تخطى إلى المحتوى

تفسر سورة الفاتحة للصف الأول 2024.

  • بواسطة

أتمنى أن يعجبكم ومنكم الدعاء

بسم الله الرحمن الرحيم "

" بِسْمِ اللَّهِ " أي : أبتدئ بكل اسم لله تعالى ، لأنلفظ " اسم " مفرد مضاف ،

فيعم جميع الأسماء الحسنى .

" اللَّهِ " هو المألوه المعبود ، المستحق لإفراده بالعبادة ، لما اتصف به منصفات

الألوهية وهي صفات الكمال .

" الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ " اسمان دالان على أنه تعالى ذو الرحمة الواسعة العظيمة التي

وسعت كل شيء ،وعمت كل حي ، وكتبها للمتقين المتبعين ، لأنبيائه ورسله .

فهؤلاء لهمالرحمة المطلقة ، ومن عداهم ، فله نصيب منها .

واعلم أن من القواعد المتفقعليها بين سلف الأمة وأئمتها ، الإيمان بأسماء الله

وصفاته ، وأحكام الصفات .

فيؤمنون مثلا ، بأنه رحمن رحيم ، ذو الرحمة التي اتصف بها ، المتعلقةبالمرحوم .

فالنعم كلها ، أثر من آثار رحمته ، وهكذا في سائر الأسماء .

يقال في العليم : إنه عليم ذو علم ، يعلم به كل شيء ، قدير ، ذو قدرة يقدرعلى كل شيء .

" الحمد لله ربالعالمين "

" الْحَمْدُ لِلَّهِ " هو الثناء على الله بصفاتالكمال ، وبأفعاله الدائرة بين الفضل والعدل ،

فله الحمد الكامل ، بجميعالوجوه .

" رَبِّ الْعَالَمِينَ " الرب ، هو المربي جميع العالمين .

وهم من سوى الله ، بخلقه إياهم ، وإعداده لهم الآلات ، وإنعامه عليهمبالنعم العظيمة ،

التي لو فقدوها ، لم يكن لهم البقاء .

فما بهم مننعمة ، فمنه تعالى .

وتربيته تعالى لخلقه .

نوعان : عامة وخاصة .

فالعامة : هي خلقه للمخلوقين ، رزقهم ، وهدايتهم لما فيه مصالحهم ،ا لتيفيها

بقاؤهم في الدنيا .

والخاصة : تربيته لأوليائه ، فيربيهمبالإيمان ، ويوفقهم له ، ويكملهم ، ويدفع عنهم

الصوارف ، والعوائق الحائلةبينهم وبينه .

وحقيقتها: تربية التوفيق لكل خير ، والعصمة من كل شر .

ولعل هذا المعنى ،هو السر في كون أكثر أدعية الأنبياء بلفظ الرب .

فإن مطالبهم كلها داخلة تحت ربوبيته الخاصة .

فدل قوله " رَبِّالْعَالَمِينَ " على انفراده بالخلق والتدبير ، والنعم ، وكمال غناه .

وتمام فقر العالمين إليه ، بكل وجه واعتبار .

" مالك يوم الدين "

" مَالِكِيَوْمِ الدِّينِ " المالك : هو من اتصف بصفة الملك التي من آثارها أن يأمر وينهى،

ويثيب ويعاقب ، ويتصرف بمماليكه بجميع أنواع التصرفات ، وأصناف الملك ليومالدين ،

وهو يوم القيامة ، يوم يدان الناس فيه بأعمالهم ، خيرها وشرها ، لأنفي ذلك اليوم ،

يظهر للخلق تمام الظهور ،كمال ملكه وعدله وحكمته ، وانقطاعأملاك الخلائق .

حتى إنه يستوي في ذلك اليوم ، الملوك والرعايا والعبيدوالأحرار .

كلهم مذعنون لعظمته ، خاضعون لعزته ، منتظرون لمجازاته ،راجون ثوابه ، خائفون

من عقابه ، فلذلك خصه بالذكر ، وإلا ، فهو المالك ليومالدين وغيرة من الأيام .

" إياكنعبد وإياك نستعين "

وقوله " إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَنَسْتَعِينُ " أي : نخصك وحدك بالعبادة والاستعانة .

لأن تقديم المعموليفيد الحصر ، وهو إثبات الحكم للمذكور ، ونفيه عما عداه .

فكأنه يقول : نعبدك ، ولا نعبد غيرك ، ونستعين بك ، ولا نستعين بغيرك .

