كيف الحاااااااااااال؟؟؟؟؟؟؟؟
ممكن تسااااااااعدوني في بحث عن التربية الأسلامية
((الأسلام حماية البيئة))
بليييييييييييييييييز
اشحالج يتيمه زايد ^_^
لئن كانت البيئة أو بالأحرى الأرض، أحد مكوناتها، هي التي يحصل الإنسان منها على كل مقومات عيشه، فإن حمايتها تعد السبيل الأقوم للحفاظ على حياته. لذلك، فإن الخطوة الأولى في هذا السياق، تمثلت في دعوة الإسلام إلى عدم الإسراف، ومن ثم استنزاف الموارد الطبيعية وتبديدها: (كلوا واشربوا من رزق الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين ) (البـقـرة:60)، (ولا تطيعوا أمر المسرفين * الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون) (الشعراء:151- 152). ثم نهى عن الفساد في الأرض: (ولا تعثوا في الأرض مفسدين ) (الأعراف:74)، (وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون ) (البقرة:11-12)، ليشمل هذا النهي علاوة عن عموم الفساد في الأرض، مكوناتها من حرث ونسل: (وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد ) (البقرة:205).
وكذلك بقية العناصر الطبيعية من ماء وهواء، اللذين أولاهما الإسلام عناية كبرى(99). ومرد ذلك كونهما عنصرين أساسين يتوقف عليهما وجود الإنسان والنبات والحيوان واستمرار حياتهم: (و جعلنا من الماء كل شيٍٍ حي ) (الأنبياء:30). (والله أنزل من السماء ماء فأحيا به الأرض بعد موتها) (النحل:65).
وبالتوازي مع هذه الدعوة لترشيد استعمال الموارد الطبيعية، والنهي عن عموم الفساد في الأرض لمختلف عناصر البيئة، فإنه وعد المفسدين فيها بالخسران، وتوعدهم بسوء القرار: (الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئـــك لهم اللعــنة ولهم ســوء الدار ) (الرعد:25).
ولعل من بين دواعي اقتران الفسـاد بلفظ الأرض، هو التنبـــيه، كما أسلفنا، إلى أنها هي محيط الإنسان، فيها يأخذ حيزه، ومنها يستمد حاجياته، وإليها مصيره.. لذا عليه أن يتعامل معها بكل جدية سالكًا سبيل ما يقتضيه العقل الراجح والعاطفة الخيّرة والوجدان المرهف(100).
وإلى جانب القرآن الكريم، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم حث بدوره على حماية البيئة ومكوناتها. وليس أدل على ذلك من وصاياه التي أوصى بها جيـــشه في غزوة مؤته وهو يتأهب للرحـــيل: (لا تقــتـُلنَّ امرأة ولا صغيرًا رضيعًا، ولا كبيرًا فانيًا، ولا تحرقُنّ نخلاً، ولا تقلعُنّ شجرًا، ولا تهدموا بيوتًا )(101).
هذا في الحرب، ومن باب أولى وأحرى في السلم، حيث تزخر السنة النبوية بالدعوات المتكررة للحفاظ على أديم الأرض ومن ثم الحد من أثر بعض الظواهر الطبيعية مثل الانجراف والتصحر والجفاف.. وفي هذا الإطار يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (ما من مسلم يغرس غرسًا إلا كان له صدقة)(102). فآنئذ لا يملك المسلم، وفق قول الأستاذ المستاوي، إلا أن ينخرط بصفة كلية ونشيطة في عملية الغراسة والتشجير، وينبغي أن يكون ذلك منه بصفة متواصلة إلى آخر رمق في حياته، يعمل دائمًا، بالحكمة القائلة: (غرسوا فأكلنا ونغرس فيأكلون)، ولا يغيب عن ذهن المسلم ذلك الحديث النبوي الشريف الذي دعا المسلم إلى الغراسة دائمًا، حتى ولو كانت الساعة تقوم… إنه منتهى الأمل وتواصل العمل بدون كلل(103)…
وانسجامًا مع هذا التوجه، فقد سار أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم، وعلى رأسهم أبو بكر الصديق رضي الله عنه على نفس الدرب، حيث قال في هذا السياق: (لا تعقروا نخلاً ولا تحرقوه، ولا تقطعوا شجرة مثمرة، ولا تذبحوا شاة ولابعيرًا إلا لمأكلة)(104).
