تخطى إلى المحتوى

مشكلات ومهارات تربوية يحتاج لها المربون اماراتي 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

( مشكلات ومهارات تربوية يحتاج لها المربون)

المربي الناجح هو الذي يسعى نحو الابداع والتجديد ومن خلال استخدامه لمهاراته تتجلى نجاحاته وابداعاته ولهذا احببت طرح هذه الزاوية والتي ستكون بمشيئة الله في حلقات متجددة ولا ادعي اني ساقدم الجديد فقد سبقني الكثير في هذا المنتدى ولكن لعلي اقدم ولو شيئا مفيد"بثوب جديد" …..سائلا المولى التوفيق والتسديد" كما اساله ان ينال الطرح على اعجابكم وان اصبت فمن الله وان اخطات فمن نفسي والشيطان….]

سيكون حديثنا في هذه الحلقة عن مهارة التركيز
( بمعنى كيف تجعل الآخرين يركزون على حديثك)
وكذلك قدتكون مشكلة يعاني منها فقديشتكي منها المعلم مع طلابه والمربي مع ابنائه …
الامر الذي سيساهم في عدم تركيز طلابه وبالتالي عدم استيعاب الشرح بسبب السرحان او التفكير او التشاغل،،،

لابد ان نبحث أولاً عن الاسباب ولعل من ابرزها :
عدم امتلاكنا لمهارة التركيز وجذب الآخرين ولهذا سأذكر بعض النقاط التي ينبغي ان يجعله المربي(سواء مرشد او معلم او أب)سلوكا ايجابيا في التعامل مع ابنائه فضلا عن زملائه :

* ضرورةالتواصل البصري مع الآخرين هام والاهم التواصل بالمشاعر
*لابد من معرفة النمط الشخصي المقابل وان نتحدث بالاسلوب الذي يريده هو ،لاالذي تريده انت..

* الحرص على استخدام الانماط التمثيلية الثلاثة السمعي والبصري والحسي عند التواصل مع الآخرين
* استخدام الرسائل الايجابية عند الحديث معهم لانه وللأسف اكثر حديثنا مع الآخرين يكون بالنقد واستخدام الرسائل السلبية ويمكنك ملاحظة ذلك وتسجيله مع ابنائك في المنزل وفي المدرسة ،،بل انت لاحظ تعامل الآخرين معك ولايخفى ان الانسان يتلقى عشرات الرسائل السلبية في اليوم، وفي المقابل فان الرسائل الايجابية تكاد تعد على الأصابع.

*ابتعد عن اثارة التوتر للطرف المقابل سواء طالب او ابن او صديق او زوجة فلقد اثبتت الدراسات بان التوتر يؤثرسلبيا على الدماغ فيضعف بسببه التركيز .
*احرص على الابتسامة فهي اغلى هدية قال احد الصحابة مارآني رسول الله صلى الله عليه وسلم الا تبسم وتذكر بان الكلمة الطيبة صدقة

* واخيرا سلامة القلب والعفو عن الآخرين يجعلهم يصغون لك والسبب انك ملكت شغاف قلوبهم وبالتالي استطعت ان تمتلك ملكة التركيز فتؤثر فيهم…….
اسال المولى العزيز ان اكون وفقت و قدمت ولو شيء يسير يكون مفتاحاً للمساتكم بالحديث عن هذه الحلقة عن مهارة التركيز..

تــــــــــــــــــــــــــــابع

مهارة( الألم والمتعة)

مهارة هامةجدا وسنحاول ان نأخذها بشيء من التفصيل،فالأب يحتاج لهذه المهارة كثيرا عند معاملته لابنائه والمربي كذلك عندما يريد علاج سلوك ما …
والمتأمل في هدي القرآن والسنة يجد أسلوب الترغيب والترهيب يتكرر كثيرا في القرآن وما ذاك إلا لأهميته وتأثيره على حياة الانسان،،،

ينبغي أولا أن نعلم بأن ممارسة أي شخص لسلوك ما يكون في الغالب بسبب أمرين إما بحثا عن متعة أو هروبا من الم….

فمثلا التدخين قد يصور بأنه متعه ونشاط ( صورة لشخص قد ركب الحصان ،،،تعال الى النكهة )وقد يقال بأنه سبب رئيسي لتدمير الخلايا وامراض السرطان وهدر الاموال….
فالبعض من المدخنين يربطه بالمتعة وان ربطه بالألم أحيانا لكنه لم يكن كافيا وتجد هؤلاء يتركونه فترة ثم يسهل عليه الرجوع اليه ،،

اما لو ربط نفسه بألم كافي كتدمير الخلايا العقلية والاورام السرطانية وتبذير للمال واهلاك للبدن والصحة لأقلع منه فورا بلا رجعة ولانغفل الوازع الديني وهو الدافع الرئيسي لتركه ….
ولاهمية هذه المهارة فسيكون للحديث
بقية نسأل الله الاعانة..

