أحتاج إلا ثلاثة تقارير ولي تقدرون عليهن حطوهن
1 – نعمة الماء .
2 – تعارف الأمم .
3 – غزوة الخندق .
أقول أبا في مقدمة و الموضوع والخاتمة و مصادر .
و شكرا لتعاونكم و أحتاجها في أقرب وقت [COLOR="Red"]هذه التقارير حق الصف السابع [/COLOR ]أترياكم
مجرد معلومات هذا الي قدرت عليه حاليا
https://sirah.al-islam.com/Display.asp?f=msr10097
https://www.alwasla.com/detail.php?linkid=328
ذكريني
ولي عودة للبقية
– هل تعلم أن الماء له أنواع مثل: ماء الصنبور أو الماء المعدني … الماء العذب والماء المالح … الماء الجوفي والماء السطحي … أجل هذه أنواعه. فالماء سائل شفاف عديم اللون لكنه ليس عديم النفع لجسم الإنسان.
* حقائق عن الماء أو المياه:
– هل تعلم أن الماء يشكل 2/3 من وزن جسم الإنسان، وتتألف بلازما الدم من حوالي 90% ماء بينما العظام فنسبة الماء فيها 22%.
– لا يستطيع الإنسان الحياة بدون ماء لأكثر من خمسة أيام.
– الماء مذيب طبيعي للعديد من العناصر مثل الفيتامينات والمعادن والبكتريا والفطريات والمعادن الثقيلة والمواد المشعة.
– توجد مجموعتان من الماء: الماء الجوفي والماء السطحي. مصادر المياه الجوفية الأمطار والثلوج والأنهار حيث يتم امتصاصها وتخزينها في باطن الأرض, أما مصادر المياه السطحية مياه الأنهار والبحيرات.
– مياه الأمطار التي تأتي من السحب هي أنقى نوع من أنواع المياه الطبيعية، على الرغم من أنها تتلوث من عوادم المصانع المتمثلة في الكبريت والتي يتشبع بها الهواء ومن هنا يتكون ما يعرف باسم المطر الحمضي.
– هناك مصطلحان يستخدمه الأمريكان للتعبير عن نقاء الماء "فدرجة صفر" تعني أقصى درجات اتساخ الماء، أما "ثيرفانا" فهذا دليل على أقصى درجات النقاء للماء في صفوه ومذاقه.
– يضاف في بعض الأحيان ثاني أكسيد الكربون للماء لإعطائه الفوران.
– يغسل الماء جسم الإنسان من السموم والمواد السرطانية، والبول هو شكل من أشكاله والذي يحتوي على المواد الضارة.
– الماء الجامد واللين: ليس بالمعنى الحرفي وإنما يقصد به ارتفاع نسبة المعادن به فالأول يحتوي على كميات عالية من الكالسيوم والماغنسيوم والذي يكون تنقيته صعبة.. أما النوع الثاني والذي يستخدم أكثر يحتوي على كميات عالية من الصوديوم. ويوجد شكلان للنوع الأول أيضاً مؤقت ودائم.. فالشكل الجامد المؤقت يتحول إلى اللين من خلال الغلي أما الدائم فلابد وأن يمر بمرحلة التقطير أو بمساعدة مواد مخصصة تساعد في إكسابه الليونة.. والمقصود بإكسابه الليونة هنا هو التخلص من الكالسيوم والماغنسيوم وفي بعض الحالات إضافة الصوديوم.
– يضاف الكلور غالباً للماء لقتل البكتريا، وقد تكون رائحته نفاذة وتختفي عند غليه.
– كما يضاف الفلورايد لمحاربة تسوس الأسنان, وهيدروكسيد الألومنيوم لتنقية الماء.
* معالجة الماء:
– الغلي:
ويمكنك أن تضمن به قتل البكتريا لكن هذه العملية لا تساعد على التخلص من شوائب الرصاص والزئبق.
– إضافة الكلور:
والكلور عامل مؤكسد، يتحلل في الماء لقتل البكتريا ثم يتم إزالته.
– التقطير:
يسخن الماء حتى يتبخر ثم يترك ليبرد.
– الترشيح:
تمر المياه من خلال فلاتر لإزالة الملوثات منها والكلور. وتوجد أنواع عديدة للفلاتر مثل : الفلاتر المؤكسدة، الفلاتر الميكانيكية، الفلاتر المحايدة، فلاتر الكربون.
التناضح (الأزموزية- Osmosis ):
وهذه الخاصية يحدث فيها تبادل بين سوائل مختلفة الكثافة ومفصولة بعضها عن بعض بغشاء عضوي حتى يتجانس تركيبها. وتمر المياه من خلال فلاتر تزيل معظم مكونات الماء الطبيعي.
* متى تشرب الماء، وماهو الكم الذي تشربه؟
كحد أدنى وبشكل عام يتم شرب حوالي 2 لتر من المياه يومياً. ويتم شرب المزيد عندما تمارس الأنشطة الرياضية أو أي مجهود عضلي.
https://www.feedo.net/environment/nature/water.htm
الماء.. نعمة تحتاج الترشيد
عزيزتي الجزيرة..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:
الحمد لله القائل في كتابه: «وجعلنا من الماء كل شيء حي»، ففي هذا المقال سوف نتطرق ونقف مع نعمة واحدة من نعم الله علينا ألا وهي نعمة الماء.
فالماء من أعظم ما امتن الله به على عباده، حيث قال في كتابه «أفرأيتم الماء الذي تشربون أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون لو نشاء جعلناه أجاجاً فلولا تشكرون».
فإن هذا الماء المبارك هو أغلى ما تملكه البشرية لاستمرار حياتها بإذن الله ويدرك ذلك الناس كلهم كبيرهم، وصغيرهم، فالماء نعمة يجب شكر الله عليها، فالماء لا يستطيع ان يستغني عنه الإنسان أو الحيوان أو النبات، فلا شراب إلا بالماء ولا طعام إلا بالماء ولا نظافة إلا بالماء ولا دواء إلا بالماء ولا زراعة إلا بالماء ولا صناعة إلا بالماء، فالماء لم تنقص قيمته سواء بتقدم البشرية أو بتأخرها، بل قد زادت حتى صار الحديث متكرراً عن الأمن المائي والصراع على موارده.
فالماء هو عماد اقتصاد الدول ومصدر رخائها، فبتوافره تتقدم وتزدهر البشرية وبنضوبه وشح موارده تحل الكوارث والنكبات، فلهذا يجب علينا ان نتكاتف ونقف وقفة واحدة ضد هدر المياه..
فالإنسان المعاصر وصل في استهلاكه للماء أرقاماً قياسية من الاسراف وبخاصة ما يصرف في الاستحمام والمراحيض والسباحة وسقي الحدائق.. الخ، فعلينا ان نوقف الهدر وأن نحميه ونحمي مصادره من العبث فيه لأن الاسراف يفضي إلى الفاقة والفقر .
والمسرف همه الأول والأخير الوصول إلى متعته ولذته ولايبالي بمصيره أو بمصير الآخرين.
وليكن قدوتنا النبي الكريم محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث كانت حياته الشريفة تطبيقاً عملياً لأكرم صور الاعتدال والقصد ونموذجاً كريماً لترشيد الاستهلاك في كل شيء والعيش على الكفاف.
