تخطى إلى المحتوى

طلب : ملف انجاز عن التربية الوطنية الجزء الأول للصف الثامن 2024.

  • بواسطة

بسم الله الرحمن الرحيم …

الى كل اعضاء طلاب الصف الثامن …

انا عايزة ملف انجاز عن التربية الوطنية…

بس يكون للجزء الاول…

الى عنده يا ريت يحطه …

مع تحياتي… مروة

.] مرحبـآ السـآأآع ].ٍ

.[ اختـي الغاليـه .ٍ]

.[ ملف الانجـآز .[ يحتـآج .. للقدمـه .] واهدآفج الاساسيـه .]ٍ

.[ عنوآآن للموضوع .] ..

.[ التقرير .]

.[ البحث العلمـي .]

[ الخاتمه ].

.[ المراجع والمصادر ].

.[] .. وزيـآده عليـه [ اوراق العمل المخصصه لـج ].ٍ

.[ والسموحه اذا نسيت شي,,]

[. وهذآ اللي قدرت عليـه ].ٍ

.[ والسموحه .!.!

اختي انا بحاول احطلج البحوث والاوراق العمل << هذا ألى اقدر علية

الاوراق العمل
/
/
/
/
https://www.uae.ii5ii.com/showthread.php?t=45435

المجتمع

المجتمع مجموعة الناس التي تشكل النظام نصف المغلق والتي تشكل شبكة العلاقات بين الناس، المعنى العادي للمجتمع يشير إلى مجموعة من الناس تعيش سوية في شكل منظّم و ضمن جماعة منظمة . والمجتمعات أساس ترتكز عليه دراسة علوم الاجتماعيات . وهو مجموعة من الأفراد تعيش في موقع معين تتربط فيما بينها بعلاقات ثقافية واجتماعية ، يسعى كل واحد منهم لتحقيق المصالح والاحتياجات .

تقابل كلمة مجتمع في الإنكليزية كلمة society التي تحمل معاني التعايش السلمي بين الأفراد ، بين الفرد والاخرين .. والمهم في المجتمع ان أفراده يتشاركون هموما أو اهتمامات مشتركة تعمل على تطوير ثقافة ووعي مشترك يطبع المجتمع وأفراده بصفات مشتركة تشكل شخصية هذا المجتمع وهويته .

في العلوم الاجتماعية ، يميل العلمياء لاعتبار "المجتمع" نظاما شبه مغلق semi-closed تشكله مجموعة من الناس ، بحيث أن معظم التفاعلات و التأثيرات تأتي من أفراد من نفس المجموعة البشرية . و تذهب بعض العلوم أشواطا أبعد في التجريد حين تعتبر المجتمع مجموعة علاقات بين كيانات اجتماعية. تبرز في الإنكليزية كلمة اخرى قريبة في المفهوم هي الجماعة المشتركة community التي يعتبرها البعض التجمع أو الجماعة بدون العلاقات المتداخلة بين أفراد الجماعة ، فهو مصطلح يهتم بأن جماعة ما تشترك في الموطن و المأكل دون اهتمام بالعلاقات التي تربط بين أفراد الجماعة . بعض علماء الاجتماع مثل تونيز Ferdinand Tönnies يرى هنالك اختلافا عميقا بين الجماعة المشتركة و المجتمع و يعتبر أهم ما يميز المجتمع هو وجود بنية اجتماعية التي تتضمن عدة نواحي أهمها الحكم و السيطرة و التراتب الاجتماعي Social rank .

ﺇنّ المجتمع البشري عبارة عن منظومة معقّّدة غير متوازنة تتغيّر وتتطوّر باستمرار، حيث تدفع تعقيدات وتناقضات التطور الاجتماعي الباحثين إلی الاستنتاج المنطقي التالي: إنّ أي تبسيط أو تقليل أو تجاهل تعدّدية العوامل الاجتماعية يؤدي حتماً إلی تكاثر الأخطاء وعدم فهم العمليات المبحوثة. وقد استقرّ الرأي على أنّ اكتشاف القوانين العلمية العامة مستحيل في مجال دراسات التطوّر الاجتماعي مسيطراً سيطرةً شاملةً علی المجموعة الأكاديمية وخاصة بين اللذين يتخصّصون في الإنسانيّات ويواجهون بشكل مباشر في بحثهم كل تعقيدات وتركيبات العمليات الاجتماعية. فطريقة بحث المجتمع البشري كمنظومة بالغة التعقيد هي أن نعترف بمستويات مختلفة من التجريد ومقاييس الزمن. فالمهمة الأساسية للتحليل العلمي هي إيجاد القوی الرئيسية التي تؤثّر علی أنظمة معينة لاكتشاف القوانين العلمية المبدئية عن طريق التجرّد من التفاصيل وانحرافات القواعد. طبعاً المجتمع البشري عبارة عن منظومة بالغة التعقيد بالفعل. فهل يمكننا وصفها بقوانين علمية بسيطة؟ إنّ المنجزات الحديثة في مجال النمذجة الرياضية تمكّننا أن نجيب علی هذا السؤال جواباً إيجابياً محدّدأ – من الممكن وصف التطوّر الاجتماعي بواسطة ماكروقوانين دقيقة وبسيطة بشكل مقبول.

المصادر و المراجع :
1- معهد الامارات التعليمي www.uae.ii5ii.com
2- قوقل
3- وكبيديا الموسوعة الحرة

وهذآ عنً مآضي الإماراتَ

التراث الشعبي كما هو متعارف عليه هو كل ما خلفه الآباء والأجداد من إرث حضاري وتجارب انسانية يغوص في أعماق التاريخ منذ عصور وأزمنة قديمة..

والملاحظ ان تراث الإمارات يتميز بالتنوع والثراء من حيث نوعيته وخصوصية الانتاج في مختلف جوانبه الإبداعية والحياتية، ويزخر تراثنا بخاصية معينة فهو إرث انساني يعكس تجارب وفنون وإبداعات الأنماط السكانية الأربعة في الإمارات.. وهي الأنماط التي أدى تفاعلها في بيئة جغرافية مختلفة، الى تنوع الإرث الحضاري الذي خلفته عبر الأزمنة الماضية.

وفي هذه الصفحة التراثية، سوف نورد ملامح من تراث الإمارات وصوراً من إبداعات الماضي العريق، حيث سنبحر معكم في دهاليز الحياة القديمة مستكشفين، ومنقبين عن التاريخ الانساني الذي خلفه الأجداد، وان اختلفت الموضوعات في المعالجة التوثيقية إلا انها سوف ترسخ لوعي أصيل بتراث الإمارات، وهذا ما نأمله ونطمح اليه في تخصيص صفحة من تراثنا نتكلم فيها عن الماضي بروح الحاضر وبعين المستقبل الآتي.

هناك الكثير من التداعيات الفكرية والسياسية والثقافية التي تتبادر الى ذهن السامع عندما يطرح موضوع التراث الشعبي في مختلف المناسبات وعند بعض الشخصيات المهمة، ولدى الدارسين وعلماء التراث، فالتراث الشعبي كما يحلو للبعض يمثل الاصالة والمنبع والجذور، وقد يستقل التراث احياناً في التعبير عن بعض المضامين السياسية والأهداف غير المعلنة، وعند بعض الناس لا يعتبر التراث الشعبي ذا أهمية بل ينعتونه بالتخلف والرجعية، ومن يطالب بإحيائه يوصم بهذه الصفات، ولذا يطالبون بتركه وعدم اعطائه أولوية في الحياة العصرية. تلك هي التناقضات التي تطرح أمامنا عند تناول موضوعات التراث الشعبي، أما المعنيون بدراسة التراث الشعبي فيحاولون من خلال دراستهم له فهم “ديناميات” الثقافة الشعبية في تأسيس حياتنا على دعائم قوية ومكينة. لهذه الأسباب يجب ان نسخر جهودنا للتعرف الى الثقافة الشعبية التي خلفها الأولون، ودراسة الأنماط التراثية المختلفة باعتبارها المنبع الأساسي للثقافة المحلية.

وللتراث الشعبي الكثير من المصطلحات المتداولة، فهو يسمى (علم الفولكلور) أو يطلق عليه (الموروث الشعبي) ولكن الشائع تسميته بالتراث الشعبي. وهو كل ما ورثناه عن الآباء والأجداد من تراث مادي ومعنوي.

وقد يطلق عليه (فولكلور) وهي كلمة تتكون من مقطعين Folk وتعني الناس وLORE اي المعرفة او الحكمة.

أما في لسان العرب، قال ابن منظور في تعريفه للتراث: (هو ما يخلفه الرجل لورثته)، أما تومز فقد عرف التراث بأنه الثقافة الشعبية أو المأثورات الروحية. وأستاذ التراث الشعبي في مصر الدكتور محمد الجوهري قال: “ان علم الفولكلور، انما هو علم ثقافي يختص بقطاع معين من الثقافة”، وعرفه بأنه “الثقافة التقليدية الشعبية”.

ومهما اختلفت التعريفات او تباينت، فإن التراث هو كل ما خلفه الآباء والأجداد من موروثات.

والثقافة الشعبية هي رديفة الثقافة العامية وخلاصة حياة متوارثة ومعرفة وتجارب وتفاعل عبر الزمان والمكان، وهي تعني المعرفة لدى الناس. والتراث هو بمثابة الحياة بجميع منابعها وألوانها، في حين الثقافة الشعبية هي حصيلة هذه الحياة ومفهومها وأبعادها الحضارية والانسانية.

ويشتمل التراث الشعبي على عدد من الفروع، ومن أهم مجالاته أو فروعه: (الأدب الشعبي، الموسيقا والرقص الشعبي، العادات والتقاليد والمعارف الشعبية، الثقافة المادية، الفنون، والحرف الشعبية).

ويمكن ان يقسم التراث الى اربعة أقسام هي: المعتقدات والمعارف الشعبية، والعادات والتقاليد الشعبية، والأدب الشعبي والفنون الشعبية والثقافية والمادية.

ولكل فرع من هذه الفروع الكثير من الصور التي تنضوي تحتها. وفي الإمارات يتميز التراث كما هو في الخليج العربي بالوفرة والتنوع، وهو المرآة العاكسة لوحدة المنطقة تاريخياً وحضارياً، فاللون المحلي للفنون والابداع الشعبي هو نفسه في منطقة الخليج العربي، حتى لو اختلفت المفردات وبعض المعاني، إلا أن الجذور التاريخية وإرهاصات النشأة تعبر عن انسجام وتداخل كبير.

