1
ـ استشعار المسؤوليةوبدونهذا لا يدرك المدرس منـزلته ورسالته ، ولا يؤدي عمله ومهمته ، ولذلك المنهجالإسلامي ينشأ في على أن الإنسان مسؤول بين يدي الله – عز وجل – ، لكننا عندما ننظرالى التخصيص نجد أن التخصيص قد ورد في أمور بعينها ومنها العلم كما في الحديثالمعروف: ( لا تزول قدما عبد حتى يسأل من أربع … – ومنها- عن علمه ماذا عمل به (
ومعلوم أيضا أن أول ثلاثة تسعر بهم النار يوم القيامة منهم الذي علم ليقالعالم . ولم يعلم بالإخلاص ، والقيام بالمهمة والمسؤولية كما أراد الله – سبحانهوتعالى -عن أبى الدرداء – رضي الله عنه – أنه كان يقول: " إني لأخشى في يوم القيامةأن يقول لي الله -عز وجل – : يا عويمر، فأقول : لبيك يا رب، فيقول: ما عملت فيماعلمت ؟.
فعندما يستشعر المدرس مسئوليته حينئذ يمكن أن يعول عليه كثيرا باذنالله – عز و جل – .
2
ـ الأمانة العلميةوهذا يقتضي منه أمور كثيرة ومنها :
أ- الإتقان في مجال التخصص وفي مادته العلمية ؛ فإن هذا من أعظم الأمورالمعينة على القيام بمهمته ، فلا بد أن يستزيد دائماً ، وأن يراجع دائماً ، وأنيبحث كثيراً ، وأن يحاول دائما أن يكون متمكناً تمكناً جيداً في تخصصه .
ب – ماأعلنه النبي – صلى الله عليه وسلم – أمام الصحابة وأمام الملأ من المسلمين عندماجاءه سائل يسأله عن الساعة ، فقال النبي – صلى الله عليه وسلم – : ما المسئول عنهابأعلم من السائل؟ و لا حرج اذا سئل عما لا يعلم أن يقول : لا أعلم فهذه من الأمانةالعلمية.
ج- أن يقبل من طلابه ومن زملائه ما قد يلفتون نظره إليه من خلل أوخطأ فيما قاله أو فيما أرشد إليه وهذا أمر مهم جداً .
3
ـ مسئوليته عنعلمهفهو المسئول عن صيانته هذا العلم وحفظه .. بعض المدرسين – و هذا يحصل كثيرابسبب التكرار ، و بسبب الأمور والأوضاع الإدارية والفنية التي يمر بها المعلم – يتخرج من جامعته فيبدأ بالتدريس و بدلا من أن يستزيد من علمه إذا به يتآكل علمه ،لأنه كان يدرس في الجامعة موضوعات كبيرة ، و كتب كبيرة ، ومسائل دقيقة ، فلما جاءإلى التدريس جاء الى مستوى معين من الطلاب ينبغي أن يعطيهم بقدر ما هو مقرر فيالمنهج ، وبقدر عقولهم وإفهامهم ، فنـزل إلى مستواهم ، وبقي معهم ، وضيع كل ما أخذهمن العلم ما ليس في هذه المناهج ، مع السنوات انتهى أمره إلى أنه أصبح متخصص في هذهالكتب ، بمعنى أنه إذا صح التعبير مع التحفظ و الاعتذار للمعلمين ، مثله مثل الطالبالذي يتمرس في المنهج ، لو أن طالب درس المنهج و رسب أعاده مرة ثانية أو درس دروسخصوصية أو كذا ، يقولون : هذا طالب معيد يعني عنده خبره ، يمكن أن يكون مدرس مثلالمدرس ، ولا فرق بينه و بين المدرس الذي ذكرنا وصفه ، لماذا ؟ لأنه حصر نفسه فيهذا الجانب ، لذلك ينبغي للمدرس أن لا يكون بهذا الأمر .
4
ـ التواضع ولينالجانبالحقيقة في بعض الأحوال تجد المدرس يفتعل الهيبة والوقار ، وهما أمرانمهمان للمدرس ولشخصيته ، لكنه يظنها أو يتصور هذه الهيبة وذلك الوقار والاحترامبصورة خاطئة ، فلا يمكن أن تفتر شفتاه عن ابتسامة ، ولا يمكن أن يأتي إلا مقطبالجبين ، مكشّر الوجه ، ولا يسمع منه الجاد والحاد في الوقت نفسه .
