الاستعجال آفة خطيرة اعتبرها حيث لي معها تجارب
قضت على بعض أحلامي ومشاريعي
حيث عندما أقترب من مشروع مهم يحدث عندي الاستعجال
وبذلك ينتهي عندها المشروع
ما تفسير الاستعجال لدى علم النفس
وكيف يمكنني السيطرة على استعجالي ؟ أو ما هو العلاج ؟ أو الحل إن وجد لها ذلك ؟
هل من نصائح أو إرشادات أستفيد منها ..؟!
…………………
علاج الإستعجال
يقول الأستاذ الدكتور :- السيد محمد نوح رحمه الله فى كتابه آفات على الطريق فى سبل العلاج ولقد نقلناها باختصار قليل :-
1- إمعان النظر في الآثار و العواقب المترتبة على الاستعجال ، فإن ذلك مما يهدئ النفس ويحمل على التريث و التأني .
2- دوام النظر في كتاب الله عز وجل ، فإن ذلك يبصرنا بسنن الله في الكون وفي النفس ، وفي التشريع ومع العصاة و المكذبين و البصيرة بهذه السنن تهدئ النفس وتساعد على التأني والتروي ، قال الله تعالى :- ( … سأريكم آياتي فلا تستعجلون ) ..
3- دوام المطالعة في السنة و السيرة النبوية ، فإن ذلك مما يوقعنا على مقدار ما لاقى النبي صلى الله عليه وسلم من الشدائد و المحن ، وكيف أنه تحمل ، وصبر ولم يستعجل ، حتى كانت العاقبة له ، وللمنهج الذي جاء به .
4- مطالعة كتب التراجم و التاريخ ، فإن ذلك مما يعرفنا بمنهج أصحاب الدعوات والسلف في مجابهة الباطل ، وكيف أنهم تأنوا وتريثوا حتى مكن لهم ، وهذا بدوره يحمل على الاقتداء و التأسي ، أو على الأقل المحاكاة و المشابهة على حد قول القائل :-
فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم إن التشبه بالرجال فلاح
5- العمل في أحضان وفي ظل ذوى الخبرة والتجربة ممن سبقوا علي الطريق فإن ذلك من شأنه أن يجعل خطوات العاملين دقيقة محسوبة وأن يوفر عليهم الكثير من الجهد والوقت وباقي التكاليف .
6- العمل من خلال منهاج و برنامج واضح الأركان محدد المعالم يستوعب الحياة كلها ويأخذ بيد العامل من طور إلى طور ومن مرحلة إلى مرحلة فيشبع تطلعاته ويجيب على تساؤلاته ويرفع من مستواه.
7- الفهم الدقيق لأساليب ومخططات الأعداء فإن ذلك من شأنه أن يحمل العامل على النظر في عواقب الأمور وعلى التريث والتأني والتصرف بحكمة وعلى بينة .
8- عدم الرهبة أو الخوف من تسلط الأعداء وإحكامهم القبضة على العالم الإسلامي لأن ذلك يمكن أن يزول في لحظات وما هو على الله بعزيز :- ( لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد ) ..
9- مجاهدة النفس وتدريبها على ضرورة التريث والتأني والتروي .. فإنما الحلم بالتحلم ومن يتصبر يصبره الله والرجولة لا تكون إلا بذلك.
10- الانتباه إلى الغاية أو الهدف الذي من أجله يحيا المسلم ..فإن ذلك يحول دون الاستعجال ويحمل على إتقان المقدمات والوقوف عندها وعدم تجاوزها إلى النتائج .
11-الانتباه إلى موقف المسلم من المنكرات وأسلوب تغييرها فإن ذلك يبصره بمعالم الطريق ويحول بينه وبين الاستعجال .
• صور من مواقف تطبيق الأناة " التأني " :
*
عن أسامة بن زيد – رضي الله عنها – قال : بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحرقة من جهينة ، قال : فصبحنا القوم فهزمناهم ، قال : ولحقت أنا ورجل من الأنصار رجلاً منهم ، قال : فلما غشيناه قال : لا إله إلا الله ، قال : فكف عنه الأنصاري ، فطعنته برمحي حتى قتلته ، قال : فلما قدمنا بلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال : فقال لي : (يا أسامة ، أقتلته بعد ما قال : لا إله إلا الله ؟) قال : قلت يا رسول الله ، إنما كانت متعوذاً ، قال : فقال : (أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله) ، قال : فما زال يكررها حتى تمنيت أنى لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم.
*
* وكان النبي صلى الله عليه وسلم أعظم الناس أناة وتثبتاً ، فكان لا يقاتل أحداً من الكفار إلا بعد التأكد بأنهم لا يقيمون شعائر الإسلام ، فعن أنس ابن مالك – رضي الله عنه – (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا غزا بنا قوماً لم يكن يغزو بنا حتى يصبح وينظر ، فإن سمع أذاناً كف عنهم ، وإن لم يسمع أذاناً أغار عليهم).
*
* ولسمو الأناة أحبها الله عز وجل : قال صلى الله عليه وسلم للأشج : (إن فيك خصلتين يحبهما الله : الحلم والأناة).
*
* ومن أمثلة ذلك قصة سليمان مع الهدهد وتثبته وعدم عجلته ، قال الشاعر ابن هانئ المغربي :
وكل أناة في المواطن سؤدد* * * * * ولا كأناة من قدير محكم
*
وبهذا يعلم أن الأناة في كل شيء محمودة وخير إلا ما كان من أمر الآخرة ،
وبشرط مراعاة الضوابط التي شرعها الله حتى تكون المسارعة مما يحبه الله تعالى.
بارك الله فيج..
معلومات حلوة
تسلمين..
الله يسلمج
اشكرج ع مرورج الرائع