تخطى إلى المحتوى

بحث عن ابن خلدون للصف الحادي عشر 2024.

  • بواسطة

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
يبت لكم بحث عن ابن خلدون
واتمنى انكم تستفيدون منه

مقدمة:

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين، أما بعد ..شخصيات قام على جهودها الصرحالعلمي الشامخ، هذا الصرح الذي أضاءت أنواره العتمةالتي كانت تغطي الأذهان إنهمالعلماء العرب فقد برع العرب في الكثير من العلوم من الطب والصيدلية والكيمياءوالفيزياء والحيلوالموسيقىوالرياضيات والفلك والاجتماع، و أجادوا فيها ، و أضافوا إليها إضافات هامة أثارتالإعجاب و الدهشة لدى علماء الغرب ، فاعترفوا بفضل العرب و أثرهم الكبير في تقدمالعلم و العمران وغير ذلك مما كان لعلماء العرب فيه دورالريادة أمثال أبوبكر الرازي و ابنسينا و جابر بن حيان و الخوارزمي و الكثير الكثير ويعدابن خلدون صاحب عنوان هذا البحث من أهمهم و أشهرهم و أكثرهم فضلاً على العلم.

__________________________

تمهيد:يعد "ابن خلدون" عبقريةعربية متميزة، فقد كان عالمًا موسوعيًا متعدد المعارف والعلوم، وهو رائد مجدد فيكثير من العلوم والفنون، فهو المؤسس الأول لعلم الاجتماع، وإمام ومجدد في علمالتاريخ، وأحد رواد فن "الأتوبيوجرافيا" ـ فن الترجمة الذاتية ـ كما أنهأحد العلماء الراسخين في علم الحديث، وأحد فقهاء المالكية المعدودين، ومجدد فيمجال الدراسات التربوية، وعلم النفس التربوي والتعليمي، كما كان له إسهامات متميزةفي التجديد في أسلوب الكتابة العربية.هو:ولي الدين أبو زيد عبد الرحمن بن محمدبن محمد بن الحسن بن جابر بن محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن خالد (خلدون)الحضرميالمؤرخ الشهير ورائد علم الاجتماع الحديث الذيترك تراثا مازال تأثيره ممتدا حتى اليـــــــــــــوم.ولد بتونسفي [ غرة رمضان 732هـ = 27 من مايو 1332م] وعاش في الجزائر ، كانتأسرة ابن خلدون و التي تنحدر من أصول عربية كما ذكر في كتاباته أسرة ذات نفوذ في إشبيلية في الأندلس. هاجر بنو خلدون إلىتونس التي كانت تحت حكم الحفصيين يعد من كبارالعلماء الذين أنجبهم المغرب العربي، إذ قدم نظريات كثيرة جديدة في علمي الاجتماعوالتاريخ ، بشكل خاص في كتابيه : العبر والمقدمة. وقد عمل في التدريس في بلادالمغرب ، بجامعة القرويين في فاس ،ثم في الجامع الأزهر في القاهرة ، والمدرسة الظاهرية، وغيرها منمحافل المعرفة التي كثرت في ارجاء العالم الإسلامي المختلفة خلال القرن الرابع عشر نظراً لحضالدين الإسلامي الحنيف للناس على طلب العلم. وقد عمل ابن خلدون في مجال القضاءأكثر من مرة ، وحاول تحقيق العدالة الاجتماعية في الأحكام التي أصدرها.نشأته:نشأ ابن خلدون في بيت علم ومجد عريق،فحفظ القرآن في وقت مبكر من طفولته، وقد كان أبوه هو معلمه الأول، كما درس علىمشاهير علماء عصره، من علماء الأندلس الذين رحلوا إلى تونس بعدما ألم بها منالحوادث، فدرس القراءات وعلوم التفسير والحديث والفقه المالكي، والأصول والتوحيد،كما درس علوم اللغة من نحو وصرف وبلاغة وأدب، ودرس كذلك علوم المنطق والفلسفةوالطبيعية والرياضيات، وكان في جميع تلك العلوم مثار إعجاب أساتذته وشيوخه.