أريد تقرير أو أي معلومات عن الشاعر
1 – أبو سلمى
وشكرا
الشاعر ابو سلمى الكرمي
وأبو سلمى هو عبد الكريم سعيد علي المنصور الكرمي. وإذا كانت كنية "الكرمي" تنسبهإلى بلدته الفلسطينية طولكرم التي أنجبته ذات يوم صيفي من عام 1909، فإن مدينة حيفاكانت حبه الأثير. فهو محاميها الشهير، وشاعرها الوفي. وتقتضي الأمانة الموضوعية أننشير إلى أنه اختار لحيفا ضرّة عربية هي دمشق. فقد درس فيها المرحلة الثانوية. ثملجأ من حيفا إليها بعد نكبة 1948، وعلى كثرة أسفاره في الدنيا شاعراً ومعرّفاًبالقضية الفلسطينية، فإنه لم يغير عنوانه الدمشقي، حتى بعد أن أغمض عينيه إلى الأبدفي الحادي عشر من الشهر العاشر للعام 1980 في العاصمة الأمريكية، بين يديّ ولدهالوحيد، الدكتور سعيد الكرمي، الذي حرص على نقله، بناءً على وصيته، إلى دمشق، حيثشهدت العاصمة السورية، في وداعه، واحداً من أكبر مواكب التشييع في تاريخها، وبدتمقبرة الشهداء في مخيم اليرموك وكأنها ساحة يوم القيامة.
وكان أبو سلمى من أسرةعلم وأدب. فأبوه الشيخ سعيد من العلماء الأجلاء واللغويين الثقات وكان عضواً مؤسساًفي المجمع العلمي العربي. أما أخوه أحمد شاكر الكرمي فكان من الصحفيين العرب الروادومن وجوه الوطنية والقومية حتى أن دمشق أطلقت إسمه على أحد شوارعها. وبرز أخوه حسنالكرمي "أبو زياد" كراوية علاّمة، وحقق شهرة مدوية من خلال برنامج "قول على قول"الذي كان يعدّه ويقدمه بصوته من إذاعة لندن.
ارتبط أبو سلمى برفيقةعمره، المناضلة رقية حقي يوم 17/1/1935 وكان الزواج في مدينتها عكا. ولم ينجبا "سلمى" ولكنه كان ينادى بأبي سلمى، لأسباب شعرية، منذ أن كان يدرس في معهد عنبرأيام المرحلة الثانوية في دمشق. وقد شكل أبو سلمى مع إبراهيم طوقان وجلال زريقثلاثياً ظريفاً في الحياة والشعر. ولا يزال الرواة يتناقلون شفوياً قصائدهم الماجنةالمازحة بألفاظها المكشوفة، وكثيراً ما لا يميز الرواة، في هذا المجال، بين ما كتبهإبراهيم وما كتبه أبو سلمى.
قصائدة:
حمام الوادي:
ودع ظلالك يا حمام الوادي .. ؟…الوى الزمان بغصنك الميــــاد
من بعد سرحتهوعذب نميره؟…؟نم في الهجير وانت طاو صـــاد
ارسل نواحك يا حمام وقل لنا؟؟.هلفي حمى الوادي حمام ســـاد
وبك النسيم ندية اردانــه ؟؟.ان البكاء يهون عندبعـــــاد
كان الرسول اليك غلب الهوى؟..يختال فوق ربى وفوق وهـــــاد
حتىاذا وافى الديار ترقرقت ؟؟.عبراته وروى حديث فـــــؤاد
طر في الفضاء وهل يطيرمطوق؟؟قصت جناحيه يد الصــــياد
ياجيرة الوادي الحزين تحيــة؟؟.حمراء انطقها دمالأكبـــــاد
تتلمس الماضي فتبصر ظلـله ؟؟..خلف الدموع على شفار العـادي
كانت تزين بروده سمر القنـا؟؟فتعي السنون عجائب الأبـــراد
ماتملكون ؟افيالنفوس حمية ؟؟ ؟؟ابقيت الأسياف في الاغمـــاد
لو كان في تلك النفوسحمـية؟؟..عربية شدت الاصفـــــاد
لو كان في تلك الانوف بقيـة؟؟..لتحطمت حلقاتالاستعبـــاد
لو تسمعون صدى القبور وجدتم ؟.. جنباتها تبكي على الاجـــداد
كرهتم الدنيا الدنية حينمـــا؟.كرهوا حياة كريهة وجهــــاد
ومشى الزمانعليهم حتـى اذا ؟..مات الأبــاء مشى على الاحفاد.