نستكمل الحديث حول مهارة الالم والمتعة

وتأمل معي مثلاً سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم في تربيته لاصحابه حينما جاءه شاب يستأذنه في الزنا فقال له اترضاه لأمك قال لأ!!
فقال عليه الصلاة والسلام وكذلك الناس لايرضونه لأمهاتهم، اترضاه لأختك قال لأ فقال عليه الصلاة والسلام وكذلك الناس لايرضونه لأخواتهم…….الحديث

تأمل القصة تجد بأن الرسول عليه الصلاة والسلام أراد أن يربطه بألم شديد حتى يكون العلاج مفيدا وفعلا تحقق ذلك..لان هذه الرجل علاجه من خلال ربطه بالألم اقوى من الترغيب والثواب….
وفي المقابل يستخدم الأسلوب الآخر للحث على الثواب والمتعة والراحة فيقول عليه الصلاة والسلام( من يضمن لي مابين لحييه ومابين رجليه أضمن له الجنة) ولهذا من غض طرفه وهو قادر على اطلاقه يورثه الله ايمانا يجد حلاوته في قلبه،،،
اذن استخدام المهارة احيانا بالترهيب واحيانا بالترغيب خذ مثلا المدخن استخدام المهارة يختلف باختلاف الاشخاص فنمط الشخص يحدد الاسلوب فمثلا لديك طالب يدخن ويمتاز بالجرأه معالجته بالترغيب انجع في الغالب وان الراحة بتركه والصحة و… واذا كان غير جريء فمعالجته بالترهيب انجع في الغالب وانه سبب للأمراض والجلطات وهكذا ولا يمنع من استخدام كلا الأسلوبين…

وقس على ذلك عند التعامل مع اي سلوك يواجه المرشد الطلابي فمثلا يستخدم اسلوب الحوافز وغيره من اساليب التعزيز عند الترغيب ويستخدم الاستدعاء وغيره من اساليب التخويف عند الترهيب حسب شخصية الطالب

وهذه المهارة يحتاجها المرشد الطلابي بكثرة ولهذا سنحاول ان نستكملها في الحلقة القادمة والمطلوب ان نمارس هذه المهارة عند علاجنا للمواقف اليومية الطارئة والتأخر الدراسي و….حتى نتقن هذه المهارة بنجاح

المهارة الثالثة الجمع بين ( مهارتي المجاراة والقيادة)
وهي تكاد تكون معروفة ويستخدمها المربي او المربية من اجل :
* كسب الطرف الآخر
* الاقناع
* التغيير
* التأثير
* بقاء الود
* البعد عن الخلاف
* اتقان الحوار

وغير ذلك من الاهداف ولهذ يحسن بنا ان نمارس هذه المهارة مع الابناء ومع الزوجة ومع الزملاء حتى لانخسرهم وحتى نؤثر فيهم وحتى نوجهم
فمثلاً:
عندما تتحدث مع زميل يحب شيئا معينا او له وجهة نظر معينة او…… وانت تختلف عنه في الرأي او تريد توجيهه الى الرأي الصائب فكيف تناقشه؟

مثال طالب يعتقد باهمية الانترنت ويجلس الساعات الطوال أمام مواقع هدامة…

طالب يريد الراحة فيخرج الى اماكن غير طيبة كالمقاهي و….

كيف نطبق المجارة والقيادة مع الطالب الذي يجلس على الانترنت وامام مواقع هدامة:
الخطوة الاولى للمناقشة:
تأييد اهمية الانترنت وانه فعلا من الضرورات التي ابتلي الناس بها ……( المجاراة)
الخطوة الثانية :
بيان انه اجتهد في دخوله الى مواقع غير طيبة والتماس العذر له..
الخطوة الثالثة:
بيان خطورة هذه المواقع
الخطوة الرابعة:
تغيير مسار تفكيره وتوجيهه الى مواقع بديله( القيادة)

وطبق هذه المهارة مع الاخرين وانا على يقين ستؤثر فيهم قبل ان تكسبهم ..