ويرى الطالبحينئذ أنه أمام عقبة صعبة شديدة قاسية مغلفة ، فلا يمكن أن يكون هناك واصل بينماالتواضع ولين الجانب له أثره الكبير في أداء المهمة التعليمية والتربوية والسلوكيةالتي أشرنا إليها ، لذلك بعض المدرسين القدماء أحيانا يوصون بعض زملائهم الجدد : إحذر أن تقول كلام هين ، ولا تصاحب طالباً ، ولاتقدم أي صورة من صور التواضع واللين .. و هذا خطأ .
5
ـ الصبروهذه معاني كلية معروفة . كنت بالأمس معأحد المدرسين و نتناقش حول ما قد يطرح في هذا الموضوع ، فكان يقول لي : " الصبر هوالذي يحل كل المشكلات المتعلقة بالمعلمين و بعملية التعليم " ، والحقيقة إن أكثرالناس احتياجا للصبر هم المعلمون لأنهم يواجهون البلادة ، ويواجهون الجهالة ،ويواجهون الحماقة ، ويواجهون أحياناً الصلافة ، و كل هذه المعاني يواجهها المدرسإضافة إلى مواجهة العناء والتعب والإرهاق.
وأنا أعلم أن المدرسين سيقولون : لماذا لا يكون هناك حديث عن هذا المدرس الذي يقف خمس حصص أو خمس ساعات في كل يوم ،ومهمته أن يبدأ حصته بالكلام ، و ينهيها بالكلام طول الوقت ، ومهمته بعد ذلك أنيكتب ، وأن يسأل ، وأن يعاقب ، وأن يراقب ، وأن يدقق إلى غير ذلك ، كل هذا لنا فيهوصفة واحدة وهي الصبر ، ولذلك جعل الإيمان شطران : شطر شكر، وشطر صبر ، والنبي – صلى الله عليه وسلم – قد بين عظمة الصبر في هذا المعنى.
والحقيقة أن الصبر أيضافن ، لأن الطلاب أحيانا يتنافسون في كيفية إخراج المدرس عن صوابه ، و إغضابهوامتحانه في سعه صدره و حلمه ، ونعلم من القصص الكثيرة و ليس الموضوع موضوعالصبر.
وهكذا فمسألة الصبر حقيقة أيضا أمر مهم جداً في هذا الجانب.
6-
القدوةو أمرها عظيم وواسع ، ونعني بها القدوة في المجالات كلها ، القدوة فيالناحية العملية ، والسلوكية ، والفكرية ، والمظهرية .
مسالة القدوة في المدرسينمسألة مهمة جداً لأن أعين الطلاب معقودة بمعلمهم ومدرسهم ، وخاصة في سن الصغر فيالمرحلة الابتدائية ، والمتوسطة ، وحتى الثانوية .
7 –
التجديدوالابتكاركثيراً ما يكون النظام التعليم يصبغ المعلم بالتكرار ، وأنا أعلم بعضالمعاناة عند المدرسين وأسوقها وأوافق كثير منهم في بعض هذا القول ، المعلم المطلوبمنه نظاما أن يحضّر ما يمسى بكراس التحضير ، أو دفتر التحضير وهذا يراه بعضالمدرسين أمر شكلي لا قيمة له ، وأمر يفعلونه كما يفعل الطالب الواجب المقرر عليهمن المدرس ، فكما يراه ثقيلاً يراه المدرس ثقيلاً ، وكما يسأل الطالب عن واجبه ،يعلم المدرس أنه سيسأل عن دفتر تحضيره ، وبالتالي يكتبه متثاقلا ، ثم المطلوب في كلعام أن يجدد هذه الكراس – وإن كانت المادة نفسها والمنهج نفسه – ، ثم أيضا نظام أنهناك درجات على الأسئلة الشفهية ، والاختبارات الشهرية ونحو ذلك ، فهذا الروتينيجعل المدرس كالآلة قد حفظ المنهج حفظاً ، من كثرة ما ردده في كل مرة ، وفي كل عام، وفي كل فصل ، وفي كل مادة ، لا يأتي بأي شيء جديد ، ولا يأتي بأي أسلوب يغيّرالملل عن نفسه هو أولاً ، ثم عن طلابه ثانياً ، ومن هنا نجد أن المدرس إذا كان علىهذا الوصف تجده دائما مهموماً مغموماً ، لأنه يكرر كل شيء ، و التكرار مع الاستمرارلا شك أنه شيء قاتل ، وأمر محطم للمعنويات ، وأيضاً مبلّد للأفكار ، فالمدرس عندمايكرر يصبح ليس عنده مجال للتجديد والابتكار .
