السلام عليكم ورحمة اللهوبركاته
ظاهرة غياب التلاميذ عن المدرسة
تعتبر ظاهرة غياب التلاميذ عن المدرسة من الظواهر النفسية والتربوية والاجتماعية الهامة . ولهذا السبب تم اختيار موضوع هذا البحث الذي هو أحد موضوعات { مجلة العلوم التربوية } التي تصدرا جامعة الملك عبد العزيز العدد الثالث لعام 1410هـ ، وكان هذا العمل للأساتذة/ محمود عبد الحليم منسي – منصور أحمد – فوزية إبراهيم دمياطي … وهم أعضاء هيئة تدريس بجامعة الملك عبد العزيز .
وقد قمت بتلخيص هذا البحث وسرت وفق الترتيب الذي وضعه مُعدِّوا البحث ، مع التصرف البسيط إذا رأيت ذلك مناسباً .
مشكلــــة البحـــث
يمكن صياغة مشكلة البحث بالتساؤلات التالية :-
1. ما أهم الأسباب المدرسية التي تسهم في غياب التلاميذ والتلميذات عن المدرسة .
2. ما أهم الأسباب المرتبطة بميول التلاميذ والتلميذات نحو المدرسة والتي تسهم في غيابهم عن المدرسة .
3. ما أهم الأسباب النفسية التي تؤدي إلى غياب التلاميذ والتلميذات عن المدرسة .
4. ما أهم الأسباب الصحية التي تؤدي إلى غياب التلاميذ والتلميذات عن المدرسة .
5. ما أسباب الغياب المرتبطة بالأسرة .
أهـــداف البحث :- يهدف البحث إلى تحديد أسباب غياب الطلاب والطالبات في المرحلة المتوسطة ، وتقديم المقترحات التربوية والنفسية والاجتماعية التي تساعد في علاج ظاهرة غياب التلاميذ عن المدرسة .
الإطار النظري للبحث :- ذكر الباحثون تحت هذا العنوان بعض التعريفات لغياب الطالب منها تعريف أبو العباس والديب 1974م " عدم الانتظام في حضور الطالب أو الطالبة كل أو بعض الدروس بالمدرسة في بعض الأيام المدرسية " وعرفه سير فنتس 1965م أنه " الحضور القليل إلى المدرسة غير المنتظم " .
كما ذكر الباحثون أن هناك دراسات سابقة أن الغياب من أهم أسباب التسرب من المدرسة .
منهـــج البحــث :-
اتبع الباحثون المنهج الوصفي المسحي لدراسة ظاهرة غياب التلاميذ والتلميذات من المدارس ومعرفة أسبابها من خلال آراء التلاميذ والتلميذات أنفسهم .
أدوات البحـــث :
– استخدم في البحث الاستبانة بعد أن عرضت العبارات التي تضمنتها الاستبانة على عدد من أعضاء هيئة التدريس كمحكمين وقد تم استبعاد المفردات التي لم يتفق عليها أكثر من 10% من المحكمين وقد روعي في صياغة الاستبانة التناسب بين الطلابمن حيث العمر والمستوى الثقافي والمستوى الاقتصادي .
عينـــة البحــث :
– تتكون عينة البحث من (280) طالباً وطالبة تم اختيارهم بطريقة عشوائية من ثمان مدارس متوسطة بالمدينة المنورة أربعة للبنين ، وأربعة للبنات .
نتـــائج البحــث :-
بعد أن قام الباحثون بتحليل نتائج البحث توصلوا إلى الإجابة على كل تساؤل من تساؤلات البحث على النحو التالي :
أولاً : الأسباب المدرسية المرتبطة بغياب التلاميذ والتلميذات عن المدرسةهناك ثلاثة أسباب مدرسية وهي :
1. أسباب مرتبطة بالمعلمين .
2. أسباب مرتبطة بالمناهج المدرسية .
3. أسباب مرتبطة بالبيئة المدرسية .
(1) الأسباب المرتبطة بالمعلمين :-
توضح النتائج الخاصة بتحليل البعد الخاص بأسباب غياب التلاميذ عن المدرسة المرتبطة بالمعلمين ، أن أهم الأسباب هو عدم اشتراك المعلمين مع التلاميذ في الأنشطة غير المدرسية وعدم تشجيع الطلاب بالحوافز داخل الفصل واستخدام أعمال السنة في ضبط التلاميذ ، وإرهاقهم بالواجبات وعدم مساهمة المعلمين في حل مشكلات الطلاب .