وقد يرجع سبب ذلك الى وحدة التجربة الانسانية والتكوين النفسي للشخصية الخليجية، الى جانب الترابط بين الوحدة الجغرافية والمنبع اللغوي والاصالة الحضارية الواحدة. وللبيئة دور مهم في حياة الناس، اذ تلعب دورا لا يستهان به في تأسيس التجمعات واعطائها صفات معينة، فمثلاً اللهجات الخليجية تعتبر نموذجاً خاصاً من حيث نشأتها وتطورها ومفرداتها، ولحنها الصوتي، اذ ان اللهجة الخليجية معروفة بلحنها اللفظي ونطقها اللغوي المميز، وكذلك بالنسبة للصفات الشخصية العامة لدى سكان المنطقة تكاد تكون واحدة من حيث التفكير والمشاعر وبنية المواطن الخليجي ووحيه النفسي.

التراث الشعبي ابن البيئة وابن المجتمع، وقد ظهر من خلال الاحتكاك المباشر بين الافراد والبيئة المحيطة. ولولا التفاعل بين الانسان ومحيطه المكاني، لما ظهرت الفنون وتنوعت واختلفت التجارب وتشابكت الصور والمظاهر الحياتية لدى الجماعات.

إبداعات شعبية

التراث الشعبي في الإمارات غني ومتنوع ومتعدد لدرجة لا يستطيع الدارس المرور عليه مرور الكرام، بل على الدارسين ان يقوموا بإزالة الغموض عن الكثير من الابداعات المحلية بكشف فنونها وملامحها الجمالية، وكيف نشأت وتطورت واستخدمت، ومارسها الناس في العصور والأزمنة السابقة.

وإذا كان بعض الدارسين ينعت التراث بالماضوية أو التقليدية بالمفهوم التهكمي الفج، فإن في ذلك ظلماً كبيراً ومجافاة للحقيقة، وقفزاً عليها، وعدم معرفة وإلمام بمنابع وصور تراثنا وحياة آبائنا، فالتراث الشعبي عند العرب، وفي منطقة الخليج العربي هو تراث انساني يتميز بصفة الابداع والديموية، لذا المحافظة على التراث في حد ذاته تحرير تراكمات حضارية ضخمة من الضياع والنسيان، وتحويلها من الهامشية، ومن النظرة الساذجة الى علم قائم بذاته، وحصيلة مهمة ينبغي عدم التفريط فيه مهما تغيرت الظروف واذا استهنا بالتراث الشعبي، وحكمنا على تلك الحياة الشعبية بالفناء، فإننا نوقع انفسنا في دائرة مغلقة نتيجة لتجاهلنا للموروث الشعبي.

ولو نظرنا بعين يقظة الى كل ما خلفه الاجداد سنجد انه عبارة عن تجارب حياتية، وألوان مختلفة من الابداع المرتبط بالممارسات اليومية والفنون التي لا ينبغي التفريط فيها، واذا ما سمحنا لأنفسنا التفريط بالتراث، فسوف لن نستطيع تعريف الآخرين بهويتنا وكياننا ووجودنا واصالتنا.

وهكذا نصل الى سؤال مهم يتبادر الى الذهن ويراود اساتذة التراث ومرتاديه، هو: لماذا التراث الشعبي؟ ولكي نجيب عن هذا السؤال لا بد من الاقتناع بما للتراث من أهمية في حياتنا، اذ ان الماضي بالنسبة لنا تراث، وبالتالي هل ينبغي ان نحافظ عليه ام نتركه ونجري وراء مصالحنا وحياتنا العصرية؟ وهل من الممكن ان ننساه وننسى تاريخاً حضارياً حافلاً بالابداع والانتاج والعمل؟ ولو أهملنا الماضي، فإننا سوف نتسبب في محو حياة شعبية حافلة، وعندها سنكون هامشيين ومجرد كيان بشري لا اساس له، ولا منبع، فالاصول في تعريف الكيان هي الجذور، ومن لا ماضي له فسوف يعيش معلقاً في مهب الريح. ولكن الحضارات الانسانية والتطورات العصرية والاكتشافات الهائلة في المجالات المختلفة يجب ألا تفصلنا عن زمن الغوص والسفر وزمن الوبر والجمل وزمن (اليازرة) والفنون والحرف القديمة. يجب الا ننفصل عن تلك الحواضر التي تراكمت عبر العصور والأزمنة، وعلى هذا الاساس يقفز الى الذهن التفكير في التراث والثقافة الشعبية، ومدى فائدة توظيفها في هذا العصر، فإذا كان زمن الغوص ولى، فإن أدبيات وارهاصات ذلك الزمان تساعدنا على بناء مجتمع قادر على النهوض، مسترشداً بتجارب واجتهادات الأولين، ومستلهماً من الثقافة القديمة الصور والنماذج الابداعية الجميلة.

الثقافة الشعبية

إن المجتمع في الإمارات والخليج العربي من المجتمعات المتحضرة التي استطاعت ان تنطلق في رحاب التطوير في جميع الميادين التعليمية والاقتصادية والتجارية والصناعية، واصبح الناس يقيمون في مدن ويركبون السيارات والطائرات ويشاهدون التلفزيون ويستمتعون بالسينما والقنوات الفضائية ويستخدمون الانترنت ومختلف الوسائل التكنولوجية الحديثة التي قضت على المظاهر التقليدية التي كانت سائدة في الماضي. ومارست أجهزة الدولة الحديثة دوراً مهماً في بناء مجتمع حديث، لكن مع ذلك صححت الدول من اندفاعها نحو التطور، في المحافظة على اصالة المجتمع بإحياء الموروث الشعبي، وتعويد الناس على المحافظة على الفنون والعادات وبعض الحرف والمهارات الشعبية القديمة وقد اخذ ذلك اشكالاً وصوراً متنوعة.

إذا كان لا بد من التنبيه ونحن نتحدث عن التراث الشعبي والثقافة التقليدية، فمن الضروري الاشارة الى المزاوجة بين المجتمع الحديث المتطور وبين الحياة الشعبية التي خلفها الاجداد، والمقصود بالمزاوجة هنا عدم الانفصال بين الاثنين في النواحي الحياتية والتجارب الموروثة التي لا بد ان تحصر جيداً وتحلل وتقدم في ثوب جديد مع المحافظة على الصورة الابداعية أو الفكرة. وهذا هو المقصود بالثقافة الشعبية.. فهي خلاصة الحياة الشعبية. وقبل ان نتعرض الى الاساليب التي اتبعتها دولة الإمارات في محاولتها لحماية واحياء التراث الشعبي فإنه لا بد من تعريف ما هي الثقافة الشعبية المطلوب استمرارها والتي انتقلت من الأجداد الى الاحفاد واصبحت اليوم تقدم على انها خلاصة الكثير من التجارب والممارسات الحياتية، وهنا يتطلب منا الكثير من البذل للحفاظ على الموروث عن طريق مؤسسات تدعمها الدولة وتحافظ عليها وتضمن تقديمها وعرضها بالطريقة الجميلة غير المشوهة أو المحرفة. والثقافة الشعبية هي كل ما خلفته الحياة الشعبية من ملامح ابداعية وفكرية متداولة وما زال الناس متمسكين بها الى الآن. فهي لا تموت بل تظل في نوازعنا وأفكارنا وتوجهنا، واذا ما نظرنا الى تصرفات جماعة معينة تجاه موقف معين، فسوف نقول فوراً: هذا من طيب معدنهم أو من أصالتهم، اي من تمسكهم بالاصالة والقيم الأخلاقية التي ورثوها عن الأجداد. والحياة الشعبية هي السمة الخاصة للشعب او الأمة، واذا كانت هناك حياة رسمية تخاطبية حديثة، فإن الحياة الشعبية هي المحور الفكري الذي يربط بين الشعوب أو الجماعات، فاليابان بمجتمعاتها الصناعية وتطورها التكنولوجي ما زال أفراد الشعب الياباني يحافظون على فنونهم وعاداتهم وصورهم الشعبية التي تبرز في المناسبات، وفي الحياة اليومية لليابانيين الذين يقولون دائماً ان الصناعة اليابانية وليدة الحضارة اليابانية القديمة، اي سليلة تراكمات حضارية، وهذا ما نريد ان نصل اليه في تعريف الثقافة الشعبية.

وهنا يجب ان نميز بين الحياة الشعبية وبين الثقافة الشعبية، فالحياة الشعبية هي كل ما يوجد من مقومات انسانية أفرزتها التجارب عبر الزمن وظهرت في حياة الشعب ومارسها الافراد، أما الثقافة الشعبية فهي خلاصة الفكر الشعبي للجماعات التي تعيش في مكان ما.. وينتج عن احتكاكها مع بعضها بعضا لون معين من الابداع. ولا يمكن ان نفهم الثقافة الشعبية لدى مجتمع وبلد معين الا اذا درسنا الحياة الشعبية دراسة وافية وتعمقنا في تفسير ملامحها الانسانية وحضارتها القديمة.

ولكن كيف نستطيع ان نعيد احياء الثقافة الشعبية في مجتمعاتنا الحديثة؟ هذا سؤال يطرح نفسه دائماً أمامنا من دون ان نعطيه اهمية، مفضلين ان نمارس التراث الشعبي كما هو ظاهر للعيان، وتؤديه الفرق والجمعيات.

لا بد من دراسة مستفيضة لجميع المظاهر التراثية الشعبية وعدم تركها للأهواء أو الاكتفاء بالتسجيل فقط من دون التحليل واستخلاص النتائج والوصول الى الأفكار والآراء.

وقد اهتم كل من هامرشتيت وأريكسون بشرح مضمون الحياة والثقافة الشعبية. اذ يرى هامرشتيت ان دراسة الحياة الشعبية في البلد نفسه وهي متسقة مع الاخيرة ومعتمدة عليها، وتمثل دراسة الحياة الشعبية في حد ذاتها المجهود العلمي لدراسة الفكر الانساني ورسم صورة للمراحل التي مر بها. أما اريكسون فقد قال: تستهدف دراسة الحياة الشعبية الوصول الى فهم ومعرفة بالانسان اكثر عمقاً، فهي دراسة الإنسان ككائن ثقافي. وهنا يجب اعتبار دراسة الحياة الشعبية في جوهرها فرعاً من الانثروبولوجيا العامة أو الاثنولوجيا، ورأى اريكسون ان دراسة الحياة الشعبية تتناول كموضوع لها الدراسة الثقافية المقارنة على اساس اقليمي.

وإذا كانت الثقافة بمفهومها العام سواء كانت الأنثروبولوجيا الثقافية أو الثقافة المادية والاجتماعية والروحية بجميع مظاهرها تتشكل من خلال الحياة الشعبية الواحدة، فإن معرفة الثقافة الشعبية والإلمام بها يساعدنا على تحديد اطار النشأة والتكوين للمجتمع المحلي.

ولكي نستعرض انماط أو أنواع الثقافة الشعبية التي ما زالت باقية في الإمارات، فإنه لا بد من الاشارة الى المجالات التراثية التي ساعدت على استمرار ثقافة شعبية معينة أو موت ثقافة اخرى واندثار ثالثة أو اختفائها. فمثلاً تأسست في دولة الإمارات نحو ثلاثين جمعية للفنون الشعبية، وهي جمعيات ذات نفع عام تهدف الى احياء فنون الرقص الشعبي وتقديمه في الاحتفالات والمناسبات والمحافظة على الموروث الشعبي باتباع الاساليب والطرق المختلفة، مثل اقامة المعارض وانتاج الافلام السينمائية ومزاولة النشاط التراثي وإقامة المسابقات التراثية والمهرجانات والاستعراضات الفنية وغيرها من الانشطة التي تمارسها جمعيات الفنون الشعبية في الإمارات.