ان حكومتنا الرشيدة بذلت الغالي والنفيس من أجل توفير هذه المياه بعد الله سبحانه وذلك بتوفير وسائل الضخ وبناء السدود وتحلية مياه البحار، فدولتنا تعتبر من أكبر الدول المنتجة لتحلية مياه البحار على الرغم من التكاليف الباهظة لهذه العملية، لذلك فإننا جميعاً مسؤولون عن ترشيد الاستهلاك للمياه، والمواطن الصالح حقا هو الذي يضع ذلك الهاجس في اعتباره لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «لا تسرفوا في الماء» قالوا: أفي الماء إسراف؟ قال صلى الله عليه وسلم « ولو كنت على نهر جار» أو كما قال صلى الله عليه وسلم، فمن هذا المنطلق يجب علينا عدم الإسراف في الماء والمحافظة عليه، وذلك باستبدال الصنابير التالفة وكذلك يجب علينا استخدام وسائل الري الحديثة في مزارعنا وحدائقنا.. الخ من أجل منع هذا الهدر الهائل من الماء وأن نكون من الشاكرين كما قال الله تعالى في كتابه «وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين».
والله من وراء القصد وإليه المرجع والمآب
وهذا ما وجدته لنعمة الماء :
يكوّن الماء حوالي ثلثي سطح الارض ، وهذا ينطبق كذلك على جسم الانسان ، الذي خلقه الله من التراب فقال له كن فكان ، حيث يمثل الماء حوالي ثلثي وزن الانسان ، ويدخل الماء في تركيب جميع الخلايا ، وهو ضروري لحياتها و لبقائها ، و صدق الله العظيم حين قال : " و جعلنا من الماء كل شيء حي " .
و الماء ضروري للعلاج كما هو ضروري للحياة ، و لذلك فهو يستعمل لعلاج كثير من الامراض و المشكلات الصحية ، و كانت هذه الاستعمالات معروفة منذ القدم ، و لا تزال حتى الآن ، مع بعض الزيادات و الاكتشافات الحديثة .
الاستعمالات العلاجية للماء :
• يستعمل الماء لعلاج الحمّى و يكون ذلك بوضع كمادات الماء البارد على جبهة و رأس المحموم ، او الاستحمام عند زيادة الحمى ، ويكون كذلك بزيادة شرب الماء لتعويض المفقود بسبب تبخر الماء عن طريق الجلد بسبب ارتفاع درجة الحرارة .
• ورد عن الرسول صلى الله عليه و سلم الترغيب بشرب ماء زمزم و انها لما شربت له و انها طعام طعم و شفاء سقم .
• يستعمل الماء لعلاج الجفاف الناتج عن فقد السوائل بسبب القيء او الاسهال ، و يكون ذلك عن طريق الفم في الحالات البسيطة ، او عن طريق الوريد في الحالات الشديدة .
• تستعمل الكمادات الحارة الرطبة لعلاج آلام المفاصل و العضلات ، كما تستعمل الكمامات الباردة او الثلج لنفس الغرض .
•
يستعمل العلاج بالماء لتخفيف الآلام و إعادة التأهيل للمرضى المصابين بآلام شديدة و تيبس في المفاصل ، او بعد الاصابة بالجلطات العصبية ، و يكون ذلك في احواض شبيهة بأحواض السباحة مليئة بالماء الدافئ ، و تستعمل احيانا الذبذبات و الموجات المائية الموضعية للمساعدة على تخفيف الالم .
•
يستعمل الماء لتنقية الجسم من الشوائب و السموم في الطب البديل ، و ذلك بالامتناع عن الطعام لفترة معينة من الزمن ، يتناول المريض بعدها مقداراً معيناً من الماء ، و تُعمل له حقن شرجية لغسل الامعاء و تنظيفها .
• يفيد الماء في تنقية البشرة و الحفاظ عليها شابة و يكون ذلك بغسل الوجه مرات معدودة كل يوم ، وهذه الذي يقوم بها المسلمون كل يوم أثناء الوضوء .
•
يستعمل الماء لتخفيف الوزن ، و يكون ذلك بشرب الماء قبل الوجبة للأحساس بالامتلاء ، و الشرب عند الاحساس بالرغبة في تناول الطعام بين الوجبات او عند الرغبة بتناول المشروبات المحلاة او غير الطبيعية كالمنبهات او المشروبات الغازية .
• تستعمل مرطبات الهواء لترطيب الهواء ببخار الماء للتخفيف من الجفاف في الجلد و العينين و الأغشية المخاطية .
•
تستعمل حمامات الجلوس لعلاج الجروح في منطقة الحوض مثل البواسير و الناسور الشرجي و بعد العمليات الجراحية في منطقة الشرج و بعد الولادة .
• يستعمل الماء البارد لتخفيف أعراض الحساسية و ذلك يكون بغسل الوجه و العينين لحساسية العينين و الانف ، او الاستحمام بماء بارد لتخفيف الحساسية الجلدية و الشرى .
——————————————–
فضل الماء ووجوب المحافظة عليه
بقلم : د. محمد عبدالرزاق الطبطبائي
من النعم العظيمة التي من الله تعالى بها على الانسان نعمة الماء العذب، فالماء العذب افضل شراب، واعظم صدقة، ورحمة الله على خلقه، وحيث وجد الماء وجدت الحياة: فالبلاد التي لا ماء فيها تهجر.
وبين الله لنا الآداب وكيفية التعامل مع هذه النعمة، وذلك كما يلي:
اولا: وجوب شكر نعمة الماء العذب:
ثانيا: عدم الإسراف:
فلا يجوز للإنسان ان يسرف في اي شيء، ومن ذلك الإسراف في استعمال الماء، ولو في العبادة، فلا تشرع الزيادة على ثلاث غسلات لكل عضو من أعضاء الوضوء، وكان النبي – صلى الله عليه وسلم – يتوضأ في مد (ربع لتر)، ويغتسل في صاع (اي: لتر تقريبا).
ثالثا: التصدق بسقي الماء افضل الصدقة:
ان سقي الماء من افضل الاعمال واعظم القربات، قد سئل ابن عباس اي الصدقة افضل فقال الماء الم تروا الى اهل النار حين استغاثوا باهل الجنة ان افيضوا علينا من الماء او مما رزقكم الله، وروى ابو داود ان سعدا اتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال اي الصدقة اعجب اليك قال الماء.
رابعا: احكام الماء:
– انه طهارة للأشياء: فقد جعله الله تعالى طهارة للمتنجس.
– الناس شركاء فيه:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الناس شركاء في ثلاثة: الماء والكلأ والنار».
– لا يجوز تلويثه، فقد نهى عن البول في الماء الراكد.
– ولا يجوز التعذيب بالحرمان من الماء.
روى البخاري عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بينا رجل يمشي بطريق اشتد عليه العطش فنزل بئرا فشرب منها ثم خرج فاذا كلب يأكل الثرى من العطش فقال لقد بلغ هذا الكلب مثل الذي بلغ بي فملأ خفه ثم امسكه بفيه ثم رقي فسقي الكلب فشكر الله له فغفر له قالوا يا رسول الله وان لنا في البهائم لاجرا قال في كل ذات كبد رطبة اجر وعكس هذا ما رواه مسلم عن عبدالله بن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عذبت امرأة في هرة سجنتها حتى ماتت فدخلت فيها النار لا هي اطعمتها وسقتها اذ هي حبستها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض وفي حديث عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم «من سقى مسلما شربة من ماء حيث يوجد الماء فكأنما اعتق رقبة ومن سقى مسلما شربة من ماء حيث لا يوجد الماء فكأنما احياها (خرجه ابن ماجة في السنن الثالثة) وقد استدل بذلك من قال ان صاحب الحوض والقربة احق بمائه وان له منعه ممن اراده لان معنى قول اهل الجنة ان الله حرمهما على الكافرين لا حق لكم فيها وقد بوب البخاري رحمه الله على هذا المعنى باب من راى ان صاحب الحوض والقربة احق بمائه وادخل في الباب عن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال والذي نفسي بيده لأذودن رجالا عن حوضي كما تذاد الغريبة من الإبل عن الحوض قال المهلب لا خلاف ان صاحب الحوض احق بمائه لقوله عليه السلام لآذودن رجالا عن حوضي.