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
اذهب إلى: تصفح, ابحث
زهير بن أبي سلمى (… –13 ق. هـ/…-609 م)
هو زهير بن أبي سُلمى ربيعة بن رياح بن قرّة بن الحارث بن إلياس بن نصر بن نزار، المزني، من مضر.
حكيم الشعراء في الجاهلية، وفي أئمة الأدب من يفضله على شعراء العرب كافة. كان له من الشعر ما لم يكن لغيره، ولد في بلاد مزينة بنواحي المدينة، وكان يقيم في الحاجر من ديار نجد، واستمر بنوه فيه بعد الإسلام.
محتويات
[<a href="https://javascript:toggleToc()” target=”_blank” rel=”nofollow”>إخفاء]
[LIST]<LI class=toclevel-1>1 أقوال عنه <LI class=toclevel-1>2 من حياته و شعره <LI class=toclevel-1>3 أخبار عنه <LI class=toclevel-1>4 ديوانه و آراء فيه <LI class=toclevel-1>5 قصة المعلقة <LI class=toclevel-1>6 من أهم قصائده [*]7 وصلات خارجية[/LIST]
[عدل] أقوال عنه
[LIST][*]قيل كان ينظم القصيدة في شهر ويهذبها في سنة، فكانت قصائده تسمى الحوليات.[/LIST]
[LIST][*]إنه، كما قال التبريزي، أحد الثلاثة المقدمين على سائر الشعراء، وإنما اختلف في تقديم أحد الثلاثة على صاحبيه، والآخران هما امرؤ القيس والنابغة الذبياني.[/LIST]
[LIST][*]وقال الذين فضّلوا زهيراً: زهير أشعر أهل الجاهلية، روى هذا الحديث عكرمة عن أبيه جرير. وإلى مثل هذا الرأي ذهب العباس بن الأحنف حين قال، وقد سئل عن أشعر الشعراء. وقد علّل العبّاس ما عناه بقوله: ألقى زهير عن المادحين فضول الكلام كمثل قوله:[/LIST]فما يَكُ من خيرٍ أتوه فإنّماتوارثه آباء آبائهم قبْل
[LIST][*]وكان عمر بن الخطاب شديد الإعجاب بزهير، أكد هذا ابن عباس إذ قال: خرجت مع عمر بن الخطاب في أول غزاة غزاها فقال لي: أنشدني لشاعر الشعراء، قلت: "ومن هو يا أمير المؤمنين؟" قال: ابن أبي سلمى، قلت: وبم صار كذلك؟ قال: لا يتبع حوشي الكلام ولا يعاظل في المنطق، ولا يقول إلا ما يعرف ولا يمتدح أحداً إلا بما فيه".[/LIST]وأيّد هذا الرأي كثرة بينهم عثمان بن عفان، و عبد الملك بن مروان، وآخرون
[LIST][*]واتفقوا على أنّ زهيراً صاحب "أمدح بيت… وأصدق بيت… وأبين بيت".[/LIST]فالأمدح قوله:
تراهُ إذا ما جئْتَه مُتَهَلِّلاكأنَّك تُعطيه الذي أنتَ سائلُهْوالأصدق قوله:
ومهما تكنْ عند امرئٍ من خليقةٍوإنْ تَخْفي على الناس تُعْلَمِوأما ما هو أبين فقوله يرسم حدود الحق:
فإنّ الحقّ مقطعُه ثلاثٌيمينٌ أو نفارُ أو جلاءُ
[LIST][*]قال بعضهم معلّقاً: لو أن زهيراً نظر في رسالة عمر بن الخطاب إلى أبي موسى الأشعري ما زاد على قوله المشار إليه، ولعلّ محمد بن سلاّم أحاط إحاطة حسنة بخصائص شاعرية زهير حين قال: "من قدّم زهيراً احتجّ بأنه كان أحسنهم شعراً وأبعدهم من سخف، وأجمعهم لكثير من المعاني في قليل من الألفاظ، وأشدّهم مبالغة في المدح، وأكثرهم أمثالاً في شعره". وسنورد لاحقاً جملة أخرى في مثل هذه الخصائص التي تطالعنا بها أشعاره والتي تكشف عن أهمية شعره وقيمته.[/LIST]
[عدل] من حياته و شعره
[LIST][*]كانت ولادة زهير في بني غطفان. وبين هؤلاء القوم نشأ وترعرع. ومنهم تزوّج مرّتين. في الأولى تزوّج أم أوفى التي يذكرها في مطلع معلقته:[/LIST]أمِن أمّ أَوفى دمنةٌ لمْ تكلّمبحوْمانَةِ الدرّاج فالمتثلّم
[LIST][*]وبعد طلاقه أم أوفى بسبب موت أولاده منها، اقترن زهير بكبشة بنت عمّار الغطفانية ورزق منها بولديه الشاعرين كعب وبجير.[/LIST]لكن زهيراً- كما يفهم من حديثه وأهل بيته- كان من مزينة– وما غطفان إلا جيرانهم، وقِدْماً ولدتهم بنو مرّة وفي الأغاني حديث زهير في هذا الشأن رواه ابن الأعرابي وأبو عمرو الشيباني، ولم نر ضرورة إثباته.