وهذه الجمعيات تتلقى دعماً سنوياً من وزارة الإعلام والثقافة ولها نظام اساسي ومجلس ادارة منتخب من قبل اعضائها.. اذا هي جمعيات شبه رسمية، وقد استطاعت جمعيات الفنون الشعبية احياء بعض الرقصات الشعبية مثل (العيالة والعرضة والليوه أو المكوارة والرزيف والهاهلة والمالد واليامال..) وأحيت مسابقة التجديف ومسابقة السفن الشراعية الى جانب دورها في احياء الحفلات التي تقام اثناء المناسبات الرسمية والاعياد أو بإحياء حفلات الاعراس الشخصية.

ونستطيع ان نقول إن 30% من الرقصات الشعبية اصبحت الآن تزاول في مناسبات عدة، والكثير منها اندثر بسبب قلة الاهتمام وعدم الرعاية والحرص على انتشالها من النسيان.. وبذلك فإن ما يمارس من فنون ورقص شعبي ظل ماثلاً للعيان تؤديه الفرق التي تتكون من (الشواب) كبار السن الذين ما زال بعضهم يزاول هذه الرقصات من خلال انتمائه للجمعيات، وقد دخل بعض الشباب الهواة ضمن الفرق الشعبية وانخرط بعضهم في الرقصات، لكن الخوف من ان يأتي اليوم الذي لا نجد فيه احداً يحيي رقصة العيالة أو الليوه، ما يثير مخاوفنا ويجعلنا نطالب الجهات الرسمية بضرورة فتح المجال امام طلاب المدارس لتعليم الرقص الشعبي والفنون المختلفة، وجعل ذلك ضمن حصص النشاط، فالفن كما هو معلوم لم يولد من دون مبرر، انما ولد لأن حاجة ماسة فرضت وجوده وساعدت على ظهوره وتشكيله عبر الزمان. واستمرار هذه الفنون التي تؤديها الفرق الشعبية من خلال الجمعيات التي اسستها الدولة ساعدت كثيراً على الحفاظ على الفن الشعبي الاصيل. او ترسيخ نوع من الثقافة الشعبية المرتبطة بهذا الفن.. فالرقص الشعبي يحتوي على لحن جميل وايقاعات وكلمات وأداء رائع يجسده اعضاء الفرقة.. واذا كان الراقصون الماهرون يؤدون ذلك للناس، فإنهم يساعدون على نشر ثقافة شعبية هي ثقافة الفن وما يرتبط به من اداء وايقاعات تجذب النفس وتعطي المشاهد قيمة فنية عن الحياة وألوانها وأصالتها وغير ذلك من الابداع الشعبي.ا

ن فن الرقص من أنواع الثقافات التي حفظتها لنا الجمعيات الشعبية التي تأسست منذ السبعينات وقبل ذلك كانت جماعات أو فرق الرقصات في الاحياء أو (الفرجان) تؤديها من دون تنظيم مؤسسي كما هو موجود الآن.

والى جانب الرقص الشعبي هناك عدد من الفنون والأنماط التراثية التي ما زال مفهومها التراثي متجدداً في التفكير المحلي لدى الاسر وافراد الشعب. ومن هذه الانماط على سبيل المثال ما زال الناس يحافظون على عادات تناول الطعام في المنزل وحول السفرة الخليجية المعروفة حيث الاطعمة المتنوعة كالارز (العيش) بأنواعه المكبوس باللحم والدجاج أو المكبوس بالسمك الذي يعرف ب (المودم) والسمك المشوي في التنور وغير ذلك من الأكلات الشعبية المشهورة وظلت ثقافة وأدبيات الطعام في المنازل ولدى الاسر الخليجية تحافظ على اصولها ومنبعها من حيث ترتيب الاطعمة ومواعيد تناول وجبة الغداء بعد أذان الظهر وتقديم طعام العشاء بعد صلاة العشاء وأحياناً بعد المغرب لدى الاسر المحافظة.

وكذلك بالنسبة للتفكير بالغيبيات وإقامة الحفلات مثل (الحق الله) وهي عادة شعبية درج عليها الناس في الإمارات حيث توزع الاسر الحلويات والأكلات على الصغار في ليلة النصف من شعبان واحتفالات الحق الله ما زالت الى الآن مستمرة مما يدل على تمسك الأهالي بهذه العادة على الرغم من الآراء التي تحاول الاشارة الى انها بدعة يجب الاقلاع عنها. اذاً الثقافة الشعبية خاصة منها الذي يتناسب مع هذا العصر ولا ينافي متطلبات الحياة الحديثة ما زال متداولا بين الناس.

بيئات وأنماط وأشكال ثقافية

في الإمارات اربع بيئات وأربعة انماط سكانية مع وجود أربعة اشكال ثقافية، هي الثقافة الحضرية الشعبية والثقافة الجبلية الشعبية والثقافة الريفية الشعبية والثقافة البدوية الشعبية. ولكل شكل خصوصية معينة ولكن تجتمع تلك الاشكال في صفات عامة تشترك فيها وتكون السمة العامة للهوية التراثية، فمثلاً: المفردات اللفظية للهجة المستخدمة بين افراد جماعات الشحوح الجبلية تعبر عن ثقافة خاصة ظهرت بين افراد تلك الجماعات وأسست تلك اللهجة واللحن الصوتي المميز والنغم اللفظي المبني على ترابط اجتماعي وفكري ولغوي خاص، ومن الممكن دراسة الالفاظ العامية لهذه الجماعة وتمييز مفردات لهجتها وتحليل كل مفردة للوصول الى نوع من الثقافة الشعبية التي ربطت بين هذه الجماعة.

وبالمقابل اذا اخذنا البدو ولهجتهم المشهورة وكلماتهم الجميلة المتناغمة وصوتهم العذب الذي ينسجم مع سحر الصحراء وطبيعتها، فإننا سوف نتعرف الى مضمون لغوي نشأ في تلك البيئة وعبرت فيه الثقافة الشعبية المحلية عن هؤلاء الجماعة والملابس ايضاً أو الزي الوطني ثقافة شعبية فالكندورة الرجالية التي نرتديها والغترة والعقال ونوع الكندورة وطريقة تطريزها سواء كانت عربية أي بدوية المشهورة في الإمارات أو كندورة كويتية أو زياً سعودياً أو قطرياً أو بحرينياً أو زياً عمانياً كلها ترمز لجماعة معينة. فلكل شعب ملابس وطرازات وطنية تتوفر فيها خصائص تميزها عن غيرها، فمثلاً بمجرد ان نشاهد شخصاً ما قادماً نحونا ونظرنا الى ثوبه سنقول هذا قطري أو كويتي او اماراتي أو سعودي، وتلك هي الثقافة الخاصة التي ميزت كل جماعة أو شعب من الشعوب.

إذاً الثقافة الشعبية بطبيعتها تنتقل عبر الأجيال ولا تزول، الا اذا حدث اختلال في التركيبة السكانية او تنكر الاهالي للتراث القديم وضيعوه، فالتراث الشعبي هو المنبع الاساسي للثقافة الشعبية التي يجب الا نسمح بفقدانها من حياتنا بكل سهولة. فمثلاً الأكلات الشعبية المعروفة “الجباب” و”الخمير” و”الهريس” و”الرقاق” و”المكبوس” هي أكلات معروفة لدى شعب الإمارات وهي ما زالت تعمر بها موائدنا، وبالتالي كل هذه الأكلات تعبر عن ثقافة خاصة ما زال شعب الإمارات متمسكا بها حتى هذا اليوم. وسوف تستمر مثل الشوكة الصينية التي تعكس ثقافة الشعب الصيني، لذا ما زال الصينيون يحافظون عليها في حياتهم الشعبية.

ويجب ان ندرك مدى العلاقة بين الأشكال الثقافة المتبادلة داخل المجتمع الواحد، ففي دولة الإمارات علاقة متبادلة بين اشكال الثقافة الحضرية والثقافة الشعبية التقليدية.

وإذا كانت الثقافة العصرية تعبر عن روح المجتمع الحديث وهي السائدة اليوم، فإن الثقافة الشعبية التقليدية ما زالت تغذي في حدود معينة الثقافات الجديدة المستورد منها أو المنقول او المستخدم في وقتنا الحالي، وعلى ضوئه من الممكن ملاحظة كيف يتم تطريز ملابس النساء التقليدية بالتقنية الحديثة والأيادي الماهرة الموجودة. وهذا نستطيع ملاحظته في الثوب الذي ترتديه بنت الإمارات وفي الخمار الذي دخل حديثاً عوضاً عن البرقع القديم الذي كانت المرأة تزين به وجهها.

وهناك ايضاً بعض العطورات القديمة مثل “الدخون” و”العود” و”دهن العود” و”المخمرية” ما زالت باقية الى اليوم وتستخدم بطريقة تقليدية مع ان صناعتها خضعت لأياد اجنبية حولتها الى سلعة متداولة تباع في ارقى محلات العطور وبأغلى الأسعار.

الثقافة الشعبية أو روح هذه الثقافة التقليدية على الاقل ما زالت تراودنا جميعاً، ففي الخليج العربي وبحكم النقلة الاقتصادية والتحولات الكبيرة في مختلف أوجه الحياة اصبحت مجتمعاتنا من أكثر المجتمعات تغيرا، خاصة مع وجود الجاليات الأجنبية الوافدة وتأثيرها الخطر في التركيبة السكانية، وما تمارسه من سلوكيات الى جانب حرصها على ابراز عاداتها وتقاليدها الخاصة ما أثر في الحياة الشعبية السائدة. وبقي ان نوضح ان هناك تبادلاً بين الثقافتين القديمة ذات المنبع الاصيل والثقافة الحديثة وهذا التبادل يوضح طبيعة العلاقة بينهما، اذ يقول رشدي صالح في تحليله لهذا الموضوع: “تقع المأثورات الشعبية بين دائرتين مؤثرتين، هما دائرة تعميم القيم الفنية والثقافية الحديثة، ودائرة تعميم تطوير او (…) إعادة تشكيل القيم التي تحملها المأثورات الشعبية الاصيلة).

