومواقف القوى الإقليمية والإسلامية (إيران وتركيا) في الحوار الفلسطيني، وكذلك الدور الأميركي والدور الإسرائيلي في هذا الشأن, وتنتهي إلى أن الحوار الفلسطيني الفلسطيني ليس شأناً وطنياً أو داخلياً، مقصوراً على حركتي فتح وحماس, ولا يمكن قياس مدى نجاحه أو فشله بمواقفهما فقط, لأن الحوار يتداخل مع مصالح عربية وإسلامية وإقليمية ودولية، ويتأثر بها كما يؤثر عليها.
"
الحوار الفلسطيني الفلسطيني ليس شأناً وطنياً أو داخلياً، مقصوراً على حركتي فتح وحماس, ولا يمكن قياس مدى نجاحه أو فشله بمواقفهما فقط, لأن الحوار يتداخل مع مصالح عربية وإسلامية وإقليمية ودولية، ويتأثر بها كما يؤثر عليها
"
وناقشت دراسة أخرى في هذا المحور موضوع المبادرة العربية للسلام, حيث أكدت أن الموقف الإسرائيلي منها لم يتغير من حيث رفضها, ونبهت دراسة إلى أن مفهوم "يهودية الدولة" لم يغب عن ذهن مخططي الحركة الصهيونية منذ القرن التاسع عشر, وتنتهي إلى أن "يهودية" إسرائيل، بات مطلبا علنياً لقادة الاحتلال على اختلاف مشاربهم.
ويؤكد التقرير في الختام أنه بعد عام من العدوان على قطاع غزة ليس هناك جديد يذكر, فالسياسة الإسرائيلية كما هي لم تتغير, والداخل الفلسطيني باق على صراعاته وعلى خلافاته, ولا يزال موقف الحكومة المصرية كما هو، فيما يتعلق بالتعامل مع الحكومة المنتمية لحركة حماس, وهو موقف متهم بتجاوزه للشرعية الفلسطينية، التي اختارت حركة حماس بأغلبية في انتخابات حرة.
المصدر: الجزيرة
موفقة يارب..
❤ ҰěѕłâмǿǾǿ ❤
يزاج الله خير