السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
( مشكلات ومهارات تربوية يحتاج لها المربون)
المربي الناجح هو الذي يسعى نحو الابداع والتجديد ومن خلال استخدامه لمهاراته تتجلى نجاحاته وابداعاته ولهذا احببت طرح هذه الزاوية والتي ستكون بمشيئة الله في حلقات متجددة ولا ادعي اني ساقدم الجديد فقد سبقني الكثير في هذا المنتدى ولكن لعلي اقدم ولو شيئا مفيد"بثوب جديد" …..سائلا المولى التوفيق والتسديد" كما اساله ان ينال الطرح على اعجابكم وان اصبت فمن الله وان اخطات فمن نفسي والشيطان….]
سيكون حديثنا في هذه الحلقة عن مهارة التركيز
( بمعنى كيف تجعل الآخرين يركزون على حديثك)
وكذلك قدتكون مشكلة يعاني منها فقديشتكي منها المعلم مع طلابه والمربي مع ابنائه …
الامر الذي سيساهم في عدم تركيز طلابه وبالتالي عدم استيعاب الشرح بسبب السرحان او التفكير او التشاغل،،،
لابد ان نبحث أولاً عن الاسباب ولعل من ابرزها :
عدم امتلاكنا لمهارة التركيز وجذب الآخرين ولهذا سأذكر بعض النقاط التي ينبغي ان يجعله المربي(سواء مرشد او معلم او أب)سلوكا ايجابيا في التعامل مع ابنائه فضلا عن زملائه :
* ضرورةالتواصل البصري مع الآخرين هام والاهم التواصل بالمشاعر
*لابد من معرفة النمط الشخصي المقابل وان نتحدث بالاسلوب الذي يريده هو ،لاالذي تريده انت..
* الحرص على استخدام الانماط التمثيلية الثلاثة السمعي والبصري والحسي عند التواصل مع الآخرين
* استخدام الرسائل الايجابية عند الحديث معهم لانه وللأسف اكثر حديثنا مع الآخرين يكون بالنقد واستخدام الرسائل السلبية ويمكنك ملاحظة ذلك وتسجيله مع ابنائك في المنزل وفي المدرسة ،،بل انت لاحظ تعامل الآخرين معك ولايخفى ان الانسان يتلقى عشرات الرسائل السلبية في اليوم، وفي المقابل فان الرسائل الايجابية تكاد تعد على الأصابع.
*ابتعد عن اثارة التوتر للطرف المقابل سواء طالب او ابن او صديق او زوجة فلقد اثبتت الدراسات بان التوتر يؤثرسلبيا على الدماغ فيضعف بسببه التركيز .
*احرص على الابتسامة فهي اغلى هدية قال احد الصحابة مارآني رسول الله صلى الله عليه وسلم الا تبسم وتذكر بان الكلمة الطيبة صدقة
* واخيرا سلامة القلب والعفو عن الآخرين يجعلهم يصغون لك والسبب انك ملكت شغاف قلوبهم وبالتالي استطعت ان تمتلك ملكة التركيز فتؤثر فيهم…….
اسال المولى العزيز ان اكون وفقت و قدمت ولو شيء يسير يكون مفتاحاً للمساتكم بالحديث عن هذه الحلقة عن مهارة التركيز..
تــــــــــــــــــــــــــــابع
والمتأمل في هدي القرآن والسنة يجد أسلوب الترغيب والترهيب يتكرر كثيرا في القرآن وما ذاك إلا لأهميته وتأثيره على حياة الانسان،،،
فالبعض من المدخنين يربطه بالمتعة وان ربطه بالألم أحيانا لكنه لم يكن كافيا وتجد هؤلاء يتركونه فترة ثم يسهل عليه الرجوع اليه ،،
ولاهمية هذه المهارة فسيكون للحديث
بقية نسأل الله الاعانة..