وهنا يقول دورسون: “إن اتجاه الثقافة الجماهيرية قد نجح في اثارة بعض القضايا المهمة وطرح بعض التساؤلات حول عناصر التراث الشعبي في المجتمع الحضري الصناعي المعاصر”. اذ ان الثقافة الجديدة للمجتمع الصناعي تحتاج الى معرفة بالمأثورات الشعبية وتطويعها في مجالات مختلفة حتى تصبح مزيجاً بين الاصالة والمعاصرة. ولا بد في اطار الحديث عن تلك العلاقة بين الثقافتين ان تندمج ايضاً اصول الثقافات القديمة التي أفرزتها أنماط السكان الاربعة في مجتمع الإمارات، وهذا التمازج يمكن ان يحدث اذا استطعنا التعامل مع الموروث باعتباره قيماً حياتية لا غنى عنها في حياتنا، وبالتالي يجب عصرنتها حتى تصبح قادرة على الثبات في وجه تيارات التغريب، والخلل في التركيبة السكانية، وعندها نستطيع المحافظة على الهوية الوطنية والثقافية للمجتمع المحلي اذا درسنا حاجاتنا بدقة من دون تأفف من الماضي.
محمد احمه
22-03-2009, 08:50 PM

هادا أحلى تقرير لأحلى بنوتة

التراث الشعبي كما هو متعارف عليه هو كل ما خلفه الآباء والأجداد من إرث حضاري وتجارب انسانية يغوص في أعماق التاريخ منذ عصور وأزمنة قديمة..

والملاحظ ان تراث الإمارات يتميز بالتنوع والثراء من حيث نوعيته وخصوصية الانتاج في مختلف جوانبه الإبداعية والحياتية، ويزخر تراثنا بخاصية معينة فهو إرث انساني يعكس تجارب وفنون وإبداعات الأنماط السكانية الأربعة في الإمارات.. وهي الأنماط التي أدى تفاعلها في بيئة جغرافية مختلفة، الى تنوع الإرث الحضاري الذي خلفته عبر الأزمنة الماضية.

وفي هذه الصفحة التراثية، سوف نورد ملامح من تراث الإمارات وصوراً من إبداعات الماضي العريق، حيث سنبحر معكم في دهاليز الحياة القديمة مستكشفين، ومنقبين عن التاريخ الانساني الذي خلفه الأجداد، وان اختلفت الموضوعات في المعالجة التوثيقية إلا انها سوف ترسخ لوعي أصيل بتراث الإمارات، وهذا ما نأمله ونطمح اليه في تخصيص صفحة من تراثنا نتكلم فيها عن الماضي بروح الحاضر وبعين المستقبل الآتي.

هناك الكثير من التداعيات الفكرية والسياسية والثقافية التي تتبادر الى ذهن السامع عندما يطرح موضوع التراث الشعبي في مختلف المناسبات وعند بعض الشخصيات المهمة، ولدى الدارسين وعلماء التراث، فالتراث الشعبي كما يحلو للبعض يمثل الاصالة والمنبع والجذور، وقد يستقل التراث احياناً في التعبير عن بعض المضامين السياسية والأهداف غير المعلنة، وعند بعض الناس لا يعتبر التراث الشعبي ذا أهمية بل ينعتونه بالتخلف والرجعية، ومن يطالب بإحيائه يوصم بهذه الصفات، ولذا يطالبون بتركه وعدم اعطائه أولوية في الحياة العصرية. تلك هي التناقضات التي تطرح أمامنا عند تناول موضوعات التراث الشعبي، أما المعنيون بدراسة التراث الشعبي فيحاولون من خلال دراستهم له فهم “ديناميات” الثقافة الشعبية في تأسيس حياتنا على دعائم قوية ومكينة. لهذه الأسباب يجب ان نسخر جهودنا للتعرف الى الثقافة الشعبية التي خلفها الأولون، ودراسة الأنماط التراثية المختلفة باعتبارها المنبع الأساسي للثقافة المحلية.

وللتراث الشعبي الكثير من المصطلحات المتداولة، فهو يسمى (علم الفولكلور) أو يطلق عليه (الموروث الشعبي) ولكن الشائع تسميته بالتراث الشعبي. وهو كل ما ورثناه عن الآباء والأجداد من تراث مادي ومعنوي.

وقد يطلق عليه (فولكلور) وهي كلمة تتكون من مقطعين Folk وتعني الناس وLORE اي المعرفة او الحكمة.

أما في لسان العرب، قال ابن منظور في تعريفه للتراث: (هو ما يخلفه الرجل لورثته)، أما تومز فقد عرف التراث بأنه الثقافة الشعبية أو المأثورات الروحية. وأستاذ التراث الشعبي في مصر الدكتور محمد الجوهري قال: “ان علم الفولكلور، انما هو علم ثقافي يختص بقطاع معين من الثقافة”، وعرفه بأنه “الثقافة التقليدية الشعبية”.

ومهما اختلفت التعريفات او تباينت، فإن التراث هو كل ما خلفه الآباء والأجداد من موروثات.

والثقافة الشعبية هي رديفة الثقافة العامية وخلاصة حياة متوارثة ومعرفة وتجارب وتفاعل عبر الزمان والمكان، وهي تعني المعرفة لدى الناس. والتراث هو بمثابة الحياة بجميع منابعها وألوانها، في حين الثقافة الشعبية هي حصيلة هذه الحياة ومفهومها وأبعادها الحضارية والانسانية.

ويشتمل التراث الشعبي على عدد من الفروع، ومن أهم مجالاته أو فروعه: (الأدب الشعبي، الموسيقا والرقص الشعبي، العادات والتقاليد والمعارف الشعبية، الثقافة المادية، الفنون، والحرف الشعبية).

ويمكن ان يقسم التراث الى اربعة أقسام هي: المعتقدات والمعارف الشعبية، والعادات والتقاليد الشعبية، والأدب الشعبي والفنون الشعبية والثقافية والمادية.

ولكل فرع من هذه الفروع الكثير من الصور التي تنضوي تحتها. وفي الإمارات يتميز التراث كما هو في الخليج العربي بالوفرة والتنوع، وهو المرآة العاكسة لوحدة المنطقة تاريخياً وحضارياً، فاللون المحلي للفنون والابداع الشعبي هو نفسه في منطقة الخليج العربي، حتى لو اختلفت المفردات وبعض المعاني، إلا أن الجذور التاريخية وإرهاصات النشأة تعبر عن انسجام وتداخل كبير.

وقد يرجع سبب ذلك الى وحدة التجربة الانسانية والتكوين النفسي للشخصية الخليجية، الى جانب الترابط بين الوحدة الجغرافية والمنبع اللغوي والاصالة الحضارية الواحدة. وللبيئة دور مهم في حياة الناس، اذ تلعب دورا لا يستهان به في تأسيس التجمعات واعطائها صفات معينة، فمثلاً اللهجات الخليجية تعتبر نموذجاً خاصاً من حيث نشأتها وتطورها ومفرداتها، ولحنها الصوتي، اذ ان اللهجة الخليجية معروفة بلحنها اللفظي ونطقها اللغوي المميز، وكذلك بالنسبة للصفات الشخصية العامة لدى سكان المنطقة تكاد تكون واحدة من حيث التفكير والمشاعر وبنية المواطن الخليجي ووحيه النفسي.

التراث الشعبي ابن البيئة وابن المجتمع، وقد ظهر من خلال الاحتكاك المباشر بين الافراد والبيئة المحيطة. ولولا التفاعل بين الانسان ومحيطه المكاني، لما ظهرت الفنون وتنوعت واختلفت التجارب وتشابكت الصور والمظاهر الحياتية لدى الجماعات.

إبداعات شعبية

التراث الشعبي في الإمارات غني ومتنوع ومتعدد لدرجة لا يستطيع الدارس المرور عليه مرور الكرام، بل على الدارسين ان يقوموا بإزالة الغموض عن الكثير من الابداعات المحلية بكشف فنونها وملامحها الجمالية، وكيف نشأت وتطورت واستخدمت، ومارسها الناس في العصور والأزمنة السابقة.

وإذا كان بعض الدارسين ينعت التراث بالماضوية أو التقليدية بالمفهوم التهكمي الفج، فإن في ذلك ظلماً كبيراً ومجافاة للحقيقة، وقفزاً عليها، وعدم معرفة وإلمام بمنابع وصور تراثنا وحياة آبائنا، فالتراث الشعبي عند العرب، وفي منطقة الخليج العربي هو تراث انساني يتميز بصفة الابداع والديموية، لذا المحافظة على التراث في حد ذاته تحرير تراكمات حضارية ضخمة من الضياع والنسيان، وتحويلها من الهامشية، ومن النظرة الساذجة الى علم قائم بذاته، وحصيلة مهمة ينبغي عدم التفريط فيه مهما تغيرت الظروف واذا استهنا بالتراث الشعبي، وحكمنا على تلك الحياة الشعبية بالفناء، فإننا نوقع انفسنا في دائرة مغلقة نتيجة لتجاهلنا للموروث الشعبي.

ولو نظرنا بعين يقظة الى كل ما خلفه الاجداد سنجد انه عبارة عن تجارب حياتية، وألوان مختلفة من الابداع المرتبط بالممارسات اليومية والفنون التي لا ينبغي التفريط فيها، واذا ما سمحنا لأنفسنا التفريط بالتراث، فسوف لن نستطيع تعريف الآخرين بهويتنا وكياننا ووجودنا واصالتنا.

وهكذا نصل الى سؤال مهم يتبادر الى الذهن ويراود اساتذة التراث ومرتاديه، هو: لماذا التراث الشعبي؟ ولكي نجيب عن هذا السؤال لا بد من الاقتناع بما للتراث من أهمية في حياتنا، اذ ان الماضي بالنسبة لنا تراث، وبالتالي هل ينبغي ان نحافظ عليه ام نتركه ونجري وراء مصالحنا وحياتنا العصرية؟ وهل من الممكن ان ننساه وننسى تاريخاً حضارياً حافلاً بالابداع والانتاج والعمل؟ ولو أهملنا الماضي، فإننا سوف نتسبب في محو حياة شعبية حافلة، وعندها سنكون هامشيين ومجرد كيان بشري لا اساس له، ولا منبع، فالاصول في تعريف الكيان هي الجذور، ومن لا ماضي له فسوف يعيش معلقاً في مهب الريح. ولكن الحضارات الانسانية والتطورات العصرية والاكتشافات الهائلة في المجالات المختلفة يجب ألا تفصلنا عن زمن الغوص والسفر وزمن الوبر والجمل وزمن (اليازرة) والفنون والحرف القديمة. يجب الا ننفصل عن تلك الحواضر التي تراكمت عبر العصور والأزمنة، وعلى هذا الاساس يقفز الى الذهن التفكير في التراث والثقافة الشعبية، ومدى فائدة توظيفها في هذا العصر، فإذا كان زمن الغوص ولى، فإن أدبيات وارهاصات ذلك الزمان تساعدنا على بناء مجتمع قادر على النهوض، مسترشداً بتجارب واجتهادات الأولين، ومستلهماً من الثقافة القديمة الصور والنماذج الابداعية الجميلة.

