السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
المقدمة:
الصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى اله وصحبة أجميعن
اما بعد:
يسعدني ويشرفني ان أتقدم بهذا البحث المتواضع الذي يتحدث بإذنه تعالى
عن النفط والغاز الطبيعي حيث سوف اتناول به عدة أفكار بخصوص النفط والغاز وخاصة في سلطنة عمان..
لأهمية الموضوع واعجابي الشدييد به قررت أن اعرضه بين صفحات بحثي على أمل ان ينال على رضا كل من يقرأه..
النفط والغاز قبل عصر النهضة
كانت بدايات دخول عمان إلى عالم النفط والغاز متعثرة ومتواضعـة فالمسح الجيولوجي الذي تم إجراؤه عام 1925 لم يخرج بدليل قاطع على وجود النفط في البلاد، على أنه بعد مضي اثني عشر عاماً من ذلك وعندمـا بدأ الجيولوجيون حملات مكثفة للبحث عن النفط في المملكة العربية السعودية المجاورة قام السلطان سعيد بن تيمور بمنح الشركة العراقية للنفط امتيازاً مدته 75 عاماً للبحث عن النفط في عمان- وبذلك تواصلت عمليات التنقيب بعد أن توقفت فقط أثناء الحرب العالمية الثانية
كانت عمليات الاستكشاف والإنتاج تتم نيابة عن الشركة العراقية بواسطة شركة تنمية النفط (عمان وظفار) المحدودة التي كان يملك أسهمها أربعة شركاء بواقع 75،23% لكل منهم، وهم مجموعـة شل الملكية الهولندية والشركة الانجلو فارسية ( التي أصبحت فيما بعد برتش بتروليوم BP)، والشركة الفرنسية للنفط ( التي أصبحت بما يعرف اليوم بتوتال فينا إلف)، وشركة الشرق الأدنى للتنمية ( والتي أصبحت فرعاً لما يعرف اليوم بشركة اكسون موبيـل) – أما نسبة ال 5% المتبقية فكانت من نصيب شريك خامس هو شركة بارتكس0
لقد واجه المستكشفون الأوائل الكثير من الصعاب في ظل غياب البنيات التحتية الكافية التي تساعد على البقاء في الصحراء القاحلة وما زاد من تلك الصعاب حالة الاضطراب السياسي التي كانت تسود تلك الفترة. ففجوة سمائل التي تمثل الممر الوحيد بين الجبال إلى المنطقة الداخلية كان من الصعب عبورها في كثير من الأحيان بسبب المواجهات العدائية بين القبائل المتحاربة الأمر الذي تعذر معه وصول الإمدادات إلى مواقع العمل.
وعندما قررت الشركة العراقية حفر أول بئر لها في فهود بداية عام 1956 اضطرت إلى استجلاب إمداداتها عن طريق الدقم في الجنوب على بعد أكثر من 300 كيلو متر عبر منطقة تعد أكثر منطقة غير مأهولة وقاسية التضارييس في عمان – ورغم كل تلك الجهود والصعاب كانت النتيجة محبطة، إذ كانت البئر جافة.
بعد ذلك تم حفر المزيد من الآبار التي كانت جميعها جافة – وأدى هذا الفشل المتواصل إلى جانب تفاقم المشاكل اللوجستية ووجود فائض من النفط في الأسواق العالية في تلك الفترة إلى انسحاب معظم الشركات من المشروع في عام 1960، ولم يبق منهم غير شل وبارتكس فقط اللتان قررتا مواصلة المشوار. وسرعان ما آتى تفاؤلهما أكله إذ تم العثور على النفط أخيراً في حقل جبال عام 1962 0 وهكذا بعد ذلك المخاض المتعثر ولدت أخيراً إحدى الدول المنتجة للنفط.