شيوخه و أساتذته:من أبرز هؤلاء الأساتذة والمشايخ:محمد بن عبد المهيمن الحضرمي، ومحمد بن سعد بن برال الأنصاري، ومحمد بن الشواشيالزرزالي، ومحمد بن العربي الحصايري، وأحمد بن القصار، ومحمد بن جابر القيسي،ومحمد بن سليمان الشظي، ومحمد بن إبراهيم الآبلي، وعبد الله بن يوسف المالقي،وأحمد الزواوي، ومحمد بن عبد السلام وغيره.وكان أكثر هؤلاء المشايخ تأثيرا فيفكره وثقافته: محمد بن عبد المهيمن الحضرمي، إمام المحدثين والنحاة في المغرب،ومحمد بن إبراهيم الآبلي الذي أخذ عنه علوم الفلسفة والمنطق والطبيعة والرياضيات.وعندما حدث وباء الطاعون الذي انتشرعام [ 749هـ= 1348م] وعصف بمعظم أنحاء العالم شرقًا وغربًا، كان لهذا الحادث أثركبير في حياة "ابن خلدون"؛ فقد قضى على أبويه كما قضى على كثير من شيوخهالذين كان يتلقى عنهم العلم في "تونس"، أما من نجا منهم فقد هاجر إلىالمغرب الأقصى سنة [ 750هـ= 1349م] فلم يعد هناك أحد يتلقى عنه العلم أو يتابع معهدراسته.فاتجه إلى الوظائف العامة، وبدأ يسلكالطريق الذي سلكه أجداده من قبل، والتحق بوظيفة كتابية في بلاط بني مرين، ولكنهالم تكن لترضي طموحه، وعينه السلطان "أبو عنان" ـ ملك المغرب الأقصى ـعضوًا في مجلسه العلمي بفاس، فأتيح له أن يعاود الدرس على أعلامها من العلماءوالأدباء الذين نزحوا إليها من "تونس" و"الأندلس" و"بلادالمغرب".في السجن:ولكن سرعان ما انقلبت الأحوال بابنخلدون حينما بلغ السلطان "أبو عنان" أن "ابن خلدون" قد اتصلبأبي عبد الله محمد الحفصي ـ أمير "بجاية" (ولاية جزائرية) المخلوع ، وأنهدبر معه مؤامرة لاسترداد ملكه، فسجنه أبو عنان، وبرغم ما بذله ابن خلدون من شفاعةورجاء فإن السلطان أعرض عنه، وظل "ابن خلدون" في سجنه نحو عامين حتىتوفي السلطان سنة [ 759هـ= 1358م].ولما آل السلطان إلى "أبي سالمأبي الحسن" صار "ابن خلدون" ذا حظوة ومكانة عظيمة في ديوانه، فولاهالسلطان كتابة سره والترسيل عنه، وسعى "ابن خلدون" إلى تحرير الرسائل منقيود السجع التي كانت سائدة في عصره، كما نظم الكثير من الشعر في تلك المرحلة التيتفتحت فيها شاعريته.ابن خلدون في غرناطة:وفي "غرناطة" لقي "ابنخلدون" قدرًا كبيرًا من الحفاوة والتكريم من السلطان "محمد بن يوسف بنالأحمر" ـ سلطان "غرناطة" ـ ووزيره "لسان الدين بنالخطيب" الذي كانت تربطه به صداقة قديمة، وكلفة السلطان بالسفارة بينه وبينملك قشتالة بِطْرُه بن الهنشة بن أذقونش لعقد الصلح بينهما، وقد أدى ابن خلدونمهمته بنجاح كبير، فكافأه السلطان على حسن سفارته بإقطاعه أرضًا كبيرة، ومنحهكثيرًا من الأموال، فصار في رغد من العيش في كنف سلطان "غرناطة".ولكن لم تدم سعادة "ابنخلدون" طويلا بهذا النعيم، إذ لاحقته وشايات الحاسدين والأعداء، حتى أفسدواما بينه وبين الوزير "ابن الخطيب" الذي سعى به بدوره لدى السلطان،وعندئذ أدرك "ابن خلدون" أنه لم يعد له مقام بغرناطة بل و"الأندلس"كلها.وفي تلك الأثناء أرسل إليه "أبوعبد الله محمد الحفصي" ـ أمير "بجاية" الذي استطاع أن يسترد عرشه ـيدعوه إلى القدوم إليه، ويعرض عليه أن يوليه الحجابة وفاء لعهده القديم له، فغادرابن خلدون الأندلس إلى بجاية فوصلها في منتصف عام [ 766هـ= 1365م]، فاستقبله أميرها،وأهلها استقبالا حافلا في موكب رسمي شارك فيه السلطان وكبار رجال دولته، وحشود منالجماهير من أهل البلاد.