[LIST][*]ولعلّ البارز في سيرة زهير وأخباره تأصّله في الشاعرية: فقد ورث الشعر عن أبيه وخاله وزوج أمه أوس بن حجر.[/LIST]
[LIST][*]ولزهير أختان هما الخنساء وسلمى وكانتا أيضاً شاعرتين. وأورث زهير شاعريته لابنيه كعب وبجير، والعديد من أحفاده وأبناء حفدته. فمن أحفاده عقبة المضرّب وسعيد الشاعران، ومن أبناء الحفدة الشعراء عمرو بن سعيد والعوّام ابنا عقبة المضرّب..[/LIST]
[LIST][*]ويطول الكلام في وراثة زهير الشعر وتوريثه إياه. يكفي في هذا المجال الحوار بينه وبين خال أبيه بشامة بن الغدير الذي قال حين سأله زهير قسمة من ماله: "يا ابن أختي، لقد قسمت لك أفضل ذلك وأجزله" قال: "ما هو؟"، قال: شعري ورثتنيه". فقال له زهير: "الشعر شيء ما قلته فكيف تعتدّ به عليّ؟"، فقال له بشامة: "ومن أين جئت بهذا الشعر؟ لعلك ترى أنّك جئت به من مزينة؟ وقد علمت العرب أن حصاتها وعين مائها في الشعر لهذا الحيّ من غطفان، ثم لي منهم وقد رويته عنّي".[/LIST]
[LIST][*]فإذا تحوّلنا من شاعرية زهير إلى حياته وسيرته فأول ما يطالعنا من أخباره أنه كان من المعمّرين، بلغ في بعض الروايات نحوا من مئة عام. فقد استنتج المؤرخون من شعره الذي قاله في ظروف حرب داحس والغبراء أنه ولد في نحو السنة 530م. أما سنة وفاته فتراوحت بين سنة 611و 627م أي قبل بعثة النبيّ بقليل من الزمن، وذكرت الكتب أن زهيراً قصّ قبل موته على ذويه رؤيا كان رآها في منامه تنبأ بها بظهور الإسلام وأنه قال لولده: "إني لا اشكّ أنه كائن من خبر السماء بعدي شيء. فإن كان فتمسّكوا به، وسارعوا إليه".[/LIST]
[عدل] أخبار عنه
ومن الأخبار المتّصلة بتعمير زهير أن النبي صلى الله عليه وسلم نظر إليه "وله مائة سنة" فقال: اللهم أعذني من شيطانه"، فما لاك بيتاً حتى مات. وأقلّ الدلالات على عمره المديد سأمه تكاليف الحياة، كما ورد في المعلّقة حين قال:
سئمتُ تكاليفَ الحياة، ومَنْ يعِشثمانينَ حولاً لا أبا لكَ، يسأَمِوالمتعارف عليه من أمر سيرته صدق طويته، وحسن معشره، ودماثة خلقه، وترفعه عن الصغائر، وأنه كان عفيف النفس، مؤمناً بيوم الحساب، يخاف لذلك عواقب الشرّ. ولعلّ هذه الأخلاق السامية هي التي طبعت شعره بطابع الحكمة والرصانة، فهو أحد الشعراء الذين نتلمس سريرتهم في شعرهم، ونرى في شعرهم ما انطوت عليه ذواتهم وحناياهم من السجايا والطبائع. وأكثر الباحثين يستمدّ من خبر زهير في مدح هرم بن سنان البيّنة التي تبرز بجلاء هذه الشخصية التي شرفتها السماحة والأنفة وزيّنها حبّ الحق والسّداد: فقد درج زهير على مدح هرم بن سنان والحارث بن عوف لمأثرتهما في السعي إلى إصلاح ذات البين بين عبس وذبيان بعد الحرب الضروس التي استمرّت طويلاً بينهما.
