مرحبا اشحـــــــــــــــــــــالكم ممكن ما تردوني
ابا تقرير عن _ لويجي بير اندللو _
بليـــــــــز اباه باسرع وقت لانه يوم الاحد هوآخر يوم لتسليم التقرير
ابا يكون كامل انزين ؟؟…
(1867 ـ 1936)
لويجي بيراندللو Luigi Pirandello شاعر وقاص ومسرحي وباحث إيطالي. ولد في قرية غريجنتي Grigente في جزيرة صقلية وتوفي في رومة. تحدر من أسرة برجوازية كان رجالها من المناضلين السياسيين الوطنيين الذين شاركوا بحمل السلاح في حركة غاريبالدي[ر]. كان أبوه من رجال الصناعة مما يسر للكاتب حياة مريحة في كنف الأسرة وفي المدارس التي زارها في مدينة أغريغنتي Agrigente وبالرمو Palermo في صقلية، ومن ثم في كلية الآداب في جامعة رومة التي تركها بناء على نصيحة أحد أساتذته وتوجه إلى ألمانية حيث نال درجة الإجازة في الأدب في جامعة بون Bonn برسالته التي كتبها عن اللهجة العامية في صقلية، ثم علّم اللغة الإيطالية مدة سنة في الجامعة نفسها وترجم ديوان «المراثي الرومية» Römische Elegien للشاعر الألماني غوته[ر] Goethe، ونشره في رومة عام 1891 قبل عام واحد من عودته إليها حيث استقر متفرغاً للكتابة. نشر أول ديوان له في أثناء دراسته في رومة والثاني عام 1859.
وفي عام 1894 تزوج بيراندللو ماريا بورتولانو Maria Portulano ابنة شريك أبيه، بعد خطوبة طويلة، ورزق بين عام 1895 و1899 ثلاثة أولاد. إلا أن هذا الزواج كان تعيساً ومتعباً بسبب غيرة زوجته المتفاقمة نتيجة بعض مغامرات الزوج، فضج المنزل بالمشاحنات والمشادات التي ضاعفت شعور الكاتب بالتعاسة وقربت زوجته من شفير المرض العقلي الذي وقعت ضحيته بعد سنوات، فيما كان الشلل الجزئي يدب تدريجياً إلى ساقيها. وفي المرحلة الممتدة بين عام 1897 و1922 تحت وطأة أوضاع الأسرة الاقتصادية بعد أن أفلست صناعة الأب والشريك اضطر بيراندللو إلى العمل في التعليم مدرساً خاصاً للغة الإيطالية في أحد المعاهد العليا لقاء أجر متواضع جداً، وتعود معظم أبحاثه المهمة إلى هذه المرحلة، منها «فن وعلم» (1908) Arte e Scienza و«المرح» (1900) L’umorismo، وهو البحث الذي يشرح شعر بيراندللو وفنه. في هذه المرحلة أيضاً نشر معظم قصصه القصيرة والطويلة، مثل روايته الأولى «المهجورة» (1901) L’esclusa المتأثرة بطبيعية[ر] Naturalismo معاصره جوفاني فِرْغا[ر] G.Verga وروايته الثانية «المرحوم ماتيّا باسكال» (1904) Il fu Mattia Pascal التي خرج فيها على الطبيعية، وجلبت له الشهرة العالمية بترجمتها إلى عشرين لغة، وروايته الثالثة «الشيوخ والشباب» (1913) I vecchi e i giovani .
لم يلتفت بيراندللو إلى المسرح إلا حين قارب الخمسين من عمره، وكان حافزه على ذلك بعض أصدقائه من النقاد والمخرجين المسرحيين فنشر حتى عام 1925 بعض أهم مسرحياته، مثل «ليولا» (1916) Liolà و«قبعة المجانين» (1917) Il berretto a sognali، و«لكل حقيقته» (1917) Cosi é se vi pare و«لذة الأمانة» (1918) Il Piacere dell’onesta، و«مثل زمان، أفضل من زمان» (1920) Come prima, meglio di prima، و«ست شخصيات تبحث عن مؤلف» (1921) Sei personaggi in cerca d’autore و«إنريكو الرابع» Enrico IV و«كل امرئ على طريقته» (1924) Ciascuno a suo modo.
تراجع نشاط بيراندللو التأليفي بدءاً من عام 1925 بسبب انغماسه في العمل الإداري والإخراج بعد أن ألّف «فرقة مسرح الفن» Teatro d’arte في رومة وتجول معها في المدن الإيطالية والعواصم الأوربية والأمريكية لسنوات عدة استأنف في أثنائها التأليف للمسرح في غرف الفنادق. وبذلك تبدأ الحقبة الثانية من إنتاجه المسرحي، فنشر «صديقة الزوجة» (1927) L’Amica della moglie و«الموطن الجديد» (1928) La nuova Colonia و«لازارو» (1929) Lazzaro و«كما تريدين» (1930) Come tu mi vuoi و«عمالقة الجبل» (1936) I giganti della montagna وهي آخر مسرحياته التي لم يستطع بسبب مرضه أن ينجزها بنفسه فأملى فصلها الأخير على ابنه. ومسرحيات هذه المرحلة تستوفي جميعها أفكار وإلهام الكاتب في أعماله المبكرة، وإن كانت أقل واقعية وأعمق شعراً.
ترجمت أعمال بيراندللو إلى لغات كثيرة فحظي بشهرة واسعة في أواخر حياته وصلت إلى أوربة وأمريكة واليابان وتركية ومصر، وتناولها النقد المسرحي العالمي بالتحليل وكشف عن الجديد فيها، وكرمته مختلف الهيئات الإيطالية والعالمية ونال جائزة نوبل للأدب في عام 1934.
