المعرفة والنكرة
كل اسم دل على معيّن من أفراد جنسه فهو معرفة مثل: أنت، وخالد، وبيروت، وهذا، والأمير، وشقيقي.
وما لم يدلّ على معيّن من أفراد جنسه فهو نكرة مثل: (رجل، وبلد، وأمير، وشقيق) سواء قبل (ال) التعريف كالأسماء السابقة، أم لم يقبلها مثل: (ذو، وما الشرطية).
والمعارف سبعة: الضمير، والعلم، واسم الإشارة، والاسم الموصول، والمعرّف بـ(ال)، والمضاف إلى معرفة، والنكرة المقصودة بالنداء.
الضمير
ما كنّي به عن متكلم أَو مخاطب أَو غائب مثل: أَنا وأَنت وهم.
الضمائر البارزة والضمائر المستترة:
الضمير البارز ما ينطق به مثل (أَنا كتبتُ) فـ(أَنا) والتاءُ ضميران بارزان ظاهران، والمستتر ما ينوى في الذهن ويبنى الكلام عليه ولكن لا يتلفظ به، مثل فاعل (يجتهد) في قولنا: (خالد يجتهد)، فالجملة الخبرية (يجتهد) مؤلفة من المضارع المرفوع ومن ضمير مستتر فيه تقديره ((هو)) يعود على (خالد).
والاستتار يكون واجباً ويكون جائزاً وإليك البيان:
أ- الاستتار الواجب يكون في المواضع الآتية:
1- في الفعل أو اسم الفعل المسندين إلى المتكلم مثل: (أَقرأُ وحدي ونكتب معاً) ففاعل (أَقرأُ) مستتر وجوباً تقديره (أَنا)، وفاعل (نكتب) مستتر وجوباً تقديره (نحن). وكذلك اسم الفعل (أفٍّ) بمعنى أتضجر، فاعله ضمير مستتر وجوباً تقديره (أَنا).
2- في الفعل المسند إلى المخاطب المفرد، مضارعاً كان أَم أَمراً مثل: (استقمْ تربحْ) ففاعل كل منهما مستتر وجوباً تقديره (أنت).
واسم الفعل مثل: (نزالِ إلى المعركة يا أَبطال) فاعل (نزالِ) ضمير مستتر وجوباً تقديره (أَنتم).
3- في صيغة التعجب (ما أَصدق أَخاك) ففاعل (أَصدق) ضمير مستتر وجوباً تقديره (هو) يعود على (ما) التي بمعنى (شيء).
4- في أَفعال الاستثناء (خلا وعدا وحاشا وليس ولا يكون) عند من يبقيها على فعليتها ويطلب لها فاعلاً كقولنا (حضر الرفاق ما عدا سليماً) ففاعل عدا ضمير مستتر وجوباً تقديره (هو) ويعود على اسم الفاعل المفهوم من الفعل السابق والتقدير: عدا الحاضرون سليماً، أَو يعود على المصدر المفهوم من الفعل: عدا الحضورُ سليماً.
منهم من يرى أن هذه الأفعال الجامدة رادفت الحرف (إلا) وتخلت عن معنى الفعلية فأصبحت كالأدوات لا تحتاج إلى فاعل ولا إلى مفعول.
ب- والاستتار الجائز يكون في الفعل المسند إلى الغائب المفرد أو الغائبة المفردة مثل: (أَخوك قرأ وأُختك تكتب) ففاعل (قرأَ) ضمير مستتر جوازاً تقديره ((هو)) يعود على أَخيك، وفاعل (تكتب) ضمير مستتر جوازاً تقديره ((هي)) يعود على (أُختك)، ولو قلت (قرأَ أَخوك وتكتب أُختك) جاز.
وكذلك الضمائر المستترة في اسم الفعل الماضي وفي الصفات المحضة كأَسماء الفاعلين والمفعولين والصفات المشبهة.
الضمائر المتصلة والضمائر المنفصلة:
أ- الضمائر المتصلة ما تلحق الاسم أَو الفعل أَو الحرف فتكون مع ما تتصل به كالكلمة الواحدة، وذلك مثل التاء والكاف والهاء في قولنا: (حضرتُ خطابك الموجه إليه). وهي تسعة ضمائر في أَنواع ثلاثة:
1- ضمائر لا تقع إلا في محل رفع على الفاعلية أو على نيابة الفاعل وهي خمسة: تاء الخطاب: (قمت، قمتما، قمتُن، أُقمْتَ مقام أبيك).
وواو الجماعة: (أكرموا ضيوفكم الذين أحبوكم وأُوذوا من أَجلكم تُحمدوا).
ونون النسوة: (أكرمْن ضيوفكن الذين أحبوكن تُحمدْن).
وياء المخاطبة: أَحسني تُحْمَدي.
وأَلف التثنية: أَحسِنا تُحْمدا.
يجعلون الضمير في الخطاب التاء فقط أما ((ما)) والميم والنون في (قمتما، قمتم، فمتن) فأحرف اتصلت بالتاء للدلالة على التثنية والجمع والتأنيث.
2- ضمائر مشتركة بين الجر والنصب وهي ثلاثة: ياء المتكلم، وكاف الخطاب، وهاء الغيبة، مثل: ربي أَكرمني، {ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلَى}، كافأهم على أعمالهم.
الضمير هو الكاف والهاء فقط، أما ما يتصل بهما فحروف دالة على التثنية أو الجمع أو التأنيث: كتابكما، رأيهم، آراؤهن، دارها.