عندما تم اكتشاف حقل نتيه عام 1963 وأعقبه مباشرة نجاح في حقل فهود أصبح من الممكن البدء في الاستثمار في إنشاء خط أنابيب إلى الساحل مع توفير المعدات الأخرى اللازمة لنقل وتصدير خام النفط0 فأنشئ خط أنابيب بطول 276 كيلو متر استخدم فيه ما زنته 60 ألف طن من الفولاذ، ووفر السكان القاطنون في القرى الواقعة على مسار الخط اليد العاملة اللازمة في تشييد خط الأنابيب. وبعد اكتمال خط الأنابيب تم إنشاء مجمع صناعي في سيح المالح ( الذي أعيدت تسميته فيما بعد بميناء الفحل )، وبناء ساحة للصهاريج وعوامة إرساء منفردة لتحميل ناقلات النفط ومحطة لتوليد الكهرباء بطاقة 20 ميجاوات. وبلغت كلفة كل هذه الأعمال بما فيها خط الأنابيب والمجمع الصناعي وساحة الصهاريج ورصيف التحميل ومحطات الإتصال ومساكن الموظفين في رأس الحمراء 70 مليون دولار0
وتم تصدير أول شحنة من خام النفط العماني في السابع والعشرين من يوليو 1967. وتشير النسخة الأصلية من إشعار المدين إلى أن تلك الشحنة كانت تبلغ 543800 برميل من النفط بقيمة قدرها 42ر1 دولار أمريكي للبرميل. وفي يونيو أي قبل شهر واحد من ذلك التاريخ
كانت شركة النفط الفرنسية قد عادت إلى الشراكة في المشروع بعد أن اشترت ثلثي أسهم شركة بارتكس وبذلك أصبح توزيع أسهم الشركة التي أصبح اسمها حينذاك شركة تنمية نفط (عمان) على النحو التالي:
شل 85% ، الشركة الفرنسية للنفط 10% وبارتكس 5%0 ..وفي الثالث والعشرين من شهر يوليو 1970 تولى جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم مقاليد الحكم في السلطنة وقام بأول زيارة له لإدارة شركة تنمية نفط (عمان) في 18/8/1970م0
فــترة التطوير ( 1970 – 1979 )
طوال فترة السبعينيات ظلت الشركة تجاهد من أجل الحفاظ على معدلات إنتاجها واستعاضة الكميات المنتجة من قاعدة الاحتياطي والعمل في نفس الوقت على تطوير نفسها لتصبح شركة محترفة في مجال نشاطها. وقد ساهمت بعض الاكتشافات الكبيرة في بداية عقد السبعينيات في تحقيق هذا التوجه. ومن تلك الاكتشافات حقل غابة الشمالي في عام 1972 وأعقبته حقول سيح نهيدة وسيح رول وقرن علم وحابور. وبحلول عام 1975 تم ربط الحقول الخمسة بخط الأنابيب كما تم نقل النفط بواسطة خط أنابيب بقطر 20 بوصة إلى الخط الرئيسي على بعد 75 كيلو متر شرقي فهود. و ارتفع معدل الإنتاج إلى 341 ألف
برميل يومياً عام 1975 وكان هذا الارتفاع في الإنتاج يعزى في جانب منه إلى هذه الجهود.
وأسهم ارتفاع أسعار النفط في تحسين اقتصاديات إنتاج النفط في المواقع النائية بشكل كبير. ونتيجة لذلك انتقل مركز النشاط الاستكشافي إلى الجانب الشرقي لحوض الملح بجنوب عمان حيث أسفرت الاكتشافات المبدئية فيما أسفرت عن حقلي أمل وأمين. كما أن حقل مرمول الذي ساد الإعتقاد بعدم جدواه التجارية عند اكتشافه عام 1957 أصبح الآن مجدياً
بعد إعادة تقييمه. وساهم ارتفاع أسعار النفط في التعويض عن الآثار الناجمة عن الثقل واللزوجة اللذين يميزان خام حقل مرمول، وقد كان لهذه الحقول وحقول أخرى في جنوب عمان الأثر الواضح في نمو الاحتياطي وارتفاع معدلات الإنتاج في السنوات التالية0
غير أن النصف الأول من السبعينيات كانت له أهميته أيضاً لأسباب أخرى0 ففي الأول من يناير من عام 1974 حصلت حكومة السلطنة على 25% من أسهم شركة تنمية نفط (عمان) لترتفع النسبة بعد ستة أشهر إلى 60% في يوليو من نفس العام بأثر رجعي من بداية العام ونتيجة لذلك أصبحت أسهم الشركاء بالنسب التالية:
شل 34%، الشركة الفرنسية للنفط 4% وبارتكس 2% وظلت هذه النسب ثابتة إلى اليوم ( غير أن تطوراً طرأ على الشركة بعد 6 سنوات إذ تم تسجيلها بمرسوم سلطاني كشركة محدودة المسؤولية في 15/5/1980 وسميت : شركة تنمية نفط عمان).