وكان هذا السيّدان من أشراف بني ذبيان قد أديا من مالهما الخاص ديّات القتلى من الفريقين، وقد بلغت بتقدير بعضهم ثلاثة آلاف بعير. قيل إن هرماً حلف بعد أن مدحه زهير أن لا يكف عن عطائه، فكان إذا سأله أعطاه، وإذا سلّم عليه أعطاه. وداخل زهير الاستحياء، وأبت نفسه أن يمعن في قبول هبات ممدوحه، فبات حين يراه في جمع من القوم يقول "عموا صباحاً غير هرم … وخيركم استثنيت".
ذكر أن ابن الخطاب قال لواحد من أولاد هرم: أنشدني بعض مدح زهير أباك، فأنشده، فقال الخليفة: إنه كان ليحسن فيكم القول"، فقال: "ونحن والله كنّا نحسن له العطاء"، فقال عمر بن الخطاب: "قد ذهب ما أعطيتموه وبقي ما أعطاكم". نعم لقد خلد هرم بفضل مديح زهير الصادق ومنه قوله:
منْ يلقَ يوماً على عِلاّته هرماًيلقَ السماحةَ منه والنّدى خلقَا
[عدل] ديوانه و آراء فيه
ولزهير ديوان شعر عني الأقدمون والمحدثون بشرحه. وأبرز الشّراح الأقدمين الأعلم الشنتمري. وفي طليعة من حقّق ديوان زهير حديثاً المستشرق لندبرغ في ليدن سنة 1881م. ويدور شعر الديوان في مجمله حول المدح والفخر ودور زهير في ظروف حرب السباق، وتتوّج الحكمة هذا الشعر بهالة من الوقار تعكس شخصية الشاعر الحكيم.
وقد اهتم المستشرقون الغربيون بشعراء المعلقات وأولوا اهتماماً خاصاً بالتعرف على حياتهم، فقد قالت ليدي آن بلنت وقال فلفريد شافن بلنت عن زهير بن أبي سلمى في كتاب لهما عن المعلقات السبع صدر في بداية القرن العشرين: شخصية زهير نقيض لإمرئ القيس وطرفة. كان امرؤ القيس وطرفة رجلين طائشين وحياتهما غير منضبطة، وماتا ميتة عنيفة في عز شبابهما. بينما عاش زهير حياة طويلة ونال احترام الجميع لحكمته وأخلاقه العالية ولم يكن بحاجة للآخرين. عاصر الشاعرين المذكورين في مولده، لكنه قارب أيام ظهور الإسلام. يقال إنه في سن التسعين جاء إلى النبي فاستعاذ منه وقال: "اللهم أعذني من شيطانه" قول قامت عليه تعاليم بعض علماء المسلمين الذين قالوا بفكرة إن الوحي نزل على الرسول بالقرآن، وكذلك كان لكل شعراء الجاهلية شيطاناً يوحي لهم بما يقولون. لا يختلف هذا عن إيمان المسيحيين الأوائل الذين أكدوا على أن أصوات الشياطين كانت تخرج من أفواه كهنة الوثنيين. يضاف أنه بعد نصيحة الرسول لزهير لم ينظم الشعر. ويقال إن الخليفة عمر بن الخطاب قال إن زهير كان شاعر الشعراء. كان سيداً اتسعت ثروته، حكيم، وكان ورعاً حتى في أيام الجاهلية.
كان زهير بن أبي سلمى من قبيلة "مزينة" ويعود من ناحية أم والده إلى قبيلة "مرة" في الحجاز. يروى إن والد زهير ذهب مع أقربائه من بني "مرة" – أسد وكعب – في غزوة ضد طيْ، وإنهم غنموا إبلاً عديدة. قال افردا لي سهماً، فأبيا عليه ومنعاه حقه، فكف عنهما، حتى إذا الليل أتى أمه فقال : والذي أحلف به لتقومن إلى بعير من هذه الإبل فلتقعدن عليه أو لأضربن بسيفي تحت قرطيك. فقامت أمه إلى بعير منها فاعتنقت سنامه وساق لها أبو سلمى وهو يرتجز ويقول: قادهم أبو سلمى من مضارب "مرة" حتى وصل قومه. لم يمض وقت طويل قبل التحاقه "بمزينة" في غزوة على بني ذبيان، فخذ من "مرة". عندما بلغوا غطفان، جيران مرة، عاد غزاة مرة خائفين إلى خيام غطفان ومكثوا معهم. وهكذا قضى زهير طفولته معهم وليس مع قبيلته. يلمح إلى العيش بين الغرباء بقوله : يعرف أن زهير تزوج مرتين، الأولى إلى أم أوفى، حبيبة شبابه التي يتغنى بها في المعلقة، والثانية إلى أم ولديه، كعب وبوجير. توفي أبناء أم أوفى، لذا تزوج ثانية. لم تغفر له أم أوفى زواجه عليها، فهجرها لزلة اقترفتها وإن ندم لاحقاً. وهذا سبب ندبه.
