تخطى إلى المحتوى

بحث عن صفات الرسول فالقيادة للصف الثاني عشر 2024.

السلام عليكم
ممكن حد يساعدني في بحث الدين

باسم ( صفات الرسول عليه الصلاة والسلام فالقيادة ) خليجيةخليجيةخليجية

وانا بعد اريد البحث بليز

الحمد لله رب العالمين

و أنا ممكن

هلا هلا
^_^

ما من إنسان على وجه الأرض إلا ويتمتع بتطلعات قيادية، أو يمارس نوعا من القيادة في حياته اليومية. فهذه القيادة يمارسها المدير مع الموظفين، والمعلم مع الطلاب، والزوج مع زوجته وأبنائه، على عكس ما هو سائد عند بعض العرب الذين ما ان سمعوا بمصطلح القيادة حتى ربطوه فورا بالزعماء السياسيين.
ومن المؤكد ان هناك أنواعا عديدة للقيادة منها الإسلامية، والمقصود بها القيادة على مستوى الشركات والمؤسسات التي أثبتت نجاحها في الآونة الأخيرة، خصوصا على مستوى المؤسسات المالية والاستثمارية التي استطاعت أن تتميز بين مثيلتها من الشركات والمؤسسات الأخرى غير الإسلامية.
لكن هل هناك نظريات متكاملة في الإدارة أو القيادة الإسلامية؟ وما الذي يميز هذه الإدارة عن غيرها من الإدارات؟ وهل هناك صفات خاصة يجب أن يتحلى بها المدير أو القائد الإسلامي؟ أسئلة عديدة طرحتها "القبس" على رئيس مجلس إدارة شركة الإبداع الخليجي للتدريب الدكتور طارق السويدان الذي أكد عدم وجود نظرية متكاملة للإدارة الإسلامية، وان عمليات التنظير المتعلقة بهذا الموضوع قاصرة بكثير من الجوانب.
وشرح السويدان الفوارق بين القيادة الإسلامية والقيادة الأخلاقية كما تطرحها النظريات الغربية، وأن الفرق الرئيسي بينهما يكمن في قضية التوحد، إذ ان الإدارة الإسلامية تنطلق من الإيمان بوجود خالق ورقيب يحاسب.
وأضاف: "ان هناك كثيرا من النظريات التي يطلق عليها نظريات إدارية إسلامية، ومع الأسف فإن غالبية هذه النظريات مأخوذة من الغرب وتضاف إليها الآيات والأحاديث لتكون نظرية إسلامية، وفي الواقع هي ليست أكثر من خنزير مذبوح على الطريقة الإسلامية".
وأشار السويدان الى ان المدير او القائد الاسلامي يتميز بالنية الصالحة والربط بين العمل الدنيوي والالتزام بقيم الاسلام العظيمة وانه يحرص على الاقتداء بالنموذج القيادي الاعلى محمد صلى الله عليه وسلم.
هل يخلق التدريب قادة؟
2% او اقل يولدون في العالم قادة وفي المقابل 2% او اقل لا يصلحون مهما دربتهم ليصبحوا قادة، لكن نسبة ال96% المتبقية عندهم استعداد للقيادة، لكنهم يحتاجون الى صقل مهاراتهم القيادية من خلال التدريب الجاد الموجه، ليعرفوا كيف يفكرون قياديا، وكيف يفرقون بين القيادة والادارة، وكيف يخططون استراتيجيا وكيف يديرون ويقودون.
96% قابلون للتدريب، لكن للاسف التدريب الجاد غير موجود.
في احدى كتاباتك ذكرت ان "الاسد يقود اسودا"، ما المقصود من هذه العبارة؟
في الحقيقة ان نابليون يقول "جيش من الارانب يقودها اسد خير من جيش من الاسود يقودها ارنب"، وعدلت عبارته الى "جيش من الاسود يقودها اسد".
والمقصود بالارنب هو الانسان التابع، الذي لا رأي له والخائف على منصبه وعلى راتبه وعلى وظيفته، اما الاسد فهو الشخص الذي يقود ويعطي اوامر ولا يستشير من حوله.
لكن الأفضل من ذلك هو نموذج الرسول صلى الله عليه وسلم، فكل من كان حوله هم من القادة، اذ ان بعضهم كانوا يعترضون على بعض قرارات الرسول صلى الله عليه وسلم وهو قائد يقود قادة، وهذا الذي نتمناه في جميع مؤسساتنا، ان يحيط كل قائد نفسه بأشخاص لهم رأيهم، ويستطيعون ان يتولوا المسؤولية في اتخاذ القرارات دون الرجوع الى رئيسهم، وفي حال تطبيق مبدأ التفويض فإن الشركات ستحقق نتائج غير عادية.
مستوى التدريب…
هل يعتبر مستوى التدريب في العالم العربي جيدا مقارنة مع المستوى العالمي؟