النمــو ( 1979 – 1994 )
في بداية الثمانينيات حقق الانتاج معدلات قياسية جديدة مبدداً بذلك كل الشكوك حول مستقبل صناعة النفط والغاز في عمان. فبنهاية عام 1984 ارتفع معدل الإنتاج إلى 400 ألف برميل يومياً وبلغ الإحتياطي 8،3 بليون برميل.
وفي هذه الأثناء شاركت الشركة في وضع نظام الغاز الحكومي بغية توفير الغاز الطبيعي من المناطق الداخلية إلى الساحل. وحققت الشركة نجاحاً ملحوظاً في ذلك المشروع.
وفي عام 1986 انهارت أسعار النفط عالمياً مما استوجب تحرك الشركة فوراً في اتجاه خفض المنصرفات مع المضي قدماً في زيادة الانتاج ورفع الاحتياطي في نفس الوقت، وقد حققت في ذلك نجاحاً كبيراً من خلال التركيز على الابتكار والتجريب. فالنجاحات التقنية في معالجة كميات هائلة من البيانات من خلال عمليات المسح الزلزالي الثلاثي الأبعاد ساعدت الشركة في إجراء عمليات التنقيب بنجاح أكبر. وأثبتت الآبار الأفقية التي ظهرت للمرة الأولى عام 1986 نجاحاً باهراً اذ فاق انتاجها انتاج أية بئر أخرى بمرتين إلى أربع مرات. ( ومنذ ذلك الحين أصبحت الآبار الأفقية هي النموذج المفضل لدى الشركة). وما فتئت الشركة تحطم أرقامها القياسية مرة تلو أخرى بتحقيق أقصر وقت لحفر الآبار وبحفر أطول الآبار الأفقية.
فــترة التحـول ( منذ عام 1994 وحتى الآن)
ظلت الشركة عاماً بعد عام تضيف كميات إلى الاحتياطي تفوق الكمية المنتجة وظلت قاعدة الاحتياطي تنمو جنباً إلى جنب مع الإنتاج. فبنهاية عام 2000 وصل حجم احتياطي النفط 5 بليون برميل، في الوقت الذي ظل فيه الانتاج يزداد بوتيرة متصاعدة : من 500 ألف برميل يومياً عام 1985 إلي 600 ألف برميل في 1988 ثم800 ألف برميل عام 1995و 840 ألف برميل يومياً عام 2000 م 0
إن زيادة الإنتاج في جانب منها كانت بسبب استخدام أحدث التقنيات لزيادة استخلاص النفط من الآبار القائمة. ومن تلك التقنيات الحديثة تقنية الحقن بالبخار ( لتخفيف النفط الثقيل ومن ثم تسهيل انسيابه)، والآبار متعددة الأطراف (لجمع النفط المنساب عبر طبقات الصخور بفعالية أكثر) ووضع نماذج بواسطة الكمبيوتر ( للوصول إلى معلومات أكثر دقة عن تدفق النفط داخل الصخور) . و في واقع الأمر كانت الطفرة التي حدثت في العقد الأخير في تقنية الكمبيوتر خير معين للشركة على تطوير عملياتها في جميع المجالات0
كما كانت الزيادة في الإنتاج في جانب آخر منها بسبب "النفط الجديد" الذي اكتشف في حقول جديدة تم تطويرها بخطى متسارعة 0 وكان كل إنتاج الشركة من النفط خلال الفترة من 1967 إلى 1980 يأتي من 11 حقل فقط، وبحلول العام 1980 ارتفع عدد الحقول المنتجة إلى 50 حقلاً، ثم إلى 60 حقلاً عام 1990، وفي عام 1999 قاربت المائة حقل منتج0