ذكرنا بأن مرحلة المجاراة ( تحديدا ) من مهارات الانصات الفعال العليا اثناء الاستماع الى الطرف الآخر .. حيث انها تحفز المتحدث و تعطيه مؤشرات اطمئنان عالية .. ليتم بعدها مرحلة القيادة و هي تلك المرحلة التي تحتاج الى فنون اصدار التأثير و التوجيه الى الطريق السليم

وقد نستخدم مهارة المجاراة لكسب الآخرين ولايعني ذلك تأييد راي الطرف الآخر اذا كان على غير الجادة والصواب ولكن تكون هذه المهارة خطوة لمهارة اخرى وهي القيادة…
ان مواجهة الطرف الآخر بخطأ رايه او مثلا قد يتسبب في عدم اثارة النقاش معك مرة اخرى او عدم الاقتناع برأيك ….ومن ثم فان مجاراتك له برأيه يجذبه اليك ويكون سبب في تشغيل الحواس لكلامك وآرائك لان من اسباب تعطيل الحواس وفقدان التركيز الاصطدام المباشر بلا مقدمات من خلال تخطئة المتحدث او انتقاص رأيه او تحطيم فكرته…..
اذن المربي سواء اب او معلم او زوج يمتلك مهارة الانصات في اول الامر ثم يؤيد وجهة نظر الطرف الآخر(يجاريه) من زاوية اخرى تكون في الغالب هي الصواب ثم(يقوده) يسحبه الى المنطقة التي يريدها هذا المربي….

مثلا لو كان الابن يريد اللعب مثلا داخل المنزل كيف تمارس هاتين المهارتين!!!
الخطوة الاولى( المجاراة) فتقول انا اشجعك على اللعب وممارسة الرياضة فهي تنمي قدراتك وتقوي عضلاتك وتجدد تفكيرك وهي ترويح عن النفس ومن حقك ذلك ، ثم تنتقل للخطوة الثانية (القيادة) فتقول واني احبذ ان تمارسها في الفناء الخارجي لانه اوسع وحتى لاتزعج من بجوارك وحتى لاتسبب اضرار لأثاث المنزل……

حيث اني اعمل في مجال الارشاد الطلابي سأروي لكم هذه القصة:
جاءني طالب يشكو معاناته من والده ومن اخيه الاصغر..فشرح لي معاناته بقوله ان لي اخ اصغر لايستذكر دروسه ولايحرص على الصلاة فتفوته وان والدي اوصاني بمتابعته ونصحه ..واني اصبحت ألجأ الى تاديبه باسلوب الضرب!! الامر الذي تسبب في غضب والدي علي حتى قال لي بالأمس هذه العبارة( انت ماتعرف تربي اخوك !! اترك اخيك الاصغر خلاص لاتتدخل في شؤونه مرة اخرى لانك تضربه وما تريد الا الغثا له)….فماذا افعل ؟؟؟)

فقلت لهذا الابن انا اشجع فيك روح الاخوة والحب لاخيك والنصح والحرص عليه لبناء نفسه دينيا واخلاقيا وان المس انك تحترق داخليا تخش عليه من عذاب الله وتريد ان تأخذ بيد الى الجنة ،،فقال لي نعم بس والدي زعلان من ضربي له مع انه اوصاني بمتابعته ونصحه….!!!
فقلت له ولكي تحقق النجاح في دعوته لبناء مستقبله وذاته ولانك حريص على ذلك فاحرص على كسبه من خلال انك تحاول ان تكسب قلبه كي يستمع اليك !!فقال كيف؟ فوجهته الى بعض الطرق لكسب الآخرين وليس لاخيه فقط واول الطرق القدوة الحسنة والتعامل باللين ووجهته الى مهارات كسب الآخرين…

فمرني بعد اسبوع وسالته عن اخبار اخيه الاصغر فقال لقد اصبح يحبني ومن ثمار الحب لقد اصبحنا نستذكر انا واخي سويا ونذهب للمسجد سويا…
فسألته وما مشاعر والدك تجاهك؟ فقال لم أعد اسمعه يعنفني بعد ذلك اليوم بل كان التشجيع على لسانه ….

مهارة هامة في هذا الوقت يحتاجها المرشد الطلابي وهي( اكتشاف المهارة الايجابية الخفية وهي النقطة التيسيرية في الطالب المتأخر دراسياً
(( الذي يعتقد بأنه الطالب الفاشل))
قال تعالى ( اذهبا الى فرعون انه طغى فقولا له قولا لينا لعله يتذكر او يخشى) فكيف بالشاب المسلم سيكون تجاوبه معك اقوى…

اقول ذلك لان البعض قد ينتابه القلق من بعض المتأخرين دراسيا فيشعر باليأس ويقطع العلاج لطالب متأخر دراسيا مثلا …والاسبوع الاخير فرصة لقطف ثمار المتاخرين وعلاجهم من خلال هذه المهارة