((هم)) ساكنة الميم، وقد تضم، وقد تشبع ضمتها حتى يتولد منها واو، أما إذا وليها ساكن فيجب ضمها: (همُ النجباء).
3- وما هو ضمير مشترك بين الرفع والنصب والجر وهو ((نا)) مثل: {رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا}.
ب- الضمائر المنفصلة ما تستقل في النطق وهي نوعان:
1- ضمائر الرفع وهي أنا وأَنت وهو وفروعهن:
هو، هما، هم، هي، هما، هنَّ، أَنتَ، أَنتما، أَنتم، أَنتِ، أَنتما، أَنتن، أَنا، نحن.
2- وضمير نصب وهو ((إيا)) المتصلة بما يدل على غيبة أو تكلم أَو خطاب مثل: {إِيّاكَ نَعْبُدُ} فـ((إيا)) مفعول به متقدم والكاف حرف خطاب لا محل له.
الاتصال والانفصال:
إذا اجتمع ضميران قدم الأَعراف منهما، وأَعرف الضمائر ضمير المتكلم فضمير المخاطب فضمير الغائب، وضمير الرفع مقدم على ضمير النصب إذا اجتمعا مثل: الكتاب أَعطيتكه.
وينفصل الضمير المتصل إذا تقدم على عامله مثل: {إِيّاكَ نَعْبُدُ} أَو وقع بعد إِلا: {أَلاّ تَعْبُدُوا إِلاّ إِيّاهُ}، أَو حصر بـ((إنما)): (إنما يحميك أَنا) أَو كان الضمير الثاني أَعرف مثل (سلمه إياك)، أَو اتحدا ولم يختلف لفظاهما مثل: ملكتك إياك، وملكته إياه، بمعنى (ملكتك نفسك وملكته نفسه) أَو عطف على ما قبله مثل: أَكرمت خالداً وإِياك، أَو حذف عامله: إِياك والغش. ويجوز الاتصال والانفصال في الضمير الثاني إذا وقع خبر كان أَو ثاني مفعولي ظن وأَخواتها مثل: (الصديقُ كنتَه = كنت إياه، الناجح حسبتُكه = حسبتك إياه). ويلتزم عند اللبس تقديم ما هو فاعل في المعنى: الحاكم سلمته إياك، لأَنه هو المتسلم.
أحكام:
1- الضمائر كلها مبنية على ما سمعت عليه، في محل رفع أو نصب أو جر على حسب موقعها في الجملة إلا ضمير الفصل أو العماد، وهو الذي يكون بين المبتدأ والخبر أو ما أَصله المبتدأ والخبر مثل (خالد هو الناجح)، (إن سليماً هو المسافر)، (كان رفقاؤك هم المصيبين)، والمذهب الجيد في هذا ألا يكون له إعراب، وكل عمله إشعار السامع بأَن ما بعده ليس صفة لما قبله، وهو يشبه الأَدوات في إفادته التوكيد والحصر.
2- لكل ضمير غيبة مرجع يعود إليه، متقدم عليه إِما لفظاً ورتبة، وإِما لفظاً، وإما رتبة: (قابل خالدٌ جارَه، قابل خالداً جارُه، قابل جارَه خالدٌ)، ولا يقال: (قابلَ جارُه خالداً) لأن الضمير حينئذ يعود على متأَخر لفظاَ ورتبة.
وقد يعود إلى متقدم معنًى لا لفظاً مثل {اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} فالضمير ((هو)) يعود إلى (العدل) المفهوم من قوله {اعْدِلُوا}.
وقلما يعود إلى غير مذكور لا لفظاً ولا معنى، ولا يكون ذلك إلا عند قيام قرينة لدى السامع على المقصود منه مثل قول بشار:
إذا ما غضبنا غضبة مضرية.. هتكنا حجاب الشمس أو قطرتْ دما
وليس لضمير (قطرتْ) عائد في القصيدة، ولكن جو القصيدة وافتخاره بقوته وفتكه يوحيان بأَن الضمير يعود على (السيوف) المفهومة من السياق.
وإذا تقدم الضميرَ أَكثرُ من مرجع، رجع غالباً إلى أقرب مذكور ما لم تقم قرينة على غير ذلك مثل: (حضر خالد وسعيد وفريد وجاره). فالضمير عائد على فريد.
نون الوقاية:
إذا سبق ياءَ المتكلم فعل أَو اسم فعل وجب اتصالهما بنون الوقاية، تتحمل هي الكسرة المناسبة للياء وتقي الفعل أَو اسم الفعل من هذا الكسر مثل: علمني ما ينفعني، قَطْني = يكفيني، عليكَني = الزمني. وكذلك تزداد لزوماً بعد حرفي الجر ((من وعن)) فتقول (منّي وعنّي) وكثيراً ما تزاد بعد الظرف ((لدُنْ)) فتقول (لدُنِّي).
ويجوز زيادتهما بعد الأَحرف المشبهة بالفعل فتقول (إِني ولكنّي = إنني ولكنني)، لكن الأَكثر التزامها مع (ليت) وتركها مع (لعل)، والأَمران في الباقي سواءٌ.
كذلك تتصل نون الوقاية بالأَفعال الخمسة الداخلة على ياءِ المتكلم مثل (يكرمونني) وحذف إِحدى النونين جائز في حال الرفع.