ذكر ابن العربي إن زهير كان له ابن يدعى سالم، كان في غاية الوسامة حتى إن امرأة عربية قالت عندما رأته قرب نبع ماء على صهوة جواده مرتدياً عباءة مخططة بخطين "لم أر حتى يومنا مثيلاً لهذا الرجل ولا هذه العباءة ولا هذا الجواد". فجأة تعثر الجواد وسقط، فدقت عنقه وعنق راكبه. ذكر ابن العربي أيضاً إن والد زهير كان شاعراً، وكذلك أخ أمه وأخته سلمى وأخته الخنساء وابناه وحفيده المضرب بن كعب.
قسم عمه باشاما عند موته ثروته بين أقربائه، لكنه لم يعط زهير شيئاً بالرغم من حبه له. قال زهير: "وماذا أيضاً، ألم تترك قسطاً لي". أجاب العجوز: " كلا، تركت لك أفضل ما عندي موهبتي في نظم الشعر". قال زهير: "هذه خاصتي منذ البداية". لكن العجوز رد: "ليس صحيح، يعلم العرب جيداً أنها جاءتك مني".
وقال عنه دبليو إى كلوستون في كتاب من تحريره عن الشعر العربي: تميز زهير بن أبي سلمى منذ نعومة أظفاره بنبوغه الشعري. كان المفضل عند عمه باشاما، الذي كان بنفسه شاعراً مشهوراً، لكن عندما أحس العجوز بدنو أجله قسم أملاكه بين أقاربه ولم يترك لزهير شيئاً. قال زهير: "وماذا أيضاً، ألم تترك قسطاً لي?" أجاب العجوز: "كلا، تركت لك أفضل ما عندي، موهبتي في نظم الشعر". قال زهير: "هذه خاصتي منذ البداية". لكن العجوز رد: "ليس صحيح, يعلم العرب جيداً أنها جاءتك مني".
[عدل] قصة المعلقة
نظمت معلقته لما آلت إليه حرب داحس والغبراء، وفي مديح الحارث بن عوف والحارم بن سنان، صانعي السلام. كما نظم زهير عديداً من القصائد في مدح حارم بن سنان، الذي لم يقم على تلبية كل طلبات الشاعر فقط، بل كان يمنحه لقاء قصيدة مديح إما جارية أو حصان. شعر زهير بالخجل لهذه المكرمة حتى أنه كان يقول عندما يدخل على قوم فيهم حارم " السلام عليكم جميعاً باستثناء حارم، رغم أنه أفضلكم".
قرأ أحد أبناء حارم قصيدة مديح في عائلته للخليفة عمر الذي قال إن زهير مدحكم مدحاً جميلاً. فرد الابن موافقاً وقال لكننا أجزلنا له العطاء. قال عمر "ما منح يفنى مع الزمن، لكن مديحه خالد". لم يكن عمر من المعجبين بالشعر، لكنه مدح زهير لأنه مدح في شعره من يستحق المديح مثل حارم بن سلمى.
كانت أم أوفى التي ذكرها في مطلع المعلقة زوجة زهير الأولى التي طلقها بسبب غيرتها وندم لاحقاً على فعلته. مات كل الأبناء التي أنجبتهم صغار السن. أنجبت زوجته الثانية ولدين: كعب من نظم قصيدة البردة الشهيرة والمعروفة في الشرق بمطلع " بانت سعاد ?" وألقاها في حضرة الرسول (630 ميلادية ) عندما عقد صلحاً معه ودخل الإسلام، والابن الثاني بوجير وكان من أوائل من دخل الإسلام.
ورد في كتاب الأغاني أن الرسول قابل زهير وهو في سن المئة وقال: " اللهم أعذني من شيطانه ". ويقال إنه توفي قبل أن يغادر الرسول البيت. في رواية أخرى أن زهير تنبأ بقدوم الرسول وذكر ذلك لابنيه كعب وبجير، ونصحهم بالاستماع إلى كلام الرسول عند قدومه، وهذا يعني أنه توفي قبل ظهور الرسالة.
