السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا زلنا مع صور من رحمة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم ومن صور رحمته وشفقته في التربية والتعليم ما يلي:
ـ لقد كان رؤوفاً رحيماً في تعليمه وتربيته فلم يكن يعنف ولا يزجر بل يعلم برفق ويسر وسهوله حتى يفهم عنه المتعلم ما يريد.. دخل أحد الأعراب الإسلام، وجاء ليصلى في المسجد مع الرسول صلى الله عليه وسلم، فوقف في جانب المسجد، وتبول، فقام إليه الصحابة، وأرادوا أن يضربوه، فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: (دعوه، وأريقوا على بوله ذنوبًا من ماء -أو سجلاً (دلوًا) من ماء- فإنما بعثتم مُيسِّرِين، ولم تبعثوا مُعَسِّرين فلما دعا الأعرابي قال : اللهم ارحمني ومحمدا ولا ترحم معنا أحد ) رواه البخاري
وعن معاوية بن الحكم السلمي قال بينا أنا أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ عطس رجل من القوم فقلت يرحمك الله فرماني القوم بأبصارهم فقلت واثكل أمياه ما شأنكم تنظرون إلي فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم فلما رأيتهم يصمتونني لكني سكت فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبأبي هو وأمي ما رأيت معلما قبله ولا بعده أحسن تعليما منه فوالله ما كهرني ولا ضربني ولا شتمني قال إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم) رواه مسلم
عن أبي أمامة – رضي الله عنه – قال : إن فتى شابا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ، ائذن لي بالزنا ، فأقبل القوم عليه فزجروه ، وقالوا : مه مه ! فقال له ادنه) ، فدنا منه قريباً ، قال : (أتحبه لأمك ؟) قال : (لا والله ، جعلني الله فداءك ، قال : لا والله يا رسول الله ، جعلني الله فداءك. قال : (ولا الناس يحبونه لبناتهم). قال : (أفتحبه لأختك ؟) قال : لا والله جعلني الله فداءك. قال (ولا الناس يحبونه لأخواتهم). قال : (أفتحبه لعمتك ؟) قال : لا والله ، جعلني الله فداءك. قال : (ولا الناس يحبونه لعماتهم) . قال (أفتحبه لخالتك ؟)
قال : لا والله جعلني الله فداءك. قال : (ولا الناس يحبونه لخالاتهم) .
قال : فوضع يده عليه ، وقال : (اللهم اغفر ذنبه ، وطهر قلبه ، وحصن فرجه) ،
فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء( .
الحبيب صلى الله عليه وسلم الذي كان رحمة مهداه فقد كان صلى الله عليه وسلم رحيما الأمة كلها كباراً وصغار رجالاً ونساء ..
لقد كان شفيقا رحيما بالناس جميعاً حتى إنه أوصى من يؤم الناس بأن يخفف وعلل ذلك بقوله إن فيهم الكبير والضعيف وذا الحاجة) لا يريد أن يثقل على أحد أبداً .
ومن المواقف الدالة على شفقته بالكبار أنه عليه الصلاة والسلام لما دخل مكة ودخل الكعبة، أتى أبو بكر (رضي الله عنه) بأبيه يقوده، وكان لا يزال على الشرك، فلما رآه رسول الله قال: هلا تركت الشيخ في بيته حتى أكون أنا آتيه فيه؟ قال أبو بكر رضي الله عنه: يا رسول الله هو أحق أن يمشي إليك من أن تمشي إليه أنت. فأجلسه النبي بين يديه، ثم مسح صدره؛ ثم قال له: أسلم. فأسلم
واستمع إلى هذه المواقف التي تجلي لنا مدى شفقته عليه الصلاة والسلام حتى بالأطفال:
ـ دخل رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوجده يقَبِّلُ حفيده
الحسن بن علي -رضي الله عنهما-، فتعجب الرجل، وقال: والله يا رسول الله إن لي عشرة من الأبناء ما قبَّلتُ أحدًا منهم أبدًا، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من لا يرْحم لا يرْحم) [متفق عليه]
ـ عن أبي قتادة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال: ( إني لأقوم في الصلاة أريد أن أطول فيها، فأسمع بكاء الصبي ،فأتجوز في صلاتي ، كراهية أن أشق على أمه) رواه البخاري ومسلم.