الاهتمام العربي بالتدريب ضعيف وهو ليس على المستوى العالمي الذي يصرف 3% من ميزانية الموظفين على التدريب، اما العالم العربي فهو لا يتجاوز نسبة 1 من 3 من مستوى التدريب الذي من المفترض ان يصل اليه.
وماذا عن مستوى التدريب في الكويت؟
للاسف التدريب في الكويت غير جاد، ولا توجد متابعة بعد التدريب على الرغم من خطط تضعها الشركات او المؤسسات للتدريب، ويشترك موظفونا بدورات التدريب للتخلص من الدوام، واذكر انه في احدى الشركات الرئيسية والكبيرة في الكويت، تعاقدوا معي لتدريب 15 موظفا، لكن للاسف الذين حضروا اثنان فقط، وكانا ايضا يتأخران او لا يأتيان للدورة لأبقى وحدي في المحاضرة! كما انه لا توجد عندنا متابعة للموظفين بعد التدريب، فماذا تعلم هذا الموظف من الدورة، وما الذي استفاده؟ انا اعمل في مجال التدريب منذ أكثر من 20 عاما ولم تطلب مني اي جهة حتى اليوم ان اتابع موظفيها بعدالتدريب.
الإدارة الإسلامية…
ما مفهوم الإدارة الإسلامية؟
حتى الآن لا توجد نظرية متكاملة للإدارة الإسلامية. لكن من المؤكد ان هناك فرقا بين القيادة الإسلامية والقيادة الأخلاقية كما تسميها، او تطرحها نظريات غربية كبيرة، فالادارة الإسلامية منطلقة من مبدأ الايمان بوجود خالق ورقيب يحاسب، ووجود آخرة وحساب بعد الموت.
كيف يكون المدير أو القائد مديرا أو قائدا إسلاميا؟
هناك نظرية متعلقة بهذا الموضوع تبدأ بكيفية نقل انسان عادي الى انسان فعال، ومن ثم تنقله من انسان فعال الى قائد، والمرحلة الثالثة ان تنقل الانسان القائد الى قائد إسلامي.
مقارنة بين الإسلامي وغيره…
هل المدير الإسلامي أكثر عدلا من المدير غير الإسلامي؟
لو قامت مؤسسة مع شيوخ الدين وكان فيها ظلم، فانها لن تنجح، في المقابل لو قامت مؤسسة لا تؤمن بالله لكن فيها عدل فانها ستنجح، فالعدل مقدم على التدين لان التدين من دون عدل لا قيمة له.
هل هناك مبادئ تختلف فيها الإدارة الإسلامية عن الإدارة الاخلاقية كما سميتها؟
عندما درسنا الإدارة والقيادة في الغرب، علمونا التعامل مع الموظف بطريقة " عصره لآخر قطرة" ومن ثم نرميه. اما في الإدارة الإسلامية لا وجود لهذا المبدأ لانها تؤمن بان للانسان وجودا وكيانا وطموحات هي قائمة على "أحب لنفسك ما تحبه لأخيك".
ما مدى صحة الكثير من النظريات الإدارية الإسلامية؟
للأسف فان الجرأة على التنظير عندنا ضعيفة، نلاحظ ان الكثيرين يقتبسون نظريات غربية ويضيفون عليها آيات وأحاديث ويقولون لك انها نظرية ادارية إسلامية، لكن في الحقيقة من الممكن ان نطلق على هذه النظريات عبارة "خنزير مذبوح على الطريق الإسلامية"!
المرأة القائدة…
هل للمرأة أن تكون قائدة؟
المرأة تمتلك مواصفات عديدة تختلف عن الرجل.
بعض هذه المواصفات تعطيها قدرة على القيادة أكثر من الرجل ومن أهمها انها تحب أن تشارك من حولها في اتخاذ القرار، وهنا أذكر ببلقيس عندما جاءها كتاب سليمان، فجمعت الملأ وقالت: "يا أيها الملأ أفتوني في أمري، ما كنت قاطعة أمرا حتى تشهدون".
إذا المرأة تحب أن تسأل وتستشير، فهذه الصفات تعطيها قدرة على القيادة أكثر من الرجل، كما ان المرأة أكثر إبداعا من الرجل، فهي تمتلك أفكارا متنوعة أكثر من الرجل. وبحسب الدراسات فإن المرأة أكثر إبداعا من الرجل بنسبة 25%.
ماذا عن الاستراتيجية النسائية في القيادة؟
هي أبعد رؤية من الرجل، وهي تخطط على المدى البعيد، ومقولة "إن كيدهن عظيم" هي دلالة على انها تخطط على المدى البعيد.
وما الأمور السلبية التي تعيق المرأة عن القيادة؟
مزاجيتها فهي سريعة الانفعال تثور من دون سبب مقنع وأحيانا تجدها منبسطة الأسارير أيضا من غير سبب مقنع، وبذلك يحتار من حولها في التعامل معها.