وقد أشار الباحثون إلى أنه لا توجد فروق بين التلاميذ والتلميذات في العوامل المرتبطة بالمعلمين التي تسهم في الغياب عن المدرسة .
(2) الأسباب المرتبطة بالمنهج :-
من خلال تحليل إجابات الطلاب والطالبات حول البعد الخاص بالمناهج الدراسية وعلاقتها بظاهرة غياب التلاميذ عن المدرسة ، وجد أنه من أهم الأسباب هي .. عدم إحساس التلاميذ بفائدة المقررات الدراسية في الحياة اليومية ، وطول المقررات ، وصعوبة بعض الموضوعات ، وصعوبة فهم بعض الألفاظ .
وقد أشار الباحثون إلى أنه لا يوجد فروق ذات دلالة إحصائية بين التلاميذ والتلميذات في أسباب الغياب المرتبطة بالمناهج الدراسية .
(3) الأسباب المرتبطة بالبيئة المدرسية :-
قام الباحثون بتحليل إجابات عينة التلاميذ والتلميذات ووجدوا أن الأسباب تتركز حول الخوف من مدير المدرسة الذي يستعمل العقاب البدني في ضبط سلوك التلاميذ والخوف من قسوة المعلمين . وكذلك سوء العلاقة بين الطلابإضافة إلى رداءة المباني المدرسية .
وقد لاحظ الباحثون أن هناك فروق ذات دلالات إحصائية بين الطلاب والطالبات في ثلاثة مفردات هي :
1. " فناء المدرسة رديء للغاية " حيث كانت الفروق لصالح الطلاب وأعتقد أن هذا أمراً طبيعياً لكون الطلاب يفضلون ممارسة الأنشطة الرياضية ويحتاجون إلى فناء واسع بالمدرسة وهذا لا يتوفر بالمـدارس المستأجرة بخلاف الطالبات إذ تنفذ الأنشطة داخل المدرسة .
2. " أجد صعوبة مواصلات عند ذهابي إلى المدرسة " وكانت الفروق لصالح الطالبات . وأعتقد أن هذا يعود إلى طبيعة المجتمع السعودي المحافظ إذ لا تخرج المرأة بدون محرم ، وهذا ينع** على مرونة المواصلات بالنسبة للمرأة .
3. " الفصول ضيقة وغير مريحة " وكانت الفروق لصالح الطالبات وربما يعود ذلك إلى أن الطالبات ينفذن الأنشطة داخل الفصول وهذا يسبب لهن ازدحام داخل المدرسة .
ثانياً : أهم الأسباب المرتبطة بميول التلاميذ والتلميذات نحو المدرسة والتي تسهم في غيابهم عنها :
قام الباحثون بتحليل إجابة عينة البحث من التلاميذ والتلميذات المتعلقة بميول التلاميذ نحو المدرسة . وجدوا أن من أهم الأسباب .. عدم حبهم للمدرسة وعدم رغبتهم في الدراسة وعدم قناعتهم بالأنشطة المدرسية وأساليب التدريس المتبعة وسرورهم عند غياب أحد المدرسين .
ولم يجد الباحثون فروق ذات دلالات إحصائية بين التلاميذ والتلميذات في أسباب الغياب المتعلقة بالدافعية نحو المدرسة .
ثالثاً : أهم الأسباب النفسية المرتبطة بغياب التلاميذ والتلميذات عن المدرسة :
بعد أن حلل الباحثون إجابة عينة البحث حول الأسباب النفسية التي تسهم في غيابهم وجدوا أن هناك أسباب يرجع بعضها إلى سوء توافق التلاميذ مع أنفسهم أو مع زملائهم في المدرسة أو مع معلميهم تع** صورة القلق عند التلاميذ ومن أمثلة ذلك .. خوفهم الشديد من الامتحانات والتردد عند اختيار الإجابة المناسبة وكذلك الإحساس بالاضطهاد والشك في الآخرين والإحساس بالقلق العام .
وأعتقد أن هذا يعود إلى طبيعة البيئة المدرسية والبيئة الاجتماعية الأمر الذي ينع** على نفسيات الطلاب .
هذا وقد لاحظ الباحثون أنه لا يوجد فروق ذات دلالات إحصائية بين الجنسين في الأسباب النفسية المرتبطة بغياب التلاميذ والتلميذات عن المدرسة .
