أدب المهجر وشكرا
القاهرة: إيهاب الحضري
ازداد عدد الأدباء العرب المهاجرين، واختفى «أدب المهجر»، أو هكذا نعتقد. لكن ما هو أكيد، ان أدباءنا المنتشرين في بقاع الأرض، ليس ثمة ما يجمعهم، ولا حتى مصطلح صغير يشير اليهم، أو يلم شتاتهم، في قاموسنا ولو لفظيا. أدب ينمو في المهاجر، بلا اسم أو حتى فضول يشدنا اليه. أو ليس من العار أن تلفظ الأمم أبناءها، إلى هذا الحد.
كنا ندرس «أدب المهجر» فتنتابنا حالة من الانخطاف إليه، والانبهار بمبدعيه. ففكرة الوطن البديل كانت تبدو جذابة لطلاب لم يتخطوا حدود بلادهم كما تسجلها الخرائط. مرت السنوات وتغيرت المفاهيم، وتحول العالم إلى قرية صغيرة يلتقي أبناؤها حتى لو لم يغادروا حدود أوطانهم، وتراجعت الأحاسيس التي كان «أدب المهجر» يثيرها في وجدان أجيال الدارسين. لكن مع إحياء الذكرى الخامسة والسبعين لرحيل جبران خليل جبران الذي يعد أحد المؤسسين لهذه الظاهرة الأدبية الفريدة ظهرت المفارقة، فرغم تزايد أعداد العرب المهاجرين وظهور مبدعين بينهم، إلا أن «أدب المهجر» اختفى، أو هكذا نعتقد. فهل كانت هذه الظاهرة الإبداعية نتاج ظرف تاريخي أكثر من كونها محصلة لغربة جغرافية؟
هذا السؤال وجد إجابات مختلفة، اتفقت على أن «أدب المهجر» موجود لكن بمفاهيم مختلفة. أي ان الأدب الذي يكتب في المهجر، لا يزال قائماً لكن المصطلح الذي يصلح للتعبير عنه، ويواكب المتغيرات التي حدثت لا يزال مفقودا!!
يقول الناقد الأدبي مجدي توفيق: «ان غياب المصطلح، رغم تضاعف أعداد العرب الذين يعيشون خارج بلدانهم، يعبر عن تغير في طريقة التفكير. وظني أن ظهور كلمة «الآخر» كان لها أثر كبير في أن نكف عن تصور المهجر مهجرا، لأنه أصبح فقط الأرض التي يعيش فيها الآخر الذي يمكن أن نلقاه في بلادنا ويمكن في الوقت نفسه أن نكون هناك من دون أن ننفصل عن أوطاننا. لقد تشابك العالم وتحطمت الحدود، لهذا لم تعد فكرة الهجرة تحمل نفس الوقع. هذا التغير الكوني الكبير، هو ما جعل كلمة «المهجر» ضعيفة الحضور في الثقافة العالمية. لكن في الوقت نفسه تألق «أدب المهجر»، وأخذ صورا متعددة. هناك أدباء عرب يكتبون باللغات الأجنبية، ويحملون في الوقت ذاته، نفس الحنين لبلدانهم، مثل أهداف سويف التي يصعب أن نعرف إن كان ما تكتبه ينتمي إلى ذكرياتها في مصر أم أنه أدب إنجليزي. إنها حالة تمثل الكسر الواضح للحواجز التي كنا نراها فيما كان يسمى أدب المهجر».
هناك معطيات تغيرت لا بد من أخذها بعين الاعتبار في رأي د. توفيق: «كان أدب المهجر مرتبطا بفكرة الهروب من الاضطهاد، أما الآن فمن يحلم بالسفر إلى أوروبا وأميركا، يفعل ذلك بهدف البحث عن ظروف أفضل. لم تعد كلمة الهجرة تحمل نفس معانيها الدرامية».