فقال عليه الصلاة والسلام وكذلك الناس لايرضونه لأمهاتهم، اترضاه لأختك قال لأ فقال عليه الصلاة والسلام وكذلك الناس لايرضونه لأخواتهم…….الحديث
وفي المقابل يستخدم الأسلوب الآخر للحث على الثواب والمتعة والراحة فيقول عليه الصلاة والسلام( من يضمن لي مابين لحييه ومابين رجليه أضمن له الجنة) ولهذا من غض طرفه وهو قادر على اطلاقه يورثه الله ايمانا يجد حلاوته في قلبه،،،
اذن استخدام المهارة احيانا بالترهيب واحيانا بالترغيب خذ مثلا المدخن استخدام المهارة يختلف باختلاف الاشخاص فنمط الشخص يحدد الاسلوب فمثلا لديك طالب يدخن ويمتاز بالجرأه معالجته بالترغيب انجع في الغالب وان الراحة بتركه والصحة و… واذا كان غير جريء فمعالجته بالترهيب انجع في الغالب وانه سبب للأمراض والجلطات وهكذا ولا يمنع من استخدام كلا الأسلوبين…
* كسب الطرف الآخر
* الاقناع
* التغيير
* التأثير
* بقاء الود
* البعد عن الخلاف
* اتقان الحوار
فمثلاً:
عندما تتحدث مع زميل يحب شيئا معينا او له وجهة نظر معينة او…… وانت تختلف عنه في الرأي او تريد توجيهه الى الرأي الصائب فكيف تناقشه؟
الخطوة الاولى للمناقشة:
تأييد اهمية الانترنت وانه فعلا من الضرورات التي ابتلي الناس بها ……( المجاراة)
الخطوة الثانية :
بيان انه اجتهد في دخوله الى مواقع غير طيبة والتماس العذر له..
الخطوة الثالثة:
بيان خطورة هذه المواقع
الخطوة الرابعة:
تغيير مسار تفكيره وتوجيهه الى مواقع بديله( القيادة)
وقد نستخدم مهارة المجاراة لكسب الآخرين
ولايعني ذلك تأييد راي الطرف الآخر اذا كان على غير الجادة والصواب ولكن تكون هذه المهارة خطوة لمهارة اخرى وهي القيادة…ان مواجهة الطرف الآخر بخطأ رايه او مثلا قد يتسبب في عدم اثارة النقاش معك مرة اخرى او عدم الاقتناع برأيك ….ومن ثم فان مجاراتك له برأيه يجذبه اليك ويكون سبب في تشغيل الحواس لكلامك وآرائك لان من اسباب تعطيل الحواس وفقدان التركيز الاصطدام المباشر بلا مقدمات من خلال تخطئة المتحدث او انتقاص رأيه او تحطيم فكرته…..
اذن المربي سواء اب او معلم او زوج يمتلك مهارة الانصات في اول الامر ثم يؤيد وجهة نظر الطرف الآخر(يجاريه) من زاوية اخرى تكون في الغالب هي الصواب ثم(يقوده) يسحبه الى المنطقة التي يريدها هذا المربي….
مثلا لو كان الابن يريد اللعب مثلا داخل المنزل كيف تمارس هاتين المهارتين!!!
الخطوة الاولى( المجاراة) فتقول انا اشجعك على اللعب وممارسة الرياضة فهي تنمي قدراتك وتقوي عضلاتك وتجدد تفكيرك وهي ترويح عن النفس ومن حقك ذلك ، ثم تنتقل للخطوة الثانية (القيادة) فتقول واني احبذ ان تمارسها في الفناء الخارجي لانه اوسع وحتى لاتزعج من بجوارك وحتى لاتسبب اضرار لأثاث المنزل……
حيث اني اعمل في مجال الارشاد الطلابي سأروي لكم هذه القصة:
جاءني طالب يشكو معاناته من والده ومن اخيه الاصغر..فشرح لي معاناته بقوله ان لي اخ اصغر لايستذكر دروسه ولايحرص على الصلاة فتفوته وان والدي اوصاني بمتابعته ونصحه ..واني اصبحت ألجأ الى تاديبه باسلوب الضرب!! الامر الذي تسبب في غضب والدي علي حتى قال لي بالأمس هذه العبارة( انت ماتعرف تربي اخوك !! اترك اخيك الاصغر خلاص لاتتدخل في شؤونه مرة اخرى لانك تضربه وما تريد الا الغثا له)….فماذا افعل ؟؟؟)
فقلت لهذا الابن انا اشجع فيك روح الاخوة والحب لاخيك والنصح والحرص عليه لبناء نفسه دينيا واخلاقيا وان المس انك تحترق داخليا تخش عليه من عذاب الله وتريد ان تأخذ بيد الى الجنة ،،فقال لي نعم بس والدي زعلان من ضربي له مع انه اوصاني بمتابعته ونصحه….!!!
