أبغي منكم طلب صغيييييير …… ممكن
أبغي تقرير عن أمتي في العالم
مرتب بالمقدمة
والعرض
و الخاتمة
و شكراً
الحالة الثقافية للعالم الإسلامي كانت محور النسخة الأخيرة من التقرير الإستراتيجي السنوي "أمتي في العالم"، الذي يصدر عن مركز الحضارة للدراسات السياسية بالقاهرة، للعام الثالث عشر على التوالي, ويشارك في إعداده أكثر من عشرين باحثًا وأكاديميًا وخبيرًا في شؤون العالم الإسلامي, عالجت دراساتهم وأبحاثهم محاور التقرير الثلاثة, التي اختارها منذ البداية وهي: عالم الأفكار وعالم المؤسسات ثم عالم الأحداث والتفاعلات.
ويبحث تقرير هذا العام في طبيعة الصلة بين المجال الثقافي وبين غيره من مجالات الحياة الأخرى, من السياسي والاقتصادي والاجتماعي والعالمي والإنساني.. هل ثمة اتساق بين حالة الثقافي في البلاد الإسلامية, وبين خصائص الحالة العامة للأمة اليوم, أم أن هناك انقطاعًا يعطل أو يشوه أثر الثقافي على الاجتماعي والسياسي وغيرهما.
علاقة ندية بين طرفين, تتناول أثر تلك العقائد والمرجعيات الفكرية في السلوك البشري.
وفي المحور الأول تناول التقرير الاتجاهات الفكرية المتنافسة في العالم الإسلامي منذ عهد الدولة العثمانية, والتي امتدت بصيغ مختلفة حتى وقتنا الراهن, وتمحورت حول قضية "الإصلاح" وما تثيره بشأن العلاقة مع الغرب, وبرزت ثلاثة اتجاهات رئيسة هي: العثماني والعروبي والإسلامي, ورغم اختلاف رؤية كل منها للإصلاح, مضمونا ومجالات وأدوات, إلا أن عاملاً مشتركًا جمع بينها، تمثل في كونها نشأت كرد فعل للاحتلال الغربي المباشر أو غير المباشر، والخلاصة الأساسية التي يمكن الخروج بها أن الإسلام -كان ولا يزال- القاسم المشترك بين ثنائيات الفكر، والسجال عبر قرن من الزمان.
وفي بحث آخر ينتهي الكاتب إلى أن نمطين أساسيين من التحديات الثقافية تواجه تفاعل المسلمين والعالم الإسلامي مع الغرب، هما: تحدي الهوية, وتحدي فهم الغرب, ويشير البحث إلى أن التعامل مع هذه التحديات يحتاج إلى تخطيط إستراتيجي، يتجاوز الدائرة العربية والإسلامية، ويتجاوز الوسائل والأساليب التقليدية, كما يتطلب مراجعات كبرى لجميع مستويات وأنواع الخطاب الثقافي والسياسي والإعلامي في العالمين العربي والإسلامي, علاوة على أهمية بناء تحالفات حضارية كبرى.
ويثير بحث آخر في المحور نفسه قضية الحرب على الرموز الإسلامية، مثل المآذن والمساجد وحرق القرآن والرسوم المسيئة لرسول الإسلام والحجاب والنقاب, ويستعرض الباحث الكثير مما تتعرض له الرموز من انتهاكات وإساءة في الدول الغربية عموما والولايات المتحدة خصوصا.
ويؤكد الباحث أن انتهاك الرموز الإسلامية يتسع باتساع الرقعة الغربية, بل إن الحكومات الغربية لا تمارس التضييق على المسلمين في الغرب فحسب, وإنما تفرض نفوذها أيضًا داخل الدول العربية والإسلامية بالضغط على حكوماتها لاتباع سياسات مشابهة أو تابعة, وتعد الولايات المتحدة على رأس الدول الغربية التي تمارس التمييز والعنصرية ضد الإسلام والمسلمين, ويقوم بذلك الأفراد والمؤسسات ومنظمات المجتمع المدني.
عالم المؤسسات
وفي المحور الثاني رصد التقرير موقع القضايا الثقافية للعالم الإسلامي على أجندة المؤسسات الثقافية الدولية والإقليمية, وعلى رأسها منظمة "اليونسكو" والمنظمتين الإسلامية والعربية للتربية والثقافة والعلوم "الإسيسكو" و"الإلكسو", وركزت الدراسة على قضايا: القدس، وحوار الحضارات, وازدراء الأديان, واللغة العربية.
وفيما يخص قضية القدس تراوحت ردود فعل منظمة "اليونسكو" بين القلق لما تقوم به "إسرائيل" من إجراءات لتغيير المعالم التاريخية للمدينة المحتلة, وبين دعوة مجموعة من الخبراء من الأردن و"إسرائيل" لتداول "الأفكار" فقط حول كيفية سير عمل المنظمة فيما يخص تراث القدس الثقافي.
ولم تتعد ردود فعل منظمة "الإسيسكو" التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي, الشجب والإدانة والتنديد, والموقف نفسه تقريبًا وقفته منظمة "الإلكسو" التابعة لجامعة الدول العربية. ويطالب الباحث بوضع خطاب إعلامي عربي إسلامي له إستراتيجية هادفة, تسعى إلى الوصول إلى العالم, كما يؤكد على الحاجة الملحة إلى مؤسسات تربوية وثقافية عربية, بالتعاون مع الفلسطينيين, تعمل على أرض فلسطين ذاتها.