وياءُ المتكلم ساكنة ويجوز تحريكها بالفتح، أَما إذا سبقت بساكن مثل (فتايَ ومحاميَّ، وحضر مكرمِيَّ) فالفتح واجب.
ملاحظة 1- لا تطلق واو الجماعة ولا الضمير ((هم)) إلا على الذكور العقلاء. أَما جماعة غير العقلاءِ فيعود عليها الضمير المؤنث مفرداً أَو مجموعاً. البضائع شحنتها أَو شحنتهن.
ملاحظة 2- قد اضطر شعراءُ عدة إلى الخروج على بعض هذه القواعد فلم يتابعوا، لأَن الضرورات لا تغير من القواعد شيئاً، والسهو عن هذا الأَصل جعل كثيراً من النحاة يذيلون كل حكم بالأحوال التي أَلجأَت إليها الضرورات الشعرية، فقدنا بعض الأحكام في بناء قواعدهم من جهة، وأَورث هذه القواعد تطويلاً وتضخيماً من جهة أُخرى أشاعا فيها البلبلة وأَضاعا التناسق.
الشواهد:
1- {فَقالَ لِصاحِبِهِ وَهُوَ يُحاوِرُهُ أَنا أَكْثَرُ مِنْكَ مالاً وَأَعَزُّ نَفَراً، وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ قالَ ما أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَداً، وَما أَظُنُّ السّاعَةَ قائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لأَجِدَنَّ خَيْراً مِنْها مُنْقَلَباً، قالَ لَهُ صاحِبُهُ وَهُوَ يُحاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوّاكَ رَجُلاً، لَكِنّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَداً، وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ ما شاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلاّ بِاللَّهِ إِنْ تَرَنِ أَنا أَقَلَّ مِنْكَ مالاً وَوَلَداً، فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْراً مِنْ جَنَّتِكَ}
[الكهف: 18/34-40]
2- {وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَى} [53/52:1-9]
[النجم: 53/52]
3- {أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوها وَأَنْتُمْ لَها كارِهُونَ}
[هود: 11/28]
4-{وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما هُمْ فِي شِقاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}
[البقرة: 2/137]
5- {يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلا أَنْتُمْ لَكُنّا مُؤْمِنِينَ}
[سبأ: 34/31]
6- ((إن الله ملَّكَكُم إياهم، ولو شاءَ لملَّكُهم إيَّاكم))
حديث شريف
7- ((إِن يكنْه فلن تُسلَّط عليه)).
حديث شريف (الضمير يعود إلى الدجال)
8- لئن كان إياه لقد حال بعدنا.. عن العهد والإنسان قد يتغير
عمر بن أبي ربيعة
9- وقد علمت سلمى وجاراتُها.. ما قطَّر الفارسَ إِلا أَنا
عمرو بن معد يكرب
10- أَنا الذائد الحامي الذمارَ وإنما.. يدافع عن أَحسابهم أَنا أَو مثلي
الفرزدق
11- وقد جعلتْ نفسي تطيب لضغمة.. لضغمهماها يقرع العظمَ نابها
مغلس بن لقيط
12- لئن كان حبكِ لي كاذباً.. لقد كان حبيكِ حقاً يقينا
ديوان الحماسة
ب
13- وما علينا إِذا ما كنتِ جارتَنا.. أَلا يجاورَنا إِلاكِ ديار-؟
14- بالباعث الوارث الأَموات قد ضمنت.. إياهمُ الأَرض في دهر الدهارير
الفرزدق [الدهارير: الشدائد]
15- أَصَرَمْتَ حبل الوصل؟ بل صرموا.. يا صاح، بل قطع الوصالَ همُ
طرفة
16- أَخي حسبتك إِياه وقد ملئت.. أَرجاءُ صدرك بالأَضغان والإِحن-؟
17- تُمَلُّ الندامى ما عداني فإنني.. بكل الذي يهوى خليلي مولع-؟
18- فيا ليتي إذا ما كان ذاكم.. ولجت وكنت أَولهم ولوجا
2- العلم
اسم موضع لمعيَّن من غير احتياج إلى قرينة* مثل؛ خالد، دعد، دمشق، الجاحظ، أَبو بكر، أَم حبيبة.
والأَعلام منها المفرد ((ذو الكلمة الواحدة)) ومنها المركب وإِليك أنواعه:
المركب الإضافي مثل: عبد الله وأَبي بكر وزين العابدين.
والمركب المزجي وهو ما تأَلف من كلمتين مندمجتين مثل (حضْرَ موتَ وبعلَبك وبختَنُصَّرَ ومعد يكربَ وقالي قلا) فجزؤه الأَول يبنى على الفتح إلا إذا كان ياءً فيسكن، وجزؤه الثاني يعرب حسب العوامل ممنوعاً من الصرف. وما كان جزؤه الثاني كلمة (ويهِ) بني على الكسر وقدرت عليه العلامات الثلاث.
والمركب الإسنادي ما كان جملة في الأَصل مثل تأَبط شراً (الشاعر المعروف)، وبرَق نحرُه، وجادَ الحقُ، وشاب قرناها (اسم امرأَة)، فيبقى على حركته التي كان عليها قبل أَن ينقل إلى العلمية وتقدر عليه العلامات الثلاث، ففي قولك (أُعجبت بشعر تأَبط شراً): (تأَبط شراً) مبني على السكون في محل جر بالإِضافة.