الفرار من جديد:وظل ابن خلدون في رغدة من العيش وسعةمن الرزق والسلطان حتى اجتاح "أبو العباس أحمد" ـ صاحب"قسطنطينة" (ولاية من ولايات الجزائر) ـ مملكة ابن عمه الأمير "أبيعبد الله" وقتله واستولى على البلاد، فأقر "ابن خلدون" في منصبالحجابة حينا، ثم لم يلبث أن عزله منها.فعرض عليه الأمير "أبوحَمُّو" ـ سلطان "تلمسان" ـ أن يوليه الحجابة على أن يساعده فيالاستيلاء على "بجاية" بتأليب القبائل واستمالتها إليه؛ لما يعلمه مننفوذه وتأثيره، ولكن ابن خلدون اعتذر عن قبول الوظيفة، وعرض أن يرسل أخاه يحيىبدلا منه، إلا أنه استجاب إلى ما طلبه منه من حشد القبائل واستمالتها إليه.ولكن الأمور انتهت بهزيمة "أبيحمو" وفراره، وعاد "ابن خلدون" إلى الفرار من جديد بعد أن صارمطاردًا من كل حلفائه.مولد "المقدمة" في "قلعة ابن سلامة":ترك ابن خلدون أسرته بفاس ورحل إلىالأندلس من جديد، فنزل في ضيافة سلطانها "ابن الأحمر" حينًا، ثم عاد إلى"المغرب" مرة أخرى، وقد عقد العزم على أن يترك شئون السياسة، ويتفرغللقراءة والتصنيف.واتجه "ابن خلدون" بأسرتهإلى أصدقائه من "بني عريف"، فأنزلوه بأحد قصورهم في "قلعة ابنسلامة" ـ بمقاطعة ـ"وهران" بالجزائر ـ وقضى "ابن خلدون"مع أهله في ذلك المكان القصي النائي نحو أربعة أعوام، نعم خلالها بالهدوء والاستقرار،وتمكن من تصنيف كتابه المعروف "كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيامالعرب والعجم والبربر، ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر"، والذي صدرهبمقدمته الشهيرة التي تناولت شئون الاجتماع الإنساني وقوانينه، وقد فرغ "ابنخلدون" من تأليفه وهو في نحو الخامسة والأربعين بعد أن نضجت خبراته، واتسعتمعارفه ومشاهداته.ابن خلدون في مصر:وأراد "ابن خلدون" العودةإلى "تونس" فكتب إلى أبي حمو يستأذنه ويرجو صفحه، فأذن له السلطان، فعادإلى مسقط رأسه، وظل عاكفًا على البحث والدراسة حتى أتم تنقيح كتابه وتهذيبه، وخشيابن خلدون أن يزج به السلطان إلى ميدان السياسة الذي سئمه وقرر الابتعاد عنه، فعزمعلى مغادرة تونس، ووجد في رحلة الحج ذريعة مناسبة يتوسل بها إلى السلطان ليخليسبيله، ويأذن له في الرحيل.وصل "ابن خلدون"إلى الإسكندرية في [ غرة شوال 784هـ= 8 من ديسمبر 1382م] فأقام بها شهرًا ليستعدلرحلة السفر إلى "مكة"، ثم قصد ـ بعد ذلك ـ إلى "القاهرة" ،فأخذته تلك المدينة الساحرة بكل ما فيها من مظاهر الحضارة والعمران، وقد وصف"ابن خلدون" وقعها في نفسه وصفا رائعًا، فقال: "فرأيت حضرة الدنيا،وبستان العالم، و محشر الأمم، وكرسي الملك، تلوح القصور والأواوين في جوه، وتزهرالخوانك والمدارس بآفاقه، وتضيء البدور والكواكب من علمائه، وقد مثل بشاطئ بحرالنيل نهر الجنة، ومدفع مياه السماء، يسقيهم النهل والعلل سيحه، ويحيي إليهمالثمرات والخيرات ثجة، ومررت في سكك المدينة تغص بزحام المارة، وأسواقها تزجربالنعم…".حفاوة المصريين بابن خلدون:ولقد لقي "ابنخلدون" الحفاوة والتكريم من أهل "القاهرة" وعلمائها، والتف حولهطلاب العلم ينهلون من علمه، فاتخذ "ابن خلدون" من "الأزهر"مدرسة يلتقي فيها بتلاميذه ومريديه، وقد تلقى عنه عدد كبير من الأعلام والعلماء،منهم "تقي الدين المقريزي"، و"ابن حجر العسقلاني".ولقي "ابن خلدون"تقدير واحترام "الظاهر برقوق" ـ سلطان "مصر" ـ الذي عينهلتدريس الفقه المالكي بمدرسة القمصية، كما ولاه منصب قاضي قضاة المالكية، وخلععليه ولقبه "ولي الدين" فلم يدخر "ابن خلدون" وسعًا في إصلاحما لحق بالقضاء ـ في ذلك العهد ـ من فساد واضطراب، وقد أبدى صرامة وعدلا شهد لهبهما كثير من المؤرخين، وكان حريصًا على المساواة، متوخيًا للدقة، عازفًا عنالمحاباة.