[عدل] من أهم قصائده
سعا ساعيا غيض ابن مرة بعدمــاتبزل ما بين العشيرة بالــدمفأقسمت بالبيت الذي طاف حولــهرجال بنوه من قريش وجرهــميمينا لنعم السيدان وجدتمــــــاعلى كل حال من سحيل ومبـرمتداركتما عبسا وذبيان بعدمــــاتفانوا ودقوا بينهم عطر منشموقد قلتما ان ندرك السلم واسعابمال ومعروف من القول نسلـمفأصبحتما منها على خير موطــــنبعيدين فيها عن عقوق ومـأثمعَظِيمَيْـنِ فِي عُلْيَا مَعَدٍّ هُدِيْتُمَـاوَمَنْ يَسْتَبِحْ كَنْزاً مِنَ المَجْدِ يَعْظُـمِ
اضغطي : https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B2%…84%D9%85%D9%89
٢١ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٠٧بقلم عبد القادر ياسين
هو عبد الكريم الكرمى، ابن الشيخ سعيد، ولد فى بلدة طولكرم، سنة 1909، ومات فى الولايات المتحدة، فى 11/ 10/ 1980، بعد أن كان عانى من سيولة فى الدم، بعد عملية جراحية أجريت له فى موسكو فجأة، وعجز الأطباء هناك عن وقف سيولة دمه من التدفق، فواصل ابنه سعيد من الولايات المتحدة، حيث كان يعمل طبيباً وأخذه معه إلى هناك، لكن الأطباء الأمريكيين عجزوا، أيضا عن وقف النزف، فكان ما كان.
تنقل شاعرنا مع والده من طولكرم، إلى دمشق، فالسلط، وبالعكس ونال البكالوريا (الثانوية العامة) من دار المعلمين بدمشق، سنة1927.
كما خرج إبراهيم طوقان عن الخط السياسى لعائلته، خرج أبو سلمى عن خط والده، المعارض لقيادة الحركة الوطنية، وإن اتجه أبو سلمى يساراً. وانضم الشاعر السورى، جلال زريق، إلى الشاعرين، لتعرف الكوكبة باسم "الفرسان الثلاثة"، منذ 1957، حين كانت الحركة الوطنية الفلسطينية أسيرة الركود.
حين خرج الشيخ عز الدين القسام ورفاقه إلى أحراش يعبد، سراً (15/ 11/ 1935) لمقاتلة الإنجليز، ودون أن يسمع أبو سلمى بهذا الخروج، أنشد شاعرنا:
حرية الإنسان بالدم
تشترى لا بالوعود
طرق الحياة مزينات
بالظبى لا بالورود
إيه فلسطين اقحمى
لجج اللهيب ولا تحيدى
لا تصهر الأغلال غير
جهنم الهول الشديد
يا من يعزون الحمى
ثوروا على الظلم المبيد
بل حرروه من الملوك
وحرروه من العبيد
لم يغير شاعرنا موقفه من الأنظمة العربية، ولم يعلق أملاً على الجامعة العربية عند تأسيسها (1945):
لنا دول، ليتها لم تكن مطا
يا وأذناب مستعمرين
وجامعة لم تزل دمية
يخف إليها الرجيم اللعين
يسافر زريق إلى سوريا، ويخطف الموت طوقان، فيقف أبو سلمى فى الميدان وحيداً، وإن وافاه الشاعر الملهم عبد الرحيم محمود. فيخاطب الكرمى شعبه:
أنت الذى تهدى السبيل
من اليمين إلى اليسار
فحرر معيرك أنت لا
من يبصمون على القرار
انتدابان يحرفان فلسطين
وأربت عليهما الأحزاب
مزقوا قلبها وهدوا قواها
ويقولون فى البلاد شباب
يتنادون فى الظلام ويعمون
إذا أشرق السنى الخلاب
تنفجر صورة 1936 الوطنية الفلسطينية، فى 20/ 4/ 1936، فينبرى أبو سلمى منشداً:
أيها الثائرون فى جبل النار
سلاماً يا زينة الأبطال
لكم الله يا حماة فلسطين
زحمتم مصارع الآجال
تحملون الأرواح فوق أكف
وتبيعونها ولكن غوالى
….