الثقافة الشعبية

إن المجتمع في الإمارات والخليج العربي من المجتمعات المتحضرة التي استطاعت ان تنطلق في رحاب التطوير في جميع الميادين التعليمية والاقتصادية والتجارية والصناعية، واصبح الناس يقيمون في مدن ويركبون السيارات والطائرات ويشاهدون التلفزيون ويستمتعون بالسينما والقنوات الفضائية ويستخدمون الانترنت ومختلف الوسائل التكنولوجية الحديثة التي قضت على المظاهر التقليدية التي كانت سائدة في الماضي. ومارست أجهزة الدولة الحديثة دوراً مهماً في بناء مجتمع حديث، لكن مع ذلك صححت الدول من اندفاعها نحو التطور، في المحافظة على اصالة المجتمع بإحياء الموروث الشعبي، وتعويد الناس على المحافظة على الفنون والعادات وبعض الحرف والمهارات الشعبية القديمة وقد اخذ ذلك اشكالاً وصوراً متنوعة.

إذا كان لا بد من التنبيه ونحن نتحدث عن التراث الشعبي والثقافة التقليدية، فمن الضروري الاشارة الى المزاوجة بين المجتمع الحديث المتطور وبين الحياة الشعبية التي خلفها الاجداد، والمقصود بالمزاوجة هنا عدم الانفصال بين الاثنين في النواحي الحياتية والتجارب الموروثة التي لا بد ان تحصر جيداً وتحلل وتقدم في ثوب جديد مع المحافظة على الصورة الابداعية أو الفكرة. وهذا هو المقصود بالثقافة الشعبية.. فهي خلاصة الحياة الشعبية. وقبل ان نتعرض الى الاساليب التي اتبعتها دولة الإمارات في محاولتها لحماية واحياء التراث الشعبي فإنه لا بد من تعريف ما هي الثقافة الشعبية المطلوب استمرارها والتي انتقلت من الأجداد الى الاحفاد واصبحت اليوم تقدم على انها خلاصة الكثير من التجارب والممارسات الحياتية، وهنا يتطلب منا الكثير من البذل للحفاظ على الموروث عن طريق مؤسسات تدعمها الدولة وتحافظ عليها وتضمن تقديمها وعرضها بالطريقة الجميلة غير المشوهة أو المحرفة. والثقافة الشعبية هي كل ما خلفته الحياة الشعبية من ملامح ابداعية وفكرية متداولة وما زال الناس متمسكين بها الى الآن. فهي لا تموت بل تظل في نوازعنا وأفكارنا وتوجهنا، واذا ما نظرنا الى تصرفات

وً السموحهَ

وهذآ عنً مآضي الإماراتَ

التراث الشعبي كما هو متعارف عليه هو كل ما خلفه الآباء والأجداد من إرث حضاري وتجارب انسانية يغوص في أعماق التاريخ منذ عصور وأزمنة قديمة..

والملاحظ ان تراث الإمارات يتميز بالتنوع والثراء من حيث نوعيته وخصوصية الانتاج في مختلف جوانبه الإبداعية والحياتية، ويزخر تراثنا بخاصية معينة فهو إرث انساني يعكس تجارب وفنون وإبداعات الأنماط السكانية الأربعة في الإمارات.. وهي الأنماط التي أدى تفاعلها في بيئة جغرافية مختلفة، الى تنوع الإرث الحضاري الذي خلفته عبر الأزمنة الماضية.

وفي هذه الصفحة التراثية، سوف نورد ملامح من تراث الإمارات وصوراً من إبداعات الماضي العريق، حيث سنبحر معكم في دهاليز الحياة القديمة مستكشفين، ومنقبين عن التاريخ الانساني الذي خلفه الأجداد، وان اختلفت الموضوعات في المعالجة التوثيقية إلا انها سوف ترسخ لوعي أصيل بتراث الإمارات، وهذا ما نأمله ونطمح اليه في تخصيص صفحة من تراثنا نتكلم فيها عن الماضي بروح الحاضر وبعين المستقبل الآتي.

هناك الكثير من التداعيات الفكرية والسياسية والثقافية التي تتبادر الى ذهن السامع عندما يطرح موضوع التراث الشعبي في مختلف المناسبات وعند بعض الشخصيات المهمة، ولدى الدارسين وعلماء التراث، فالتراث الشعبي كما يحلو للبعض يمثل الاصالة والمنبع والجذور، وقد يستقل التراث احياناً في التعبير عن بعض المضامين السياسية والأهداف غير المعلنة، وعند بعض الناس لا يعتبر التراث الشعبي ذا أهمية بل ينعتونه بالتخلف والرجعية، ومن يطالب بإحيائه يوصم بهذه الصفات، ولذا يطالبون بتركه وعدم اعطائه أولوية في الحياة العصرية. تلك هي التناقضات التي تطرح أمامنا عند تناول موضوعات التراث الشعبي، أما المعنيون بدراسة التراث الشعبي فيحاولون من خلال دراستهم له فهم “ديناميات” الثقافة الشعبية في تأسيس حياتنا على دعائم قوية ومكينة. لهذه الأسباب يجب ان نسخر جهودنا للتعرف الى الثقافة الشعبية التي خلفها الأولون، ودراسة الأنماط التراثية المختلفة باعتبارها المنبع الأساسي للثقافة المحلية.

وللتراث الشعبي الكثير من المصطلحات المتداولة، فهو يسمى (علم الفولكلور) أو يطلق عليه (الموروث الشعبي) ولكن الشائع تسميته بالتراث الشعبي. وهو كل ما ورثناه عن الآباء والأجداد من تراث مادي ومعنوي.

وقد يطلق عليه (فولكلور) وهي كلمة تتكون من مقطعين Folk وتعني الناس وLORE اي المعرفة او الحكمة.

أما في لسان العرب، قال ابن منظور في تعريفه للتراث: (هو ما يخلفه الرجل لورثته)، أما تومز فقد عرف التراث بأنه الثقافة الشعبية أو المأثورات الروحية. وأستاذ التراث الشعبي في مصر الدكتور محمد الجوهري قال: “ان علم الفولكلور، انما هو علم ثقافي يختص بقطاع معين من الثقافة”، وعرفه بأنه “الثقافة التقليدية الشعبية”.

ومهما اختلفت التعريفات او تباينت، فإن التراث هو كل ما خلفه الآباء والأجداد من موروثات.

والثقافة الشعبية هي رديفة الثقافة العامية وخلاصة حياة متوارثة ومعرفة وتجارب وتفاعل عبر الزمان والمكان، وهي تعني المعرفة لدى الناس. والتراث هو بمثابة الحياة بجميع منابعها وألوانها، في حين الثقافة الشعبية هي حصيلة هذه الحياة ومفهومها وأبعادها الحضارية والانسانية.

ويشتمل التراث الشعبي على عدد من الفروع، ومن أهم مجالاته أو فروعه: (الأدب الشعبي، الموسيقا والرقص الشعبي، العادات والتقاليد والمعارف الشعبية، الثقافة المادية، الفنون، والحرف الشعبية).

ويمكن ان يقسم التراث الى اربعة أقسام هي: المعتقدات والمعارف الشعبية، والعادات والتقاليد الشعبية، والأدب الشعبي والفنون الشعبية والثقافية والمادية.

ولكل فرع من هذه الفروع الكثير من الصور التي تنضوي تحتها. وفي الإمارات يتميز التراث كما هو في الخليج العربي بالوفرة والتنوع، وهو المرآة العاكسة لوحدة المنطقة تاريخياً وحضارياً، فاللون المحلي للفنون والابداع الشعبي هو نفسه في منطقة الخليج العربي، حتى لو اختلفت المفردات وبعض المعاني، إلا أن الجذور التاريخية وإرهاصات النشأة تعبر عن انسجام وتداخل كبير.

وقد يرجع سبب ذلك الى وحدة التجربة الانسانية والتكوين النفسي للشخصية الخليجية، الى جانب الترابط بين الوحدة الجغرافية والمنبع اللغوي والاصالة الحضارية الواحدة. وللبيئة دور مهم في حياة الناس، اذ تلعب دورا لا يستهان به في تأسيس التجمعات واعطائها صفات معينة، فمثلاً اللهجات الخليجية تعتبر نموذجاً خاصاً من حيث نشأتها وتطورها ومفرداتها، ولحنها الصوتي، اذ ان اللهجة الخليجية معروفة بلحنها اللفظي ونطقها اللغوي المميز، وكذلك بالنسبة للصفات الشخصية العامة لدى سكان المنطقة تكاد تكون واحدة من حيث التفكير والمشاعر وبنية المواطن الخليجي ووحيه النفسي.

التراث الشعبي ابن البيئة وابن المجتمع، وقد ظهر من خلال الاحتكاك المباشر بين الافراد والبيئة المحيطة. ولولا التفاعل بين الانسان ومحيطه المكاني، لما ظهرت الفنون وتنوعت واختلفت التجارب وتشابكت الصور والمظاهر الحياتية لدى الجماعات.

إبداعات شعبية

التراث الشعبي في الإمارات غني ومتنوع ومتعدد لدرجة لا يستطيع الدارس المرور عليه مرور الكرام، بل على الدارسين ان يقوموا بإزالة الغموض عن الكثير من الابداعات المحلية بكشف فنونها وملامحها الجمالية، وكيف نشأت وتطورت واستخدمت، ومارسها الناس في العصور والأزمنة السابقة.

وإذا كان بعض الدارسين ينعت التراث بالماضوية أو التقليدية بالمفهوم التهكمي الفج، فإن في ذلك ظلماً كبيراً ومجافاة للحقيقة، وقفزاً عليها، وعدم معرفة وإلمام بمنابع وصور تراثنا وحياة آبائنا، فالتراث الشعبي عند العرب، وفي منطقة الخليج العربي هو تراث انساني يتميز بصفة الابداع والديموية، لذا المحافظة على التراث في حد ذاته تحرير تراكمات حضارية ضخمة من الضياع والنسيان، وتحويلها من الهامشية، ومن النظرة الساذجة الى علم قائم بذاته، وحصيلة مهمة ينبغي عدم التفريط فيه مهما تغيرت الظروف واذا استهنا بالتراث الشعبي، وحكمنا على تلك الحياة الشعبية بالفناء، فإننا نوقع انفسنا في دائرة مغلقة نتيجة لتجاهلنا للموروث الشعبي.

ولو نظرنا بعين يقظة الى كل ما خلفه الاجداد سنجد انه عبارة عن تجارب حياتية، وألوان مختلفة من الابداع المرتبط بالممارسات اليومية والفنون التي لا ينبغي التفريط فيها، واذا ما سمحنا لأنفسنا التفريط بالتراث، فسوف لن نستطيع تعريف الآخرين بهويتنا وكياننا ووجودنا واصالتنا.