والعلم إذا تصدر بـ(أَب) أَو (أُم) سمي كنية مثل (جاءَ أَبو سليم مع أُخته أُم حبيب)، وإِذا دل على رفعة صاحبه أَو ضعته أَو حرفته أَو بلده فهو اللقب مثل: الرشيدُ والجاحظ والأَعشى والنجار والبغدادي.. إلخ وما عداهما فهو الاسم.
فإِذا اجتمعت الثلاثة على مسمى واحد بدأت بأَي شئت، ولكن يتأَخر اللقب عن الاسم، فتقول: كتاب الحيوان لأَبي عثمانَ عمرو بنِ بحرٍ الجاحظِ، أَو لعمرو بن بحر الجاحظِ أَبي عثمانَ، أَو لعمروِ بن بحرِ أَبي عثمان الجاحظِ.
هذا وأَكثر الأَعلام كانت في الأَصل اسماً أَو وصفاً أَو فعلاً أَو جملة، ثم نقلت إلى العلمية فسموها أَعلاماً منقولة وهي أَكثرها وجوداً. وبعض الأعلام مثل سُعاد وضعت من أَول أمرها علماً فسموها أعلاماً مرتجلة.
هذه الأعلام التي مرت كلها أعلام شخصية، وهناك (العلم الجنسي) وهو اسم أطلق على جنس فصار علماً على كل فرد من أفراده، ويشبه من حيث المعنى النكرة المعرفة بـ(ال) الجنسية، فكما تقول: (الذئب مخاتل) تقول (ذؤالةُ مخاتل) وذؤالةُ علم على الذئب، والأعلام الجنسية كلها سماعية وإليك طوائف منها:
فمن أعلام أجناس الحيوان:
الأخطل، الهر، أسامة: الأسد، ثُعالة: الثعلب، أبو جعدة: الذئب، أبو الحارث: الأسد، أبو الحصين: الثعلب، ذُؤالة: الذئب، ذو الناب: الكلب، أم عامر: الضبع، أم عِرْيط: العقرب، أبو المضاء: الفرس.
ومن أعلام طوائف البشر:
تُبّع: لمن ملك اليمن، خاقان: لمن ملك الترك، فرعون: لمن ملك مصر، قيصر: لمن ملك الروم، كسرى: لمن ملك الفرس، النجاشي: لمن ملك الحبشة.
أبو الدَغفاء: الأحمق، هيّان بن بيّان: مجهول العين والنسب.
ومن أعلام المعاني:
بَرّة: البِر، حمادِ: المحمدة، سُبحان: التسبيح، فجارِ: الفجور، أم قشعم: الموت، كيسان: الغدر، يسارِ: اليُسر.
هذا وعلم الجنس كالمعروف بـ((ال)): صالح لأن يكون مبتدأ أو صاحب حال، ولا تدخل عليه ((ال)) ولا يضاف تقول (أسامةُ أشجع من ثُعالة) كما تقول (الأسد أشجع من الثعلب) وتقول: هذا هيّانُ بنُ بيانَ مقبلاً.
وهذا العلم يمنع من الصرف إذا وجدت فيه علة أخرى كالتأنيث أو زيادة الألف والنون مثلاً: يا هيانَ بنَ بيانَ ابتعد من كيسانَ.
الشواهد:
1- أَقسم بالله أَبو حفص عمرْ.
ما مسها من نقَب ولا دبَرْ.
فاغفر له اللهم إن كان فجرْ. – أعرابي وافد على عمر. (الضمير يعود على ناقة الأعرابي، النقب رقة خف البعير من كثرة السير. والدبر جرح في ظهر البعير).
2- وما اهتز عرش الله من أَجل هالك.. سمعنا به إِلا لسعد أَبي عمرو
منسوب إلى حسان
3- نُبئْتُ أَخوالي بني تزيدُ.. ظلماً علينا لهمُ فديد
تزيدُ: اسم رجل. فديد: جلبة وصياح. منسوب لرؤبة
3- أَعلمت يوم عكاظ حين لقيتني.. تحت العجاج فما حططت غباري
أنَّا اقتسمنا خُطتينا بيننا.. فحملتُ بَرَّةَ واحتملت فجار
النابغة
حط غباره: سبقه حتى علا غباره على غبار المسبوق
(ب)
5- أنا ابنُ مُزَيقِيا عمروٍ وجدي.. أبوه منذرٌ ماءُ السماءِ
أوس بن الصامت
************************
*أما بقية المعارف فتدل على معيّن مع قرينة لابدّ منها، فالاسم الموصول يدل على معين بوساطة جملة تسمى صلة الموصول، و(الأمير) دلت على معين بوساطة (ال)، و(هذا) يدل معيّن بوساطة الإشارة وهكذا.
3- اسم الإشارة
ما دل على معيّن بوساطة إشارة حسية أَو معنوية، وهذه أَسماءُ الإِشارة:
للمذكر: ذا، ذان وذَيْن، أُولاءٍ
للمؤنث: ذِهْ وتِهْ وذي وتي، تان وتَيْن، أُولاءِ
للمكان: هنا، ثَمَّ، ثَمَّةَ.
وتسبق هذه الأَسماء عدا ثمة ((ها)) التنبيه فنقول: هذا، هؤلاء، ها هنا.
وتلحقها كاف الخطاب وهي حرف تتصرف تصرف كاف الضمير في الإِفراد والتثنية والجمع والتذكير والتأْنيث مثل: ذاك الجبل هناك، تيكم الصحيفة لنا، ذا كُنّ ما طلبتُنّ وذاكم ما طلبتم.