إنما الحق من بنادقكم يسطع
والعدل من وراء العوالى
بعد أطول إضراب سياسى فى تاريخ البشرية، أمتد فى فلسطين، أنشد
دكت عروش زينوها بالسلاسل والقيود
ويبدأ الكرمى بعبد العزيز:
إنى لأرسلها مجلجلة
إلى هلك السعودى
أستار "مكة" كيف تسدلها على الخصم اللدود
….
تلهو بصيدك لا أبا لك
فى السهول وفى النجود
ينتقل أبو سلمى إلى الأمير عبد الله:
و"أبو طلال" فى ربى
عمان يحلم بالحدود
أقعد فلست أخا العلى
والمجد وانعم بالقعود
المجد أن يحمى الرصاص
على المدى حمر البنود
واحكم على الشطرنج ليس
على الفيالق والجنود.
شكرا على الجهود ولك التوفيق
مِـنْ " فـلـسـطـيـن " ريشتي وَبَياني فعَلى الخُلْدِ والهوىَ iiيَدْرُجانِ
مِنْ " فلسطين " ريشتي ، وَمِنَ " الرَّملةِ " و " اللِدّ " صُغتُ حُمْرَ الأَغاني
مِـنْ شـذا بـرتـقـال " يـافا" قوافيها ومن سهل "طولكرم" iiالمعاني
أَحـرفـي مـن قـطـاع "غـزة" والشاطيءِ تمشي مصبوغة الأردان
يـوم غـابـت نـابـلـس مـخضلَّةَ العينين ، لم تغتمض لنا iiعينان
مـن " فـلـسطين" ريشتي ، وجناحاها إلى عالم الجوى ، iiالضفـتان
ومـن "الأُردن" الـحـبـيـب أُروّيـهـا لـتـندى ، شجيّة iiالألحان
ومـن الـضـفـة الـحـزينة ، لا أنشر إلاَّ – فوق الدُّنى – iiأشجاني
* * ii*
ريـشـتـي فـي يدي ، ومن جبل النار لظاها ، فالحرف أحمرُ قاني
ريـشـتـي فـي مـدادهـا الدَّمُ والدَّمعُ ، وراءَ السُّطور ، iiيمتزجان
ريـشـتـي فـي حـفـيـفها جهشةُ الأقصى على أهلهِ ونوحُ iiالأذان
" ديـر يـاسـيـن " فـي الشَّباةِ مع " القسطل " خلف السّواد iiيعتنقان
ريـشـتـي فـي يدي أخوضُ عُبابَ الهول،طلق الجناح،ثبت الجنان
تـرتـمـي حـولـهـا الأعاصير أشلاءَ ، إذا ما جرت وراءَ iiبناني
ريـشـتـي فـي يـدي ، تسير أمام الشعب في زحفها على الطغُّيان
ريـشـتـي فـي يـدي ، تشقُ الدُّروب البكرَ ، تحمي حرية iiالإنسان
* * ii*
أيـهـا الـحـامـلـون ألـويـة العار !… تخلوا عن حومة iiالميدان
سَـلّـمـوا الـشـعـب أمـره واستريحوا يا حماة الأصنام والأوثان
كُـلُّ جـيـش يـكونُ حرباً على الشعب ، ذليلٌ ، إذا الْتقى iiالجْمعان
عـاصـفٌ بـيـن أهـلـهِ ونـسـيـمٌ لـلمغيرين ، شأن كل iiجبان
يـومَ هَـبَّـتْ عـلـى حـدودكـم الـنَّـارُ ، جثوتم أمام كل iiدخان
يـأنـفُ الـتُـرب أن تـمـرّوا عـلـيـه وتصابُ الرمالُ iiبالغثيان
كُـلَّ يـوم تـجـددون الـشـعـارات ، فـراراً مـن أزمةِ iiالوجدان
بـعـد حـربِ الـتَّـحـريـر قد أصبح اليوم شعاراً ، إزالةُ iiالعدوان
* * ii*
وتــقـولـون دولـةٌ .. ونـراكـم دولاً ، كـلُّ دولـةٍ iiبـكـيـانِ
وتـقـولـون : وحـدةٌ .. ولـديـكـم كـلُّ جُـزءٍ مـجـزَّأٌ لِثمانِ
ثُـمَّ حـريـةً .. تـقـولـون لـلـنـاس ومـا فـيكمُ سوى iiسَجَّان
وتـقـولـون : نـحـنُ نَحكُمُ باسمْ الشعب … أستغفرُ العظيم iiالشَّان
أيـنَ تُـمـسُـون ؟! لو غدا كلُ شعبٍ حاكماً في البلاد ذا iiسُلطان!..