وقد جلب له ذلك عداء الكثيرينفضلا عن حساده الذين أثارتهم حظوته ومكانته لدى السلطان، وإقبال طلاب العلم عليه،ولم يبد "ابن خلدون" مقاومة لسعي الساعين ضده، فقد زهدت نفسه في المناصبخاصة بعد أن فقد زوجته، وأولاده وأمواله حينما غرقت بهم السفينة التي أقلتهم من"تونس" إلى "مصر" بالقرب من"الإسكندرية"، وقبل أنيصلوا إليها بمسافة قصيرة.ملاحقة الوشاة لابن خلدون:وترك "ابن خلدون"منصبه القضائي سنة [ 787هـ= 1385م] بعد عام واحد من ولايته له، وما لبث السلطان أنعينه أستاذًا للفقه المالكي بالمدرسة "الظاهرية البرقوقية" بعد افتتاحهاسنة [ 788هـ= 1386م].ولكن وشايات الوشاة ومكائدهملاحقته حتى عزله السلطان، واستأذن "ابن خلدون" في السفر إلى فلسطينلزيارة بيت المقدس، وقد بجل ابن خلدون رحلته هذه ووصفها وصفًا دقيقًا في كتابهالتعريف.ابن خلدون يقابل تيمورلنك:وحينما جاءت الأنباء بانقضاض جيوشتيمور لنك على الشام واستيلائه على "حلب"، وما صاحب ذلك من ترويع وقتلوتخريب، خرج الناصر فرج في جيوشه للتصدي له، وأخذ معه ابن خلدون فيمن أخذهم منالقضاة والفقهاء.ودارت مناوشات وقتال بين الفريقين، ثمبدأت مفاوضات للصلح، ولكن حدث خلاف بين أمراء "الناصر فرج"، وعلمالسلطان أنهم دبروا مؤامرة لخلعه، فترك دمشق ورجع إلى القاهرة.وذهب ابن خلدون لمقابلة "تيمورلنك" يحمل إليه الهدايا، ويطلب منه الأمان للقضاة والفقهاء على بيوتهموحرمهم.العودة إلى القضاء:وعندما عاد "ابن خلدون" إلى"مصر" سعى لاستيراد منصب قاضي القضاة، حتى نجح في مسعاه، ثم عزل منه بعدعام في [ رجب 804هـ= فبراير 1402م]، ولكنه عاد ليتولاه مرة أخرى في [ ذي الحجة804هـ= يناير 1402م] انتهت بوفاته في [ 26 من رمضان 808هـ= 16 من مارس 1405م] عنعمر بلغ ستة وسبعين عامًا.ابن خلدون.. مؤسس علم الاجتماع:يعد ابن خلدون المنشئ الأول لعلمالاجتماع، وتشهد مقدمته الشهيرة بريادته لهذا العلم، فقد عالج فيها ما يطلق عليهالآن "المظاهر الاجتماعية" ـ أو ما أطلق عليه هو "واقعات العمرانالبشري"، أو "أحوال الاجتماعي الإنساني".وقد اعتمد ابن خلدون في بحوثه علىملاحظة ظواهر الاجتماع في الشعوب التي أتيح له الاحتكاك بها، والحياة بين أهلها،وتعقب تلك الظواهر في تاريخ هذه الشعوب نفسها في العصور السابقة.وقد كان "ابن خلدون" ـ فيبحوث مقدمته ـ سابقًا لعصره، وتأثر به عدد كبير من علماء الاجتماع الذين جاءوا منبعده مثل: الإيطالي "فيكو"، والألماني " ليسنج"،والفرنسي"فوليتر"، كما تأثر به العلامة الفرنسي الشهير "جان جاكروسو" والعلامة الإنجليزي "مالتس" والعلامة الفرنسي "أوجيستكانط".فلسفةابن خلدون:امتازابن خلدون بسعة اطلاعه على ما كتبه الأقدمون وعلى أحوال البشر وقدرته على استعراضالآراء ونقدها، ودقة الملاحظة مع حرية في التفكير وإنصاف أصحاب الآراء المخالفة لرأيه.