عندما اثبتت جهود الشركة في استكشاف الغاز أن حقول الغاز بالبلاد غنية وواعدة قررت الحكومة الدخول في صناعة جديدة هي تصدير الغاز الطبيعي المسال0 ففي عام 1996 أبرمت اتفاقية بين الحكومة والشركة تقوم الشركة بمقتضاها بتطوير حقول في وسط عمان لتوفير الغاز لمصنع للغاز المسال يقام في قلهات بالقرب من صور- فقامت الشركة في إطار تلك الاتفاقية بحفر الآبار وربطها بمحطة تم
إنشاؤها في سيح رول ومن ثم نقل الغاز المعالج بخط أنابيب يمتد من سيح رول الي قلهات بطول 352 كيلو متر0 وإلى جانب ذلك تكون الشركة مسؤولة عن توفير الغاز للمصنع لمدة 25 عام0
ويعد مشروع الشق العلوي من الغاز الطبيعي المسال والذي بلغت كلفته 2،1 بليون دولار أمريكي هو أكبر مشروع ينفذ بمفرده في تاريخ الشركة. وقد تم تنفيذه حسب الخطة المرسومة. وقد تم افتتاح محطة المعالجة المركزية في سيح رول وخط أنابيب الغاز الممتد من سيح رول إلى قلهات في إطار احتفالات البلاد بالعيد الوطني المجيد في نوفمبر من عام 1999. وتم تصدير الشحنة الأولى من الغاز إلى كوريا في أبريل من عام 2000، وبعدها بستة أشهر تفضل حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم –حفظه الله ورعاه بافتتاح المصنع رسمياً0
وتلج الشركة الألفية الجديدة وهي في موضع قوة وارتياح. أما القوة فمصدرها القاعدة الواسعة من الاحتياطي والقدرة على زيادة الإنتاج. أما الارتياح فمرده إلى الإنجازات التي حققتها ليس فقط فنياً وإنما اجتماعياً وبيئياً.
غير أن الشركة غير راضية تماماً عما تحقق فعصر التحول ما زال بعيداً عن مرامه.
النفط في جنــوب عمــان
كان قيام الشركة باكتشاف النفط في حقل رحب بالقرب من مرمول عام 1977 بمثابة النجاح الباهر الذي كانت عمان بحاجة إليه- إذ أكد هذا الاكتشاف والاكتشافات التي تبعته بعد وقت قصير جدوى تطوير حقول النفط في جنوب عمان0 ووضعت الشركة خطة لتوفير المعدات اللازمة للإنتاج وبناء محطة لتوليد الكهرباء وإنشاء خط أنابيب بطول 440 كيلو متر من حقول الجنوب إلى قرن علم بحيث ترتبط به جميع الحقول التي يمر بها0 وقد اتاحت هذه الخطة الفرصة لامكانية مزج خام ثقيل بآخر خفيف0 وبلغت مصروفات هذا المشروع 350 مليون دولار وتعد أكبر مبلغ تم إنفاقه على مشروع تنموي في ذلك الوقت في السلطنة0
ومنذ ذلك الحين تمكنت شركة تنمية نفط عمان من اكتشاف وتطوير العديد من حقول النفط في جنوب البلاد 0 على أن الطبيعة غير المألوفة للحقول في جنوب عمان وضعت قدرات الشركة في المحك. ومن تلك التحديات حقل مخيزنة الذي انضم إلى قائمة الحقول المنتجة في يوليو 2000. إن الخام الموجود في هذا الحقل يعد من النفط الثقيل مما يستلزم مزجه بخام خفيف عند رأس البئر حتى يتسنى انسيابه داخل الأنابيب. وهناك حقل النور الذي بدأ الإنتاج بعد شهر واحد من حقل مخيزنة- فمكمن هذا الحقل عميق وخفيض الإنفاذية مما استوجب القيام بعمليات تصديع هائلة لصخور المكمن لتمكين تدفق النفط بمعدلات تجارية.