* * ii*
وتـحـلُّـون .. كـلّـمـا أقـبـلَ الـلَّيلُ .. خفايا أُموركم ، iiباللّجان
هـلْ تـداوون بـالـبـيـانـات جُرحاً أو يُزيل اجتماعكم ما iiنعاني
لـيـتَ شِـعـري !.. مـتى يُفجّرُ شعبي في "فلسطين" ثورة iiالبُركان
و "فـلـسـطـيـن" لـن تـضيعَ وأهلوها يخوضون هولَ كلّ عَوان
إنّ جـيـشَ الـشَّـعـب المُشرَّد أقوى من جيوشِ الحرير iiوالطَّيلسان
إنّ جـيـشـاً يُـرجى لتحرير شعبٍ غيرْ جيشِ الكرسي والصَّولجان
* * ii*
شـعـراءَ الـجـلـيـل والشاطيء الغربيّ ! .. أنتمُ طلائعُ الفُرسان
شِـعْـرُكُـمْ – مثلكم – خلوداً ويسري من "فلسطين " فيه نفحُ iiالجِنان
من "شفا عمرو" الجريحةِ و "البِروةِ" من "كوكب الهواء"ومـن "بيسا iiن"
زنـتـمُ الـلـيـل بـالـحـروف نـجوماً يا أحباي في أحب iiمكان
تـتـحـدّون بـالـقـوافـي الـمـدمـاةِ نضالاً ، عصابة iiالشيطان
طـلـعَ الـشـعـر فوق أرضكم الخضراء غرساً مخضَّب الأغصان
كـل شـعـر سـواهُ ، تـلـوي بـه الـريح ، ويطويه عالم النَّسيان
شـعـركـم وحـدهُ يُـعـمّـقُ في الأرض جذورَ الصُّمود iiوالعنفوان
شـعـركـم وحـدهُ المجلجل في السّاح ، رفيقُ السّلاحِ في iiالمَعْمعَان
* * ii*
أيـهـا الأهـل ! – في القطاع وفي الضفة ، لو تُنطق الدموعُ iiلساني
يـعـصـب الـجـمـرُ جـانـبيه ، وهل أبلغُ مما لم تَرْوِهِ iiالشفتان
تـلـك أكـبـادُنـا الـمُـمـزقـة ، الحرَّى ، على كلّ شفرةٍ iiوسِنانِ
* * ii*
أيـهـا الـثـائـرون فـي جـبـل الـنار !.. وُقيتم غوائل iiالحدثان
دمُـكُـمْ وحـده يُـروي الـبـطـولات .. وتـغلون تُربةَ iiالأوطان
عـنـدمـا تـخـطـرون .. تزدهرُ الأرضُ وتُهدي غلائل iiالريحان
نـحـنُ أسـرى .. وأَنـتمُ أنتمُ الأحرارُ .. خلفَ السُّجون iiوالقُضبان
الـفـدائـيُّ وحـدهُ الـنَّـاشـرُ الأمـجاد .. فوقَ المُروج iiوالغُدران
إنـهُ وحـدهُ الـمـعُـصّـبُ فـي الخُلّد .. إذا قيلَ فارسُ iiالمهرجان
* * ii*
أتُـراهـا الأيـام فـوق الـسفوح الخضر ، ترمي بنا وفوق iiالرّعان
نـتـلاقـى .. رفـاق دربٍ .. كـما كُنَّا ونمضي نجتاز عبرَ الزَّمان
لـنْ تُـضـيءَ الـدُّنـيا .. إذا لم يُطلَّ الفجرُ من أرضنا مع iiالنيران
عبد الكريم الكرمي (أبو سلمى)
ولد في طولكرم (فلسطين) عام، 1910 ..
تلقى تعليمه في طولكرم، ونزح إلى سورية عام، 1948 عمل في الإذاعة السورية وفي وزارة العدل. لُقب "زيتونة فلسطين" نال جائزة اللوتس للشعر عام 1978.
عضو جمعية الشعر.
مؤلفاته:
1- المشرد، شعر 1935.
2- أغنيات بلادي، شعر.
3- الثورة، مسرحية.
4- أغاني الأطفال، شعر.
5- كفاح عرب فلسطين، دراسة.
6- أحمد شاكر الكرمي، دراسة.
7- الأعمال الكاملة، بيروت 1978.
توفي عام 1980