وقد كان لخبرته في الحياة السياسية والإدارية وفي القضاء، إلى جانب أسفاره الكثيرةفي شمالي إفريقية و غربيها إلى مصر والحجاز والشام، أثر بالغ في موضوعية وعلميةكتاباته عن التاريخ وملاحظاته يرى ابن خلدون (ت 808هـ، 1406م) في المقدمة أنالفلسفة من العلوم التي استحدثت مع انتشار العمران، وأنها كثيرة في المدنويعرِّفها قائلاً: ¸بأن قومًا من عقلاء النوع الإنساني زعموا أن الوجود كله، الحسيمنه وما وراء الحسي، تُدرك أدواته وأحواله، بأسبابها وعللها، بالأنظار الفكرية و الأقيسةالعقلية وأن تصحيح العقائد الإيمانية من قِبَل النظر لا من جهة السمع فإنها بعض منمدارك العقل، وهؤلاء يسمون فلاسفة جمع فيلسوف، وهو باللسان اليوناني محب الحكمة.فبحثوا عن ذلك وشمروا له وحوَّموا على إصابة الغرض منه ووضعوا قانونًا يهتدي بهالعقل في نظره إلى التمييز بين الحق والباطل وسموه بالمنطق.· ويحذّر ابن خلدونالناظرين في هذا العلم من دراسته قبل الإطلاع على الشرعيات من التفسير والفقه،فيقول: ¸وليكن نظر من ينظر فيها بعد الامتلاء من الشرعيات والإطلاع على التفسيروالفقه ولا يُكبَّنَّ أحدٌ عليها وهو خِلْو من علوم الملة فقلَّ أن يَسلَمَ لذلكمن معاطبها·. ولعل ابن خلدون وابن رشد اتفقا على أن البحث في هذا العلم يستوجبالإلمام بعلوم الشرع حتى لا يضل العقل ويتوه في مجاهل الفكر المجرد لأن الشرع يردالعقل إلى البسيط لا إلى المعقد وإلى التجريب لا إلى التجريد. من هنا كانت نصيحةهؤلاء العلماء إلى دارسي الفلسفة أن يعرفوا الشرع والنقل قبل أن يُمعنوا فيالتجريد العقليابن خلدون "وعلم التاريخ":تبدو أصالة ابن خلدون وتجديده في علمالتاريخ واضحة في كتابه الضخم "العبر وديوان المبتدأ والخبر" وتتجلى فيهمنهجيته العلمية وعقليته الناقدة والواعية، حيث إنه يستقرئ الأحداث التاريخية،بطريقة عقلية علمية، فيحققها ويستبعد منها ما يتبين له اختلاقه أو تهافته.أما التجديد الذي نهجه "ابنخلدون" فكان في تنظيم مؤلفه وفق منهج جديد يختلف كثيرًا عن الكتاباتالتاريخية التي سبقته، فهو لم ينسج على منوالها مرتبًا الأحداث والوقائع وفقالسنين على تباعد الأقطار والبلدان، وإنما اتخذ نظامًا جديدًا أكثر دقة، فقد قسممصنفه إلى عدة كتب، وجعل كل كتاب في عدة فصول متصلة، وتناول تاريخ كل دولة على حدةبشكل متكامل، وهو يتميز عن بعض المؤرخين الذين سبقوه إلى هذا المنهج كالواقدي،والبلاذري، وابن عبد الحكم، والمسعودي بالوضوح والدقة في الترتيب والتبويب،والبراعة في التنسيق والتنظيم والربط بين الأحداث. ولكن يؤخذ عليه أنه نقل رواياتضعيفة ليس لها سند موثوق به.ابن خلدون رائد فن الترجمة الذاتية:كذلك فإن ابن خلدون يعد رائدًا لفنالترجمة الذاتية ـ الأوتوبيوجرافيا ـ ويعد كتابه "التعريف بابن خلدون ورحلتهغربًا وشرقًا" ـ من المصادر الأولى لهذا الفن، وبرغم أنه قد سبقته عدةمحاولات لفن الترجمة الذاتية مثل "ابن حجر العسقلاني" في كتابه"رفع الإصر عن قضاة مصر" ولسان الدين بن الخطيب في كتابه "الإحاطةفي أخبار غرناطة"، وياقوت في كتابه "معجم الأدباء". فإنه تميز بأنهأول من كتب عن نفسه ترجمة مستفيضة فيها كثير من تفاصيل حياته وطفولته وشبابه إلىما قبيل وفاته.ابن خلدون شاعرًا:نظم ابن خلدون الشعر في صباه وشبابهوظل ينظمه حتى جاوز الخمسين من عمره، فتفرغ للعلم والتصنيف، ولم ينظم الشعر بعدذلك إلا نادرًا.ويتفاوت شعر ابن خلدون في الجودة،فمنه ما يتميز بالعذوبة والجودة ودقة الألفاظ وسمو المعاني، مما يضعه في مصاف كبارالشعراء، وهو القليل من شعره، ومنه ما يعد من قبيل النظم المجرد من روح الشعر،ومنه ما يعد وسطًا بين كلا المذهبين، وهو الغالب على شعره.ومن شعره :