تقبل الموظفين…
لكن ماذا عن تقبل الموظفين للمرأة كقائد؟
المرأة لا تحب أن تقودها امرأة بل هي تحب أن يقودها رجل، والرجل لا يحب أن تقوده امرأة لأنه يشعر بنقص في هذه الحالة.
هل هذا سبب قلة عدد النساء القادة؟
هنا تأتي قضية نسميها في علم الإدارة "السقف الزجاجي" أي ان المرأة تصل إلى نقطة معينة ثم تتوقف اما لظروفها الشخصية وإما تتوقف بسبب نظرة من حولها لها.
وبسبب هذا السقف الزجاجي نلاحظ ان نصفا في المائة فقط من قيادات الشركات الأميركية هم من النساء.

نصيحة للقادة…
ما نصيحتك للمرأة لكي تتبوأ مناصب قيادية؟
هي بحاجة إلى أن تتحكم في نفسها أكثر وهي بحاجة إلى إصرار وإرادة أكبر لأن التحدي أمامها أكبر بكثير من الرجل وفي النهاية ان كان للمرأة سيطرة فإنها ستقود بجدارة بسبب الميزات التي تمتلكها.

1- من إنسان
عادي الى فعال
– تغير القيم والمبادئ.
– تغير الاهتمامات
– تغير المهارات.
– معرفة اختيار العلاقات.
– تغير الناس المقتضى بهم.

2 – من فعال
الى قيادي
– رؤية على المدى البعيد.
– القدرة على التحكم في الناس.
– القدرة على الفهم.
– التوازن بين الروح والعقل والعاطفة.

3 – من قيادي الى قائد مسلم
– التزكية.
– الاستخلاف.
– التوحيد والايمان.
– الاتباع.

4 – صفات للقائد المسلم
1 – الايمان والتوحد: ينطلق القائد المسلم من مبدأ ان هذا الكون له خالق رقيب حسيب وان الله يتدخل بتصريف الامور والانسان قد يخطط ولا ينجح.
2 – الاتباع: اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم لها كقدوة واتباعه في قضايا الحلال والحرام وان يكون الشرع حدوده ولا يقدس الاجتهاد البشري.
3 – التزكية: ينطلق القائد المسلم من اخلاق الاستقامة ويعرف ان الله رقيب عليه وهو لا يخدع ولا يغش وهو يؤثر غيره، اي يحب لغيره ما يحب لنفسه.
4 – الاستخلاف: يفكر القائد في كل الناس، وليس له حدود وضعها الاستعمار، ويؤمن بان كل البشر اهله وعمران الارض هو هدفه.

