هي حالة خوف غير منطقي من شيئ ما أو نشاط ما أو موقف معين ينتج عنه تجنب هذا الشيء أو النشاط أو الموقف ويكون هذا الخوف لا معنى له وغير مبرر ولا يتناسب مع درجة خطورة الموضوع المعني ويختلف عن حالة القلق العام بأنه لا يوجد حالة قلق عائمة تنتقل من موضوع إلى آخر بدون تحديد وانما يحصل الخوف موضوع محدد ولا يحصل في غياب هذا الموضوع كما أن الشخص المصاب يعي أن خوفه غير منطقي أو مبالغ فيه.
والرهاب أنواع منها:
1. رهاب الأسواق بما يسمى Agoraphobia
2. الرهاب البسيط بما يسمى Simple phobia
3. الرهاب الاجتماعي بما يسمى Social phobia
ماذا نقصد بالرهاب الاجتماعي ( الخوف الاجتماعي )؟
إن الخلل الأساسي في هذه الحالة هو حساسية المصاب المفرضة للانتقاد مما يخلق لديه الخوف من أن يظهر أمام الناس بأنه غبي أو مثيرر للخجل أو ساذج وغير ذلك من الانطباعات السلبية ويخاف المصابون بالرهاب الاجتماعي عادة من أن بعض سلوكهم كالكتابة أو الكلام أو الأكل أوحتى احمرار الوجه سيكون مركزاً للتفحص أو محطاً لأنظار الآخرين والانتقاد من قبل المحيطين بهم وهذا الخوف بحد ذاته يسبب خوفاً لدى المصاب قد يصل إلى درجة العجز عن القيام بهذه الأعمال أمام الآخرين.
أعراض الرهاب الاجتماعي:
شعور مستمر بالخوف من موقف أو أكثر من المواقف الاجتماعية التي يمكن أن يتعرض فيها الشخص للانتقاد والتفحص من قبل الآخرين وبالتالي الخوف من فعل شيئ ما أو تصرف يعتقد المصاب أنه يجعله عرضة للإهانة أو الإحراج مثل أن لا يستطيع الاستمرار في الكلام إذا ماتكلم أمام مجموعة من الناس أو حدوث لعثمة في الكلام أو تصيبه الغصة في بلغ الطعام إذا ما أكل أما الآخرين أو حصول رجفة ورعشة في اليدين إذا ماقدم الشاي أو القهوة للآخرين أو كتب أمامهم أو الخوف من أن يقول شيئاً عيباً أو لا يستطيع الإجابة على أسئلة الآخرين وحدوث خفقان في القلب والتعرق وجفاف الحلق وزغللة النظر ونوع من الدوخة والدوار والشعور بالغثيان والشعور بعدم القدرة على الاستمرار واقفاً ومن أحد مظاهر الرهاب الاجتماعي الخوف من احمرار الوجه فالمصاب يشعر بالرعب من أن يحمر وجهه أمام الناس ويلاحظوا ذلك فيصبح محط ازدرائهم وقد يكون الاحمرار غير ملاحظ من قبل الآخرين إلا أن المصاب يصرّ عادة على أنه يشعر به ويلاحظه الآخرون وفي أغلب الأحيان يؤدي هذا الخوف إلى ابتعاد المصاب عن الناس واقتصار
علاقاته الاجتماعية على حلقة ضيقة جداً من الناس ومثل ذلك الخوف من الخطابة أو المحاضرة أو الإجابة عن الأسئلة أمام الآخرين وقد تكون حالة الرهاب الاجتماعي خفيفة ومقتصرة على خوف من شيئ واحد وقد تكون شديدة جداً وتحصل في مواقف كثيرة جداً مما يؤدي إلى انعزال المصاب انعزالاً كلياً أو شبه كلي عن المجتمع بالرغم من رغبته القوية في أن يكون له أصدقاء وأن يكون اجتماعياً ومشاركاً في كافة نشاطات المجتمع ويعاني بعض المصابين بالرهاب من نقص في تقدير الذات ناجم عن الشعور بالضعف والجبن أو عدم الفعالية للدرجة التي يجب أن يكونوا بها وقد يضاف إلى الرهاب القليل من عنصر الاكتئاب.