وتلحقها اللام للدلالة على البعد مثل: هنالك عند ذلك الجبل، تلك الصحيفة لي.
ويجوز أَن يفصل بين ((ها)) التنبيه واسم الإِشارة ضميرُ المشار إليه مثل: ها أَنذا، ها أَنتم أُولاءِ، وكثيراً ما يفصلان بكاف التشبيه: هكذا.
الشواهد:
1- {قالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ}….. {ذَلِكُما مِمّا عَلَّمَنِي رَبِّي}
[يوسف: 12/32- 37]
2- {أُولَئِكَ عَلَى هُدَىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}
[البقرة: 2/5]
3- ذُمَّ المنازل بعد منزلة اللِوى.. والعيشَ بعد أُولئك الأَيام
4- الاسم الموصول
اسم وضع لمعين بوساطة جملة تتصل به تسمى صلة الموصول، وتكون هذه الجملة خبرية معهودة لدى المخاطب مثل: جاءَ الذي أكرمك مع ابنتيْه اللتين أَرضعتهما جارتُك.
فجملة (أَكرمك) هي التي حددت المراد بـ (الذي) وسميت صلةً للموصول لأَنهما يدلان على شيءٍ واحد فكأَنك قلت: جاءَ مكرمُك، ولابدَّ في هذه الجملة من أَن تحتوي على ضمير يعود على اسم الموصول ويطابقه تذكيراً وتأْنيثاً وإفراداً وتثنية وجمعاً، وهو هنا مستتر جوازاً تقديره ((هو)) يعود على (الذي)* وفي جملة (أَرضعتهما) عائد الصلة الضمير (هما) العائد على (اللتيْن). وقد تقع صلة الموصول ظرفاً أَو جاراً ومجروراً مثل: أَحضر الكتاب الذي عندك، هذا الذي في الدار*.
والأَسماءُ الموصولة قسمان: قسم ينص على المراد نصاً وهو الخاص، وقسم مشترك.
أ- الموصولات الخاصة:
للمذكر: الذي، اللذان واللذَيْن، الذِين، والأُلى (لجمع الذكور العقلاء).
للمؤنث: التي، اللتان واللتيْن، اللاتي واللائي (لجمع غير المذكر العاقل).
ب- الموصولات المشتركة وهي خمسة: من، وما، وأيُّ، وذا، وذو
1- من، وتكون للعاقل وما نزل منزلته، وللعاقل مع غيره مثل: عامل من تثق به وأَحسن لمن أَرضعتْك، وعلِّم من قصدوك*.
{وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيامَةِ} فالأَصنام لا تعقل، لكن لما دعوها أَنزلوها منزلة العاقل الذي يدعى فعبر عنها بـ(من)، {وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دابَّةٍ مِنْ ماءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ}.
2- ما، وتكون لغير العاقل: أَحضر ما عندك.
وقليلاً يعبر بها عن العاقل مع غيره، ولأَنواع من يعقل مثل: صنّف ما عندك من الطلاب صنفين.
3- أَيُّ، للعاقل، وهي معربة بين الأَسماءِ الموصولة جميعاً، تقول: قابلْ أَيًّا أَحببته، زارك أَيُّهم هو أَفضل، سلم على أَيِّهن هي أَقرب [فإذا أُضيفت وحذف صدر صلتها الضمير، جاز مع الإِعراب البناءُ على الضم: سلم على أَيُّهنّ أَفضل].
4- ذا، تكون اسم موصول إذا سبقها استفهام بـ ((ما)) أَو ((منْ)) ولم تكن زائدة ولا للإشارة، مثل قول لبيد:
أَنحبٌ فيقضى أَم ضلالٌ وباطل أَلا تسأَلان المرءَ: ماذا يحاول؟
فماذا بمعنى ما الذي، ولذلك أَبدل منها (أنحبٌ) بالرفع.
5- ذو، الطائية، وهي مبنية عندهم وقيل: قد تعرب مثل: جاء ذو أكرمك بمعنى الذي أكرمك.
وهي خاصة بلهجة قبيلة طيء.
الشواهد:
(أ)
1- {وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنا أَرِنا اللَّذَيْنِ أَضَلاّنا مِنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ نَجْعَلْهُما تَحْتَ أَقْدامِنا لِيَكُونا مِنَ الأَسْفَلِينَ}
[فصلت: 41/29]
2- {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ}
[الحج: 22/18]
3- {سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الأَرْضِ}
[الصف: 61/1]
4- {فَلْيَنْظُرْ أَيُّها أَزْكَى طَعاماً فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ}
[الكهف: 18/19]
5-{ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيّاً}
[مريم: 19/69]
6- أَلا عِمْ صباحاً أَيُّها الطللُ البالي.. وهل يَعِمَنْ من كان في العصُر الخالي
امرؤُ القيس
7- أَلا إِن قلبي لدى الظاعنيـ.. ـن حزين فمنذا يعزّي الحزينا
أمية بن أبي عائد الهذلي
(ب)
8- محاحبُّها حب الأُلى كنّ قبلها.. وحلت مكاناً لم يكن حُل من قبلُ
المجنون
9- فإِن الماءَ ماءُ أبي وجدي.. وبئري ذو حفرت وذو طويتُ
سنان الطائي
************************
*وإذا كان العائد مفعولاً به جاز حذفه مثل: (رأيت الذي قدمت) أي: قدمته.
