نباتات القرم هي مجموعة من الأشجار والشجيرات تنمو في مناطق ما بين المد والجزر على السواحل البحرية. وهي نباتات مقاومة للملوحة وذلك لوجود خواص تساعدها على التكيف كإفراز الأملاح عن طريق غدد ملحية خاصة أو تركيز الأملاح في الأوراق ثم التخلص منها. كذلك تتميز هذه النباتات بانتشار جذورها الهوائية في مسافات متفرقة من الأراضي الطينية التي تنمو فيها حيث تكون التربة فقيرة الأكسجين.
هذا ويتواجد في البحرين نبات القرم (الشورى) Avicenna marina الذي يتواجد في خليج توبلي و بصورة خاصة في محمية راس سند.
ومن المعروف أن بيئات نباتات القرم تتميز بتنوعها الحيوي الكبير ، فهي تكون نظاماً بيئياً غنياً ذا إنتاجية عالية من حيث كونه ملجأ للعديد من الكائنات الحية ، كذلك تجذب بيئات القرم الأسماك و القشريات الهامة اقتصاديا وتكمن أهمية البيئات أيضا في كونها مواقع حضانة لصغار العديد من الكائنات البحرية حيث تجد فيها الغذاء والحماية.
*هذا وتتعرض نباتات القرم الموجودة في راس سند بالإضافة إلى الضغوط البيئية الطبيعية التي تتمثل في درجة الحرارة و الملوحة إلى تهديد بقائها وذلك نتيجة الردم والتلوث.
ومن هذا المنطلق تولي شئون البيئة اهتماما كبيراً بهذه البيئة النادرة.
– محمية خور القرم:
يقع هذان الخوران بالقرب من فندق هيلتون وقد أخذا تسميتهما من أشجار القرم الكثيفة التي تغطي الخورين وتحجب رؤية مياهما من الطريق العام وهذان الخوران مساحتهما لا تتجاوز ربع كيلومتر مربع ولكن الخورين يتمتعان بميزات طبيعية مهمة حيث الوجود الكثيف لأشجار القرم يدفع بالكثير من الطيور إلى بناء أعشاشها في هذين الخورين وتوجد أيضا بعض الدورات الحيوية لبعض الكائنات الدقيقة وبعض النباتات وتوجد في الخورين أنواع من الأسماك القادرة على العيش في المياه القليلة الملوحة يبلغ مجموعها حوالي 9 أنواع بينما عدد أنواع النباتات حوالي 13 نوعا وهناك توجه لدى الجهات المعنية للنظر في إقامة مشاريع سياحية في الخورين أو بالقرب منهما يكون جزءا من ريع هذه المشاريع للحفاظ على المواقع وتطويرها والمحافظة على بيئتها الحيوية وربما لن ترى هذه المشاريع النور قبل ظهور قانون إدارة المحميات.
– مشاريع البيئة:
كما اهتمت هيئة أبحاث البيئة والحياة الفطرية وتنميتها بأبحاث وزراعة النباتات الملحية وخاصة أشجار القرم التي تعتبر ذات أهمية اقتصادية وبيولوجية كبيرة، فضلاً عن كون سيقانها تستخدم في الحصول على أخشاب البناء وكذلك حطب الحريق، وتستخدم أوراقها وأفرعها الصغيرة أعلافاً جيدة للإبل والماعز، وأهم من ذلك كله الوظيفة البيولوجية الأساسية التي تؤديها هذه الأشجار، حيث تقوم بيئة الجذور بوظيفة محاضن طبيعية للثروة السمكية، إذ تعتب ملجأً للأسماك الصغيرة، كما تعتبر الحاضن الطبيعي الوحيد للروبيان، وفي نفس الوقت تقوم بحماية الشواطئ من التآكل ونحر البحر، وتجميع المواد الغذائية، كما تستخدم مأوى لتعشيش الطيور.
ووقعّت الهيئة في 26 فبراير 2001 بأبوظبي مذكرة تفاهم مع المركز الدولي للزراعة الملحية لتعزيز التعاون بين الطرفين في المجالات البيئية والزراعية. وسيتم بموجب مذكرة التفاهم تنفيذ مشروعين لإكثار زراعة أشجار القرم، يهدف الأول إلى ادخال سلالات جديدة من نبات القرم يتم احضارها من الباكستان واليابان وزراعتها على سواحل مدينة أبوظبي كمرحلة أولى، على أن يتم تعميمها على الإمارات الأخرى في حال نجاح المشروع، فيما يشمل المشروع الثاني دراسة الخصائص الخاصة لنبات القرم للتعريف على أسباب نجاح زراعته في بعض المناطق، وعدم نجاحه في مناطق أخرى .
كما نفذت الهيئة بالتعاون مع شركة البترول اليابانية / جودوكو / وبلدية أبوظبي ، مشروعاً كبيراً لتطوير زراعة أشجار القرم في المناطق الساحلية لإمارة أبوظبي، حيث تم انشاء مشتل بالقرب من جسر المقطع في أكتوبر 1999 يوجد به حالياً نحو 1500 شتلة من مختلف أنواع أشجار القرم .
– ما هي فوائد اشجار القرم ؟
1. تعتبر البيئة الساحلية الغنية باشجار القرم من انسب المناطق لتكاثر وحضانة انواع الاسماك والربيان و القشريات الاخرى .
2. تعتبر موردا للاخشاب التي تستخدم في كثير من الصناعات مثل صناعة الفحم والمنتجات الخشبية الأخرى.
3. تساهم في الحفاظ على انواع الحياة البرية والبحرية ، وعلى حياة انواع مختلفة من الطيور .
4. تساهم في حماية المناطق الساحلية وتاكل تربتها من اثر التعرية بفعل الامواج .
5. تزود المياه المحيطة بها بكمية كبيرة من المواد العضوية التي تساهم في اثراء البيئة المائية حولها.
عساك (ع) القوة
جزيت خيرا
يغلق