إن إبداع بيراندللو في القصة والرواية ولاسيما في المسرح، يعالج فكرة فلسفية مركزية حول التناقض الجدلي بين حركة الحياة وثبات الصورة. فلكي تستمر الحياة لا بد لها من أن تتآكل، ولكي تتشكل لابد من أن تكون لها صورة ثابتة، فيكون الصراع الدائم بحسب تعبير بيراندللو «بين ضرورات الحياة الديناميكية ومتطلباتها الاستاتيكية». وقد حاول في مرحلة إبداعه المسرحي الثانية أن يظهر هذا التناقض، فتناوله من خلال يأس الإنسان من إدراك أي شيء عن نفسه أو عن العالم المحيط به. أما في مسرحياته المبكرة التي جمعها تحت عنوان «الأقنعة العارية» فقد ركز على فضح الكذب وكشف سخرية الحياة وتهافت الحقيقة المفترضة، عن طريق تمزيق الأقنعة التي يصنعها الرياء والتصنع. وتناول الشخصية الإنسانية بين حقيقتها الداخلية والقناع الذي تواجه به الآخرين. وتكمن مأساة الإنسان، كما يرى، في صراعه بين المخبر والمظهر، ومحاولته معرفة الحقيقة التي لا وجود لها، لأنها نسبية، غير مطلقة، إذ لكل امرئ حقيقته.
عرضت مسرحية «ست شخصيات تبحث عن مؤلف» لأول مرة في رومة عام 1921 وانقسم الجمهور حيالها بين مؤيد ومعارض، وثارت حولها ضجة فكرية وصحفية كبيرة. وظلت المسرحية لمدة طويلة موضع حديث النقاد الإيطاليين والأوربيين على حد سواء، مما دعا المؤلف لكتابة بحث طويل يرد فيه على تساؤلات النقاد ويبين اتجاهه الفني في الأدب والمسرح. وكان هذا البحث بمنزلة بيان للثورة التي أحدثها بيراندللو في المسرح المعاصر، ثورة ضد مسرح الإيهام المخدِّر وضد الملهاة السطحية، اللذين سادا المسارح الأوربية في الربع الأول من القرن العشرين.
وتعد مشكلة الحقيقة أحد المحاور الأساسية التي ارتكز عليها فن بيراندللو، فقد تناولها في مسرحيات عدّة وعالجها من زوايا مختلفة وربطها بالحياة وبالناس في حياتهم اليومية على كونها مسألة فلسفية بحتة. ففي «حسب تقديرك» و«لذة الأمانة» و«ليولا» وغيرها عالج موضوع الوجه والقناع، والحقيقة والخيال، والإخلاص والتصنع. ومثلما فعل سقراط[ر] الذي أنزل الفلسفة من السماء إلى الأرض، فقد جرّ بيراندللو الفلسفة إلى خشبة المسرح وزاوج بينها وبين الإبداع الفني، ولاسيما في ثلاثيته التي تضم «ست شخصيات تبحث عن مؤلف» و«لكل امرئ طريقة» و«الليلة نرتجل» (1930) التي أسماها «ثلاثية المسرح داخل المسرح» متسائلاً: أي العالمين أقرب إلى الحقيقة: عالم الواقع أم عالم الفن، العالم المادي الزائل أم الإبداع الفني، الشخصية الاجتماعية الفانية أم الشخصية المسرحية الخالدة. ويؤكد المؤلف بثلاثيته أن عالم الفن أثبت من عالم الواقع وأن الوهم أصدق من الحقيقة، وذلك من خلال الصراع الناشئ بين مختلف العناصر المشتركة في العمل الفني، منذ إبداعه في ذهن المؤلف أو تفسيره من جانب المخرج وتجسيده بواساطة الممثلين أو الشخصيات المسرحية، إلى تقويمه من جانب المشاهدين أو بأقلام النقاد. فالصراع مثلاً في مسرحية «لكل امرئ طريقته» ينشأ بين أبطال قصة حقيقية حدثت في الواقع وتداولتها الصحف والمجلات، وبين الممثلين على خشبة المسرح في أثناء قيامهم بتشخيص الحادثة طبقاً لإبداع المؤلف الذي استلهم الحادثة الواقعية وصاغها فنياً. وتأخذ الجمهور الدهشة حين يرى أبطال الحادثة الواقعية يغادرون المسرح، وقد تبدلت مشاعرهم، وخرجوا بمفهوم عن أنفسهم وبنهاية لقصتهم، لا على نحو ما حدث في الواقع بل بالشكل الذي انتهى إليه التمثيل أو الإبداع الفني.
وتعد مسرحيتا «إنريكو الرابع» و«ست شخصيات تبحث عن مؤلف» ذروة إبداع ونجاح بيراندللو في عالم المسرح، وتمثلان بحق إحدى دعامات المسرح العالمي الحديث، إنهما تضمان بشمولية مجموعة المبادئ الجمالية والقيم الفنية التي يؤمن بها بيراندللو، وتكشفان عن روح المؤلف وما يضطرم فيها من ثورة متأججة.
أما قصصه القصيرة والطويلة التي بلغ عددها (240) قصة فتعد في درر فن القصة الحديث في القرن العشرين وتستند في تطورها على التقاليد الراسخة العريقة لهذا الجنس الأدبي في إيطالية منذ بوكاتشو[ر] Boccaccio.
ـ عوض شعبان، بيراندللو، سلسلة أعلام الفكر العالمي (المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت 1979).
ـ محمد أمين حسونة، بيراندللو، سلسلة اقرأ، العدد 79 (دار المعارف للطباعة والنشر، مصر 1949).