5 -علامات لاستكشاف
?"الطفل – القائد"
يعدد الدكتور طارق السويدان ان هناك خمس علامات تميز الطفل القابل للقيادة عن غيره:
أولا – الذكاء الذي يتمتع به الطفل.
ثانيا – الجدية فالطفل الذي دائما ما يلعب وما عنده جدية ووقت للقراءة والتعلم فان فرصته للقيادة تكون اقل.
ثالثا – التوازن بان يكون للطفل وقت للعب ووقت للقراءة.
رابعا – الجرأة، فالطفل الذي يخجل تكون فرصته في القيادة اقل.
خامسا – الاطفال الذين نشأوا في بيوت قادة او بيوت حكام او علماء او تجار او سياسيين او عسكريين تكون فرصتهم في القيادة اكبر.

خليجية
اما القيادة فهى الاعمال التي يضطلع بها القائد في قيادة الجنود، وخير تعريف للقيادة قول النبى صلى اللّه عليه وسلم:"كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته". والقيادة هى ان يسير القائد بمجموعة من الجنود، خاضعين لنظام معين، نحو غرض معين، والقائد هو الذى يجعل الافراد يتبعونه.
والان نتساءل: ما علاقة القيادة بالعقيدة؟ هل يمكن ان يكون القائد بدون عقيدة؟ هل الوازع النابع من الضمير الذى يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ضرورى للقائد ليكون قائدا حقا، يتبعه رجاله إلى الموت وينفذون اوامره عن طيب خاطر، ويكون موضع ثقتهم فى السراء والضراء؟ وهل العقيدة الراسخة المنشئة البناءة من صفات القائد المنتصر؟
للاجابة على ذلك، لابد من مراجعة تراثنا العربي الاسلامي اولا، والمصادر العسكرية الحديثة ثانياً، ليعلم الذين لايزالون في ريب من اثر العقيدة في القيادة، وعلاقة العقيدة بالقيادة، ونقول ان القائد الذى لاعقيدة له، لايمكن ان ينتصر في الحرب، ولايمكن ان ينجح في السلام.
وتحت عنوان الاسلام محرر الشعوب من العبودية يقول مونتجمرى: " ان اهم مميزات الجيوش الاسلامية لم تكن فى المعدات او التسليح او التنظيم بل فى الروح المعنوية العالية النابعة من قوة ايمانهم بالدعوة الاسلامية وفى خفة الحركة التى ترجع إلى مهارتهم فى سرعة التحرك بالجمال والخيل وايضا فى قوة احتمالهم وجلدهم نتيجة لحياتهم الصعبة في الصحراء التى تعودوا عليها، والاهم من ذلك فقد كانوا يندفعون نحو القتال ويحركهم اقوى دافع الا وهو الايمان والعقيدة، ومثل هذه النبضات المتلاحقة لم يكن من السهل أن تخبو سريعا، فالكثير منهم، وخاصة فى المراحل الاولى للفتوحات الاسلامية، كانوا يؤمنون ايمانا راسخا بالدعوة الاسلامية ويتحمسون لها ويغارون عليها. وادى هذا إلى اعتناقهم مبدأ صلبا هو" الجهاد فى سبيل اللّه" وقد تغلغل هذا المبدأ فى قلوب اتباع الرسول".
والأقوال كثيرة فى هذا المجال ولكن لايسع المجال لذكرها. ويكفي ان نقول:" حينما كان المسلمون يطبقون ما تمليه العقيدة ويتمسكون بها نصا وروحا فى الاعداد العسكرى وفى ميادين القتال، كانت لهم قوة ضاربة صانت كرامتهم ورفعت شأنهم، وحينما تخلفوا عن التمسك بالعقيدة فى جميع امورهم، ذلوا واستكانوا وتداعت عليهم الامم.