ـ ومن مظاهر رحمته وشفقته كذلك ، أنه يحمل الأطفال ، ويصبر عليهم ، ويتحمل الأذى الناتج عنهم ، ويعلم الأمة دروساً عظيمة في هذا الجانب المهم ، فعن عائشة أم المؤمنين أنها قالت: ( أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بصبي ، فبال على ثوبه ، فدعا بماء ، فأتبعه إياه)
ـ وكان صلى الله عليه وسلم ، تحمله الشفقة والرحمة بالأطفال أن يحملهم في الصلاة، ففي الصحيحين أنه (كان يصلي ، وهو حامل أمامة بنت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإذا سجد وضعها ، وإذا قام حملها) .
ـ وجاء الحسن بن علي وهو طفل والنبي صلى الله عليه وسلم ساجد فامتطى ظهره ، فأطال السجود لأجله ثم اعتذر من الناس .
ـ بل إن رحمته بالأطفال تبلغ ذروتها فلا يملك دموعه التي تتسابق على خدوده وهو يراهم يقاسون شدة النزع والموت:
ـ فعن أنس بن مالك رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ولد لي الليلة غلام ، فسميته باسم أبي إبراهيم ، ثم دعا النبي صلى الله عليه وسلم بالصبي، فضمه إليه ، وقال ما شاء الله أن يقول ، قال أنس : لقد رأيته وهو يكيد بنفسه – أي يجود بها في النزع الأخير للموت- بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فدمعت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : تدمع العين ، ويحزن القلب ، ولا نقول إلا ما يرضى ربنا ، والله يا إبراهيم إنا بك لمحزونون) رواه مسلم. .
ـ ولما أرسلت إليه إحدى بناته صلى الله عليه وسلم ، عند وفاة صبي لها ، ودفعت به إليه ، وهو يلفظ أنفاسه، وضعه الرسول صلى الله عليه وسلم في حجره ، وأشفق عليه ، ( ففاضت عيناه ، فقال له سعد : يا رسول الله ما هذا ؟ قال : هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده ، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء ) رواه البخاري ومسلم
ـ وقد عرف الصحابة الكرام هذا الخلق من النبي صلى الله عليه وسلم ، ولمسوه ، وأحسوا به في تعاملهم معه ، فعن مالك بن الحويرث قال: ( أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في نفر من قومي ، فأقمنا عنده عشرين ليلة ، وكان رحيما رفيقا ، فلما رأى شوقنا إلى أهالينا ، قال : ارجعوا ، فكونوا فيهم ، وعلموهم ، وصلوا ،فإذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم ، وليؤمكم أكبركم) رواه البخاري
هذا هو محمد صلى الله عليه وسلم في شفقته ورحمته بالكبار والصغار وكيف لا يكون كذلك بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم والله قد وصفه بقوله : ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)
كيف لا يكون بالمؤمنين رؤوفا رحيما وهو الذي يقول ( إنما يرحم الله من عباده الرحماء)
كيف لا يكون بالمؤمنين رؤوفا رحيما وهو الذي يقول الراحمون يرحمهم الله ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء)…
لقد تعدت رحمته صلى الله عليه وسلم البشر فكان رؤوفاً رحيما حتى بالحيوانات:
فقد نهى عن تعذيب الحيوانات والطيور وكل شيء فيه روح، وقد مَرَّ أنس بن مالك على قوم نصبوا أمامهم دجاجة، وجعلوها هدفًا لهم، وأخذوا يرمونها بالحجارة، فقال أنس: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تُصْبَرَ البهائم (أي تحبس وتعذب وتقيد وترمي حتى الموت). [مسلم].