وهكذا نصل الى سؤال مهم يتبادر الى الذهن ويراود اساتذة التراث ومرتاديه، هو: لماذا التراث الشعبي؟ ولكي نجيب عن هذا السؤال لا بد من الاقتناع بما للتراث من أهمية في حياتنا، اذ ان الماضي بالنسبة لنا تراث، وبالتالي هل ينبغي ان نحافظ عليه ام نتركه ونجري وراء مصالحنا وحياتنا العصرية؟ وهل من الممكن ان ننساه وننسى تاريخاً حضارياً حافلاً بالابداع والانتاج والعمل؟ ولو أهملنا الماضي، فإننا سوف نتسبب في محو حياة شعبية حافلة، وعندها سنكون هامشيين ومجرد كيان بشري لا اساس له، ولا منبع، فالاصول في تعريف الكيان هي الجذور، ومن لا ماضي له فسوف يعيش معلقاً في مهب الريح. ولكن الحضارات الانسانية والتطورات العصرية والاكتشافات الهائلة في المجالات المختلفة يجب ألا تفصلنا عن زمن الغوص والسفر وزمن الوبر والجمل وزمن (اليازرة) والفنون والحرف القديمة. يجب الا ننفصل عن تلك الحواضر التي تراكمت عبر العصور والأزمنة، وعلى هذا الاساس يقفز الى الذهن التفكير في التراث والثقافة الشعبية، ومدى فائدة توظيفها في هذا العصر، فإذا كان زمن الغوص ولى، فإن أدبيات وارهاصات ذلك الزمان تساعدنا على بناء مجتمع قادر على النهوض، مسترشداً بتجارب واجتهادات الأولين، ومستلهماً من الثقافة القديمة الصور والنماذج الابداعية الجميلة.

الثقافة الشعبية

إن المجتمع في الإمارات والخليج العربي من المجتمعات المتحضرة التي استطاعت ان تنطلق في رحاب التطوير في جميع الميادين التعليمية والاقتصادية والتجارية والصناعية، واصبح الناس يقيمون في مدن ويركبون السيارات والطائرات ويشاهدون التلفزيون ويستمتعون بالسينما والقنوات الفضائية ويستخدمون الانترنت ومختلف الوسائل التكنولوجية الحديثة التي قضت على المظاهر التقليدية التي كانت سائدة في الماضي. ومارست أجهزة الدولة الحديثة دوراً مهماً في بناء مجتمع حديث، لكن مع ذلك صححت الدول من اندفاعها نحو التطور، في المحافظة على اصالة المجتمع بإحياء الموروث الشعبي، وتعويد الناس على المحافظة على الفنون والعادات وبعض الحرف والمهارات الشعبية القديمة وقد اخذ ذلك اشكالاً وصوراً متنوعة.

إذا كان لا بد من التنبيه ونحن نتحدث عن التراث الشعبي والثقافة التقليدية، فمن الضروري الاشارة الى المزاوجة بين المجتمع الحديث المتطور وبين الحياة الشعبية التي خلفها الاجداد، والمقصود بالمزاوجة هنا عدم الانفصال بين الاثنين في النواحي الحياتية والتجارب الموروثة التي لا بد ان تحصر جيداً وتحلل وتقدم في ثوب جديد مع المحافظة على الصورة الابداعية أو الفكرة. وهذا هو المقصود بالثقافة الشعبية.. فهي خلاصة الحياة الشعبية. وقبل ان نتعرض الى الاساليب التي اتبعتها دولة الإمارات في محاولتها لحماية واحياء التراث الشعبي فإنه لا بد من تعريف ما هي الثقافة الشعبية المطلوب استمرارها والتي انتقلت من الأجداد الى الاحفاد واصبحت اليوم تقدم على انها خلاصة الكثير من التجارب والممارسات الحياتية، وهنا يتطلب منا الكثير من البذل للحفاظ على الموروث عن طريق مؤسسات تدعمها الدولة وتحافظ عليها وتضمن تقديمها وعرضها بالطريقة الجميلة غير المشوهة أو المحرفة. والثقافة الشعبية هي كل ما خلفته الحياة الشعبية من ملامح ابداعية وفكرية متداولة وما زال الناس متمسكين بها الى الآن. فهي لا تموت بل تظل في نوازعنا وأفكارنا وتوجهنا، واذا ما نظرنا الى تصرفات جماعة معينة تجاه موقف معين، فسوف نقول فوراً: هذا من طيب معدنهم أو من أصالتهم، اي من تمسكهم بالاصالة والقيم الأخلاقية التي ورثوها عن الأجداد. والحياة الشعبية هي السمة الخاصة للشعب او الأمة، واذا كانت هناك حياة رسمية تخاطبية حديثة، فإن الحياة الشعبية هي المحور الفكري الذي يربط بين الشعوب أو الجماعات، فاليابان بمجتمعاتها الصناعية وتطورها التكنولوجي ما زال أفراد الشعب الياباني يحافظون على فنونهم وعاداتهم وصورهم الشعبية التي تبرز في المناسبات، وفي الحياة اليومية لليابانيين الذين يقولون دائماً ان الصناعة اليابانية وليدة الحضارة اليابانية القديمة، اي سليلة تراكمات حضارية، وهذا ما نريد ان نصل اليه في تعريف الثقافة الشعبية.

وهنا يجب ان نميز بين الحياة الشعبية وبين الثقافة الشعبية، فالحياة الشعبية هي كل ما يوجد من مقومات انسانية أفرزتها التجارب عبر الزمن وظهرت في حياة الشعب ومارسها الافراد، أما الثقافة الشعبية فهي خلاصة الفكر الشعبي للجماعات التي تعيش في مكان ما.. وينتج عن احتكاكها مع بعضها بعضا لون معين من الابداع. ولا يمكن ان نفهم الثقافة الشعبية لدى مجتمع وبلد معين الا اذا درسنا الحياة الشعبية دراسة وافية وتعمقنا في تفسير ملامحها الانسانية وحضارتها القديمة.

ولكن كيف نستطيع ان نعيد احياء الثقافة الشعبية في مجتمعاتنا الحديثة؟ هذا سؤال يطرح نفسه دائماً أمامنا من دون ان نعطيه اهمية، مفضلين ان نمارس التراث الشعبي كما هو ظاهر للعيان، وتؤديه الفرق والجمعيات.

لا بد من دراسة مستفيضة لجميع المظاهر التراثية الشعبية وعدم تركها للأهواء أو الاكتفاء بالتسجيل فقط من دون التحليل واستخلاص النتائج والوصول الى الأفكار والآراء.

وقد اهتم كل من هامرشتيت وأريكسون بشرح مضمون الحياة والثقافة الشعبية. اذ يرى هامرشتيت ان دراسة الحياة الشعبية في البلد نفسه وهي متسقة مع الاخيرة ومعتمدة عليها، وتمثل دراسة الحياة الشعبية في حد ذاتها المجهود العلمي لدراسة الفكر الانساني ورسم صورة للمراحل التي مر بها. أما اريكسون فقد قال: تستهدف دراسة الحياة الشعبية الوصول الى فهم ومعرفة بالانسان اكثر عمقاً، فهي دراسة الإنسان ككائن ثقافي. وهنا يجب اعتبار دراسة الحياة الشعبية في جوهرها فرعاً من الانثروبولوجيا العامة أو الاثنولوجيا، ورأى اريكسون ان دراسة الحياة الشعبية تتناول كموضوع لها الدراسة الثقافية المقارنة على اساس اقليمي.

وإذا كانت الثقافة بمفهومها العام سواء كانت الأنثروبولوجيا الثقافية أو الثقافة المادية والاجتماعية والروحية بجميع مظاهرها تتشكل من خلال الحياة الشعبية الواحدة، فإن معرفة الثقافة الشعبية والإلمام بها يساعدنا على تحديد اطار النشأة والتكوين للمجتمع المحلي.

ولكي نستعرض انماط أو أنواع الثقافة الشعبية التي ما زالت باقية في الإمارات، فإنه لا بد من الاشارة الى المجالات التراثية التي ساعدت على استمرار ثقافة شعبية معينة أو موت ثقافة اخرى واندثار ثالثة أو اختفائها. فمثلاً تأسست في دولة الإمارات نحو ثلاثين جمعية للفنون الشعبية، وهي جمعيات ذات نفع عام تهدف الى احياء فنون الرقص الشعبي وتقديمه في الاحتفالات والمناسبات والمحافظة على الموروث الشعبي باتباع الاساليب والطرق المختلفة، مثل اقامة المعارض وانتاج الافلام السينمائية ومزاولة النشاط التراثي وإقامة المسابقات التراثية والمهرجانات والاستعراضات الفنية وغيرها من الانشطة التي تمارسها جمعيات الفنون الشعبية في الإمارات.

وهذه الجمعيات تتلقى دعماً سنوياً من وزارة الإعلام والثقافة ولها نظام اساسي ومجلس ادارة منتخب من قبل اعضائها.. اذا هي جمعيات شبه رسمية، وقد استطاعت جمعيات الفنون الشعبية احياء بعض الرقصات الشعبية مثل (العيالة والعرضة والليوه أو المكوارة والرزيف والهاهلة والمالد واليامال..) وأحيت مسابقة التجديف ومسابقة السفن الشراعية الى جانب دورها في احياء الحفلات التي تقام اثناء المناسبات الرسمية والاعياد أو بإحياء حفلات الاعراس الشخصية.

ونستطيع ان نقول إن 30% من الرقصات الشعبية اصبحت الآن تزاول في مناسبات عدة، والكثير منها اندثر بسبب قلة الاهتمام وعدم الرعاية والحرص على انتشالها من النسيان.. وبذلك فإن ما يمارس من فنون ورقص شعبي ظل ماثلاً للعيان تؤديه الفرق التي تتكون من (الشواب) كبار السن الذين ما زال بعضهم يزاول هذه الرقصات من خلال انتمائه للجمعيات، وقد دخل بعض الشباب الهواة ضمن الفرق الشعبية وانخرط بعضهم في الرقصات، لكن الخوف من ان يأتي اليوم الذي لا نجد فيه احداً يحيي رقصة العيالة أو الليوه، ما يثير مخاوفنا ويجعلنا نطالب الجهات الرسمية بضرورة فتح المجال امام طلاب المدارس لتعليم الرقص الشعبي والفنون المختلفة، وجعل ذلك ضمن حصص النشاط، فالفن كما هو معلوم لم يولد من دون مبرر، انما ولد لأن حاجة ماسة فرضت وجوده وساعدت على ظهوره وتشكيله عبر الزمان. واستمرار هذه الفنون التي تؤديها الفرق الشعبية من خلال الجمعيات التي اسستها الدولة ساعدت كثيراً على الحفاظ على الفن الشعبي الاصيل. او ترسيخ نوع من الثقافة الشعبية المرتبطة بهذا الفن.. فالرقص الشعبي يحتوي على لحن جميل وايقاعات وكلمات وأداء رائع يجسده اعضاء الفرقة.. واذا كان الراقصون الماهرون يؤدون ذلك للناس، فإنهم يساعدون على نشر ثقافة شعبية هي ثقافة الفن وما يرتبط به من اداء وايقاعات تجذب النفس وتعطي المشاهد قيمة فنية عن الحياة وألوانها وأصالتها وغير ذلك من الابداع الشعبي.ا

ن فن الرقص من أنواع الثقافات التي حفظتها لنا الجمعيات الشعبية التي تأسست منذ السبعينات وقبل ذلك كانت جماعات أو فرق الرقصات في الاحياء أو (الفرجان) تؤديها من دون تنظيم مؤسسي كما هو موجود الآن.