ربما تزايدت أعداد المبدعين العرب في أوروبا وأميركا، لكن الحالات تظل فردية وغير معبرة عن اتجاهات جمعية، نعلق، فيعترض د. توفيق: «هذا غير صحيح، لا نستطيع أن نحصي أعداد الشعراء العرب الذين يعيشون في أوروبا ولهم مجلات وتجمعات عديدة. انا شخصيا كنت أراسل إحدى مجلاتهم في النرويج، ومن خلالها اكتشفت وجود تجمعات أدبية كثيرة للأدباء العرب في أوروبا». هناك إذن أزمة تواصل لم يعان منها المهجريون القدماء، نسأل، فيجيب د. توفيق: «لا نشعر بكل هذه التجمعات لأن المشهد الأدبي الآن لا يسمح بوجود مذهب جديد، في حين أن أدب المهجر التاريخي ظهر في لحظة شهدت تحول الأدب العربي من الكلاسيكية إلى الرومانسية فأصبح الأدب المهجرى مقترنا بعلامات هذا التحول. الأدب الآن لا يحتاج إلى فكرة المذهبية، لأن أفق الحرية المتاح للكاتب لم يعد يتطلب تأسيس جماعة. والجماعات التي تتشكل حاليا لا تعتمد على إطار مذهبي، لكنها تعتمد على الاشتراك في بعض المفاهيم الجمالية من دون أن يتصور أحد أنه يطرح مذهبا جديدا. وبهذا يصعب تمييز حركات الأدباء العرب في أوروبا وأميركا بوصفها حركات جديدة، لكنها تمثل انعكاسا للواقع الأدبي الموجود في بلادنا».
د. يوسف نوفل، أستاذ النقد الأدبي بجامعة عين شمس، يرى أن الظاهرة لا بد أن تناقش في إطار ظروف عصرها: «الإطار الذي نشأ فيه أدب المهجر كان يعتمد على ظروف سياسية وعنصرية ودينية أدت إلى تتابع الهجرات بدءا من عام 1860 لتصل إلى أقصاها مع أواخر القرن التاسع عشر وبداية العشرين. وتفاعلت الأحداث في بلاد المهجر إلى أن ظهر الأدب الذي ينتمى إليها: «الرابطة القلمية» في الشمال، و«العصبة الأندلسية» في الجنوب. «ولهذا أنا أرى أن هذه الظاهرة مدينة في الأساس لعوامل مختلفة، عادت على الأدب بعد ذلك بكسب كبير». ويرفض د. نوفل ما يقال عن أفول هذا الأدب قائلا: «أستطيع أن أقول أن هناك أدبا، وإن لم يطلق عليه اسم أدب المهجر، فهناك من يكتب شعره بأكثر من لغة مثل حسن الزنجانى المتوفى عام 1946 وقد كتب شعره بالعربية والتركية والفارسية، وهناك أسماء عديدة يمكن أن أطرحها في هذا السياق، وأعتبرها قامت بهجرة لغوية إذا جاز التعبير».
نلفت د. نوفل إلى أن المثال الذي طرحه قديم في حين أن حديثنا ينصب على ما هو آني، فيقول: «يمكن أن نقسم أدب المهجر لموجات. فالموجة الأولى هي التي تعد الأكثر شهرة، تلتها الموجة التالية التي أشرت إليها قبل قليل، ثم جاءت الموجة الثالثة لكنها أقل حدة مثل قصي الشيخ عسكر في الدنمارك، وحنا جابر في الأرجنتين، وعباس الترجمان الذي ولد في كربلاء وعاش في إيران، والأمثلة كثيرة لشعراء استبدلوا بوطنهم وطنا آخر. ولا نستطيع أن ننكر أن وجود المبدع في بيئة أخرى غير بيئته يجعل الحالة قريبة الشبه بما حدث في الموجة الأولى، لكن المشكلة أننا لم نلتفت لهم. وقد أعددت موسوعة عن هؤلاء المبدعين ضمت 7500 شاعر دعوت خلالها للاهتمام بهم. وأنا أعتقد أن تاريخ الأدب المعاصر في حاجة إلى تصنيف، خاصة أن هؤلاء المبدعين لا يقلون على الإطلاق عن أدباء الموجة الأولى».
ويشير د. نوفل إلى ظاهرة أخرى يمكن أن تطرح في هذا السياق: «هناك موجة أخرى موازية، ومن الممكن أن تتعدد التسميات التي تطلق عليها، فماذا عن المبدع الذي ترك موطنه لسبب أو لآخر قد يكون شخصيا أو ناتجا عن خلاف مع السلطة؟ ماذا عن عبد الرحمن منيف وأحمد عبد المعطى حجازي وغيرهما؟ هل يمكن أن نهمل هذه الظاهرة؟». أشير إلى أن هؤلاء أنتجوا نوعا آخر من الأدب، اصطلح على تسميته بـ«أدب المنفى»، فيعلق د.نوفل: «أعتقد أنها موجة رابعة من أدب المهجر، ربما أطلق عليها البعض اسم أدب المنفى، لكنني لا أستطيع أن أعتبر فترة غربة حجازي نفيا. تسمية أدب المنفى ليست منطقية لأسباب تتعلق بتعريف المنفى وطبيعة عملية النفي ذاتها».