انها عقيدة منشئة
يذود عنها حماة قادرون

لقد كان غاية الفتح الاسلامى اصلاح البشر فى اخلاقهم وأرواحهم وعقولهم، وسعادة الناس فى دنياهم وآخرتهم، فقد خرج المسلمون يعلنون كلمة اللّه ويبشرون بدينه، ويبذلون فى سبيله دماءهم وارواحهم، ويفارقون من اجله ديارهم واولادهم لايريدون علوا فى الارض ولا فسادا. لقد كان قادة الاسلام وعلى رأسهم القائد الاعظم محمد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ليس لهم الا هدف واحد الا وهو رفع كلمة لا اللّه الا اللّه، ولقد سجل التاريخ حروباً كثيرة قبل وبعد الفتح الاسلامي لم تدر رحاها ابتغاء ارض يضمها الغازى الى ارضه، او شعب يحكمه مع شعبه، او غنائم ينالها، او ثأر يطلبه، او خيرات يستولى عليها. بينما الفتح الاسلامى لم ينجل الا عن امة واحدة لها رب واحد ونبى واحد وقرآن واحد وسنة واحدة. لذلك بقى خالدا. لقد فتح قادة الاسلام العالم حينما كانوا امة واحدة متمسكين بالعقيدة. فالواقع ان الذين انتصروا بالعقيدة كانوا رجالا أولي خبرة وقدرة يؤمنون بها ويعرفون كيف يتغلبون بها على اعدائهم.
لقد كان العرب قبل الاسلام ماهرين فى حرب العصابات وفى استخدام السلاح والفروسية، ولديهم القدرة على الحركة بسهولة وبسرعة، ولكنهم كانوا متفرقين، لهذا كانت خبرتهم الحربية وشجاعتهم الفطرية تذهب عبثا فى الغارات والمناوشات المحلية. ولما جاء الاسلام، وحد عقيدتهم، ونظم صفوفهم وغرس فيهم روح الضبط والطاعة، وطهر نفوسهم، ونقى ارواحهم، واشاع فيهم انسجاما فكريا، واصبحوا تحت قيادة واحدة ولهم هدف واحد، واصبح المؤمنون فى مشارق الارض ومغاربها اخوة يتحابون فى اللّه ويهتدون بهديه، وهم أمة واحدة تحيتها السلام وغايتها السلام ودينها الاسلام. كما دفعت هذه العقيدة الى نفوس المسلمين حمية سمت بهم الى الايمان بأنهم لاغالب لهم من دون اللّه، وحببت اليهم الاستشهاد فى سبيل اللّه، وبعثت فيهم الاعتزاز بالنفس والشعور بأن عليهم رسالة واجبة الاداء للعالم.كما غرست فى نفوسهم الايمان المطلق بالقضاء والقدر، لذلك استهانوا بالموت وأقدموا عليه فرحين مستبشرين. وهكذا يتضح لنا ان انتصار المسلمين اولا وقبل كل شيء يرجع الى عقيدتهم المنشئة البناءة التى حملها الى الناس حماة قادرون قادة وجنودا.