قبل العلاج ابحث عن النقطة الخفية التي توجد لدى هذا الطالب وخصوصا الاسبوع القادم حاول ان تجتمع بالطلاب المتأخرين جدا كل طالب على حده في جلسة خاصة وفق الخطوات التالية:

1) ابدا الجلسة بغرس الثقة في الطالب وحبك له وحرصك عليه
2) حاول ان تسأل الطالب عن اهمية الفترة القادمة وعن استعداده وما بذل من برامج استذكارية
3) اكتشف النقطة الايجابية الخفية التي يعر فها الطالب او انت اكتشفتها
4) اثن على الطالب واجعل هذه النقطة التيسيرية انطلاقة لنجاح الطالب وتعزيز قدراته وانها انطلاق لتيسير اموره وانه قادر على تحقيق النجاح باذن الله
5) وحاول ان تمر عليه في اللجنة اثناء الاختبار للاطمئنان عليه …وحاول ان تجعل الطالب يخبرك بنتائج اختباره ….
انا على يقين بأن هذه النقطة سيحاول الطالب ان يعتز بها وستقضي على سلبياته باذن الله والى لقاء في لقاء قادم لاكمال الحديث عن المهارة لأهميتها

مهارة تجاهل النقطة السوداء
والمقصود من هذه المهارة هو التغاضي عن الزلة والخطأ والتغاضي عن العيب وترك تتبع عورات الآخرين وتضخيم مثالبهم…..
ان المؤمن مأمور بالعفو والصفح فلا يخلو أحد من عطب….
ولست بمستبق أخا لاتلمه على :::: شعث أي الرجال المهذب
هذه المهارة تستوجب ان لانركز على النقطة السوداء ( العيوب) ونضخمها لان ذلك قد نهى عنه الإسلام ..قال بعض الصحابة وهم يتذاكرون مالك بن الدخشم انه منافق..فقال الرسول عليه الصلاة والسلام أليس يشهد ان لااله الا الله وان محمد رسول الله ……..

وقال احدهم في كعب بن مالك لما تخلف عن غزوة تبوك لقد حبسه برداه والنظر في عطفيه فرد عليه جابر بقوله ماعلمنا فيه الاخيرا…..والنماذج في ذلك عديدة وحسبك قول الرسول عليه الصلاة والسلام)لايفرك مؤمن مؤمنة ان كره منها خلق رضي منها آخر)اننا بحاجة الى ان نعيد النظرة في علاقاتنا مع الآخرين وان نجعل مقياس النظرة التجاوز عن الهفوة فمن منا لاعيب له….

ماأجمل ان يركز المربي على المحاسن التي توجد لدى الابن او الصديق ويتناسى العيوب والمثالب
لان تتبع العيب وتضخيمه سيترك آثار عديدة وهما:
1) عدم القبول لنصيحتك والارتياح لك وستنخفض درجة المحبة لك
2) ستتكون النظرة الخاطئة لدى الابن او الصديق بأنه فاشل ومليء بالعيوب
3) ستؤكد وجود هذه العيب لدى الابن او الصديق وبالتالي سيشعر بانه مشكله يصعب التخلص منها
4) هذه النقطة السوداء ستكبر وتكون كالأخاديد التي تتحول إلى مرض نفسي أحيانا
5) ستقضي على الجوانب الايجابية والمهارات التي كانت لدى الابن او الزميل

مااجمل التغاضي عن الهفوات وخصوصا أننا نعيش فترة الاختبارات فنجعل ذلك سلوك مع ابنائنا فنبتعد عن التحطيم كي نرتقي بهم الى قمة الناجحين….
ماجمل ان لاندقق في اخطاء اجاباتهم بل نركز على اجاباتهم الصحيحة فنعزز لديهم الثقة بالنفس والشعور بالنجاح بدلا من اليأس والاحباط

واخيرا تذكر قبل ان تنظر لعيوب غيرك ان تتفقد عيوب نفسك ……
واعلم بان الكثير يعرف عيوبك ولكنه يتغاضى عنها لانه لايريد ان يفقد العلاقة معك ولكي لايريد جرحك….
واختم بهذه القصة لعله ان تذرف منك دمعة..
لما جاء ماعز الى النبي عليه الصلاة والسلام معترفا بالزنا ومعلنا التوبة امر ان يرجم فلما رجم سبه احد الصحابه فقال النبي عليه الصلاة والسلام لاتسبه فلقد رأيته يتقلب في انهار الجنة……!!!!!!!

ما نقول غير منقووووووول للإفادة
تحياتي خليجية

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.