ومَرَّ ابن عمر -رضي الله عنه- على فتيان من قريش، وقد وضعوا أمامهم طيرًا، وأخذوا يرمونه بالنبال، فلما رأوا ابن عمر تفرقوا، فقال لهم: مَنْ فعل هذا؟ لعن الله من فعل هذا، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن من اتخذ شيئًا فيه الروح غرضًا (هدفًا يرميه). [مسلم].
عن عبد الله بن مسعود قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فانطلق لحاجته فرأينا حمرة معها فرخان فأخذنا فرخيها فجاءت الحمرة فجعلت تفرش فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال من فجع هذه بولدها ردوا ولدها إليها ورأى قرية نمل قد حرقناها فقال من حرق هذه قلنا نحن قال إنه لا ينبغي أن يعذب بالنار إلا رب النار) رواه أبو داوود
إي وربي لقد عرفت الحيوانات شفقته ورحمته ورأفته فكانت تشتكي إليه من ظلم
عن عبد الله بن جعفر رضي الله عنه قال أردفني رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم خلفه فأسر إلي حديثا لا أحدث به أحدا من الناس فكان أحب ما يستتر به رسول الله صلى الله عليه وسلم لحاجته هدف أو حائش نخل يعني حائط نخل فدخل حائط رجل من الأنصار فإذا فيه جمل فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم جزع وذرفت عيناه قال فأتاه فمسح سرته إلى سنامه قراه وذفراه فسكن فقال من رب هذا الجمل فجاء فتى من الأنصار وقال هو لي يا رسول الله فقال ألا تتق الله عز وجل في هذه البهيمة التي ملكك الله تعالى إياها فإنه يشكو إلى أنك تدئبه وتجيعه)
ومن شفقته بالحيوان أنه صلى الله عليه وسلم أمر عند الذبح بأن يحد الذابح شفرته ويريح ذبيحته، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم (أي: في الحروب) فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، ولْيُحِدَّ أحدُكم شَفْرَتَه (السكينة التي يذبح بها)، ولْيُرِحْ ذبيحته) [متفق عليه].
ـ عن معاوية بن قرة عن أبيه قال قلت يا رسول الله إني لآخذ الشاة لأذبحها فارحمها قال والشاة إن رحمتها رحمك الله)رواه الحاكم
ـ وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن الله سبحانه قد غفر لزانية لأنها سقت كلبًا كاد يموت من العطش.)
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم بينما كلب يطيف بركية كاد يقتله العطش إذ رأته بغي من بغايا بني إسرائيل فنزعت موقها فسقته فغفر لها به) رواه البخاري
ـ بينما دخلت امرأة النار؛ لأنها حبست قطة، فلم تطعمها ولم تَسْقِهَا حتى ماتت.
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عذبت امرأة في هرة حبستها حتى ماتت جوعا فدخلت فيها النار قال فقال والله أعلم لا أنت أطعمتها ولا سقيتها حين حبستها ولا أنت أرسلتها فأكلت من خشاش الأرض) رواه البخاري
هذا هو محمد صلى الله عليه وسلم وهذه بعض صور رحمته وشفقته ورفقه في التعامل مع الناس جميعا.. فكيف يوصف صاحب هذا الخلق العظيم بالقسوة والإرهاب والإجرام..قاتل الله من يقول ذلك عنه صلى الله عليه وسلم .
إلى هنا أحبتي أتيت على ما معي في هذا الموضوع أسأل لله تعالى أن يجعله خالصا لوجهه الكريم وأن يجعله ذخرا لنا يوم القيامة لننال به شفاعة نبينا صلى الله عليه وسلم.
آسفة ماقدرت الخصه لج
اقري يمكن تقدرين تلخصينه بنفسج!
تقبلي مروري
ربي يوفقج
ما قصرتي ..
بالتوفيق