موعظة:
اذا اراد ان يعرف احدنا قيمة الماء، فلينظر الى ذلك الملك الذي قال لعلماء:
عظني، فقال له العالم: ايها الملك، ارأيت ان منعت الماء، اتشتريه بنصف ملكك؟
فقال له: نعم، قال ارأيت ان حبسته اتفتدي نفسك بنصف ملكك؟ قال: نعم، قال له: فلا خير في ملك لا يساوي كأس ماء
—————————————–
بقلم عادل سلمان
يجمع العلماء على أن الكثير من أوجاعنا الشائعة تنتج عن نقص إمداد الجسم بالماء وحرمانه من القدر المطلوب منه، ولكن ما يبدو غريبًا أن العديد من الاضطرابات الصحية تنتج عن سوء تعاطي الماء، وعدم احترام القواعد الصحية الموصى بها في أثناء تعاملنا مع كوب الماء عندما نتناوله بعدم اكتراث.
من خلال بعض الإرشادات والوصايا القيمة يمكننا تجنب تلك الاضطرابات الصحية.
قواعد صحية لشرب الماء
1- البسملة قبل الشرب: يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "سموا إذا شربتم واحمدوا إذا فرغتم". رواه الترمذي في جامعه.
2- التأني وفحص الماء قبل تناوله: فحرارة الجو وتلهف العطشان وشدة حاجته إلى الماء قد تدفع به إلى الغصص والاختناق. وقد يغفل الشخص عند الشرب على عجل عن إلقاء نظرة على الماء وفحصه ظاهريا قبل شربه.
والتأني والتروي في أثناء الشرب يوفر للماء دخولا آمنا إلى المعدة، بينما يؤدي سكب الماء في الفم مع ميل الرأس إلى الخلف إلى دخول الماء للمعدة بسرعة محدثا تقلصا بها، وسريان الماء مباشرة إلى الإثنى عشر والأمعاء الدقيقة؛ وهو ما يؤدي إلى امتصاص هذه الكمية الكبيرة من الماء دفعة واحدة، والشعور بالحاجة إلى الاستلقاء وفقدان المقدرة على الوقوف، وهو بالطبع ما يوصل إلى حالة من الخمول والوهن وبالتالي يثبط الهمة.
3- اشرب على جرعات: لا تشرب كل ما في الإناء دفعة واحدة، بل اشرب على جرعات، وافصل بين كل شَرْبَة وأخرى بنفس خارج الإناء؛ لأن شرب الماء دفعة واحدة يضطر الإنسان لكتم نفسه حتى ينتهي من شرابه؛ وذلك لأن ممر الأكل والشرب وممر الهواء يتقاطعان عند البلعوم بحيث يستحيل أن يمرا معا، ولا بد من توقف أحدهما حتى يسمح بمرور الآخر.
وعندما يكتم الإنسان نَفَسَه مدة طويلة يحبس الهواء في الرئتين ليحدث ضغطا كبيرا على جدران الحويصلات الهوائية، ومع تكرار هذه العملية تتوسع الحويصلات الهوائية وتفقد مرونتها بالتدريج، ولا يظهر ذلك في فترة قصيرة بل يتطلب زمنا طويلا لحدوث هذا الأثر التخريبي على الرئتين.
4- ارْشُفْ الماء رشْفًا: الرشف أو المص يكون عادة بهدوء وروية وبكميات قليلة لانطباق الشفتين الجزئي الذي لا يسمح إلا بمرور الماء ببطء، كما أن مص الماء يحول دون ابتلاع كمية كبيرة من الهواء في أثناء الشرب؛ لذلك نصح النبي صلى الله عليه وسلم بمص الماء مصًّا.
5- طرد هواء الزفير خارج الإناء: يحمل هواء الزفير فضلات الجسم الغازية التي تخرج عن طريق الرئتين، فلا يصح إعادة تلك السموم التي تخلص منها الجسم بعد سلسلة من العمليات الحيوية المعقدة إلى الجسم مرة أخرى من خلال نفثها في كوب الماء.. يروى عن أبي قتادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا شرب أحدكم فلا يتنفس في الإناء" (متفق عليه).
6- البدء بسقيا الآخرين أولا: ولأن التعاليم الإسلامية تتغلغل في أدق سلوكيات المسلم، فإن حدثا تلقائيا وبسيطا مثل شرب كوب من الماء يعد فرصة لتثبيت قيمة إنسانية عظيمة كالإيثار، ونوعا من التدريب اليومي ودرسا عمليا يعزز الإحساس بالمسئولية عن الآخرين وينعش أواصر المحبة؛ لذا لم يرغب نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم في تضييع هذه المعاني الرائعة في لحظة شرب الماء، فعلمنا إن كنا برفقة الآخرين أن نبدأ بسقياهم أولا، وأن نعرض عليهم الماء قبل أن نشرب. قال صلى الله عليه وسلم: "إن ساقي القوم آخرهم شُرْبًا" (رواه مسلم).
7- وأخيرا لا تَنْسَ أن تحمد الله تعالى على هذه الشَرْبَة.. يقول الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم: "إن الله ليرضى من العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها أو يشرب الشربة فيحمده عليها" (رواه مسلم). فاحمد الله كي يرضى تعالى عنك، ويزيدك من نعمه، ولا شك أن من أجلّها "نعمة الماء".