وتقديم العبادةعلى الاستعانة ، من باب تقديم العام على الخاص ، واهتماما

بتقديم حقه تعالىعلى حق عبده .

و " العبادة " اسم جامع لما يحبه الله ويرضاه من الأعمال ،والأقوال الظاهرة والباطنة .

و " الاستعانة " هي الاعتماد على الله تعالىفي جلب المنافع ، ودفع المضار ، مع

الثقة به في تحصيل ذلك .

والقيامبعبادة الله والاستعانة بهما هو الوسيلة للسعادة الأبدية ، والنجاة من جميع

الشرور ،فلا سبيل إلى النجاة إلا بالقيام بهما .

وإنما تكونالعبادة عبادة ، إذا كانت مأخوذة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم

مقصودابها وجه الله .

فبهذين الأمرين تكون عبادة .

وذكر " الاستعانة " بعد " العبادة " مع دخولها فيها ، لاحتياج العبد في جميع عباداتهإلى

الاستعانة بالله تعالى .

فإنه إن لم يعنه الله ، لم يحصل له مايريده من فعل الأوامر ، واجتناب النواهي .

" اهدنا الصراط المستقيم "

ثم قالتعالى : " اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ " أي : دلنا وأرشدنا ، ووفقنا إلىالصراط

المستقيم ، وهو الطريق الواضح الموصل إلى الله ، وإلى جنته ، وهومعرفة الحق

والعمل به ، فاهدنا إلى الصراط واهدنا في الصراط .

فالهداية إلى الصراط ، لزوم دين الإسلام ، وترك ما سواه من الأديان .

والهداية في الصراط ، تشمل الهداية لجميع التفاصيل الدينية علماً وعملاً .

فهذا الدعاء ، من أجمع الأدعية ، وأنفعها للعبد ولهذا وجب على الإنسان أنيدعو الله

به في كل ركعة من صلاته ، لضرورته إلى ذلك .

" صراط الذين أنعمت عليهم غيرالمغضوب عليهم ولا الضالين "

وهذا الصراط المستقيم هو " صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ " من النبيين والصديقين

والشهداءوالصالحين.

" غَيْرِ " صراط " الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ " الذين عرفوا الحقوتركوه كاليهود ونحوهم .

و " لا" صراط " الضَّالِّينَ " الذين تركوا الحقعلى جهل وضلال ، كالنصارى ونحوهم .

فهذه السورة ، على إيجازها ، قد احتوتعلى ما لم تحتو عليه سورة من سور القرآن .

فتضمنت أنواع التوحيد الثلاثة : توحيد الربوبية يؤخذ من قوله " رَبِّ الْعَالَمِينَ " .

وتوحيد الإلهية وهوإفراد الله بالعبادة، يؤخذ من لفظ " اللَّهِ "

ومن قوله " إِيَّاكَنَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ " .

وتوحيد الأسماء والصفات ، وهو إثباتصفات الكمال لله تعالى ، التي أثبتها لنفسه ،

وأثبتها له رسوله من غير تعطيلولا تمثيل ولا تشبيه ، وقد دل على ذلك لفظ

" الْحَمْدُ " كما تقدم.

وتضمنت إثبات النبوة في قوله " اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ " لأنذلك ممتنع بدون الرسالة .

وإثبات الجزاء على الأعمال في قوله " مَالِكِيَوْمِ الدِّينِ " وأن الجزاء يكون بالعدل ، لأن الدين

معناة الجزاء بالعدل .

وتضمنت إثبات القدر ، وأن العبد فاعل حقيقة ، خلافا للقدرية والجبرية .

بل تضمنت الرد على جميع أهل البدع والضلال في قوله " اهْدِنَا الصِّرَاطَالْمُسْتَقِيمَ "

لأنه معرفة الحق والعمل به .

وكل مبتدع وضال فهومخالف لذلك .

وتضمنت إخلاص الدين لله تعالى ، عبادة ، واستعانة في قوله :

" إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ " .

والحمد لله ربالعالمين .


الملفات المرفقة

بارك الله فيك اخي
والله يعطيك العافية

الملفات المرفقة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تسلم الاياديخليجية

الملفات المرفقة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

يزاك ربي الخير اخوي..

وتسسلم يمناك..

ما قصصرت

الملفات المرفقة

Thanx

الملفات المرفقة

بارك الله فيك
والله يعطيك الف العافية

الملفات المرفقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.