المقدمة:
بسم الله الرحمن الرحيم
حمداً لله وصلاة وسلاماً على رسول الله
اهلاً بكم وسهلا . . . . . . وناقة ورحلا
اهلاً بكم كلما غرد قمري وناح
وكلما رددت فوق المآذن حي على الفلاح
اهلاً بكم كلما لامس غصن غصنا
وكلما داعب خرير الماء أذنا
أهلا بكم كلما امتلأ جدول بماء الينبوع الصافي
وكلما ردد الوادي صدى أنشودة الراعي
اهلاً بكم فبكم يطيب لقاؤنا *** وتعانق الأطيار أوراق الشجر
ويقبل النجم المحب حبيبـــــــــــــه** وتضم الأرض أنوار القمـــــــر
عندما يحل المساء يبزغ البدر في السماء ناشراً في الكون الضياء ومبدداً بنوره الظلماء ، عندها تسعد القلوب بلقياكم وترقص طرباً لرؤياكم ونرحب بكم
فأهلا بكم
في تقريري المتواضع الذي يتكلم عن فتح … لكن فتح ماذا ؟؟؟ ….إنه فتح مكهـــ …. إنه فتح طيبه ….. فلتستعدوا لتروا ما يبهركم … فتريدون التحدي …..
الوضوع:
تقــرير عــن فـتح مـكهــ
أهمية مكة ::
تعتبر مكة عند المسلمين بيت الله، و هي حرام منذ خلق الله السماوات والأرض ، لكن الله أحلها إلى رسوله يوم الفتح: "وإنها أحلت لي ساعة من نهار ، وإنها لن تحل لأحدٍ بعدي ، فلا ينفّر صيدُها ، ولا يختلي شوكها ، ولا تَحِلُّ ساقطتها إلى لمنشد ، ومن قُتل له قتيل فهو بخير النظرين ، إما أن يفدى وإما أن يقتل " . قال رسول الله عن مكة : " والله إنك لخير أرض الله ، وأحب أرض الله إلى الله ، ولولا أني أُخرِجتُ منك لما خَرجتُ. الصلاة في المسجد الحرام يضاعف أجرها أضعافاً كثيرة حسب الإسلام، " صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام ، وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة "
الاستعداد ::
بعدها قام الرسول بتجهيز الجيش للخروج إلى مكة فحضرت جموع كبيرة من قبائل جهينة وبني غفار ومزينة واسد وقيس وبني سليم و الأنصار والمهاجرين. وقد دعى الرسول الله قائلا: اللّهم خذ العيون والأخبار عن قريش حتى نبغتها في بلادها [5]
وقام ابي حاطب بن أبي بلتعة بكتابة كتاب بعث به إلى قريشٍ مع امرأة ، يخبرهم بما عزم عليه رسول الله ، وأمرها أن تخفي الخطاب في ضفائر شعرها حتى لا يراها أحدٌ . فإذا الوحي ينزل على رسول الله عليه وسلم بما صنع حاطب ، فبعث الرسول علي بن أبي طالب والزبير بن العوام ليلحقا بالمرأة . وتم القبض عليها قبل أن تبلغ مكة ، وعثرا على الرسالة في ضفائر شعرها .
فلما عاتب النبي حاطباً اعتذر أنه لم يفعل ذلك ارتداداً عن دينه ، ولكنه خاف إن فشل رسول الله على أهله والذين يعيشون في مكة .
فقال عمر : " يا رسول الله ، دعني أضرب عنق هذا المنافق " . فقال رسول الله :
" إنه قد شهد بدراً ، وما يدريك لعل الله قد اطلع على من شهد بدراً فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم " وكان حاطب ممن حارب مع رسول الله في غزوة بدر . فعفا عنه.
مغادرة الجيش المدينة ::
وفي رمضان من السنة الثامنة للهجرة غادر الجيش الإسلامي المدينة إلى مكة ، في عشرة آلاف من الصحابة بقيادة رسول الله بعد أن استخلف على المدينة أبو ذر الغفاري . وصلوا " مر الظهران " قريباً من مكة ، فنصبوا خيامهم ، وأشعلوا عشرة آلاف شعلة نار . فأضاء الوادي . ولما كان بالجحفة لقيه عمه العباس بن عبدالمطلب ، وكان قد خرج بأهله وعياله مسلماً مهاجراً . وركب العباس بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم البيضاء ، يبحث عن أحد يبلغ قريشاً لكي تطلب الأمان من رسول الله قبل أن يدخل مكة .
الفتح ::
دخل رسول الله مكة من أعلاها وهو يقرأ قول القرآن : (( إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً )). أراد الرسول أن يري أبا سفيانٍ قوة المسلمين ، فحبسه عند مضيق الجبل . ومرت القبائل على راياتها ، ثم مر رسول الله في كتيبته الخضراء. فقال أبو سفيان : ما لأحدٍ بهؤلاء من قبل ولا طاقة .