لكن الموجة الأولى من أدب المهجر تميزت بالمجهود الجماعي ودور الكيانات الأدبية في حين لا تمثل الأسماء التي أوردها د. نوفل في الموجات التالية إلا حالات فردية، أعلق، فيعقب: «هناك ظروف عديدة أسهمت في إبراز الموجة الأولى، فأنا أرى أن هناك سمات ضعف عديدة جدا لدى عدد من الشعراء الذين انتموا إليها، لكن ضخامة أسماء روادها، مثل جبران وإيليا أبو ماضي، هى التي جعلت صوتهم مسموعا. أنا لا أقلل من شأنهم لكنهم لم يكونوا على مستوى واحد، وما أفادهم هو هذا العمل المؤسسي الذي أشرت إليه. الموجات التالية لم تصل إلى النتيجة نفسها بسبب تغير الظروف، حتى مفهوم الهجرة نفسه أصبح مختلفا. فهناك شاعر قد لا يفارق وطنه لكنه يبدو بهمومه كأنه مهاجر، وهناك آخر يقيم في الخارج لكنه غير منقطع الصلة بوطنه، لقد غير الانفتاح على العالم وثورة الاتصالات طبيعة الأمور، وجعلا الظروف غير مواتية لصياغة مصطلح أدب مهجر جديد. إضافة إلى كل هذا نجد أن المهجريين الأوائل طبعوا بسمات مشتركة، جعلت لهم اتجاهاً واحداً، وهو ما تغير الآن. كما أن الذي وطد المهجريين القدامى هو ريادتهم للرومانسية التي كانت وظيفة اجتماعية في الأساس».
وينتهي د.نوفل إلى نتيجة: «من أجل كل ما سبق أعتقد أنه لن يكون هناك مصطلح يناسب المرحلة الحالية، بمقدورنا أن نطلقه على أدباء الخارج!».
بدورها تشير د. ثناء أنس الوجود، رئيسة قسم اللغة العربية بآداب عين شمس، إلى أن «أدب المهجر» لم يتراجع بقدر ما تراجع مفهوم المهجر ذاته. وتوضح: «انتفت الآن الخصائص التقليدية للمهجر، فلم يعد ذلك المكان الذي تقل احتمالات عودة من يذهب إليه لأن تطور وسائل النقل والاتصالات غيرت الظروف. يمكن أن أضرب مثالا بجميل عطية إبراهيم الذي يقيم في سويسرا، فبمجرد انتهائه من تأليف أحدث رواياته، اتصل بنا من هناك وعقدنا له ندوة في ورشة الزيتون (ملتقى أدبي يعقد ندوته يوم الاثنين من كل اسبوع). أى أن الهجرة لم تعد تحمل الدلالات نفسها. فالأديب الذي يقيم بالخارج لا ينفصل عن بلاده، بل يتابع ما يحدث بها ويتواصل مع بقية المبدعين عن طريق الانترنت، ويمكن أن يعود في زيارة سريعة ليناقش أحدث أعماله ويسافر، أيضا لم يعد هناك من يهاجر هربا من الاستبداد. لقد تغير مفهوم الوطن والأدب المرتبط بالوطن كذلك، فكيف يمكن أن يهاجر الأدب إذا كانت عين الأديب المقيم في الخارج على وطنه؟ ونتيجة تغير الظروف فقد الأدب المكتوب في الخارج أهم سمتين كانتا تميزانه وهما: الغربة والحنين. فالحنين لم يعد بنفس الحدة لأن الانتقال أصبح سهلا كما أن الغربة لم تعد موضة العصر».
غير أن د. ثناء أنس الوجود، تشير إلى نوع جديد من الأدب: «المغرب العربي كله ينظر لأوروبا على أنها امتداد له، وبالتالي يسافر أبناؤه، ومن بينهم أدباء وصحافيون، فيكتبون ويؤسسون صحفا، مما يجعل أوروبا
(وخاصة فرنسا واسبانيا) تمثل بديلا لأميركا التي استقبلت المهجريين الأوائل. وقد أنتج التقارب المغاربي ـ الأوروبي أدبا مكتوبا بالفرنسية ينتمي إلى حركة آداب ما بعد الاستعمار، لكن حتى هذه الكتابات لا تحمل سمتي الغربة والحنين اللتين تعتبران المميزتين لأدب المهجر».