فقلت له ولكي تحقق النجاح في دعوته لبناء مستقبله وذاته ولانك حريص على ذلك فاحرص على كسبه من خلال انك تحاول ان تكسب قلبه كي يستمع اليك !!فقال كيف؟ فوجهته الى بعض الطرق لكسب الآخرين وليس لاخيه فقط واول الطرق القدوة الحسنة والتعامل باللين ووجهته الى مهارات كسب الآخرين…
فمرني بعد اسبوع وسالته عن اخبار اخيه الاصغر فقال لقد اصبح يحبني ومن ثمار الحب لقد اصبحنا نستذكر انا واخي سويا ونذهب للمسجد سويا…
فسألته وما مشاعر والدك تجاهك؟ فقال لم أعد اسمعه يعنفني بعد ذلك اليوم بل كان التشجيع على لسانه ….
(( الذي يعتقد بأنه الطالب الفاشل))
2) حاول ان تسأل الطالب عن اهمية الفترة القادمة وعن استعداده وما بذل من برامج استذكارية
3) اكتشف النقطة الايجابية الخفية التي يعر فها الطالب او انت اكتشفتها
4) اثن على الطالب واجعل هذه النقطة التيسيرية انطلاقة لنجاح الطالب وتعزيز قدراته وانها انطلاق لتيسير اموره وانه قادر على تحقيق النجاح باذن الله
5) وحاول ان تمر عليه في اللجنة اثناء الاختبار للاطمئنان عليه …وحاول ان تجعل الطالب يخبرك بنتائج اختباره ….
انا على يقين بأن هذه النقطة سيحاول الطالب ان يعتز بها وستقضي على سلبياته باذن الله والى لقاء في لقاء قادم لاكمال الحديث عن المهارة لأهميتها
ان المؤمن مأمور بالعفو والصفح فلا يخلو أحد من عطب….
ولست بمستبق أخا لاتلمه على :::: شعث أي الرجال المهذب
هذه المهارة تستوجب ان لانركز على النقطة السوداء ( العيوب) ونضخمها لان ذلك قد نهى عنه الإسلام ..قال بعض الصحابة وهم يتذاكرون مالك بن الدخشم انه منافق..فقال الرسول عليه الصلاة والسلام أليس يشهد ان لااله الا الله وان محمد رسول الله ……..
لان تتبع العيب وتضخيمه سيترك آثار عديدة وهما:
1) عدم القبول لنصيحتك والارتياح لك وستنخفض درجة المحبة لك
2) ستتكون النظرة الخاطئة لدى الابن او الصديق بأنه فاشل ومليء بالعيوب
3) ستؤكد وجود هذه العيب لدى الابن او الصديق وبالتالي سيشعر بانه مشكله يصعب التخلص منها
4) هذه النقطة السوداء ستكبر وتكون كالأخاديد التي تتحول إلى مرض نفسي أحيانا
5) ستقضي على الجوانب الايجابية والمهارات التي كانت لدى الابن او الزميل
ماجمل ان لاندقق في اخطاء اجاباتهم بل نركز على اجاباتهم الصحيحة فنعزز لديهم الثقة بالنفس والشعور بالنجاح بدلا من اليأس والاحباط
واعلم بان الكثير يعرف عيوبك ولكنه يتغاضى عنها لانه لايريد ان يفقد العلاقة معك ولكي لايريد جرحك….
واختم بهذه القصة لعله ان تذرف منك دمعة..
لما جاء ماعز الى النبي عليه الصلاة والسلام معترفا بالزنا ومعلنا التوبة امر ان يرجم فلما رجم سبه احد الصحابه فقال النبي عليه الصلاة والسلام لاتسبه فلقد رأيته يتقلب في انهار الجنة……!!!!!!!