رابعاً : الأسباب الصحية المرتبطة بظاهرة غياب التلاميذ والتلميذات عن المدرسة:
وجد الباحثون أن أهم الأسباب الصحية المؤدية إلى غياب التلاميذ يعود إلى سوء الحالة الصحية ، والشعور بالصداع نتيجة الانتباه لفترات طويلة في الفصل وعدم كفاية دورات المياه ، ولم يلاحظ الباحثون فروق ذات دلالات إحصائية بين الجنسين في الأسباب الصحية ، وربما تكون هذه الأسباب نتيجة عدم تفعيل الوحدة الصحية المدرسية وسوء تنظيم الفسح ، وطبيعة تصميم المباني المستأجرة .
خامساً : الأسباب المتعلقة بالأسرة التي تؤدي إلى غياب التلاميذ:
بتحليل إجابات عينة الدراسة حول الأسباب المتعلقة بالأسرة التيتساعد في غياب التلاميذ والتلميذات عن المدرسة وجدوا أن هناك أسباب من أهمها .. عدم حضور أولياء الأمور مجالس الآباء والمعلمين الذي يوثق الثقة بين البيت والمدرسة ، وكذلك عدم زيارة الوالدين للمدارس والسؤال عن أبنائهم وعدم متابعة الوالدين لأبنائهم في المنزل . كما لاحظ الباحثون أنه لا توجد فروق ذات دلالات إحصائية بين التلاميذ والتلميذات .
التعليق : قد تعود الأسباب إلى انشغال الوالدين بأعمالهم وكذلك وعدم الوعي عند الكثيرين بأهمية زيارة المدرسة ومتابعة الأبناء .
مقترحات البحث
مقترحات بشأن المعلمين والمعلمات :-
1. نوعية المعلمين وتدريبهم على الأمور الآتية :
إدراك الفروق الفردية بين الطلاب .
أساليب التعزيز المناسبة .
الدقة في درجات التحصيل .
عدم إرهاق الطالب بالواجب المنزلي .
التدريس العلاجي لصعوبات التعلم.
2. مقترحات بشأن المناهج المدرسية :
الاهتمام بالكيف وتخفيف الكم في المناهج .
تبسيط المناهج الدراسية ومناسبتها لقدرات وميول التلاميذ .
يجب أن تتضمن المناهج الدراسية بعض الأنشطة التعليمية .
ربط المناهج بالبيئة المحلية .
ينبغي مراجعة المناهج بشكل دوري وتجديد الموضوعات .
3. مقترحات بشأن البيئة المدرسية :
الاهتمام بالإرشاد الطلابي وتفعيل دوره .
تفهم ظروف الطلاب الذين يتغيبون عن المدرسة وعلاجها .
تحسين الوسائل المساعدة لعملية التعليم .
التوسع في إنشاء المباني المناسبة والمهيأة .
تحسين العلاقة مع التلاميذ وتخفيف العقاب البدني .
4. مقترحات بشأن ميول التلاميذ نحو المدرسة :
تطبيق نظام المقررات الاختيارية في المدارس .
توعية التلاميذ عن طريق وسائل الإعلام .
منح الجوائز للطلاب المتفوقين .
التوسع في الحفلات الترفيهية والأنشطة المناسبة لميول الطلاب.
5. مقترحات حول علاج الأسباب النفسية لغياب التلاميذ :
التخفيف من قلق الامتحانات باستخدام الاختبارات الدورية .
توثيق العلاقة بين المعلمين والتلاميذ من ناحية وبين التلاميذ وزملائهم من ناحية ثانية عن طريق الاشتراك في الأنظمة الجماعية .
عدم استخدام العقاب اللفظي .
6. مقترحات لعلاج الأسباب الصحية لغياب التلاميذ :
تزويد كل مدرسة بممرض لتقديم الإسعافات الأولية .
نشر التوعية الصحية داخل المدارس وعمل بطاقات صحية .
الإشراف الصحي على المقصف المدرسي .
7. مقترحات حول الأسباب المتعلقة بالأسرة المرتبطة بغياب التلاميذ :
توعية الآباء بأهمية انتظام أبنائهم في المدرسة .
استمرار الاتصال بين البيت والمدرسة .
توعية الآباء بأهمية الجو المناسب للمذاكرة في البيت ومراعاة ظروف سن المراهقة .
توفير وسائل المواصلات للتلميذات من وإلى المدرسة .
م. للفائده
شكرا لج رؤية