*والحق أن الصلة فعل محذوف من أفعال الكون العام، والتقدير: استقر عندك، استقر في الدار.
*أو: علم من قصدك، لأن العائد في الموصولات المشتركة يجوز فيه مراعاة اللفظ ومراعاة المعنى.
5- المعرف بـ (ال)
اسم اتصلت به ((ال)) فأَفادته التعريف. وهي قسمان ((ال)) العهدية، و((ال)) الجنسية.
((ال)) العهدية: إذا اتصلت بنكرة صارت معرفة دالة على معين مثل (أَكرم الرجلَ)، فحين تقول (أَكرم رجلاً) لم تحدد لمخاطبك فرداً بعينه، ولكنك في قولك (أَكرم الرجل) قد عينت له من تريد وهو المعروف عنده.
والعهد يكون ذكرياً إِذا سبق للمعهود ذكر في الكلام كقوله تعالى: {إِنّا أَرْسَلْنا إِلَيْكُمْ رَسُولاً شاهِداً عَلَيْكُمْ كَما أَرْسَلْنا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولاً، فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ}.
ويكون ذهنياً إِذا كان ملحوظاً في أَذهان المخاطبين مثل: {إِذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ}. ويكون حضورياً إِذا كان مصحوبها حاضراً مثل: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} أَي في هذا اليوم الذي أَنتم فيه.
((ال)) الجنسية: وهي الداخلة على اسم لا يراد به معين، بل فرد من أفراد الجنس مثل قوله تعالى: {خُلِقَ الإِنْسانُ مِنْ عَجَلٍ} وهي إِما أَن ترادف كلمة (كل) حقيقة كالمثال السابق: خلق كل إِنسان من عجل، فتشمل كل أَفراد الجنس.
وإِما أَن ترادف كلمة (كل) مجازاً فتشمل كل خصائص الجنس وتفيد المبالغة مثل: أَنت الإِنسان حقاً.
والتعريف في ((ال)) العهدية حقيقي لفظاً ومعنًى، وفي ((ال)) الجنسية لفظي فقط فما دخلت عليه معرفة لفظاً نكرة معنى، ولذا كانت الجملة بعد المعرف بـ (ال) العهدية حالية دائماً لأَن صاحبها معرفة محضة: (رأَيت الأَمير يعلو جواده)، والجملة بعد المعرف بـ((ال)) الجنسية يجوز أن تكون حالاً مراعاة للفظ وأَن تكون صفة مراعاة للمعنى مثل:
ولقد أَمرُّ على اللئيم يسبني.. فمضيْتُ ثُمَّتَ قلت: لا يعنيني
تذييل: هناك ((ال)) زائدة غير معرِّفة، وتكون لازمة وغير لازمة:
فاللازمة: هي التي في أول الأعلام المرتجلة مثل لفظ الجلالة (الله) والسموءل واللات والعُزّى، أَو في أول الأسماء الموصولة مثل الذي، التي.
وغير اللازمة: وهي التي وردت شذوذً كقولهم: (ادخلوا الأولَ فالأَولَ، جاؤوا الجماءَ الغفير، فـ (الأول) و(الجماء) وقعتا حالاً، والحال دائماً نكرة أو في معنى النكرة.
أو التي سمع زيادتها في أول الأعلام المنقولة عن صفة مثل العباس والحارث والحسن والحسين والضحاك، أو عن مصدر مثل الفضل، ومنها ما هو خاص في الضرورات الشعرية كقوله:
ولقد نهيتك عن بنات الأوبر
وبنا أوبر هي الكمأة الصغار، والداخلة على التمييز كقول الشاعر:
رأيتك لما أن عرفت وجوهنا.. صددت وطبت النفس يا قيس عن عمرو
تعريف الأعداد:
إذا أَردت تعريف العدد فإن كان مضافاً عرفت المضاف إليه مثل عندي خمسة الكتب المقررة وتسع الوثائق المطلوبة؛ وإن كان مركباً عرفت الجزءَ الأَول: اشتريت الخمسة عشر كتاباً والسبع عشرة صحيفة.
وإن كان معطوفاً ومعطوفاً عليه عرفت الجزأَين معاً مثل: أَحضر الثلاثة والخمسين ديناراً.
6- المضاف إلى معرفة
إذا أَضيفت النكرة إلى أحد المعرفات الخمسة السابقة اكتسبت التعريف بهذه الإضافة وإليك أمثلتها بالترتيب:
كتابك الجميل عندي – كتابُ خالد – كتابُ هذا – كتابُ الذي سافر – كتابُ الأَمير.
7- المعرف بالنداء
إِذا قصدت من النكرة معيناً ناديته بها، أَصبح معرفة بهذا النداء وبنيته على الضم إلحاقاً بالأَعلام. فكلمة (شرطي) نكرة ولكن إِذا خاطبت بها شرطياً أمامك ليعينك فقلت: ( يا شرطيُّ أين المتحف؟) صارت (شرطي) معرفة وعوملت معاملة المعارف المفردة بالنداء وسميت بالنكرة المقصودة.
مصدر :معهد الامارات التعليمي www.uae.ii5ii.com
منقول
بـــآآآركــ الله فيـــك
يسعدلِــيه مسآڪ / صبآحڪ بڪل خير
مشًـكًـوورً خيوً عً ـآلطرحَ الغآويـً . .