استخلاص صفات القائد من العقيدة

اذا كانت الصفات المثالية للقائد جاءت نتيجة لدراسة شخصيات ابرز القادة فى التاريخ، وهى مجموعة من مزايا شخصيات كثيرة لا شخصية واحدة حيث انه ليس من الممكن ان تجتمع كلها فى شخصية واحدة ولكن هذه الصفات بل وصفات اخرى غيرها قد اجتمعت في رسول اللّه قائد جيش الاسلام الاول. لذلك فهو المثل الكامل وهو القدوة المثلى كما يقول اللّه تعالى: " لقد كان لكم فى رسول اللّه اسوة حسنة" وباستعراض هذه الصفات نجدها كالآتى:
1- كمال الاخلاق : فالرسول صلى اللّه عليه وسلم افضل قومه مروءة، واحسنهم خلقا، واكرمهم حسبا وارجحهم حلما، واصدقهم قولا، واستوفى من مكارم الاخلاق كل مكرمة لم ينلها انسان قبله ولا بعده، قال اللّه تعالى " وانك لعلى خلق عظيم".
2- كمال العقل وحسن السياسة : لقد كان الرسول صلى اللّه عليه وسلم اعقل العالمين.. انظر الى حسن تدبيره وسياسته للعرب الذين كانوا اهل عزة واباء وانطلاق، وكيف احتمل جفاءهم وصبر على أذاهم بكل سياسة وحكمة وبعد نظر.. حتى انقادوا اليه، والتفوا حوله، وقاتلوا فى سبيله اهليهم وآباءهم وأبناءهم.
3- احترام النفس والتواضع: كان الرسول صلى اللّه عليه وسلم بريئا من الرياء والتصنع، مستقل الرأى، ولم يكن متكبرا ولا ذليلا.. وكان لايؤخر عمل اليوم للغد، وما عبث قط، ولا ظهر فى قوله او فعله روح اللهو، وكان يكره ان يحوط نفسه بالمظاهر الكاذبة او مظاهر السلطان والملك. كان يقول لاصحابه: " لا تطرونى كما اطرت النصارى ابن مريم"، " انما انا عبداللّه"، " فقولوا عبداللّه ورسوله".
4- الصبر وقوة الاحتمال والصبر على المبدأ: كان الرسول صلى اللّه عليه وسلم فى الصبر وقوة الاحتمال المثل الاعلى، وكان شجاعا وحكيما، فكم ناله من اذى المستهزئين وكيد المنافقين. وكان يقابل الأذى بالصبر، والحمق والخرق بالحلم والرفق، والصلف واللجاج بالوداعة والأناة.
5- الوفاء: والوفاء فضيلة اذا تحلى بها القائد كان قائدا عظيما، اذ بالوفاء يأسر القائد قلوب رجاله، ويرفع روحهم المعنوية الى قمتها. وكان النبى صلى اللّه عليه وسلم شديد الوفاء بالعهد. فكان يتحدث عن السيدة خديجة بعد وفاتها دائما ويترحم عليها.
6- الشجاعة والنجدة: كان الرسول صلى اللّه عليه وسلم المثل الاعلى حيث قاد بنفسه 28 غزوة انطوت على كل صور العمليات الحربية من دفاع وهجوم ومطاردة وحصار، ولم يكتف بالقيادة، بل كان يشارك فى القتال بنفسه وخاصة فى المواقف الصعبة.
7- اللياقة البدنية: كان النبى صلى اللّه عليه وسلم يتمتع بلياقة بدنية قوية، ففي غزوة الخندق كان اصحابه يلجأون اليه عند حفر الخندق كلما استصعب عليهم صخرة فيسرع اليها لتحطيمها.
8- حسن العشرة: كان النبى صلى اللّه عليه وسلم اوسع الناس صدرا واصدقهم حديثا وألينهم عريكة واكرمهم عشرة، وكان يخالط اصحابه ويجيب دعوة الحر والعبد والمسكين ويعود المرضى فى اقصى المدينة ويقبل عذر المعتذر.
9- الثقة المتبادلة: كانت ثقة اصحاب الرسول صلى اللّه عليه وسلم به عظيمة جدا، كما كانت ثقته باصحابه عظيمة ايضا ولولا ثقة اصحابه به لرفضوا صلح الحديبية. ولولا ثقة الرسول باصحابه لما زج بهم فى معركة (بدر) حيث كنت قوات المشركين ثلاثة امثال قواته.