وعمومًا، فإن القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة تزخران بدعاوى الحفاظ على البيئة ومكوناتها الحية وغير الحية، انطلاقًا من الإنسان والحيوان والنبات، وصولاً إلى الماء والهواء والأرض.. التي تهدف في اعتقادنا إلى تعزيز مفهوم الإسلام لعلاقة الإنسان بالبيئة -التي تقوم على الوفاق والتكامل بدل الصراع والتنافر- الذي يدفع بدوره نحو التمديد في استخدام مختلف الموارد الطبيعية عبر الزمان والمكان، ومن ثم حماية حقوق الأجيال المقبلة في التمتع بتلك الخيرات، التي تنـدرج في إطــــار دعوة أشمل إلى نبــذ الإســـراف والتبذير على مستوى الاستهلاك: (يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين ) (الأعــراف:31)… (ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتـقعــد ملوماً محسوراً) (الإسراء:29)، ومن ثم إلى ترشيد استخدام الموارد الطبيعية وعدم استنزافها وتبديدها على صعيد الإنتاج
د. أحمد عمر هاشم
مقدمة
إن حماية البيئة، واجب كل إنسان، لأن المجتمع الراقي هو الذي يحافظ علي بيئته، ويحميها من أي تلوث أو أذي، لأنه جزء منها، ولانها مقر سكناه وفيها مأواه، ولأنها عنوان هويته، ودليل سلوكه وحضارته، وكما يتأثر الإنسان ببيئته فإن البيئة تتأثر أيضا بالإنسان.
وجاءت التوجيهات الدينية حاملة بين طياتها الدعوة المؤكدة للحفاظ علي البيئة، برٌّا وبحرا وجوٌّا، وإنسانا، وحيوانا، ونباتا، وبناء إلي غير ذلك من مفردات البيئة، لأنها جميعا منظومة واحدة، لكيان واحد.
فدعا الاسلام إلي الحفاظ علي نظافتها وطهارتها وجمالها وقوتها وسلامتها، ونقاء من فيها والمحافظة عليه.
وإن الاسلام هو دين النظافة.. حثٌ عليها، ودعا إليها، وجعلها شرطا لصحة الصلاة التي هي عماد الدين، من أقامها فقد أقام الدين ومن هدمها فقد هدم الدين.
فمن شروط صحة الصلاة: طهارة الثوب والبدن والمكان وأمر الاسلام بالطهارة من الحدث الأكبر في الجنابة، وذلك بالغسل، ومن الحدث الأصغر بالوضوء قال الله تعالي: ‘ياأيها الذين آمنوا إذا قمتم إلي الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلي المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلي الكعبين وإن كنتم جنبا فاطهروا’.
ولأهمية الوضوء وأثره، بين الرسول صلي الله عليه وسلم أن ما يترتب عليه من نور يشع من جباه أصحابه وسيقانهم وهو ما يسمي بالغرة والتحجيل يوم القيامة يكون هذا علامة تتميز بها الأمة الاسلامية، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم زار المقابر فقال: السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم عن قريب لاحقون، وددت أنا قد رأينا إخواننا، قالوا: أو لسنا إخوانك يارسول الله؟ قال: أنتم أصحابي ، وإخواننا الذين لم يأتوا بعد، قالوا: كيف تعرف من لم يأت بعد من أجمٌتك يارسول الله؟ قال: أرأيت لو أن رجلا له خيل غرٌ محٌجلة بين ظهري خيل دهم بهم، ألا يعرف خيله؟
قالوا: بلي يارسول الله. قال: فإنهم يأتون غرا محجلين من الوضوء’.