ثانكسس يزاك الله خير
ربي يوفقكم
همى :هطل
الكرى : النوم. خلسة: الاختلاس، الأخذ في الخفاء
أشتات المنى :الأماني المتفرقة
على ما يرسم :كما يرسم لها
زمرا : جماعات، جمع زمرة
الحيا : المطر . جلل الروض سنا: كساه أزهارا متفتحة تلمع و تتلألأ
معلما :ملونا
جو النص:
يجد الشاعر في ذكريات الماضي السعيد مجالا لشعرهم حيث يتذكرون ما اغتنموا من سعادة، وما نعموا به من متعة بين الأحبة وجمال الطبيعة فتهيج عواطفهم بهذه الذكرى و يعرضون علينا صورة لها، جعلنا نشاركهم سرورهم بها وألمهم لذهاب عهدها، ولسان الدين بن الخطيب في هذه الموشحة يحدثنا عن أيام .جميلة سعيدة قضاها في غر ناطة ويتحسر على أنها مرت سريعة.
شرح الأبيات:
جادك الغيث إذا الغيث همى يا زمان الوصل بالأندلس
جادك الغيث: جملة دعائية يدعو فيها الشاعر بالسقيا و الخير لزمان الوصل. الغيث: المطر. زمان الوصل: المراد الزمن الذي اجتمع فيه شمل الأحبة.
الشرح: يدعو الشاعر لتلك الأيام السعيدة التي قضاها في غرناطة بالسقيا كلما سقط المطر على عادة القدامى حين كانوا يدعون لأرض المحبة بذلك.
الصور: ( يا زمان الوصل) استعارة مكنية، شبه زمان الوصل بإنسان وحذف المشبه به و دل عليه بشيء من خصائصه وهو النداء و فيها تشخيص للزمان و كأنه إنسان حي يسمع النداء و هي توحي بحنين الشاعر لتلك الأزمان. ((جادك الغيث)) استعارة مكنية تصور زمان الوصل أرضا يسقيها المطر و فيها تجسيم و إيحاء بقوة الذكريات ودوامها مرتبطة بتلك الأيام وهي صورة تقليدية لشعراء المشرق العربي لأنها لا تناسب الأندلس وبيئتها المليئة بالأنهار و لا تحتاج إلى المطر فالشاعر هنا يريد الدعاء بطلب الخير عامة و المطر رمز عهد الخير.
لم يكن وصلك إلا حلما في الكرى أو خلسة المختلس
حلما: خيال و طيف. الكرى: النوم. الخلسة: الاختلاس و الأخذ في الخفاء
الشرح: كان لقاء الأحبة جميلا ولكنه مر سريعا كالحلم السعيد أو اللذة المختلسة
الصور: (لم يكن وصلك إلا حلما أو خلسة المختلس) تشبيهان فالوصال في لذته كالحلم السعيد في سرعته و قصر زمن المتعة كالخلسة السريعة
إذ يقود الدهر أشتات المنى ننقل الخطو على ما يرسم
يقود الدهر: يسوق والمراد يحقق. أشتات المنى: الأماني المتفرقة. جمع شتيت و جمع منية. ننقل الخطو: تتجه على ما يرسم: كما يرسم لها الدهر.
الشر ح: يسترجع الشاعر الذكريات فيقول كان الدهر يحقق أمانيه المتعددة المتنوعة فتجري على خطة مرسومة لا تختلف ولا تنحرف.
زمراً بين فرادى و ثنى مثلما يدعو الحجيج الموسم
زمراً: جمع زمرة. الوفود: جمع وفد وهو الجماعة / الموسم: موسم الحج.
الشر ح: هذه الأماني تأتى في موعدها المرغوب فرادى أو ثنى أو جماعات كأنها وفود الحجاج في موسم الحج تأتى في موعدها متفرقة أو متجمعة.
و الحيا قد جلل الروض سنا وثغور الزهر منه تبسم
الحيا: المطر. جلل الأرض سنا: كسا الرياض أزهارا متفتحة تلمع وتتلألأ. ثغور: جمع ثغر.
الشر ح: كانت الطبيعة حولنا بهيجة تشاركنا سرورنا وتسهم في سعادتنا فالمطر قد كسا الروض ثوبا مشرقا من الأزهار المتفتحة الباسمة.
وروى النعمان عن ماء السما كيف يروي مالك عن أنس
روى النعمان عن ماء السماء: المراد هنا أن شقائق النعمان ذلك النوع من الإزهار الذي يعرف بشكله الأحمر ونقطة السوداء يدل على أثر المطر فيها وفضله عليها والنعمان بن ماء السماء: ملك الحيرة في الجاهلية وفى هذا التعبير تورية ومالك بن أنس: فقيه صاحب مذهب معروف و أنس أبوه أو هو أنس ابن مالك خادم الرسول (ص) وعلى هذا لا تكون بينهم علاقة القرابة.
كيف يروي مالك عن أنس المراد هنا أن ما بين شقائق النعمان والمطر من نسبه وصلة مثل ما بين مالك و أبيه أنس أو مثل ما بينه وبين أنس بن مالك في صدق الأحاديث المروية.
فكساه الحسن ثوباً معلماً يزدهي منه بأبهى ملبس
معلما: ملونا. يزدهي: يختال. بأبهى ملبس بأجمل الأثواب.
الشرح: شقائق النعمان تنطق بأثر المطر وتدل على أنها وليدة ماء السماء كما أن مالكاً وليد أنس فأصبح الروض يختال في ثوب جميل تعددت فيه ألوان الحسن والبهاء.