مشــروع الغـــاز الحكــومــي
كانت اتفاقية الامتياز المبرمة مع الشركة تغطي فقط إسكتشاف وإنتاج النفط الخام بما في ذلك الغاز المصاحب كمنتج ثانوي. وبالرغم من أن بعض ذلك الغاز المصاحب كان يستخدم في توليد الطاقة الكهربائية إلا أن تطوير صناعة الغاز الطبيعي لم ينظر إليه كأولوية إلا عام 1978 . ثم قامت الشركة بطلب من الحكومة بانشاء محطة معالجة وخط أنابيب للغاز قطره 20 بوصة وبطول 345 كيلو متر لنقل الغاز غير المصاحب (وهو الغاز المستخرج من حقول الغاز وليس من حقول النفط) من حقل جبال إلى الغبرة في منطقة العاصمة ليستخدم في إنتاج الطاقة الكهربائية وتوفير الوقود اللازم لتشغيل محطة تحلية المياه. وقد تفضل حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بافتتاح
محطة الغاز الحكومي في جبال رسمياً في الثامن والعشرين من أكتوبر 1979 مدشناً بذلك مشروع الغاز الذي اصبح فيما بعد ثاني أهم رافد اقتصادي في البلاد. وواكبت الشركة ذلك التوجه بتطوير البنية التحتية لنقل وتوزيع الغاز الحكومي0 ففي عام 1980 أفتتحت محطة في جبال لانتاج غاز الطبخ، وفي عام 1981 تم انشاء خط أنابيب بقطر 16 بوصة وبطول 230 كيلو متر على طول ساحل الباطنة إلى صحار لتوفير الطاقة لعمليات صهر النحاس. وفي نفس الوقت أنشئت مصانع لاستخلاص السوائل من الغاز المصاحب للنفط في جبال وفهود وسيح رول مما أتاح الاستفادة من الغاز الذي لولا ذلك لأخذ طريقه إلى مشاعل الحريق.
وفي عام 1984 توسعت مشاركة الشركة في صناعة الغاز في شقها العلوي لتشمل استكشاف حقول الغاز. وقد تم في ذلك العام توقيع اتفاقية تقوم الشركة بموجبها بالبحث عن حقول الغاز غير المصاحب تحديداً نيابة عن الحكومة0 ولتحقيق هذا الغرض خصصت الشركة جهاز حفر لبرنامج الغاز فقط. وقد حققت حملة استكشاف الغاز نجاحاً كبيراً أسفرت عن اكتشاف حقول سيح نهيدة وسيح رول وبارك في حوض الملح في تكوين غابة. وفي الأصل كان هدف الشركة هو العثور على ثلاثة ترليونات قدم مكعب من الغاز في خلال عشر سنوات إلا أنها تمكنت من تحقيق هذا الهدف في ثلاث سنوات فقط وبنهاية عام 1987 كان احتياطي الغاز يبلغ 9 ترليونات قدم مكعب من الغاز (منها 4 ترليونات قدم مكعب من الغاز المصاحب). وبنهاية 1993 كان احتياطي
الغاز غير المصاحب وحده قد بلغ 18 ترليون قدم مكعب ملبياً حاجة الطلب المحلي بسهولة وموفراً كميات كافية من الغاز لمشروع الغاز الطبيعي المسال.
مـا وراء النفـط والـغــاز :
لم يكن تاريخ الشركة محصوراً فقط في التنقيب عن النفط والغاز وإنما لعبت الشركة كذلك دوراً هاماً في المساهمة في إنشاء البنية الأساسية في البلاد، إذ شيدت الشركة شبكة من الطرق التي ربطت قرى المناطق الداخلية بعضها ببعض. كما أن شبكة الكهرباء الكبيرة التابعة للشركة لا تمد عمليات الشركة فقط بالكهرباء وإنما تزود أيضاً بعض قرى المناطق الداخلية كما هو الحال أيضاً بالنسبة للمياه والاتصالات إلى بعض القرى النائية.