ومعلوم حتى في منهج النبي – صلىالله عليه وسلم – كيف كان يلقّن الصحابة و يعلّمهم .. يتكلم كلام بطيء ، لو شاءالعادّ أن يحصيه لأحصاه ، يكرر القول ثلاث مرات حتى يفهم عنه ، ومرة يبدأهم بالسؤالحتى يستثير الأذهان ، وأحياناً يبدأهم بالمعلومة ، ويطلب منهم الاستنتاج ، وأحيانايستخدم الوسائل التعليمية من الخطوط والتشبيهات أو الأمثال .
وأحيانا يستغل موقفمعين مع أصحابه ليلفت نظرهم الى قضية من القضايا التعليمية أو التربوية وأمثلة هذاكثيرة.
فلماذا لا يستخدم المدرس هذه الطرائق وهذه الأساليب ؟ لماذا لا يغيرأحيانا بعض الأنماط ؟ لماذا لا يجعل هناك صورة من صور المشاركة مع الطلاب أو مع بعضالطلاب ؟ لماذا لا يغير أحياناً وإن كان في هذا بعض الأحوال قضايا إدارية أو نظاميةتعوقه ، ولكن يمكن بقدر الاستطاعة أن يفعل بعض هذه الأمور .. أن يخرج طلابه – مثلاً – من الفصل ليعطيهم الدرس في الهواء الطلق في بعض الاحوال .
هي صورة من صورالتغيير تبعث في نفسه الجد والنشاط ، وكذلك تبعث في طلابه وتجعله مدركا لمهمتهوغايته ، بدلاً من أن يكون مكرراً لنفسه ، وهذه قضية مهمة جداً .
8 ـ المشاركة مع الطلاب
وهذا أمر مهم ، وهو متعلق بشيء من التجديد والابتكار ،ولكنه يستحق أن يفرد وحده.
دائما قضية المشاركة في الأعمال البشرية تعد منالأمور المهمة عندما تكون مهمة المدرس أن يلقي درسه من أول الحصة إلى آخرها ، لايجعل هناك مشاركة للطلاب ؛ فإنه يفقد كثيراً من الإيجابيات العظيمة والمهمة فيالوقت نفسه .
فوائد المشاركة مع الطلاب
الفائدة الأولى : لها فوائدفي بناء الشخصية ، في تقدير الطالب واحترامه عندما يشارك برأيه ، أو بانتقاده أوبإجابة سؤال ، أو بإبداء الرأي ، وهذه تنمي فيه شخصيته ، وتعطيه منزلته و قدره واحترامه ، بدلاً من أن يقول للطالب : اسكت .. لا تتكلم .. لا تلتفت .. لا تنظر ،كأنما هو شيء لا قيمه له .
الفائدة الثانية : أن يجد المدرس تقويم عمله ؛ فعندمايسأل الطلاب ، وعندما يشاركهم سيجد النتيجة هل فهموا أم لم يفهموا ؟ هل تفاعلوا أملم يتفاعلوا ؟ هل أعجبوا أم لم يعجبوا … إلخ .
الفائدة الثالثة : أنه يستطيعأن يميز الفروق بين هؤلاء الطلاب ؛ فيرى الجيد ، ويرى من عنده مواهب ، و يرى منعنده طموحات … إلخ .
بينما قضية الإلقاء ؛ و هي صورة واحدة من صور التعليم ،هذه تفقد المدرس هذه المشاركة المهمة ، والتي لها أثر كبير جداً في هذا الجانب .
الفائدة الرابعة : تلمّس ما عندهم من العيوب و الخلل والمشكلات في الوقت نفسهفي بعض الاحوال هذه المشاركة مهمة إلى حد كبير .
9
ـ العلاقات خارج إطارالفصل – أي مع الطلاب – ؛ وكما قلت الموضوع متشعب ، وقد يكون هناك جانب العلاقة معالمدرسين بعضهم ببعض ، ومع الإدارة ، ومع المنهج وأشياء أخرى كثيرة ، لكن اخترت ماأرى أنه يصلح أن يكون أمر عام كلي .هنا العلاقات مع الطلاب خارج الفصل ، وهيتشمل أمور كثيرة منها العلاقات من خلال الأنشطة ، وهذه الأنشطة الطلابية هي أصلاًأمور مقررة نظامياً ، لكنها أحيانا تكون بمثابة الحبر على الورق ، وأحيانا عندماتنفذ تكون بمثابة الصورة الشكلية . المطلوب من المدرسة أن يكون عندها جمعية دينية ،وجمعية كشفية وعلمية ، والمدير مكلف بهذا يصدر قرار " المدرس الفلاني هو المسؤولعنها " والمدرس المكلف بذلك يصدر قراراً باختيار مجموعة من الطلاب و يمضي الأمر دونأن يكون هناك أي فائدة لا للمدرس ولا للطلاب .