10- المحبة المتبادلة: ظهرت محبة الرسول صلى اللّه عليه وسلم لاصحابه ومحبة اصحابه له فى كل غزواته، بل فى كل موقف له فى السلم والحرب، فكان اصحابه يذودون عن الرسول صلى اللّه عليه وسلم فى غزوة (احد) باجسامهم لحمايته من نبال المشتركين.
11- روح الدعابة:كانت الهشاشة والبشاشة والابتسام من صفات الرسول صلى اللّه عليه وسلم فى اكثر الاحيان وكان الرسول صلى اللّه عليه وسلم يقول:" روِّحوا القلوب ساعة بعد ساعة فانها اذا كلت عميت".
12- التوازن النفسي: لقد كان رسول اللّه عليه وسلم قدوة عليا فى التوازن النفسى، وحفلت سيرته بصور اقرب الى الخيال منها الى الحقيقة من التحكم فى الاعصاب فى اشد المواقف حرجا في السلم والحرب معا.
13- بعد النظر: يعتبر التنبؤ وبعد النظر ارقى درجات استعمال العقل ومن اسس النجاح فى التخطيط الذى هو فى مفهوم علم الادارة " تنبؤ بما سيكون عليه المستقبل مع الاستعداد لهذا المستقبل" ولقد كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يتحلى بمزية سبق النظر فى اعماله العسكرية والامثلة على ذلك كثيرة: حيث اصر الرسول صلى اللّه عليه وسلم على قبول شروط هدنة الحديبية لانه فكر وسبق النظر فعرف بفكره الثاقب ان قبول هذه الشروط نصر للمسلمين فهى تؤمن لهم الاستقرار وبالتالى اصبح جيش المسلمين عشرة الاف مقاتل فى فتح مكة بعد كان 1400 فى غزوة الحديبية قبل سنتين.
14- الشخصية: لقد كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم شخصية قوية نافذة حيث كان متواضعا،حليما، رؤوفا، رحيما، ومع ذلك لايستطيع احد ان يرفع صوته فوق صوت النبى، ولايستطيع احد ان يديم النظر الى وجهه المنير، ولايستطيع احد ان يرد له امرا او يتردد فى تنفيذه. ان سبب قوة شخصية الرسول صلى اللّه عليه وسلم هى محبته للناس جميعا ورغبته الشديدة فى خيرهم وهدايتهم وخلقه العظيم.
15- القدوة الحسنة: كان النبى صلى اللّه عليه وسلم يبيت الليالى المتتابعة طاويا، واهله لايجدون عشاء، وكان عامة خبزهم الشعير. وخطب رسول اللّه صلى عليه وسلم فقال: واللّه ما أمسى فى آل محمد صاع من طعام، وانها لتسعة ابيات" وما قالها استقلالا لرزق اللّه ولكن اراد ان تتأسى به امته. وكان النبي صلى اللّه عليه وسلم يقول:" ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطنه: حسب ابن ادم اكلات يقم صلبه، فان كان لامحالة فثلت لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنَفَسه".
بعد استعراضنا لصفات القائد نرى انها صفات نابعة من القرآن والسنة فالدين الاسلامى والعقيدة الاسلامية لم يُترك فيهما شيء الا اوضحه وبينه رسول اللّه عليه الصلاة والسلام. فالرسول صلى اللّه عليه وسلم لم يدع جماعة الا عين لها قائداً وكان اختياره للقادة بناء على هذه الصفات. والمدرسة الاسلامية تقرر المعيار لاختيار القائد وهو الكفاءة والحب. حيث قال الرسول صلى اللّه عليه وسلم: " خيار ائمتكم الذين تحبونهم، وتصلون عليهم ويصلون عليكم ( اى تدعون لهم ويدعون لكم ) وشرار امتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم".