الصور: صورة كلية لزمان الوصل تمثل فيها الدهر قائدا فيقود الأماني فتمشي حسب الخطة الموضوعة فرادى أو جماعات و الشاعر و أحبابه يمرحون بين الرياض الزاهرة الجميلة وهي لوحة حافلة بالحركة وتحملها في يقود تنقل الخطو، كساه يزدهي و اللون نراه في الروض، السنا، الزهر، النعمان، ثوبا معلما، والصوت نسمعه في الخطو، يدعو، رو ى، و في خلالها صورة بيانية في البيت الثالث يقود الدهر أشتات المنى استعارة مكنية تصور الدهر قائداً والمنى جنودا تقاد لأمره (تنقل الخطو على ما يرسم) ترشيح لهذه الصورة فالشاعر مستمر في خبايا الدهر، فالدهر قائد يرسم الخطة وأشتات المنى جنود تنقل الخطو وتتحرك بأمره وفى ذلك تصوير وتشخيص وتوضيح للمعنى الذي يريده وهو الدلالة على السعادة التامة.
تشبيه: يصور الأماني في تتابعها فرادى أو مثنى أو جماعات بحسب الحاجة والظروف في أوقات محددة، بصورة الحجاج يتوافدون على مكة جماعات أو فرادى في موسم الحج و يبدو في هذه الصورة الثقافة الدينية للشاعر. (يدعو الموسم) استعارة مكنية تصور موسم الحج إنسانا يدعو الناس ويناديهم.
(فثغور الزهر من تبسم) استعارة مكنية شبه الزهر بإنسان وحذف المشبه به ودل عليه بشيء من خصائصه وهو ثغور ورشح هذه الاستعارة بقوله: تبسم والصورة توحي بالبهجة والصفاء الذي يغمر الروض.
روى النعمان عن ماء السما: استعارة مكنية تصور شقائق النعمان إنسانا يروى ويحكي وماء السما إنسانا يروى عنه، و الشاعر هنا متأثر بالثقافة الدينية ورواية الحديث الشريف. وهنا تشبيه حيث شبه رواية شقائق النعمان عن ماء السماء برواية مالك عن أنس.
كساه الحسن ثوباً معلما: استعارة مكنية تصور الحسن إنساناً يكسو الروض ثوباً ملوناً، ثوباً معلماً استعارة تصريحية حيث شبه الأزهار المتنوعة في الرياض بالثوب المطرز المنقوش، وتوحي بروعة الأزهار والإعجاب بها. يزدهي منه بأبهى ملبس: استعارة مكنية تصور الروض إنساناً يختال مفتخراً بملابسه الجميلة وفيها تشخيص و إيحاء بروعة الجمال.
يا أهيل الحي من وادي الغضا و بقلبي مسكن أنتم به
أهيل الحي: إيحاء بالمحبة. وادي الغضا: وادي إمارة غضي وهي شجرة خشبها صلب.
الشرح: يا أهل ذلك الحي بذلك الوادي الذي تحول إلى ألم و حزن وشجن أنني أدعوكم وأناديكم لأنكم قريبون مني مكانة و لكم منزلة خاصة بقلبي.
ضاق عن وجدي بكم رحب الفضا لا أبالي شرقه من غربه
وجدي: شعوري حزني. / رحب الفضا: الفضاء الواسع. / لا أبالي: لا أهتم.
الشرح: فإحساسي وشعوري ضاق بهذا الفضاء الواسع الرحب فلم أعد أهتم به و لا بأي جهة فيه.
فأعيدوا عهد أنس قد مضى تعتقوا عبدكم من كربه
أعيدوا: أعيدوا زمن الوصل. / تعتقوا: تحرروا. / كربه: حزنه.
الشرح: فدعوة إلى إعادة ذلك الزمان، زمان الأنس و الحب واللهو فأنتم بهذا تحررون عبدا ضاقت به القيود و أحكمته.
واتقوا الله و أحيوا مغرما يتلاشى نفسا في نفس
يتلاشى: يختفي. / مغرم: عاشق.
الشرح: و أدعوكم لتقوى الله فيما يصيبني فأنا إنسان معشق ومغرم لذلك الزمان وبهذه الحالة التي وصل إليها فأنا انتهي و أتلاشى شيئا فشيئا.
حبس القلب عليكم كرما أفترضون عفاء الحبس
الشرح: فالقلب قد كن هذا الحب العظيم لذلك الزمان كرما وحبا وعشقا له فلا أظنكم ترضون بغير ذلك وهو أن يتحول ذلك الحب إلى كره وعدم مبالاة فلا تكون هناك رغبة في إعادة ذلك الزمان.
خصائص أسلوب الشاعر:
ألفاظه رقيقة عذبة.
يميل إلى المحسنات البديعية.
أفكاره غير عميقة و يقل فيها التحليل والتفصيل.
متأثر بالثقافة الدينية.
أثر البيئة في النص:
كثرة اللهو و الترف في الأندلس.
جمال الطبيعة هناك وتنوع مظاهر الحسن فيها.
اتصال الثقافة الأندلسية بالثقافة العربية في المشرق.
تجديد الأندلسيين في أوزان الشعر وقوافيه بابتكارهم الموشحة.
شٌكُرأ لجٌ
اللُـه يـٌعُطــًيًـكٌمُ الصٌــحًه و العُــآآفًيــٌه
و كُــل عًـآآآم و انـُتـًمٌ بٌخُـيًر