والى جانب الرقص الشعبي هناك عدد من الفنون والأنماط التراثية التي ما زال مفهومها التراثي متجدداً في التفكير المحلي لدى الاسر وافراد الشعب. ومن هذه الانماط على سبيل المثال ما زال الناس يحافظون على عادات تناول الطعام في المنزل وحول السفرة الخليجية المعروفة حيث الاطعمة المتنوعة كالارز (العيش) بأنواعه المكبوس باللحم والدجاج أو المكبوس بالسمك الذي يعرف ب (المودم) والسمك المشوي في التنور وغير ذلك من الأكلات الشعبية المشهورة وظلت ثقافة وأدبيات الطعام في المنازل ولدى الاسر الخليجية تحافظ على اصولها ومنبعها من حيث ترتيب الاطعمة ومواعيد تناول وجبة الغداء بعد أذان الظهر وتقديم طعام العشاء بعد صلاة العشاء وأحياناً بعد المغرب لدى الاسر المحافظة.

وكذلك بالنسبة للتفكير بالغيبيات وإقامة الحفلات مثل (الحق الله) وهي عادة شعبية درج عليها الناس في الإمارات حيث توزع الاسر الحلويات والأكلات على الصغار في ليلة النصف من شعبان واحتفالات الحق الله ما زالت الى الآن مستمرة مما يدل على تمسك الأهالي بهذه العادة على الرغم من الآراء التي تحاول الاشارة الى انها بدعة يجب الاقلاع عنها. اذاً الثقافة الشعبية خاصة منها الذي يتناسب مع هذا العصر ولا ينافي متطلبات الحياة الحديثة ما زال متداولا بين الناس.

بيئات وأنماط وأشكال ثقافية

في الإمارات اربع بيئات وأربعة انماط سكانية مع وجود أربعة اشكال ثقافية، هي الثقافة الحضرية الشعبية والثقافة الجبلية الشعبية والثقافة الريفية الشعبية والثقافة البدوية الشعبية. ولكل شكل خصوصية معينة ولكن تجتمع تلك الاشكال في صفات عامة تشترك فيها وتكون السمة العامة للهوية التراثية، فمثلاً: المفردات اللفظية للهجة المستخدمة بين افراد جماعات الشحوح الجبلية تعبر عن ثقافة خاصة ظهرت بين افراد تلك الجماعات وأسست تلك اللهجة واللحن الصوتي المميز والنغم اللفظي المبني على ترابط اجتماعي وفكري ولغوي خاص، ومن الممكن دراسة الالفاظ العامية لهذه الجماعة وتمييز مفردات لهجتها وتحليل كل مفردة للوصول الى نوع من الثقافة الشعبية التي ربطت بين هذه الجماعة.

وبالمقابل اذا اخذنا البدو ولهجتهم المشهورة وكلماتهم الجميلة المتناغمة وصوتهم العذب الذي ينسجم مع سحر الصحراء وطبيعتها، فإننا سوف نتعرف الى مضمون لغوي نشأ في تلك البيئة وعبرت فيه الثقافة الشعبية المحلية عن هؤلاء الجماعة والملابس ايضاً أو الزي الوطني ثقافة شعبية فالكندورة الرجالية التي نرتديها والغترة والعقال ونوع الكندورة وطريقة تطريزها سواء كانت عربية أي بدوية المشهورة في الإمارات أو كندورة كويتية أو زياً سعودياً أو قطرياً أو بحرينياً أو زياً عمانياً كلها ترمز لجماعة معينة. فلكل شعب ملابس وطرازات وطنية تتوفر فيها خصائص تميزها عن غيرها، فمثلاً بمجرد ان نشاهد شخصاً ما قادماً نحونا ونظرنا الى ثوبه سنقول هذا قطري أو كويتي او اماراتي أو سعودي، وتلك هي الثقافة الخاصة التي ميزت كل جماعة أو شعب من الشعوب.

إذاً الثقافة الشعبية بطبيعتها تنتقل عبر الأجيال ولا تزول، الا اذا حدث اختلال في التركيبة السكانية او تنكر الاهالي للتراث القديم وضيعوه، فالتراث الشعبي هو المنبع الاساسي للثقافة الشعبية التي يجب الا نسمح بفقدانها من حياتنا بكل سهولة. فمثلاً الأكلات الشعبية المعروفة “الجباب” و”الخمير” و”الهريس” و”الرقاق” و”المكبوس” هي أكلات معروفة لدى شعب الإمارات وهي ما زالت تعمر بها موائدنا، وبالتالي كل هذه الأكلات تعبر عن ثقافة خاصة ما زال شعب الإمارات متمسكا بها حتى هذا اليوم. وسوف تستمر مثل الشوكة الصينية التي تعكس ثقافة الشعب الصيني، لذا ما زال الصينيون يحافظون عليها في حياتهم الشعبية.

ويجب ان ندرك مدى العلاقة بين الأشكال الثقافة المتبادلة داخل المجتمع الواحد، ففي دولة الإمارات علاقة متبادلة بين اشكال الثقافة الحضرية والثقافة الشعبية التقليدية.

وإذا كانت الثقافة العصرية تعبر عن روح المجتمع الحديث وهي السائدة اليوم، فإن الثقافة الشعبية التقليدية ما زالت تغذي في حدود معينة الثقافات الجديدة المستورد منها أو المنقول او المستخدم في وقتنا الحالي، وعلى ضوئه من الممكن ملاحظة كيف يتم تطريز ملابس النساء التقليدية بالتقنية الحديثة والأيادي الماهرة الموجودة. وهذا نستطيع ملاحظته في الثوب الذي ترتديه بنت الإمارات وفي الخمار الذي دخل حديثاً عوضاً عن البرقع القديم الذي كانت المرأة تزين به وجهها.

وهناك ايضاً بعض العطورات القديمة مثل “الدخون” و”العود” و”دهن العود” و”المخمرية” ما زالت باقية الى اليوم وتستخدم بطريقة تقليدية مع ان صناعتها خضعت لأياد اجنبية حولتها الى سلعة متداولة تباع في ارقى محلات العطور وبأغلى الأسعار.

الثقافة الشعبية أو روح هذه الثقافة التقليدية على الاقل ما زالت تراودنا جميعاً، ففي الخليج العربي وبحكم النقلة الاقتصادية والتحولات الكبيرة في مختلف أوجه الحياة اصبحت مجتمعاتنا من أكثر المجتمعات تغيرا، خاصة مع وجود الجاليات الأجنبية الوافدة وتأثيرها الخطر في التركيبة السكانية، وما تمارسه من سلوكيات الى جانب حرصها على ابراز عاداتها وتقاليدها الخاصة ما أثر في الحياة الشعبية السائدة. وبقي ان نوضح ان هناك تبادلاً بين الثقافتين القديمة ذات المنبع الاصيل والثقافة الحديثة وهذا التبادل يوضح طبيعة العلاقة بينهما، اذ يقول رشدي صالح في تحليله لهذا الموضوع: “تقع المأثورات الشعبية بين دائرتين مؤثرتين، هما دائرة تعميم القيم الفنية والثقافية الحديثة، ودائرة تعميم تطوير او (…) إعادة تشكيل القيم التي تحملها المأثورات الشعبية الاصيلة).

وهنا يقول دورسون: “إن اتجاه الثقافة الجماهيرية قد نجح في اثارة بعض القضايا المهمة وطرح بعض التساؤلات حول عناصر التراث الشعبي في المجتمع الحضري الصناعي المعاصر”. اذ ان الثقافة الجديدة للمجتمع الصناعي تحتاج الى معرفة بالمأثورات الشعبية وتطويعها في مجالات مختلفة حتى تصبح مزيجاً بين الاصالة والمعاصرة. ولا بد في اطار الحديث عن تلك العلاقة بين الثقافتين ان تندمج ايضاً اصول الثقافات القديمة التي أفرزتها أنماط السكان الاربعة في مجتمع الإمارات، وهذا التمازج يمكن ان يحدث اذا استطعنا التعامل مع الموروث باعتباره قيماً حياتية لا غنى عنها في حياتنا، وبالتالي يجب عصرنتها حتى تصبح قادرة على الثبات في وجه تيارات التغريب، والخلل في التركيبة السكانية، وعندها نستطيع المحافظة على الهوية الوطنية والثقافية للمجتمع المحلي اذا درسنا حاجاتنا بدقة من دون تأفف من الماضي.
محمد احمه
22-03-2009, 08:50 PM

هادا أحلى تقرير لأحلى بنوتة

التراث الشعبي كما هو متعارف عليه هو كل ما خلفه الآباء والأجداد من إرث حضاري وتجارب انسانية يغوص في أعماق التاريخ منذ عصور وأزمنة قديمة..

والملاحظ ان تراث الإمارات يتميز بالتنوع والثراء من حيث نوعيته وخصوصية الانتاج في مختلف جوانبه الإبداعية والحياتية، ويزخر تراثنا بخاصية معينة فهو إرث انساني يعكس تجارب وفنون وإبداعات الأنماط السكانية الأربعة في الإمارات.. وهي الأنماط التي أدى تفاعلها في بيئة جغرافية مختلفة، الى تنوع الإرث الحضاري الذي خلفته عبر الأزمنة الماضية.

وفي هذه الصفحة التراثية، سوف نورد ملامح من تراث الإمارات وصوراً من إبداعات الماضي العريق، حيث سنبحر معكم في دهاليز الحياة القديمة مستكشفين، ومنقبين عن التاريخ الانساني الذي خلفه الأجداد، وان اختلفت الموضوعات في المعالجة التوثيقية إلا انها سوف ترسخ لوعي أصيل بتراث الإمارات، وهذا ما نأمله ونطمح اليه في تخصيص صفحة من تراثنا نتكلم فيها عن الماضي بروح الحاضر وبعين المستقبل الآتي.