————————-
نعمة الماء
الماء لونه ليس كأي لون ويقال لا لون له وله لون وطعمه ليس كأي
طعم ويقال لا طعم له وله طعم فالماء نعمة في باطنها ميزة تظهر لنا
قوة تتفاعل في أجسادنا لتصبح قدرة فالماء مميزا بطعمه ومميزا
بلونه وفعالا بفوائده فالماء شفاف في رؤيته تستطيع رؤية ما في
باطنه وهذا ينبع من صفاء الماء وطعمه طعما يروي ويرتوي منه
الإنسان وهذا ينشئ من نقاء الماء والماء سائل يسهل لبلعوم الإنسان
هضمه وهو يبث بجسد الإنسان المرونة والليونة والسلاسة ويبعث
بجسم الإنسان الحيوية والحركة والنشاط والتفاعل فالماء به أسرار
يجب اكتشافها بسلاحنا (العقل)لهذا فهذه دعوة مني لكم لنتعمق في
جزيئات وبواطن الماء (النعمة الإلهية)
الكائن الحي والماء
الكائن الحي هو الكائن المخلوق من الخالق الذي يستشعر ويحس
ويتحرك كالإنسان والحيوان والمخلوقات البحرية والبرية والطائرة
والزاحفة وغيرها من مخلوقات دقيقة وصغيرة يعلمها الله سبحانه
وتعالى ويعتمد الكائن الحي اعتماد كليا على الماء لأن الماء هو وقود
الجسم الذي يبث الطاقة بجسد الكائن الحي ليتحرك ويتمشى
ويسعى لرزقه فالكائن الحي لا يتحرك ولا يتفاعل ولا يعمل بلا وقود
لجسده كالسيارة التي لا تتحرك إلا في بنزين أو طاقة لهذا البيئة التي
لا ماء بها لا حياة فيها ولا كائن حي بها لأنها حياة مميتة لا يتواجد غذاء
جسدي نبعث به طاقات وقدرات وأنشطة حركية وتفاعلية لتستمر
حياتنا
معلومة عن الكائنات الحية والإنسان في (الماء)
نلاحظ في حياتنا اليومية أن الإنسان يعاني من تعب وإرهاق وأرق
وصداع وهذا يعبر عن ضعف في الصحة نتيجة لتعب ونلاحظ بعض
الكائنات الحية التي نشاهدها بشكل يومي ودومي أمام المنازل
والبيوت وفي الحواري كالقطط والكلاب بأنها نشيطة ولا تشتكي
وحواسها قوية لا تعتمد على لبس نظارة مثلنا أو وضع سماعة إذن
كحالنا لأنها لا تحتاجه وتكون لها قوة في الانتباه والملاحظة والبديهة
والتركيز والحركة والفاعلية والحيطة والحذر ويكونا في قمة السرعة
والنشاط وهذا بسبب اعتماد الحيوان على شرب (الماء) وهذا غذاء
صحي أما الإنسان يعتمد على شرب المواد المصطنعة كالمشروبات
الغازية والمكيفات بكثرة ويجعلها تحتل مكانة أعلى من الماء في يومه
المكون من 24 ساعة وهذه المواد مصنعة ومصطنعة تفكك نقاء
وصفاء نعمة (الماء) وهذا ما يسبب أعراض وأمراض للإنسان إلا جانب
اعتماد الإنسان على الجلسة والاستلقاء ورؤية التلفاز والكمبيوتر التي
تضعف حواسنا وتقلل من إحساسنا الحر الحركي الدموي الحيوي
لهذا وجب التقليل منها والإكثار من الماء
معلومة حقيقية
يجب عدم الإكثار من شرب أي (مشروب) إلا (الماء) المشروب الوحيد
الذي ننصح وينصح الأطباء في الإكثار من شربه لأن الزيادة منه فائدة
فهو ينقي الدم ويبعد الجفاف عن جسدك ويزيل الرطوبة من جسمك
ويبعد الحرارة عنك ويبث الحيوية والحركة والحماس والنشاط بك ويضع
بك طاقة في العمل
الإنسان و (نعمة) الماء
الإنسان يعتمد بكل شئونه على (الماء) ففي الماء (يشرب) ليروي
رمقه ويرتوي منه ليسد عطشه و (يشرب) ليرطب لسانه ويسلك
حلقه فالماء مرن يرطب أعضاء جسم الإنسان الداخلية كما انه (ينقي
الدم) و (ينظف الأنسجة الداخلية) ويزيل من الجسم (البكتريا
والفطريات والجراثيم) التي تدخل في جسم الإنسان عن طريق
(حاسة الشم) أو (حاسة التذوق) أو (حاسة السمع) وهذا يحدث
بوجود غبار أو عجاج أو ضباب أو انتشار مواد معطرة وملطفة التي
تدخل لجسم الإنسان عن طريق المداخل التي ذكرناها والماء مطهر
ومنظف ومنقي لجسدك حينما تشربه كما أن الماء يستخدم كعنصر
أساسي في (النظافة والطهارة) أثناء التسبيح وهو عنصر أساسي
ضمن محتويات (الصابون) و (الشامبو) و (المواد المطهرة) وهذا يدل
على أن الماء نقي وصفي وطاهر غير نجس إنما هو قاتل لكل نجاسة
وقذارة ووساخة ومن جانب أخر هناك (رياضة السباحة) تعتمد اعتماد
كليا على (الماء) وهذه تنبع منها فوائد عدة وهي (مقوية للجسد
المحتك معا الماء) والماء من طبيعته مرن ومتفاعل وسلس وحيوي
وحرك وهذه تتصادم بجسد الإنسان ليمتص ما به من فوائد محركة
لعضلات وأعضاء ومفاصل وجسد الإنسان ويبعث عن تجميل للجسم
وتحلية للملامح لهذا نعتمد اعتماد كليا عليه بتنظيف الوجه وطهارة
الجسم ونقاء الشكل وصفاء الملامح واعتدال اللبس فالملابس لا
نغسلها ولا ننظفها إلا في الماء لأنه يزيل كل كريه وكل نجس وكل قذر
وكل وسخ لأنه متجدد في طبيعته ومتعدد في فوائده ولأنه عنصر
قوي وفعال في سلاسته ومرونته وطراوته وتدفقه وصفائه ونقائه
ومحتواه الكلي والشكلي ويستخدم الماء كعنصر ثابت في أي وجبة أو
طبخ أو مشروب فهو رفيق الأكلات والوجبات لأنه عنصر غذائي
ممتلئ بالفوائد المقوية للصحة وهو من يجعل للأكل طراوة وهضم
وتغذية صحية وسليمة ليصبح للطعام طعم بعيد عن المواد الناشفة
وأيضا بالعصائر الطبيعة إن لم يكن هناك وجود للماء أصبح العصير
المعصور غليظا ثقيلا يصعب هضمه ولكن في وجود الماء يصبح سريع
الهضم ومقبول الشكل وجميل الطعم وحلو المذاق
معلومة
جسم الإنسان مكون من ماء بمعنى انه يحتوي على الماء وهو عنصر
أساسي يرطب جسد الإنسان أثناء حدوث حرارة ورطوبة في الصيف
والحر وهذا يستخرج تعرقا بالجسد كما انه يبعد الجفاف عن جسد
الإنسان ويجعله متفاعلا ومتماسكا ولينا ليساهم في حركة الدورة
الدموية ويحرك الدم وبسهل انتقال الطعام أثناء الهضم ويبعد عن
العسر والشحوب والماء عنصر أساسي في تحلية ملامح الإنسان فأن
قل الماء بجسدك أصبت في جفاف وان أصبت في جفاف كثرت
التجاعيد بك وأصبحت ملامحك غير متماسكة إنما مفككه بسبب
التجاعيد والاصفرار والدهون الموزعة على جسمك
البيئة الطبيعية والماء
الماء هو غذاء الطبيعة والبيئة فالنباتات والأشجار والزرع والخضار
والفواكه والكائنات الحية تعتمد على غذائها الوحيد وهو (الماء) فالماء
قاتل (الجفاف) وأينما حل الماء كثر الخير وانتشرت الخيرات وان فقد
الماء عم البلاء وكثر الجفاف وشاهدنا الضعف المؤدي إلى موت
الطبيعة والبيئة فالناس سابقا لا تسكن إلا في وجود وادي يسيل به
الماء والأرض المتواجد في باطنها ماء هي أرض خيرة بها الخيرات