ألا يا ربوع كان بالأمس عامر بحي وحلهوالقطين لمام
وغيدٍ تداني للخطا فيملاعب دجى الليل فيهم ساهرٍ ونيام
ونعمٍ يشوق الناظرينالتمامه ليا ما بدا منمفرقٍوكظام
وغدفٍ دياسمها يروعوامربها واطلاق من سرب المها ونعام
واليوم مابها سوى البوم حولها ينوحواعلى اطلالٍ لها وحمام
وقفنا بها طورٍ طويلنسالها بعينٍ سخينوالدموع جمام
ولا صح لي منها سوىوحش خاطري وسقمي مناسبابٍعرفت وهام
ومن بعد ذا تديلمنصور بوعلي سلامٍومن بعد السلام سلام

الغربوابن خلدون:كثير من الكتاب الغربيين وصفو سرد ابن خلدونللتاريخ بأنة أول سرد لا ديني للتاريخ ، و له تقدير كبير عندهم ، إن ترجمة حياة ابن خلدون من أكثر ترجمات شخصياتالتاريخ الإسلامي توثيقا بسبب المؤلف الذي وضعه ابن خلدون ليؤرخ لحياته و تجاربه ودعاه التعريف بابن خلدون ورحلته شرقا و غربا ، تحدث ابن خلدون في هذا الكتاب عنالكثير من تفاصيل حياته المهنية في مجال السياسة و التأليف و الرحلات لكنه لميضمنها كثيرا تفاصيل حياته الشخصية و العائلية كان المغرب أيام ابن خلدون بعد سقوطدولة |الموحدين الأمازيغية تحكمه ثلاثة أسر : المغرب كان تحت سيطرة المرينيين الأمازيغ أيضا (11961464 )، غرب الجزائر كان تحت سيطرة آل عبد الودود(12361556 )، تونس و شرقي الجزائر وبرقة تحت سيطرة الحفصيين (12281574 ). التصارع بين هذه الدول الثلاث كان علىأشده للسيطرة ما أمكن على أراضي الشمال الإفريقيوظائفتولاها:كان ابن خلدون دبلوماسياً حكيماً أيضاً . وقدأُرسل في أكثر من وظيفة دبلوماسية لحل النزاعات بين زعماء الدول : مثلاً ،عينه السلطان محمد بن الأحمر سفيراً له إلى أمير قشتالة للتوصل لعقد صلح بينهما ..وبعد ذلك بأعوام استعان به أهل دمشق لطلب الأمان من الحاكم المغولي القاسي تيمورلنك ، وتم اللقاءبينهما . ونحن في الصفحات التالية نقتطف أيضاً وصف ابن خلدون لذلك اللقاء فيمذكراته. اذ يصف ما رآه من طباع الطاغية ، ووحشيته في التعامل مع المدن التييفتحها ، ويقدم تقييماً متميزاً لكل ما شاهد في رسالة خطها ملك المغرب. الخصال الإسلاميةلشخصية ابن خلدون ، أسلوبه الحكيم في التعامل مع تيمور لنك مثلاً، وذكائه وكرمه ،وغيرها من الصفات التي أدت في نهاية المطاف لنجاته من هذه المحنة، تجعل من التعريفعملاً متميزاً عن غيره من نصوص أدب المذكرات العربية والعالمية. فنحن نرى هناالملامح الإسلامية لعالم كبير واجه المحن بصبر وشجاعة وذكاء ولباقة.أهمكتبه:
1- العبروديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر، ومن عاصرهم منذوي السلطانالأكبر. -2 (مقدمة ابن خلدون) طغت شهرتها علىالكتاب نفسه، وهو في الخامسة والأربعين من عمره. -3 شرح البردة وهو كتاب فيمدح الرسول الكريم (صلى الله عليهوسلم.(-4 كتاب لباب المحصل في أصولالدين، وهو تلخيص كتاب الفخر الرازي فيعلم التوحيد. 5– وكتاب في الحساب. -6ورسالة في المنطق. 7- وكتابه الشهير "التعريف بابن خلدونورحلته غربًاوشرقًا" يعد رائداً لفن الترجمة الذاتية –الأوتوبيوجرافيا-. وتأثر بكتبه عدد كبير منعلماءالاجتماع الذين جاءوا منبعده كأمثال العالم الإيطالي "فيكو"، والألماني "ليسنج"،
والفرنسي "فوليتر"
وفاته:توفيرحمه الله في مصر بتاريخ [ 26 من رمضان 808هـ الموافق 1406 مـ]، ودفن في مقابر الصوفية عند باب النصر شمال القاهرة
إلى جنات الخُلد أيها العالمالجليل، لقد كنت مثالاً للعالِم المجتهد والباحث المتقن، الذي تركبصمات واضحة لاعلى حضارة وتاريخ الإسلام فحسب، وإنما على الحضارة الإنسانية عامة،فما تزالمصنفاتك وأفكارك نبراساً للباحثين والدارسين على مدى الأياموالعصور فرحمه الله رحمةًواسعة وأدخله فسيح جناته وجعل قبره روضةً من رياض الجنة