هناك الكثير من التداعيات الفكرية والسياسية والثقافية التي تتبادر الى ذهن السامع عندما يطرح موضوع التراث الشعبي في مختلف المناسبات وعند بعض الشخصيات المهمة، ولدى الدارسين وعلماء التراث، فالتراث الشعبي كما يحلو للبعض يمثل الاصالة والمنبع والجذور، وقد يستقل التراث احياناً في التعبير عن بعض المضامين السياسية والأهداف غير المعلنة، وعند بعض الناس لا يعتبر التراث الشعبي ذا أهمية بل ينعتونه بالتخلف والرجعية، ومن يطالب بإحيائه يوصم بهذه الصفات، ولذا يطالبون بتركه وعدم اعطائه أولوية في الحياة العصرية. تلك هي التناقضات التي تطرح أمامنا عند تناول موضوعات التراث الشعبي، أما المعنيون بدراسة التراث الشعبي فيحاولون من خلال دراستهم له فهم “ديناميات” الثقافة الشعبية في تأسيس حياتنا على دعائم قوية ومكينة. لهذه الأسباب يجب ان نسخر جهودنا للتعرف الى الثقافة الشعبية التي خلفها الأولون، ودراسة الأنماط التراثية المختلفة باعتبارها المنبع الأساسي للثقافة المحلية.

وللتراث الشعبي الكثير من المصطلحات المتداولة، فهو يسمى (علم الفولكلور) أو يطلق عليه (الموروث الشعبي) ولكن الشائع تسميته بالتراث الشعبي. وهو كل ما ورثناه عن الآباء والأجداد من تراث مادي ومعنوي.

وقد يطلق عليه (فولكلور) وهي كلمة تتكون من مقطعين Folk وتعني الناس وLORE اي المعرفة او الحكمة.

أما في لسان العرب، قال ابن منظور في تعريفه للتراث: (هو ما يخلفه الرجل لورثته)، أما تومز فقد عرف التراث بأنه الثقافة الشعبية أو المأثورات الروحية. وأستاذ التراث الشعبي في مصر الدكتور محمد الجوهري قال: “ان علم الفولكلور، انما هو علم ثقافي يختص بقطاع معين من الثقافة”، وعرفه بأنه “الثقافة التقليدية الشعبية”.

ومهما اختلفت التعريفات او تباينت، فإن التراث هو كل ما خلفه الآباء والأجداد من موروثات.

والثقافة الشعبية هي رديفة الثقافة العامية وخلاصة حياة متوارثة ومعرفة وتجارب وتفاعل عبر الزمان والمكان، وهي تعني المعرفة لدى الناس. والتراث هو بمثابة الحياة بجميع منابعها وألوانها، في حين الثقافة الشعبية هي حصيلة هذه الحياة ومفهومها وأبعادها الحضارية والانسانية.

ويشتمل التراث الشعبي على عدد من الفروع، ومن أهم مجالاته أو فروعه: (الأدب الشعبي، الموسيقا والرقص الشعبي، العادات والتقاليد والمعارف الشعبية، الثقافة المادية، الفنون، والحرف الشعبية).

ويمكن ان يقسم التراث الى اربعة أقسام هي: المعتقدات والمعارف الشعبية، والعادات والتقاليد الشعبية، والأدب الشعبي والفنون الشعبية والثقافية والمادية.

ولكل فرع من هذه الفروع الكثير من الصور التي تنضوي تحتها. وفي الإمارات يتميز التراث كما هو في الخليج العربي بالوفرة والتنوع، وهو المرآة العاكسة لوحدة المنطقة تاريخياً وحضارياً، فاللون المحلي للفنون والابداع الشعبي هو نفسه في منطقة الخليج العربي، حتى لو اختلفت المفردات وبعض المعاني، إلا أن الجذور التاريخية وإرهاصات النشأة تعبر عن انسجام وتداخل كبير.

وقد يرجع سبب ذلك الى وحدة التجربة الانسانية والتكوين النفسي للشخصية الخليجية، الى جانب الترابط بين الوحدة الجغرافية والمنبع اللغوي والاصالة الحضارية الواحدة. وللبيئة دور مهم في حياة الناس، اذ تلعب دورا لا يستهان به في تأسيس التجمعات واعطائها صفات معينة، فمثلاً اللهجات الخليجية تعتبر نموذجاً خاصاً من حيث نشأتها وتطورها ومفرداتها، ولحنها الصوتي، اذ ان اللهجة الخليجية معروفة بلحنها اللفظي ونطقها اللغوي المميز، وكذلك بالنسبة للصفات الشخصية العامة لدى سكان المنطقة تكاد تكون واحدة من حيث التفكير والمشاعر وبنية المواطن الخليجي ووحيه النفسي.

التراث الشعبي ابن البيئة وابن المجتمع، وقد ظهر من خلال الاحتكاك المباشر بين الافراد والبيئة المحيطة. ولولا التفاعل بين الانسان ومحيطه المكاني، لما ظهرت الفنون وتنوعت واختلفت التجارب وتشابكت الصور والمظاهر الحياتية لدى الجماعات.

إبداعات شعبية

التراث الشعبي في الإمارات غني ومتنوع ومتعدد لدرجة لا يستطيع الدارس المرور عليه مرور الكرام، بل على الدارسين ان يقوموا بإزالة الغموض عن الكثير من الابداعات المحلية بكشف فنونها وملامحها الجمالية، وكيف نشأت وتطورت واستخدمت، ومارسها الناس في العصور والأزمنة السابقة.

وإذا كان بعض الدارسين ينعت التراث بالماضوية أو التقليدية بالمفهوم التهكمي الفج، فإن في ذلك ظلماً كبيراً ومجافاة للحقيقة، وقفزاً عليها، وعدم معرفة وإلمام بمنابع وصور تراثنا وحياة آبائنا، فالتراث الشعبي عند العرب، وفي منطقة الخليج العربي هو تراث انساني يتميز بصفة الابداع والديموية، لذا المحافظة على التراث في حد ذاته تحرير تراكمات حضارية ضخمة من الضياع والنسيان، وتحويلها من الهامشية، ومن النظرة الساذجة الى علم قائم بذاته، وحصيلة مهمة ينبغي عدم التفريط فيه مهما تغيرت الظروف واذا استهنا بالتراث الشعبي، وحكمنا على تلك الحياة الشعبية بالفناء، فإننا نوقع انفسنا في دائرة مغلقة نتيجة لتجاهلنا للموروث الشعبي.

ولو نظرنا بعين يقظة الى كل ما خلفه الاجداد سنجد انه عبارة عن تجارب حياتية، وألوان مختلفة من الابداع المرتبط بالممارسات اليومية والفنون التي لا ينبغي التفريط فيها، واذا ما سمحنا لأنفسنا التفريط بالتراث، فسوف لن نستطيع تعريف الآخرين بهويتنا وكياننا ووجودنا واصالتنا.

وهكذا نصل الى سؤال مهم يتبادر الى الذهن ويراود اساتذة التراث ومرتاديه، هو: لماذا التراث الشعبي؟ ولكي نجيب عن هذا السؤال لا بد من الاقتناع بما للتراث من أهمية في حياتنا، اذ ان الماضي بالنسبة لنا تراث، وبالتالي هل ينبغي ان نحافظ عليه ام نتركه ونجري وراء مصالحنا وحياتنا العصرية؟ وهل من الممكن ان ننساه وننسى تاريخاً حضارياً حافلاً بالابداع والانتاج والعمل؟ ولو أهملنا الماضي، فإننا سوف نتسبب في محو حياة شعبية حافلة، وعندها سنكون هامشيين ومجرد كيان بشري لا اساس له، ولا منبع، فالاصول في تعريف الكيان هي الجذور، ومن لا ماضي له فسوف يعيش معلقاً في مهب الريح. ولكن الحضارات الانسانية والتطورات العصرية والاكتشافات الهائلة في المجالات المختلفة يجب ألا تفصلنا عن زمن الغوص والسفر وزمن الوبر والجمل وزمن (اليازرة) والفنون والحرف القديمة. يجب الا ننفصل عن تلك الحواضر التي تراكمت عبر العصور والأزمنة، وعلى هذا الاساس يقفز الى الذهن التفكير في التراث والثقافة الشعبية، ومدى فائدة توظيفها في هذا العصر، فإذا كان زمن الغوص ولى، فإن أدبيات وارهاصات ذلك الزمان تساعدنا على بناء مجتمع قادر على النهوض، مسترشداً بتجارب واجتهادات الأولين، ومستلهماً من الثقافة القديمة الصور والنماذج الابداعية الجميلة.

الثقافة الشعبية

إن المجتمع في الإمارات والخليج العربي من المجتمعات المتحضرة التي استطاعت ان تنطلق في رحاب التطوير في جميع الميادين التعليمية والاقتصادية والتجارية والصناعية، واصبح الناس يقيمون في مدن ويركبون السيارات والطائرات ويشاهدون التلفزيون ويستمتعون بالسينما والقنوات الفضائية ويستخدمون الانترنت ومختلف الوسائل التكنولوجية الحديثة التي قضت على المظاهر التقليدية التي كانت سائدة في الماضي. ومارست أجهزة الدولة الحديثة دوراً مهماً في بناء مجتمع حديث، لكن مع ذلك صححت الدول من اندفاعها نحو التطور، في المحافظة على اصالة المجتمع بإحياء الموروث الشعبي، وتعويد الناس على المحافظة على الفنون والعادات وبعض الحرف والمهارات الشعبية القديمة وقد اخذ ذلك اشكالاً وصوراً متنوعة.

إذا كان لا بد من التنبيه ونحن نتحدث عن التراث الشعبي والثقافة التقليدية، فمن الضروري الاشارة الى المزاوجة بين المجتمع الحديث المتطور وبين الحياة الشعبية التي خلفها الاجداد، والمقصود بالمزاوجة هنا عدم الانفصال بين الاثنين في النواحي الحياتية والتجارب الموروثة التي لا بد ان تحصر جيداً وتحلل وتقدم في ثوب جديد مع المحافظة على الصورة الابداعية أو الفكرة. وهذا هو المقصود بالثقافة الشعبية.. فهي خلاصة الحياة الشعبية. وقبل ان نتعرض الى الاساليب التي اتبعتها دولة الإمارات في محاولتها لحماية واحياء التراث الشعبي فإنه لا بد من تعريف ما هي الثقافة الشعبية المطلوب استمرارها والتي انتقلت من الأجداد الى الاحفاد واصبحت اليوم تقدم على انها خلاصة الكثير من التجارب والممارسات الحياتية، وهنا يتطلب منا الكثير من البذل للحفاظ على الموروث عن طريق مؤسسات تدعمها الدولة وتحافظ عليها وتضمن تقديمها وعرضها بالطريقة الجميلة غير المشوهة أو المحرفة. والثقافة الشعبية هي كل ما خلفته الحياة الشعبية من ملامح ابداعية وفكرية متداولة وما زال الناس متمسكين بها الى الآن. فهي لا تموت بل تظل في نوازعنا وأفكارنا وتوجهنا، واذا ما نظرنا الى تصرفات

وً السموحهَ

.] عصفورة العلمـ ماقصرت ].ٍ

.[ واذا تبين زوود ].ٍ نحنـ فـ الخدمه .@!

شكرا لكل من رد على الموضوع وافادني…
1- رمز الوفا..
2- عصفورة العلم …

بصراحة انا كنت متوقعة ان محدش هيرد بس الحمد لله … وشكرا ليكو تاني..

مع تحياتي مروة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.