يسكن بها الناس والصحراء هي صحراء بسبب غياب الماء وفي وجود
الماء ستصبح طبيعة خضراء فالماء هو غذاء الأرض يستخرج من
الأرض الخيرات والنعيم الذي وضعها الخالق بها فالبلاد التي بها مزارع
وحدائق وأرض مخضرة وطبيعة غنية بالخضار والاخضرار بظهور النبات
والزهور والورود والحشائش والزرع والكائنات الحية تكثر بها الحركة
والحيوية والنشاط والحماس والحياة وتكون هي بلاد خير يكثر في
وجودها الماء
نعمة الماء في (المطر)
المطر (ماء) سمائي أو ماء (رباني) تأمل معي بعد هطول المطر
ستجد في أن البيئة والطبيعة والأرض والمكان المتواجد أنت به تجدد
وتنظف وأصبح أكثر حيوية أكثر مرونة وأمتع للنظر كأن المكان تجدد
وأبتعد الجفاف عنه وتنظف المكان وعمت الحياة وأصبح منظر الأشجار
والنخيل والمنازل والكائنات الحية أكثر إمتاعا وأكثر دموية وحيوية كأن
الحياة تجددت وهذا به أثر على النفس في ظهور الطهارة والمدد
الرباني وحب التجدد وبعدها تظهر الخضرة والاخضرار وجمال روعة
الطبيعة فهذا خير للأرض الجدباء وخير للكائنات المتسخة وخير
للطبيعة الشاحبة لتصبح غنية وطبيعية وجميلة ورائعة لهذا وجب شكر
الله
معلومة هامة
لسان الإنسان نلاحظ بأنه رطب به لعاب وهذا بسبب افرازات الماء التي
بداخل جسم الإنسان ليستنطق الإنسان كلماته ويحولها لكلام بشكل
تلقائي وسريع وطلق ليواصل في سرعته ووضوحه وتعليقاته وعندما
يكون اللسان جاف يستصعب كلام اللسان كما إن اللعاب يجعل الطعام
يدمج به ليمهد دخوله داخل جسد الإنسان كما إن الحلق الشاحب يغير
من طبقة صوت الإنسان ولكن في وجود السوائل المائية واللعابية
تجعل الحلق متماسك ومتفاعل معا التذوق والأكل والكلام
الماء والبحر
البحر مجموعة ماء والماء هو من كون البحر وبما أن البحر به الأملاح
فهو غير صالح للشرب ولكنه نوع من أنواع الماء التي تعيش بها كائنات
حية بحرية من أسماء وقروش ودلافين ونباتات ومخلوقات يعلمها الله
وبالبحر عالما داخليا لا يعيه إلا الله ومن باب الفائدة فالبحر الاحتكاك به
خير فمنه يستخرج الملح ونصطاد منه كل ما لذ وطاب وفي السباحة
به تمرين صحي لأن الأملاح والماء يندمجان ويتفاعلان على بشرة
الإنسان وجسمه وجسده لتشفيه بإذن الله من العلل والجروح
والإصابات كشد العضل والمفاصل والأعضاء وكما انه يصفي الجسد
وينقي البشرة ويقوي العضل والمفاصل والأعضاء أثناء الاحتكاك
والاستجابة به
الماء والكون
يقال بأن الماء وجد قبل الأرض ومن خلاله نبتت الأرض النباتات وظهرت
الطبيعة وعندما نتأمل في نموذج للعالم أو الكرة الأرضية المصغرة أو
خريطة العالم سنجد بأن نسبة الماء التي تكون في البحار والمحيطات
والأنهار أكثر البقع المتواجدة على الخريطة وفي الكون فالماء يبعد
الجفاف الأرضي القاتل لكل كائن حي وبلا وجود ماء سيجعل الطبيعة
الخلابة صحراء جدباء لا سكن بها ولا روح فيها لهذا الماء عنصر
أساسي في وجود الحياة فهو الدواء وهو المطهر والمنظف وهو الغذاء
وهو قاتل كل علة ومزيل كل قذارة ومطهر كل نجاسة ومنهي كل
وساخة لتتجدد الحياة
تأمل
عندما لا تشرب تشعر بعطش ويسبب لك الجفاف والارق والصداع
والتعب وعندما تشرب الماء تصبح بك طاقة وحيوية وحماس وتكثر بك
الحركة والتفاعل
لاحظ
عندما تنظف جسدك وتسبح جسمك وتحمي جلدك تشعر بأنك أكثر
خفة ورشاقة وحيوية ومرونة وكأن حملا ثقيل أزلته عن نفسك وعندما
لا تسبح تصبح منغلقا وكئيبا وثقيلا وكأن العرق والأوساخ تهدد حياتك
وتكدر صفو مزاجك
ركز
عندما يهطل المطر ولاحظ التغيرات على العشب والحشائش والنباتات
والأشجار والنخيل والبيئة والطبيعة والكائنات الحية وكأن الحياة تجددت
أنصح في
شرب(الماء)قبل(النوم)وأثناء(الصحو)وبعد(الإفطار) وقبله وبعد (الغداء)
وقبله)و بعد(العشاء) وقبله وفي اليوم على الأقل تشرب (7 أكواب
ماء) وهذا غير حالات العطش المعتادة
تدريب فعال
الاسترخاء في الماء عندما نملي (وعاء كبير) ونضع به (ماء) ونجلس
فيه ونسترخي سيتفاعل جسدنا معا الماء المستقر المرن الحيوي
وستتخاطف الأفكار بعقولنا لأن عملية الاسترخاء بوجود الماء عملية
تنشيط للعقل الباطني لتحذف المعلومات بعقلك وتستجمع الرؤى
بذهنك وهذا تمرين فعالا جدا
كلمة أخيرة
الماء شفافا ونقيا وصافيا وصفيا وطاهر وحيويا وسائلا ومرنا وسلس
ومتأقلم ومتفاعل معا ما يضع به وكاشفا عن ما به وهو الوحيد الخالي
من التكوين بمعنى لا يتواجد في مكوناته أشياء مصطنعه بل هو
متفرد في شكله وطعمه ولونه وسهل الهضم والإكثار منه فائدة وهو
ما اجتمعت عليه كل الكائنات الحية فالكائنات الحية الأخرى لا تتقبل
المواد المصطنعة والمشروبات الغازية ولكن كل كائن حي يتقبل الماء
وكل مشروب يتداخل في عناصره الماء وكذلك كل غذاء
المفكر حمود
الماء شرابا لك وطهارة لبدنك ونظافة للبسك وجمالا لشكلك وقوة
لصحتك وغذاء لبطنك ودواء لك
صادق جواد سليمان *
في الأعوام الأخيرة، منذ أن نشر (صاموئيل هنتنجتون)، – أستاذ دراسات الحكم بجامعة هارفرد – مقاله الجذري "صدام الحضارات" في مجلة "الشؤون الخارجية" عام 1993، راجت أطروحة تقول أن طبيعة الصراع في عالم ما بعد الحرب الباردة ستتحول من صراع ما بين دول إلى صراع ما بين حضارات، بتعبير آخر، الحضارات، أكانت أحادية الدولة، كما الصين أو الهند، أو متعددة الدول، كما الحضارة الغربية أو الحضارة الإسلامية، هي التي ستكون أطراف الصراع في النزاعات العالمية القادمة، منذئذ مال كثير من الناس لقراءة مظاهر التأزم الراهن، وربما المتفاقم أيضا، بين الغرب والعالم الإسلامي، كمظاهر صراع محتد بين الحضارتين الغربية والإسلامية.
في نسق مضاد تماما لهذه الأطروحة – أطروحة "صدام الحضارات" – أزعم أن، تاريخيا، ما لوحظ في طبيعة الحضارات أنها تتصادم، بل لوحظ أنها، حيثما تتقابل، تتعارف وتتقابس، آية ذلك أننا نجد في كل حضارة أثرا واضحا وحميدا لمعارف وإبداعات اقتبستها من حضارة أخرى، مثلا، في الحضارة الغربية، في تدرجها نحو عصر التنوير (القرنين السابع عشر والثامن عشر)، نجد علما تأصيليا مقتبسا من الحضارة الإسلامية، والتي، بدورها، نراها اقتبست من حضارات أخرى، كحضارات الإغريق وفارس والهند، قبل أن تطور فتقدم محصولها المعرفي للغرب.