الحوار البيني
وفي بحث آخر تناول موضوع حوار الحضارات في أنشطة المؤسسات الثقافية الدولية، أكد الباحث على أهمية الحوار البيني في العالم الإسلامي, نتيجة عدد من العوامل من قبيل: الاختلافات اللغوية والعرقية والمذهبية بين أبناء العالم الإسلامي, فضلاً عن الدعوات الطائفية والنزاعات العرقية والدينية, وذلك في ظل ما يشوب عملية الحوار مع الغرب من صعوبات.
ويرصد الباحث أن حوار الحضارات لا يزال هامشيا في أنشطة المؤسسات الدولية, وربما يأتي في سياق حوارات سياسية أو اقتصادية، كلما استدعت الحاجة.
وفي بحث عن واقع اللغة العربية يشير التقرير إلى أن حالها لا يسر, ففي مجال التعليم تتسع الفجوة بين التعليم الرسمي باللغة العربية والتعليم الأجنبي, كما أن التغريب كان مقصورًا على أبناء الطبقات الثرية عبر التعليم الأجنبي, لكنه الآن تغلغل داخل التعليم الرسمي عبر المدارس الحكومية.
والأمر في مجال الإعلام أكثر سوءًا, في الوقت الذي تعاني فيه المؤسسات، المنوط بها حماية اللغة العربية والحفاظ عليها من البيروقراطية، وبطء الحركة، والعجز عن التأثير، والانكفاء على الذات.
وفي بحث آخر عن الصحافة والفضائيات بين الإطلاق والتقييد، انتهى الباحث إلى مجموعة من الاستنتاجات منها: أن التعددية ما زالت محدودة في وسائل الإعلام العربية, وأدى ذلك إلى عدم تنوع المضمون، وعدم قدرة هذه الوسائل على إشباع الاحتياجات الإعلامية والمعرفية للجماهير, ومنها أن السلطات هي التي أضعفت صناعة الإعلام والاتصال في الوطن العربي، باستخدام النصوص القانونية والإجراءات السلطوية.
وأشار الباحث إلى أن الواقع العربي يقدم إمكانات كبيرة لنجاح وسائل إعلامية، لا تقوم على النموذج الغربي للمعلومات والتسلية, لكن على أساس النموذج الإسلامي للمعرفة, خصوصًا أن الثورات العربية -خاصة في مصر وتونس- يمكن أن تفتح المجال لزيادة القوة الإعلامية العربية، وتطوير نظم إعلامية وطنية، وبناء نظام إعلامي وطني جديد.
عالم الأحداث والتفاعلات
وفي المحور الثالث يناقش التقرير السياسات الثقافية لدول الأركان الثلاث وأثرها في المكانة والدور، وهي مصر وتركيا وإيران, وانتهت الدراسة إلى أنه على الرغم من امتلاك مصر من المقومات ما يؤهلها لسياسة ثقافية فاعلة داخليًا وخارجيًا, إلا أنه حدث تبديد لهذه الأرصدة والمقومات عبر سياسات فاشلة متواصلة, على خلاف ما يحدث في تركيا, التي تصالحت مع هويتها, مما جعلها تسير على الطريق السليم لإحراز مكانة ثقافية متصاعدة. وتولي إيران اهتمامًا للجانب الثقافي، وتوظفه في المجال السياسي بشكل كبير.
ويشير بحث آخر عن تدافع السياسي والثقافي في فلسطين، إلى أن الحالة الثقافية الفلسطينية تراجعت في مقابل الحالة السياسية, وبات من الضروري وجود إستراتيجية ثقافية، تقوم على ترسيخ الهوية الفلسطينية بأبعادها وقضاياها المختلفة، وهو أمر لا يقل أهمية عن وجود إستراتيجية أمنية أو سياسية.
وفي المقابل يبرز العنصر الثقافي بوضوح شديد في التعامل الإسرائيلي مع العرب وفلسطين, على وجه الخصوص فيما يتعلق بالقدس، حيث تزايدت عمليات التهويد، ومع دخول الصراع مرحلة جديدة، ركزت على المطلب الإسرائيلي الأميركي للعرب بالاعتراف بيهودية الكيان الإسرائيلي, وفي ظل ما تكتسبه القدس من أهمية ثقافية وحضارية, وفي النهاية فإن عمليات التهويد هي استمرار لتنفيذ المخططات المعدة سلفا, وبالتالي فإن المطلوب هو إبداء مزيد من الوعي والاهتمام والفاعلية مع قضية القدس على المستوى الشعبي.
وبين تشويش العقل وتغبيش النفوس, وسلب الموارد والحقوق، لا مكان للحديث عن حركة ذات إرادة، ولا أمة ذات ثقافة, ولا حديث عن حياة ذات بشر.
وفي النهاية يمكن القول إن التقرير أسهب في شرح وتفصيل أسباب الوجع العربي والإسلامي في الميدان الثقافي, وهذا جيد ومطلوب, غير أن الجيد والمطلوب أيضًا أن نبحث عن النقاط المضيئة في المرحلة الحالية، كي نلفت الانتباه إليها, من زاوية غرس الأمل وبعث روح التحدي، لصناعة النهضة من جديد..
باالتوفيق
صج مافي مثلج
الف شكر لج