على أن أحد أكبر إنجازات الشركة يتمثل في تطوير الموظفين وصقل مهاراتهم. ففي عام 1970 كانت نسبة التعمين أقل من 25% ومعظمها من الوظائف الدنيا في الشركة. وقفزت هذه النسبة الآن إلى 83% يشغل فيها العمانيون العديد من المناصب الكبيرة. وأسهمت الشركة كذلك في تطوير قدرات جيل من المدراء واخصائيي الحاسوب والمحاسبين وخبراء آخرين في مجالي النفط والغاز ولا تزال تعمل على تطويرهم من خلال العمل في بيئة متعددة الثقافات.
وحققت الشركة إنجازات رائعة في مجالات أخرى سواء كان ذلك في مجال صون البيئة أو في مجال الوفاء بالتزاماتها تجاه المجتمع. ومما يذكر أن العديد من أنشطة الشركة بدأت قبل أن تصبح القضايا البيئية مصدر قلق وتستوجب سن القوانين اللازمة لصون البيئة ولكن وعلى الرغم من ذلك تمت إدارة أنشطة الشركة بمنتهى الحرص وبالغ الاهتمام. وحري بالقول أن نشير إلى أن مرافق الشركة تعمل وفق معايير تتجاوز ما تقتضيها التشريعات البيئية إلى يومنا هذا. وتدير الشركة ثمانية مراكز مرخصة ترخيصاً كاملاً لإدارة النفايات إلى جانب إدارتها للمرفق الوحيد في السلطنة لإدارة النفايات الكيماوية. وفي يناير من عام 2000 أصبحت الشركة أول شركة من نوعها في الشرق الأوسط تنال الشهادة العالمية لضبط الجودة البيئية والمعروفة مصطلحاً بآيزو 14001
وللوفاء بالتزاماتها تجاه المجتمع اتخذت الشركة خطوات مسبقة لمساعدة المجتمعات المحلية في المناطق الداخلية في الاستفادة من أنشطتها. ففي حين كانت الشركة في الماضي تقدم مساعدات للقاطنين في مناطق عملياتها في شكل خدمات عامة، وضعت الشركة الآن برنامجاً يمكن الأهالي من القيام بتوفير خدمات مقاولات للشركة. وتجاوزت قيمة العقود التي أسندتها الشركة لمواطني المنطقة منذ العمل بموجب هذا البرنامج في عام 1998 خمسين مليون دولار. ويدير هذه الشركات المحلية مواطنو هذه المناطق بأنفسهم مما يوفر لهم فرصاً للعمل ولتطوير مهاراتهم في مجال الخدمات التي يقدمونها للشركة. كما أن الشركة توفر
للطلبة من أبناء هذه المناطق فرصاً تدريبية خاصة لتلقي التدريب الحرفي ليتمكنوا من الاستفادة من فرص العمل التي يوفرها مقاولو الشركة.
أساليب استخلاص النفط
مع المخاوف التي بدأت تتردد في منتصف الثمانينيات بأن مكامن النفط في عمان قد وصلت "مرحلة النضوج" أي عدم القدرة على إنتاج المزيد من النفط، ركزت الشركة اهتمامها على الاستغلال الأمثل للإنتاج من الحقول القائمة. وقد أسفر هذا التوجه عن قيام الشركة بإجراء عدة تجارب لأساليب الاستخلاص المعزز للنفط اشتملت فيما اشتملت على أسلوب الحقن بالمياه والحقن بالبخار والحقن بالمياه المعالجة بالبوليمر والحقن بالمياه الساخنة. ومن خلال التجريب تمكنت الشركة من الوصول مباشرة إلى العديد من الأساليب الناجحة التي تستخدمها اليوم في عملياتها.
الخاتمة
الحمد لله ربي العالمين الذي وفقني على اتمام هذا البحث المتواضع الذي يحمل بين صفحاته بعد المعلومات المثرية عن النفط والغاز في سلطنة عمل عمان حيث تحدثت فيه عن النفط والغاز في السلطنة قبل عصر النهضة وبعدها ومراحله من مرحلة النمو والتحول والتطور كما تناول الحديث عن النفط والغاز في جنوب عمان واخيرا تحدثت عن الاساليب في استخراجه..
م/ن