العلاقة الأخرى العلاقة الشخصيةغير النشاط ، فالعلاقة الشخصية التي يعبر فيها المدرس جسوراً بينه وبينه طلابهليحقق محبتهم ، وارتباطهم به ، واتباعهم له ، وتأثرهم بتوجيهاته ، بمعنى أن يعتبرطلابه مدعوون يمارس معهم الدعوة ، والوعظ والإرشاد ، وحلول المشكلات .
قد يظنبعض المدرسين أن هذا عبء على عبء ، و يرى بعض المدرسين إذا كلف بنشاط كأنما ألقىفوقه صخرة من الصخور ، مع أنه لو نظر نظرة أخرى لرأى أن هذا تجديد و تنفيس و تغييرللخط الذي يحيط به أثناء التعليم.
فأقول مهمة الأنشطة يتحرر فيها الطلاب منالهيبة ، التي قد تكون أحياناً متكلفة بين الطالب ومعلمه ، وفي الفصل يتحرر منهاالطلاب من إطار المنهج والتدريس ، يتحرر الطلاب من الخوف من خصم الدرجات ، ومنالخوف من الاختبارات ، فيبدون مشاعرهم ، وتستطيع أن تكتشف ما عندهم ، ثم تستطيع أنتمارس ما ذكرته من مهنتك و رسالتك في الشطر الاول من الحديث الذي فيه منـزلتكومهمتك في هذه العملية التعليمية ، وكذلك العلاقات الشخصية من أبوابها.
10 –التغلب على الأمور الإدارية والروتينية ؛ فكثيرا ما يشكوا المدرسين من أن العبءالدراسي الذي عليهم كبير النصاب التعليمي ، والذي هو في حده الأعلى (24) حصةأسبوعية بالنسبة للمدرسة ، أي بمعدل (5) حصص في كل يوم و هي عبء كبير .
ثم العبءالآخر الذي يشكو منه المدرسين و هو بعض الأمور التي لها جوانب إيجابية وكذلك سلبية، مثلاً الاختبارات الشهرية هي لا شك انها أساليب لتقويم الطلاب ، ولإلزامهمبالمراجعة والدراسة ، لأنهم لا يراجعون ولا يدرسون غالباً ، إلا إذا اضطروا إلى ذلكتحت قهر وجبر الاختبارات ، في الوقت نفسه هي تشكل للمدرس عبء هائل ، لأنه في كل فصل – مثلاً – عدد الطلاب 25 طالباً ، و هو يدرّس 5 فصول ، أو 6 فصول ، فيكون عددالطلاب حوالي 300 طالب و هذه إحصائيات أحيل المدرسين فيها الى كتابات الطنطاوي ؛فإنه يأتي فيها بالارقام و التفصيلات بصورة أدبية جميلة ، ثم عنده عدد من المواد ،و كل طالب في الاختبارات هذه يكتب صفحتان أو ثلاثة ، فإذا حسبت هذه الصفحات أو حسبتالمواد و متى سيقرأها.
أقول : هذه الأعباء – لا شك – أن هناك دراسات ومطالباتبإعادة النظر دائما في الأمور المتعلقة بالطريقة التعليمية ، وبالمناهج وبالأساليبالتربوية ، إلى غير ذلك لكن التفسير منوط بالمدرسين أكثر من غيرهم ؟
لأنهمأكثر عدداً ، لأنهم لو أرادوا لكانوا أقوى صوتاً ، ولأنهم أكثر ممارسة ، فيمكن أنيقدموا ما يفصح عن الأسلوب الأمثل أو الأفضل في بعض ما يرونه يحتاج الى تقويم .
لكن الشق الاخر نحن في واقع عملي ، أقول : لو أراد المدرس أن يخفف هذا العبءفكيف يفعل ؟
أ- هناك أمور متعلقة بالناحية النفسية والإيمانية ؛ فعندما يستحضرالمدرس أنه يؤجر على ذلك ويثاب ، وأنه يكتب له بهذه الأعمال على كثرتها حسنات عندالله – عز وجل – لا شك أبداً أن هذا مما يخفف العبء عن المعلم المسلم .
ب– عندما يشعر أنه من خلال هذا يسهم في هذه المهمة العظيمة ، و هي المهمة التربويةالتوجيهية لهذا الجيل ، الذي يريد أن يكون باذن الله جيل نافع صالح لهذه الأمةالإسلامية في مستقبلها القريب قبل البعيد ، لا شك أن هذا يهون عليه أيضاً.