المصادر و المراجع:
· مقدمة ابن خلدون /تأليف عبد الرحمن ابن خلدون. القاهرة: دار الفجر في التراث، 2024.
· https://ar.wikipedia.org
· https://www.antomlife.com
· www.kwtanweer.com/articles/

·
· ابن خلدون حياته وتراثهالفكري، محمد عبد الله عنان، دار الكتب المصرية ـ القاهرة [ 1352هـ= 1933م]· أعمال مهرجان ابن خلدون، [المنعقد في القاهرة ـ من 2 إلى 6 يناير 1962م]، المركز القومي للبحوث الاجتماعيةوالجنائية ـ القاهرة [ 1382هـ= 1962م]· عبد الرحمن بن خلدون [ أعلامالعرب ـ 4]، د. علي عبد الواحد وافي،
مكتبة مصر ـ القاهرة [ 1382هـ= 1962م]
· العمران البشري في مقدمة ابنخلدون، د. سنتيلانا باتسييفا ـ ترجمة: رضوان إبراهيم مطابع الهيئة المصرية العامةللكتاب القاهرة [ 1406هـ = 1986م]. · مخطوطةرقم 2111 ، قسم المخطوطات ، مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية ،الرياض
(نقلاً عن https://forum.turath.com)
· مخطوطةرقمF 1026، قسم المخطوطات ، جامعة الإمام محمد بن سعودالإسلامية ، الرياضالرياض(نقلاً عن https://forum.turath.com)
· مخطوطةرقمS 589، قسم المخطوطات ، جامعة الملك سعود ،الرياضالرياض
(نقلاً عن https://forum.turath.com)


وصلات خارجية:
· اسبانياتحتفي بالذكرى المئوية السادسة لوفاة ابن خلدون

· Korotayev A.& Khaltourina D. Introduction toSocial Macrodynamics: Secular Cycles andMillennial Trends in Africa.Moscow: URSS، 2006 [1].

تسلمين خيتوو ع المجهود الطيب
الف شكر لج
والله يعطيج الصحه والعافية

دمتي بود


❤ тнаиќ џоu ❤


العفووووووو ماقصرتو ع المرور
ولو هذا من واااااجبنا

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.