بداية الرهاب ومدى انتشاره ومضاعفاته:
يبدأ الرهاب الاجتماعي عادة من سن 11 – 15 سنة وقد يبدأ بسن مبكر كالخامسة ولكن غالباً ما تظهر الأعراض في سن 30 سنة وحسب الدراسات فتتراوح نسبة حدوثه بين 3 – 13 % وحدوثه في النساء أكثر منه في الرجال واعتماداً على خبرة الأطباء الاكلينيكية فإن انتشاره في المجتمعات العربية أكثر وقد يرجع ذلك إلى أسلوب التربية في الطفولة وعدم تقدير واحترام الطفل عند بعض الأفراد وربما رفض الطفل أو الاهمال والتوبيخ أو القسوة أو العناية الزائدة.
وتسير هذه الحالة عادة سيراً مزمناَ إذا لم تعالج بنجاح وتسبب كثيراً من الاحباط للمصاب وتحرمه من كثير من متع الحياة ومباهجها مثل الصداقات والحفلات والمشاركة في المناسبات الاجتماعية وغيرها مما يسبب له عسرة المزاج أو الاكتئاب أو القلق أو يجعله يلجأ للكحول أو الأدوية المهدئة بشكل منتظم فيتعرض للإدمان ونسبة مزامنة القلق والاكتئاب مع الرهاب تتراوح بين 50 – 80 %.
أسباب الرهاب الاجتماعي:
ليس هناك على وجه التحديد سبب معين لمرض الرهاب الاجتماعي ولكن هناك اشارات على أن أساس الحالة هو حساسية المصاب للانتقاد وقد يكون عرضاً لا سبباً وافترض بعض الباحثين أن للرهاب الاجتماعي أسباب وراثية وبيئية ترى 16 % من أقرب الناس للمصابين مصابون بهذه الحالة كالأب والأم مثلاً ونسبة حدوثه في الأخوة التوأم أكثر منه عن غيره وأيضاً هناك أسباب بيولوجية والتي تؤكد على دور الجهاز العصبي المركزي فهناك أنوية عصبية لها علاقة بالخوف والقلق المرضي وتشمل خلايا النورادينالين ومستقيلات البتروديازيبين والسيروتونين والدوبامين وهذا مالوحظ باستجابة بعض المرضى للعلاج بالعقاقير.
وأيضاً هناك أسباب وتفسير سلوكي يعتمد على نظريات التعليم ولا ننسى دور التربية أثناء الطفولة وهو أحد أسباب حدوث الخوف في مجتمعاتنا العربية.
علاج الرهاب الاجتماعي:
يشمل علاج الرهاب الاجتماعي
1. جلسات العلاج النفسي ومنه العلاج النفسي الاستبصاري والعلاج النفسي الداعم فأكثر المرضى يشعرون بزوال كثير من القلق إذا ما ناقشوا مشاكلهم مع طبيب يهتم بهم ويستمع لهم وبعد قليل من الجلسات تتضح الأسباب المرسبة للقلق وعندها نستطيع تحديد الطريقة الفضلى لمواجهتها مثل التطمين التدريجي في مواجهة المخاوف غير المعقولة والتشجيع لمواجهة المواقف المثيرة للقلق وإعطاء المريض فرصة لمناقشة مشاكله مع الطبيب بصورة منتظمة كل ذلك مفيد جداً للمريض وإن لم يكن شافياً تماماً وتخفيف القلق يجعل المريض أكثر فعالية من ناحية اجتماعية ووظيفية ومن أمثلةالعلاج النفسي العلاج المعرفي السلوكي والعلاج العقلاني الانفعالي حيث يتم فيه تصحيح المفاهيم الخاطئة لدى المرضى وتدريبهم على طرق وأساليب المواجهة وهذا النوع يمكن تطبيقه في جلسات فردية بين المريض والمعالج ويمكن أيضاً أن يكون جماعياً المعالج مع مجموعة من المرضى.
2. يشمل علاج الرهاب الاجتماعي العلاج بالأدوية النفسية التي أثبتت فعالية ونجاح في علاج هذا المرض ومن أمثلتها الأدوية ثلاثية الحلقات والأدوية المثبطة للخميرة المؤكسدة أحماض الأمين وحاصرات البيتا ومضادات القلق ومضادات الاكتئاب فئة SSRC.
3. قبل هذا وبعده لا نغفل الجوانب الإيمانية والروحانية بالتضرع والدعاء لله سبحانه وتعالى ليكشف المعاناة والتوكل وتفويض الأمر لله سبحانه واحتساب الأجر منه سبحانه واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك.
إعداد د. عبدالرحمن الأطرم
استشاري الطب النفسي
مركز الطب النفسي السلوكي
اشكرك جزيل الشكر والتقدير على هذا الموضوع الرائع
وهذه المعلومات المفيدة
في انتظار باقي المواضيع
اختك
قطرة الندى
…. و على كل حال شكرا