ج – هناك أمور فنية تقسم إلى قسمين :
1- أمور فنية في الإتقان أو التجديد والإبداع، فهذا دفتر التحضير عندما ينظر إليه المدرس هناك ما يسمى بمفكرة المدرسة ،والأهداف العامة ، وطريقة العرض ، لو أنه كان دائماً حريصاً على التجديد والابتكاروالاستزادة من كتب أخرى ، ومن أساليب تربوية جديدة ، ومن بحوث تنشر أو قضايا تثارحول هذه المعاني ، لاستطاع دائما أن يجد عنده جديد يفيد به نفسه ، ولا يصبح عملهمكرر من العمل الجيد ، العمل الجديد يقبل عليه الإنسان بنشاط لأنه يأمل فيه شيءجديد يرى فيه بعداً جديداً لم يكن في الذي قبله .
2- وهناك شق آخر و يسميهبعض المدرسين شق تحايلي ، و هو أن يخفف العبء بصورة عملية ذكية . فطريقة الأسئلةالتي يميل إليها كثير من المدرسين خاصة في الاختبارات الدورية تعتمد على أن لا يتيحالطلاب الفرصة في إكثار الكلام والكتاب بل السؤال جوابه كما يقال : " كلمة وردغطاها " حتى يخفف عن نفسه العبء ، ولكن بأسلوب علمي يستطيع أن يكتشف فهم الطالبوقدرته .
الاستفادة من التقنيات الحديثة كالكمبيوتر ، حتى يرى بعض المدرسين هذهالأمور صعبة عندما يكون عنده الخبرة في الكمبيوتر ، يستطيع أن يضع الأسئلة ، ويضعالبرامج المنهجية في فقرات معينة ، ويصحح وكذا في وقت وجيز .
د – بعضالمدرسين يلجئون إلى طرائق تبادلية مع بعض المدرسين للتخفيف من هذه الأعباء .
كلهذا حسن بحيث لا يكون هناك تفريط من المدرس في واجبه ولا تقصير منه في هذا الواجبلماذا ؟ لان المدرس هو قدوة وهذا واجب عليه من قبل الجهة التي كلفته بهذه المهمة ،وهو يفرض على طلابه واجبات فكيف يريد أن يؤدي الطلاب واجباتهم ، وهو لا يؤدي واجبههذه قضية لا بد أن يلتفت إليها المدرسون ، ويحاولوا قدر الاستطاعة أن يستفيدوا منها، ثم يفيدوا في مجال التغيير لمثل هذه لما يرون أنه قاصر في العملية التربويةالتعليمية .
11 ـ أن الذي يراد من المدرس هو أن يكون المقدم لكل خطأ
لأنالمهم هو الأساس في العملية التعليمية ، فإذا كان في المناهج نقص أو فيها خلل ، أو فيها من لفتات أو أخطاء ، فالمعول على تصحيح ذلك هو المعلم ، وإن كانفي الطلاب وطريقة تلقيهم للعلم خطأ ، وطريقة نظرتهم إلى العلم خطأ ، وطريقةاستفادتهم من العلم خطأ ،
فالمعول على إصلاح ذلك هو المعلم ، وإذا كان النظامالتعليمي نفسه هو في حد ذاته فيه أخطاء أيضا يمكن أن يكون المقوم أو الذي يصحح هذهالأمور هو المعلم .
و هنا سيقول المدرسون و المعلمون : تطلب منا ، وتطلب منا، و لا تطلب من الآخرين ! أقول نعم المفروض أن تكون العناية بالمعلم هي في التربيةعلى كل المستويات سواء في قطاعات التعليم ، أو في قطاعات الدولة ، أو في قطاعاتالنظر إلى العلماء ، أو في قطاعات الاقتصاد أو في قطاعات السياسةوالاجتماع.
المعلم هو الذي له أكبر الأهمية في هذا الجانب ، لكن ينبغي أن تكونوسائل الإعلام تخدم العملية التعليمية ، ينبغي أن تكون الصحافة والبحوث والمؤتمراتوالتوجيهات كلها تخدم هذا الجانب ، أقول : نحن نطالب المعلمين بما هو في أيديهم ، وبما هو يكون قريب منهم باذن الله – عز و جل – ، و نحن في آخر الأمر نرى أن كل مانريده من المعلمين وما يضيفه غيرنا هو مطلوب منهم ، وهو مؤمل فيهم ، وهو مرجو إنشاء الله أن يثابوا عليه إذا أخلصوا النية لله.
منقول