—————————————————————
مفهوم أدب المهجر : هو الأدب الذي أنشأه العرب الذين هاجروا من بلاد الشام إلى أمريكا الشمالية والجنوبية في منتصف القرن التاسع عشر ، وكونوا جاليات عربية ، وروابط أدبية هناك .
دوافع الهجرة : طلب الرزق ، والتطلع إلى الحرية .
أبرز شعراء المهجر وكتّابه : إيليا أبو ماضي ، جبران خليل جبران ، ميخائيل نعيمة ، أمين الريحاني ، رشيد خوري ، فوزي المعلوف .
خصائص أدب المهجر من حيث المضمون :[LIST=1][*]النزعة الإنسانية : فقد امتد حبهم إلى الإنسان بغض النظر عن جنسه ولونه .[*]النزعة الروحية : ويراد بها التأمل في الحياة ، وأسرار النفس البشرية .[*]الحنين إلى الوطن : حيث شعروا بالغربة ، فنظموا شعرآ رقيقآ يفيض بحب الوطن .[*]الإتجاه إلى الطبيعة : حيث ارتبطوا بها ، وجسدوها في أشعارهم لأنها ملاذهم .[*]التجديد في الموضوعات والأغراض الشعرية : فالشعر عندهم تعبير عن موقف الإنسان في الحياة .[/LIST]خصائص أدب المهجر من حيث الشكل :[LIST=1][*]استخدام الألفاظ الموحية .[*]التساهل في الاستخدام اللغوي .[*]الوحدة العضوية .[*]التحرر من قيود الوزن والقافية .[*]الإهتمام بموسيقى اللفظ ، مما أدى إلى ظهور الشعر المنثور .[*]الرمز : فقد اتخذ شعراء المهجر من الأشياء الحسية رمزآ لمعنويات خفية .[/LIST]هذه كانت أبرز الأسئله المهمة في مادة الأدب لمفهوم أدب المهجر .
وبالتوفيق للجميع ان شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قبل فترة نزلت موضوع بإسم : الحقائق الأدبية – الحركة الشعرية في دولة الإمارات العربية المتحدة .
وهذا الموضوع يتحدث عن : الحقائق الأدبية – أدب المهجر .
—————————————————————
مفهوم أدب المهجر : هو الأدب الذي أنشأه العرب الذين هاجروا من بلاد الشام إلى أمريكا الشمالية والجنوبية في منتصف القرن التاسع عشر ، وكونوا جاليات عربية ، وروابط أدبية هناك .
دوافع الهجرة : طلب الرزق ، والتطلع إلى الحرية .
أبرز شعراء المهجر وكتّابه : إيليا أبو ماضي ، جبران خليل جبران ، ميخائيل نعيمة ، أمين الريحاني ، رشيد خوري ، فوزي المعلوف .
خصائص أدب المهجر من حيث المضمون :
1. النزعة الإنسانية : فقد امتد حبهم إلى الإنسان بغض النظر عن جنسه ولونه .
2. النزعة الروحية : ويراد بها التأمل في الحياة ، وأسرار النفس البشرية .
3. الحنين إلى الوطن : حيث شعروا بالغربة ، فنظموا شعرآ رقيقآ يفيض بحب الوطن .
4. الإتجاه إلى الطبيعة : حيث ارتبطوا بها ، وجسدوها في أشعارهم لأنها ملاذهم .
5. التجديد في الموضوعات والأغراض الشعرية : فالشعر عندهم تعبير عن موقف الإنسان في الحياة .
خصائص أدب المهجر من حيث الشكل :
1. استخدام الألفاظ الموحية .
2. التساهل في الاستخدام اللغوي .
3. الوحدة العضوية .
4. التحرر من قيود الوزن والقافية .
5. الإهتمام بموسيقى اللفظ ، مما أدى إلى ظهور الشعر المنثور .
6. الرمز : فقد اتخذ شعراء المهجر من الأشياء الحسية رمزآ لمعنويات خفية .
هذه كانت أبرز الأسئله المهمة في مادة الأدب لمفهوم أدب المهجر .
وبالتوفيق للجميع ان شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
ماشئ لا مقدمه و خاتمة …….
المهم يسلموو
=)