من جانب آخر، تاريخيا، نرى صدامات حدثت مكررا ما بين إمبراطوريات، ما بين دول، ما بين أديان حين حرفت مقاصد الأديان، وعلى نحو أكثر تكرارا، ضمن كل من هذه الأطر، عبر خطوط صدع إيديولوجي، سياسي، اقتصادي، عرقي، أو طائفي، في المعتاد نرى الصدامات حدثت حيثما وهن الوازع الخلقي، طفح الجشع، طغى التهور، واستقوت نزعة العدوان، أو أعمى الناس غرور وطني كاذب أو غلو عقيدي، هنالك حيث ضعف الحس الحضاري نبذ المتخاصمون العقل، تحدوا الحكمة، وانساقوا وراء محض انفعال، فلجئوا للاقتتال. بذلك هم أضروا بأنفسهم، واستتباعا، أضروا بالإنسانية جمعاء.
تلك قناعتي ومنها سأحاول التدليل – خلاف أطروحة "صدام الحضارات" – على التدافع الإيجابي الذي يحصل لدى تلاقي الحضارات، بوجه خاص، سأستشهد بالقفزة المعرفية الكبرى التي حصلت في خيرة المسلمين جراء تلاقي الإسلام مع حضارات معاصرة وأخرى سابقة، من العصر الذهبي الإسلامي ذاك، والذي امتد قرابة خمسة قرون، تلقى الغرب معارف انتشلته من ركود جاهلي إلى إفاقة سرعان ما دفعته إلى موقع الصدارة المعرفية التي لا تزال له في عالم اليوم.
كيف حصل ذلك؟
في السجل البشري طالما نرى انطلاق تحولات عظمي من بدايات صغرى لم تكن تنبئ في وقتها بما سيكون لها من تأثير على وضع الإنسان في مستقبل الدهر، ما كل البدايات في النشاط البشري، وهي تحصل جمة ومتنوعة كل حين، بل ولا معظمها، تستمر فتثمر، لكن الجديرة حقا منها تلقى دعما من السنن الكونية التي شاء الله لها أن تسند كل عمل إنساني جدير، بل أن تضاعف من عطاء صالح العمل، وأن تعمم نفعه على البشرية جمعاء.
نعم، قد تبدو البذرة ضئيلة أمام الشجرة المثمرة التي نشأت منها، وقد يبدو القبس خافتا تحت الأنوار المبهرة التي تولدت منه، لكن لا الشجرة ولا الأنوار كانت لتثمر وتشع لو لم تكن هناك البذرة والقبس بادئ الأمر.
بذلك أقصد أن الثورة العلمية في الغرب لم تنشأ من فراغ، ولا حصلت فجأة من دون تمهيد، ما مهد لها تحديدا وبشكل مباشر هي إنجازات حضارة سبقتها ووفرت لها ما كانت قد طورت ذاتيا من علوم، تلك كانت الحضارة الإسلامية التي اقتبس منها أهل الغرب اقتباسا واسعا، بالأخص إبان عهد الأندلس، كانت تلك في أوروبا عموما فترة كالحة لا ينشأ فيها من الداخل ولا يدخلها من الخارج بصيص نور من أي حقل معرفي، كانت تلك أواخر القرون الوسطى التي لا تزال مضرب المثل للتدليل على عمق ما قد تصاب به الأمم في عصور تخلفها من جدب معرفي.
ما كانت إنجازات الحضارة الإغريقية معروفة لدى الأوروبيين حتى ذلك الوقت ولا إنجازات حضارات أخرى، كفارس والهند والصين، كانت الإصدارات العربية وحدها المنهل الذي ينهل منه الأوروبيون، ذلك أن المسلمين سعوا لتحصيل العلم أنى لقوا مصادره: جمعوه، استوعبوه، طوروه، ابتكروا فيه، ثم مع الوقت وضعوا ثمار ما أحرزوا في متناول سائر الأمم، ما أنجزوه أثرى الإسلام وجعله من بعد كونه دينا حضارة شامخة، من الصين واندونيسيا والهند، عبر فارس وسورية والقوقاز، إلى إفريقيا فإسبانيا لامس الإسلام قلوب وعقول عديد من الأمم، هذب أخلاقهم، رتب أوضاعهم، أضفى بعدا روحانيا في حياتهم، وأعطاهم شعور اعتزاز بالانتماء لحضارة كبرى متواصلة عبر القارات والمحيطات.
إلى جانب المعرفة العلمية والأدبية، نقل المسلمون معهم ابتكارات عملية. مثلا، إثر اقتباسهم مفهوم الصفر من الهند واستيعابه في رياضياتهم (الخوارزمي، بغداد، 825) نقلوا النظام العشري للغرب، كذلك، بعد اقتباس صناعة الورق من الصين (سمرقند، 712) جلبوها إلى اسبانيا، ومنها انتشرت في أوروبا، بعد خمسة قرون، اخترعت أوروبا مطبعة جوتنبرج، وبتزويجها بالورق، ثورت نشر المعرفة في العالم، لكن اختراع تلك المطبعة عام 1450 لم يأت من فراغ، لقد استمدت فكرتها مما نقله الصليبيون من مصر من مهارات دبغ رسوم تجميلية على الأقمشة بقوالب خشبية بالكبس، في عصرنا – كدليل أيضا على استمرار تقابس الحضارات بعضها من بعض – نجد ثمار الحضارة الغربية في العلوم والتكنولوجيا، كما في العلوم الإنسانية، مقتناة بترحاب ومستفادا منها في جميع حضارات هذا العصر.
في دراسة التقابس الحضاري بين الأمم يتضح جليا عظم الإنجاز المعرفي الإسلامي من حيث محتواه ومداه (يتضح) من تقيم عدد من أبرز مؤرخي الحضارات، أذكر منهم ثلاثا: دورانت، وسارتن، واليروني، ويل دورانت، في الفصل حول الحضارة الإسلامية في مؤلفه الضخم "قصة الحضارة" يذكر أن محمد ابن النديم ضمن فهرسه المشهور "فهرست العلوم" عام 987 اسم كل كتاب صدر بالعربية حتى عصره، مع تعريف بمؤلف الكتاب أو مترجمه، وفي أيما حقل معرفي، ثم يلاحظ دورانت بالقول: إننا نستطيع أن نقدر حجم الإنتاج الإسلامي في عصر ابن النديم من أن لا واحدا من ألف كتاب أدرج في فهرسه موجود بين أيدينا اليوم، في ملاحظة أخرى يقول دورانت: عندما سيتم مسح أدق وأشمل لهذا التراث نصف المنسي، فسوف نصنف القرن العاشر في المشرق الإسلامي كأحد العصور الذهبية في تاريخ العقل.
جورج سارتن، مؤرخ العلوم بجامعة هارفرد، في مؤلفه "مقدمة في تاريخ العلم" يكتب: من النصف الثاني للقرن الثامن حتى نهاية القرن الحادي عشر كانت العربية لغة العلم، بل لغة التقدم المعرفي على الإطلاق، وعندما ارتقى الغرب وعيا لدرجة أن أحس بالحاجة لعلم أغزر وجه نظره ليس إلى المصادر الإغريقية بل المصادر العربية، ما كتبه سارتن يؤيده أبو الريحان البيروني، وهو عالم ومؤرخ مسلم عاصر ذلك العهد، بقوله: لقد كانت العلوم تدخل العربية من كل حدب وصوب، فإذا دخلتها اكتسبت جمالياتها، وعندها تغدو العلوم أكثر تشويقا لطلابنا فينكبون على تحصيلها برغبة أشد.