ثم رجع أبو سفيانٍ مسرعاً إلى مكة ، ونادى بأعلى صوته : " يا معشر قريش ، هذا محمدٌ قد جاءكم فيما لا قبل لكم به . فمن دخل داري فهو آمن ، ومن أغلق عليه بابه فهو آمن ، ومن دخل المسجد فهو آمن ". فهرع الناس إلى دورهم وإلى المسجد . وأغلقوا الأبواب عليهم وهم ينظرون من شقوقها وثقوبها إلى جيش المسلمين ، وقد دخل مرفوع الجباه . ودخل جيش المسلمين مكة في صباح يوم الجمعة الموافق عشرين من رمضان من السنة الثامنة للهجرة .
دخل الجيش الإسلامي كل حسب موضعه ومهامه ، وانهزم من أراد المقاومة من قريش ، ثم دخل رسول الله المسجد الحرام والصحابة معه ، فأقبل إلى الحجر الأسود ، فاستلمه.
خاف الأنصار بعد الفتح من إقامة الرسول بمكة ، فقال لهم : ( معاذ الله ، المحيا محياكم ، والممات مماتكم).
هدم الأصنام ::
بعد الطواف بالكعبة أمر بتحطيم الأصنام المصفوفة حولها و كان عددها ثلاثمائة وستون صنماً مثبتة بالرصاص ، فجعل يطعنها ويقول : { جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً } الإسراء : 81 [7]
ثم دعا عثمان بن طلحة ، فأخذ منه مفتاح الكعبة ، فأمر بها ففتحت ، فدخلها فرأى فيها الصور فمحاها ، وصلى بها ، ثم خرج وقريش صفوفاً ينتظرون ما يصنع ، فقال : ( يا معشر قريش ، ما ترون أني فاعل بكم ؟) قالوا : أخ كريم وابن أخ كريم ، قال : ( فإني أقول لكم كما قال يوسف لإخوانه : {لا تثريب عليكم اليوم } اذهبوا فأنتم الطلقاء ).وأعاد المفتاح ل عثمان بن طلحة ، ثم أمر بلالاً أن يصعد الكعبة فيؤذن ،
الخطبة ::
وفي اليوم الثاني قام رسول الله ، وألقى خطبته المشهورة ، وفيها : ( إن الله حرم مكة يوم خلق السموات والأرض ، فهي حرام بحرام الله إلى يوم القيامة ،لم تحل لأحد قبلي ولا تحل لأحد بعدي ، ولم تحلل لي قط إلا ساعة من الدهر ، لا ينفر صيدها ، ولا يعضد شوكها ، ولا يختلى خلاها ، ولا تحل لقطتها إلا لمنشد) رواه البخاري .
العفو و البيعة ::
بايع الناس رسول الله ، فقد جلس عند قَرْنِ مَسْقَلة فجاءه الناس الصغار والكبار ، والرجال والنساء ، فبايعوه على الإيمان ، وشهادة أن لا إله إلا الله . وفما فرغ النبي من بيعة الرجال ، أخذ في بيعة النساء وهو على الصفا ، و عمر بن الخطاب قاعد أسفل منه ، فبايعهن عنه ، وبايعهن على أن لا يشركن بالله شيئاً ، ولا يسرقن ، ولا يزنين ، ولا يقتلن أولادهن ، ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن ، ولا يعصينه في معروف .
وهناك تقابل العباس بن عبد المطلب وأبو سفيان . فأخذه العباس بن عبدالمطلب إلى الرسول. بعد حوارٍ طويلٍ دخل أبو سفيانٍ في الإسلام . وقال العباس : " إن أبا سفيانٍ يحب الفخر فاجعل له شيئاً . فقال الرسول : " من دخل دار أبي سفيانٍ فهو آمن ومن دخل المسجد فهو آمن ومن أغلق بابه فهو آمن " .
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا معشر قريش ، ما ترون أني فاعل بكم ؟ " قالوا : " خيراً . أخٌ كريمٌ وابن أخٍ كريم " . فقال عليه الصلاة والسلام : " اذهبوا فأنتم الطلقاء".
النفر الذين أمر بقتلهم يوم الفتح ::
أمن النبي يوم فتح مكة كل من دخل المسجد أو أغلق عليه بابه، إلا أربعة أمر بقتلهم ولو وجدوا متعلقين بأستار الكعبة،: [8]
• عكرمة بن أبي جهل
• عبد الله بن خطل
• مقيس بن صبابة
• عبد الله بن سعد بن أبي السرح.