الخليج والإنسان واللؤلؤ
علاقة الإنسان الخليجيِّ بالبحر قديمة قدم التاريخ، وقد عكست هذه العلاقة كثيراً من صور الكفاح والصمود وتعددت على صفحات هذا البحر حكايات الإنسان الخليجي الذي لم تستطع الصحراء الموحشة أن تحاصره بقفرها وندرة خيراتها، ولم توقفه أمواج البحر ومخاطره عن ركوبه، والسفر على متنه إلى المجهول، حيث يدنو من شواطئ يجهل أسرارها، وشعوب لا يعرف عنها شيئاً، ولم يكتف بهذا بل غاص في أعماق البحر بآلات وأدوات بدائية في أخطر مجابهات الإنسان مع الموت بحثاً عن الحياة.
لقد تركنا هذا النشاط الاجتماعي والاقتصادي والبشري كله وأدخلناه إلى المتاحف، وصفحات التاريخ ليصبح ذكرى عابرة تثيرها أحياناً أغنيات أو رقصات، وكأن هذا الواقع عليه أن يتحول بأمر النفط، ودون تبرير واضح إلى مجرد ظاهرة (فولكلورية) راقصة.
فعلنا هذا برغم أن البحر مازال موجوداً، ومصايد اللؤلؤ لا شك زاخرة بما أودعه الله فيها من خيرات، وتراث الغوص أيضاً موجود، وفوق ذلك كله ما يمكن أن يضاف إلى هذا التراث من وسائل ( التكنولوجيا الحديثة ) لكي يبعث هذا الواقع من جديد أكثر تقدماً وتطوراً وازدهاراً، ولكي يصبح أحد المصادر الدائمة للاقتصاد في المنطقة.
ولنقر معاً إجابات المهتمين بتجارة اللؤلؤ في هذه المنطقة، يقول بعضهم لقد تراجع هذا التراث لسببين:
الأول: ظهور اللؤلؤ الياباني ( المزروع ) في الأسواق العالمية
الثاني: تغير اتجاهات الذوق العام في الحلي
فاللؤلؤ الياباني المزروع لا يختلف عن اللؤلؤ الطبيعي لوناً ولا شكلاً ولا وزناً، فيصعب التمييز بين النوعين وقد كثر إنتاج اللؤلؤ الياباني ورخص ثمنه، فلم يعد هناك ما يدعو للبحث عن الطبيعي غالي الثمن، كما أن أكثر من السيدات قد انصرفن إلى البساطة في الحلي واتجهن إلى العناية باقتناء السيارات والملابس وأثاث المنازل.
ويقول آخرون: إن دراسة متأنية شاملة لدواعي ترك استخراج اللؤلؤ تؤكد لنا أن الأمر خطأ اقتصادي لا مبرر له، وأن خسارة كبيرة ترتبت على تركه، إذ المعروف أن عملية استخراج اللؤلؤ- إضافة إلى أنها كانت مصدر رزقنا – كانت أداة لتكوين صلات وثيقة ومهمة بين أبناء منطقة الخليج العربي بعضهم وبعضهم الآخر، وبينهم وبين الشعوب الأخرى، فلو وجد اللؤلؤ الدعم والتشجيع لكان أكثر نفعاً، وأقل تكلفة.
ولقد تضاعفت أسعار اللؤلؤ عشر مرات ولو توافرت الأجهزة الحديثة لحفظ المحار وتصديره وصناعة هذه الحلي النفيسة لحققت لنا عائداً عظيماً.
وكم نحن بحاجة إلى تعلم الغوص الحديث، وتدريب الشباب عليه، إنه نشاط اقتصادي مهم يقتضيه منطقتنا.
فالنفط مهما يطل الأمد فسوف ينفد، ويبقى عطاء الله في البحر الخالد ثروة هائلة سوف تقف يوماً ما أو يقف أبنائنا على الشاطئ تناجيهم آية الحق سبحانه وتعالى – (( وَهُوَ اْلَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأكُلُوا مِنْهُ لَحْماً طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُواْ مِنْهُ حِلْيةً تَلْبَسُونَهــــَا وَ تَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ))
هكذا كان أبناء الخليج اتجهوا إلى البحر حين طاردتهم قسوة الصحراء، فأكلوا منه طعامهم، واستخرجوا اللؤلؤ المكنون، وسعت سفنهم تشق عبابه إلى آفاق بعيدة، ورزقهم الله من فضله، فجمعت بينهم سبيل الكفاح وسارت الآلاف من السفن تمخر العباب، وصحبوا معهم الإسلام الحنيف، وأقاموا صلواتهم على الشطآن في سواحل مترامية الأطراف، ورآهم من أراد الله لهم الهداية، فاعتنقوا الإسلام، وتأصلت في نفوسهم صلات الإيمان، والنسب، والجهاد فكانت رحلات الخير والجهاد والسلام.
algulla’
وتسلم ايديج
بالتوفيج .ّ
ويعطيج العافيهـ
العفو
ولجمٍ
العفو الله يعآفيج ..
يعطيج العافيه
تسلميـــِن..