ماذا حصل لذلك الصرح المعرفي الثر؟
مع الأسف، كما قد حصل مرارا على الجانب المظلم من سيرة البشر، حرب عدوانية دمرت جله، قتلت ألوفا من علماء محققين وآخرين واعدين، وأتلفت ثروة غير مسبوقة من علوم مدونة حتى ذلك الحين، جنكيز خان وأولاده، في غزو عدواني منفلت زحفوا بجيوشهم المنغولية على دار الإسلام مهلكين الحرث والنسل ومتلفين الأخضر واليابس، مئات من مدن آهلة وحافلة بمعالم رقي ثقافي، في سورية والعراق وبلاد القوقاز وفارس، ولكن غير معدة لصد عدوان خارجي، سقطت ضحايا هجمة المنغول، ثم في 13 فبراير 1258، حفيد جنكيز خان، هولاكو، وجيشه دخلوا بغداد وبدؤوا خمسا وأربعين يوما من قتل ونهب، قرابة ثمان مئة ألف نسمة قتلوا، من بينهم ألوف من علماء وأدباء وتجار وحرفيين، كنوز ثقافية جمة جمعت بجهد حثيث عبر قرون، زاخرة بمئات الألوف من الكتب، أتلفت خلال أسبوع، لم يسبق، كما – قيل في حينه – أن شهدت دجلة مثل ذلك مزجا في مياهها لدم وحبر، أخيرا، أعدم الخليفة المستعصم بالله، السابع والثلاثون من العباسيين، بذلك انهي العهد العباسي الذي كان قد عاصر النهضة المعرفية الإسلامية، وأحيانا رعاها، على مدى خمس مئة عام.
حضارة حيوية كانت لقرون مصدر النور الوحيد في عالم قاتم أعطبت هكذا بوحشية فجة، نهضة ثقافية علمية صاعدة في وقت كانت أوروبا تركد في جهل وعجز بترت هكذا بفعل همجي، مع ذلك، ما سلم من تلك الحضارة من نور معرفي، وهو غيض من فيض، كان كافيا لإنارة الطريق أمام الغرب، كافيا لإخراج الغرب من ركود جاثم ودفعه لبناء حضارة ثرة جديدة أضحت معطياتها تصبغ حياة هذا العصر.
من كان هؤلاء السعاة للعلم في العصر الذهبي الإسلامي الذين مهدت علومهم للثورة المعرفية في الغرب؟ وماذا دفعهم بمثل هذا التركيز في اتجاه اقتناء العلم؟
كانوا أفرادا من خلفيات شتى تجمعهم عالمية الإسلام وعقلانيته، كانوا طلاب علم على الإطلاق، لا طلاب تفقه في الدين فحسب، كانوا أعضاء جماعة مستنيرة متنوعة العرق واللسان وحتى الدين والمذهب، لكن تربطهم رؤية معرفية موحدة ولغة ثقافية واحدة، هي العربية التي يتحاورون بها ويؤلفون فيها، ورغم البيئة التي كانوا يعيشونها ويعملون تحت أعبائها، وهي بيئة متعسفة ومرارا ما مضطربة، فإن شراحة الإسلام ورحابة العربية كانا من وراء اندفاعهم نحو العلم اندفاعا لا يحفل كثيرا بمكدرات العصر ومعوقاته.
كان العلم لديهم تكليفا حث على تحصيله الرسول الأعظم، من أيما مصدر توفر، وأعلنه فريضة على كل مسلم ومسلمة، وتحداهم القرآن الكريم: ((قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون، وقل هل يستوي الأعمى والبصير، أم هل تستوي الظلمات والنور))، وأعلن المصحف المنزل: ((من كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا))، لقد نعت الإغريق العلم بالفضيلة، أما المسلمون فقد رأوه نورا يهتدى به إلى فهم نظام الكون والمشيئة الإلهية السارية في سننه، إلى فهم حال الإنسان وما يرفعه إلى أحسن تقويم وما يرده إلى أسفل سافلين، وإلى استخلاص العبر من سير أمم خلت من قبل، لكي يتسع بذلك كله أفقهم المعرفي، فيرتقون في الحكمة والفضيلة ويثرون خبرة الحياة، ما عاد التخمين لديهم أساسا صالحا لتكوين نظر صائب أو أداء عمل صحيح، ما كان الظن لديهم ليغني عن الحق شيئا، بل إنهم وعوا أن بعض الظن إثم، ولقد قرؤوا في الذكر الحكيم أيضا تمجيدا للعلم لم يرد مثله في أي كتاب، سماوي أو أرضي.
لقد كان أول التنزيل أمرا بالقراءة، وعلى القراءة أقبلوا بشغف، من جانب أرسو للعربية قواعد محكمة من النحو والصرف، جمعوا الحديث، كتبوا التفسير، وضعوا فقه الشريعة، وأرخوا لوقائع الإسلام، من الجانب الآخر، درسوا كل ما أنتجته الأمم قبلهم من علم، دونوه، ترجموه للعربية، جاعلين العربية لغة العلم بامتياز، طوروا ما اقتبسوا، زادوا عليه، وابتكروا فيه، احترموا العلماء، المسلمين منهم وغير المسلمين، بذلك، مع دخول القرن الثالث الهجري، التاسع الميلادي، حفلت دار الإسلام لجامعات ومعاهد تدرس فيها العلوم الطبيعية إلى جانب علوم الدين، في آسيا، وإفريقيا، وفي أوروبا الداخل منها في حظيرة الإسلام.
علماء الإسلام في ذلك العهد أدركوا أن أهمية دور العلم في تبيان الحقائق موصولة بأهمية دور العقل في الإرشاد، لقد فهموا أن بالعلم يتمدد العقل فيوصل إلى فهم سديد للكون، أجرامه وسننه، ظواهره وخفاياه، حيوانه ونباته وجماده، وإلى فهم الإنسان لنفسه ككائن عاقل كريم، لقد وعد الإنسان في الذكر الحكيم أن تتاح له رؤية آيات الله في الآفاق وفي نفسه حتى يتبين له الحق، كما أنه دعي ليعقل ويفكر ويتدبر ويتذكر ويتزكى ويستزيد علما لكي تتوسع مداركه، يستقيم سلوكه، وتسمو نفسه.
علماء ذلك العصر الذهبي الإسلامي كانوا مواطني العالم الإسلامي بأسره، يوم أن كان العالم الإسلامي يمثل جل العالم المتحضر على وجه الأرض، كان منهم رياضيون، فلكيون، صيادلة، أطباء، علماء طبيعة، فلاسفة، مؤرخون، لغويون، شعراء، أدباء، قضاة، أمثال الخوارزمي، جابر ابن حيان، الفرغني، الكندي، المتنبي، ابن يونس، البطاني، الرازي، الفارابي، ابن سينا، البيروني، ابن رشد، المسعودي، سيبويه، الفراهيدي، الخيام، وألوف آخرون قال عنهم جورج سارتن أنه إذا أنكر منكر أو جحد مكابر قيمة ما أنتجه المسلمون من معرفة في ذلك العصر، فأذكر لهم أسماء هؤلاء الأعلام ونظرائهم لترد نكران كل ناكر وجحود كل مكابر.