العقيدة ونمط القيادة

لقد قررت المدرسة الاسلامية ان القيادة العسكرية الناجحة هى التى تتأسس على نمط القيادة الاقناعية ولاتستبعد القيادة الارغامية في ظروف خاصة عند الضرورة. واذا كان القائد فى جيش يستند الى السلطات والصلاحيات التى يخولها له القانون سواء قانون الدولة او قانون الاحكام العسكرية فان لدى القائد المسلم قانونا تقف اقوى القوانين الوضعية دونه هزيلة عاجزة، لانه قانون سماوى منزل لايأمر بطاعة القائد فحسب، بل يقرن ذلك بطاعة رسوله كما فى قوله تعالى : "يا ايها الذين آمنوا اطيعوا اللّه واطيعوا الرسول واولي الامر منكم". ولنا فى رسول اللّه اسوة حسنة، فقد كان عليه الصلاة والسلام مثالا كاملا لنمط القيادة العسكرية الحقة، فقد كان الاقناع وسيلته الاولى فى طاعة المؤمنين له، لان الاقناع يوجب الود، ويؤكد الصلات بين القائد ومرؤوسيه، ويحقق النتائج على احسن الوجوه. وهذا امر لاغرابة فيه، حيث ان الاقناع والاقتناع كانا اصلا الاساس فى الدعوة الاسلامية كما فى قوله تعالى :" لا اكراه فى الدين قد تبين الرشد من الغى " وقوله تعالى: "ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هى احسن".
كما جاء الاسلام يدعو الى ان تقوم الصلة بين القائد ومرؤوسيه، على اسس من الرحمة والرفق والمحبة كما يفهم من قوله تعالى: "فبما رحمة من اللّه لنت لهم، ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم فى الامر".
وهكذا تنسجم القيادة الاقناعية مع ما قرره الاسلام من مباديء الحرية والكرامة والانسانية، وهى من المباديء الاساسية التى صنعت امة ذات حضارة عريقة اضاءت للعالم طريق الحرية والتقدم،كما صنعت جيشا لايقهر وقادة ابطالا وعباقرة في فن الحرب.
وهنا تكمن فلسفة العقيدة فى القيادة، لان الذين يساقون لايمكنهم يوما من الايام ان يكونوا قادة فكر، ولا ابطال جهاد. وهكذا كان الرسول عليه الصلاة والسلام لايقود بمقتضى السلطة بل بالكفاءة والمقدرة والاخلاق والحب والشخصية والثقة وكل صفات القيادة الرشيدة. وكان عليه الصلاة والسلام لايستبد برأى بل كان يتبع مبدأ الشورى فيستشير اصحابه وينزل على الرأى الذي يبدو صوابه بصرف النظر عن صاحبه كبيرا كان ام صغيرا: فى غزوة بدر لم يصدر النبى القائد قراره بالخروج للمعركة الا بعد ان استشار اصحابه وهو يقدر الموقف قائلا لهم" اشيروا عليَّ ايها الناس" وكان هو الحال ايضا فى اغلب الغزوات. وفى غزوة احد كان الرسول يرى البقاء فى المدينة بينما رأى اكثرية اصحابه الخروج لقتال قريش خارج المدينة، فنزل على رأيهم، وقد حدث فى هذه الغزوة مايؤكد حسم الرسول القائد وحزمه فقد احس المسلمون انهم قد استكرهوا النبى على الخروج على خلاف ما كان يراه، فلاموا انفسهم وابدوا رجوعهم عن رأيهم.
وكان الرسول يلجأ الى اسلوب القيادة الارغامية عند الضرورة وخاصة في اوقات الحرب، وكان الخير يبدو دائما فى اعقاب ما حمل اصحابه عليه. وابرز صور القيادة الارغامية التى تعتبر ضرورة فى بعص المواقف هو ما حدث في صلح الحديبية حيث نلاحظ ان الرسول القائد لم يستشر اصحابه فى غزوة الحديبية رغم انه استشارهم فى كافة غزواته الاخرى. اما سبب عدم استشارتهم فى تلك الغزوة فهو انه كان عليه الصلاة والسلام يصر على نواياه السلمية التى تؤمن له الاستقرار الضرورى لانتشار الاسلام وكان لبعد نظره المدهش يعرف ان نتائج الصلح ستكون خيرا شاملا للدعوة بينما كان اصحابه يريدون النصر العاجل قبل اوانه. وكان الرسول يقصد من التفاهم مع قريش اهدافا بعيدة جدا ليس من مصلحة الدعوة ولامن مصلحة المسلمين الاخبار عنها وقد ظهرت اهدافه فيما بعد فى تيسير الدعوة الاسلامية.
ونستخلص مما اوردناه ان العقيدة الإسلامية هى خير نبراس لاعداد القدة واختيارهم بناء على صفات ومباديء حددتها العقيدة وجعلتها ركائز وبدونها تختل القيادة، وتصبح جسداً بدون روح، ولنا فى تراثنا الاسلامى وقصص ابطال الاسلام وفتوحاتهم دروس كثيرة تدل على ان اساس انتصارتهم هو تمسكهم بالعقيدة، ونرى حين كان المسلمون يطبقون العقيدة نصا وروحا فى الاعداد العسكرى في ميادين القتال، اصبحت لهم قوة ضاربة صانت كرامتهم ورفعت شأنهم، وحين تركوها ذلوا واستكانوا وتداعت عليهم الامم.
المراجع:
معهد الامارات التعليميwww.uae.ii5ii.com
1- بين العقيدة والقيادة- اللواء- محمود شيت خطاب. 2- النظرية الاسلامية فى العقيدة العسكرية- اللواء- محمد جمال الدين محفوظ.
3- الفاروق القائد – اللواء- محمود شيت خطاب.
4- النظرية الاسلامية في القيادة الحربية- اللواء- محمد جمال الدين محفوظ.
– مدخل إلى العقيدة والاستراتيجية العسكرية الاسلامية- اللواء- محمد جمال الدين محفوظ.

مشكوراخوي و الله يعطيك العافية

تسلم اخووي ع البحث الغاوي

مشكور ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.