ما ذكرت لم أقصد به أبدا مباهاة أو مفاخرة، أو تغنيا بأمجاد عصر سلف، مع ذلك، يبقى استحقاقا للعرب أن يقر لهم عالميا دورهم المفصلي في جمع المعرفة وحفظها وتطويرها بعد أن كانت المعرفة، وهي أغلى النتاج الإنساني، قد طمست في القرون الوسطى وكادت شعلتها تنطفئ للأبد، كما أنه يبقى استحقاقا على العرب أنفسهم أن لا يتحفظوا اليوم على المعرفة الإنسانية وقد كانوا روادها بالأمس، وأن يؤصلوا في أجيالهم الصاعدة الثقة بأنهم أبناء وبنات حضارة تصدرت موكب المعرفة يوما ولهم – إذا شاءوا مجتهدين – أن يمتازوا في مجال المعرفة من جديد.
ما أخذه الغرب من العرب لم تكن مجرد أعمال مترجمة، بل أعمالا مشروحة مضافة، مطورة، متفوقة، آية ذلك أنه من القرن الثاني عشر حتى نهاية القرن الخامس عشر على الأقل كانت مراكز العلم في أوروبا تدرس الفلسفة الطبيعية في جلها من مؤلفات عربية.
في الطب كانت موسوعات الرازي وابن سينا وابن رشد المراجع الرئيسة في التدريس.
في الكيمياء كانت أعمال الرازي وابن سينا وسلفهما جابر ابن حيان أهم المراجع، منهج جابر في التجريب، القائل بعدم جواز اعتماد أي تنظير بدون تجريب، غدا المنهج العلمي المتبع the scientific method، بل أيضا استبق المنهج البراجماتيكي الأمريكي الذي عرضه تشارلس بيرس ووليم جيمس في نهاية القرن التاسع عشر، والذي قال أن صدقية أيما فكرة لا تكتمل إلا في تطبيقها بنجاح.
في علم الطبيعة، قدم ابن الهيثم أعمالا متفوقة في البصريات: كان أول من أبان سير الضوء في خط مستقيم، أشعاعه من مصدره في جميع الاتجاهات، وتضاؤله بتباعد المسافة، كما أنه استبق علماء القرن السابع عشر بقوله بكونية السنن الطبيعية، بمعنى أن الظواهر الطبيعية أينما تحدث في الكون تتبع نفس القوانين الطبيعية التي تسري على كوكب الأرض، وسبحان من قائل: ((فلن تجد لسنة الله تبديلا، ولن تجد لسنة الله تحويلا)).
بقي أن أستدرك أن الغرب لم يقلدنا في شيء بل اقتبس ما حلى له الاقتباس، ذلك أن التقليد شيء والاقتباس شيء آخر، لا خير في التقليد لأنه محاكاة أعمى يأتي به المرء ما يأتي به غيره من قول أو فعل بدون تفكير ذاتي مستقل، على صعيد الأمم لا تتعلم أمة بالتقليد، لأنها بالتقليد تعفي نفسها من استيعاب ما تقلد فيه، معتمدة على اجتهاد وإنجاز الآخرين، في التقليد إلغاء لذاتية الأمة المقلدة في أعمق ما تمثل:
في التفكير المستقل المتصل بذاتها كأمة متميزة، لا تنتقل المعرفة عن طريق التقليد ولا تتنامى بالتراكم في خبرة الأمة المقلدة، بذلك تبقى الأمة المقلدة متراوحة في مكانها وإن بدا أنها تتقدم أو تتطور، بتعبير آخر، قد تبدو الأمة المقلدة في مظهرها كالأمة التي هي تتبعها بالتقليد، لكن شتان بين الاثنتين، فإحداهما قائدة والأخرى مقودة، الأولى تقدمها حقيقي نابع من ذاتها والأخرى ما يبدو عليها من تقدم هو حال ظاهري مستعار، في الخلاصة، بتعطيل قدرتها الذاتية على التفكير تنقاد الأمة المقلدة لما يفكر لها الآخرون، (وهذا – باختصار شديد – هو حال الأمة العربية في الحاضر الراهن).
الاقتباس أمر آخر
إنه بخلاف التقليد، سنة التدافع الإيجابي بين الناس، أفرادا وأمما، لا حضارة قامت في التاريخ من دون أن تقتبس من حضارات أخرى، في عملية الاقتباس ترى أمة تقتبس من أمة أخرى ثم تبني على ما اقتبست، ولعلها بفضل ما تفعل وتستثمر في مجهودها التقدمي من معطيات ذاتية، تفوق تلك التي اقتبست منها بادئ الأمر، ذلك أن الاقتباس لا يعفي المقتبس من الاجتهاد والإنجاز، بل يطالبه بتكثيف الجهد الذاتي كشرط للتقدم، في الحضارة الإسلامية في عصرها الذهبي، وقت أن نشطت فكرا وعلما، هكذا أدرك علماء الإسلام، فصاروا يبحثون عن كل مفيد يتاح لهم اقتباسه من عطاءات حضارات أخرى، قريبة وبعيدة، ثم بنوا على ما اقتبسوا حتى أنجزوا ما فاق انجازات الأمم التي اقتبسوا منها بادئ الأمر بشوط بعيد، ما كانوا متبجحين بما أنجزوا ولا مانعين ما حققوا من متناول الآخرين، فقد تلقوا من الإسلام أن العلم لا يستنفد ولا يحتكر، وأن من منزلقات أهل العلم الأنانية والغرور.
خلاصة
إذن، بخلاف الإمبراطوريات، بخلاف الدول، بخلاف الأديان حين تحرف مقاصد الأديان، بخلاف الطوائف والمذاهب، لا أرى في طبيعة الحضارات أنها تتصادم أو تتخاصم، بل أراها، حيثما تتقابل، تتعارف وتتقابس، رغم كل الحروب التي جرت بين الأمم في عصور بعيدة وقريبة نرى في كل أمة أثرا حضاريا من إنتاج أمة تصادمت معها بالأمس، في نظري، من يقول بصدام الحضارات لا يفقه تماما معنى التحضر كارتقاء لمستوى فكري وخلقي رفيع، ذلك أن الحس الحضاري ينبثق من منظور إنساني يعلو مستواه وعيا على مستوى سائر ما نتصرف فيه، أكان على صعيد أفراد أو أمم، أكان ضمن الأمة الواحدة أو في علاقات الأمم بعضها ببعض، في الحس الحضاري نقيم العدل، نتعامل بالإحسان، نتراحم ونتكافل.
في الحس الحضاري لا نعتدي ولا نظلم ولا نطغى، ولا نؤذي، بل نصون حقوق وكرامة الجميع.
في الحس الحضاري نحب لغيرنا ما نحب لأنفسنا، ونرى الناس سواسية وأندادا، فلا نتصاغر أمام أحد ولا نتعالى على أحد، ولا نستأثر بما الناس فيه سواء.
في الحس الحضاري نلتمس الوئام لا الخصام، واليسر لا العسر، للنفس والغير.
في الحس الحضاري نحسن الظن، نتسامح، نتراضى، ويسعد بعضنا بعضا كموطنين في وطننا، وكمواطني عالم واحد.
في الحس الحضاري، كمسلمين بالأخص، ندرك جوهر رسالة الإسلام الذي لخصه الرسول الأعظم، المرسل من رب العالمين رحمة للعالمين، بقوله الخالد: ((بعثت لأتمم مكارم الأخلاق))، ذلك هو لب المسلك الحضاري والاستحقاق الذي يطالَب بالوفاء به كل من يدعي وصلاً بالحضارة، فرداً كان أو أمة.
* ندوة الجمعية العمانية للكتاب والأدباء
صلالة، عُمان – الأحد 26 أغسطس 2024