ووجه الاسلام أتباعه إلي الغسل يوم الجمعة وجعله من شعائر هذا اليوم المؤكدة حفاظا علي صحة الأبدان فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم:
‘غسل يوم الجمعة واجب علي كل مسلم’ وذلك حتي لا يتكاسل بعض الناس عن الاغتسال مادام لا يوجد سبب من الأسباب يفرضه فحث عليه حثا مؤكدا في كل يوم جمعة، حيث يخرج بعده المصلي ليلتقي في بيت الله تعالي بإخوانه المصلين، وتتلقٌاه ملائكة الله سبحانه وتعالي.
غسل اليدين
عند تناول الطعام
كما حث الاسلام علي غسل اليدين عند تناول الطعام وبعد الانتهاء منه، وندب إلي الوضوء لذلك، ويكتفي بغسل الأيدي، قال رسول الله صلي الله عليه وسلم.
‘بركة الطعام الوضوء قبله والوضوء بعده’ وحث علي السواك حفاظا علي نظافة الفم بعد تناول الطعام وعند تغير الفم، بل حث الاسلام علي استعمال السواك بصورة مؤكدة.
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ‘تسوٌكوا فإن السواك مطهرة للفم مرضاة للرب، ماجاءني جبريل إلا أوصاني بالسواك، حتي لقد خشيت أن يفرض عليٌ وعلي أمتي’.
جمال المنظر ونظافة البيئة
ودعا الاسلام أتباعه إلي نظافة مظهرهم وشكلهم وشعرهم قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ‘من كان له شعر فليكرمه’
فمن السنن تسريح الرأس والمحافظة علي حسن المنظر ونظافته وجماله، عن عطاء بن يسار قال: أتي رجل النبي صلي الله عليه وسلم ثائر الرأس واللحية، فأشار إليه الرسول، كأنه يأمره بإصلاح شعره، ففعل ثم رجع فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ‘أليس هذا خيرا من أن يأتي أحدكم ثائر الرأس كأنه شيطان’
وهكذا كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يوجه المسلمين إلي المحافظة علي نظافتهم وحسن مظهرهم ومخبرهم وحسن التجمل في البدن والثوب، ولا يعتبر التجمل وحسن المنظر من الكبر، لأن النظافة والتجمل من الإيمان، لما لهما من أثر بالغ علي حياة الانسان علي نفسيته، وانشراح صدره في سائر أعماله وأموره.
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ‘لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر، فقال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا، ونعله حسنا، فقال: ‘بإن الله جميل يحب الجمال’ وفي رواية: ‘ولكن الكبر بطر الحق وغمط الناس’.
وأما ما يتعلق بنظافة البيئة:
فقد أمر الرسول صلي الله عليه وسلم بتنظيف الأفنية حيث قال:
‘إن الله تعالي طيب يحب الطيب، نظيف يحب النظافة، كريم يحب الكرم، جواد يحب الجود، فنظفوا أفنينتكم ولا تشبهوا باليهود’
ويحث الاسلام علي المحافظة علي البيئة، وتنحية الأذي عنها.
ففي الحديث: ‘بكل خطوة يمشيها إلي الصلاة صدقة ويميط الأذي عن الطريق صدقة’
وكلمة الأذي تشتمل علي كل ما يضر ويؤذي مثل الشوك والحجر في الطريق والنجاسة وغير ذلك من كل ماهو مؤذ ومستقذر.
وإماطة الأذي عن الطريق من شعب الإيمان، كما جاء في الحديث الذي قال فيه الرسول صلي الله عليه وسلم:
‘الإيمان بضع وستون شجعبة أعلاها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذي عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان’
وهنا ندرك أن النظافة وتنحية الأذي عن طريق الناس لها إرتباط كبير بالإيمان بل إنها من شعبه التي لا يكتمل الايمان إلا بها. وبهذا يتضح لنا، أن النظافة من الإيمان بحق.
وحرصا من الإسلام علي وقاية البيئة من الأذي أمر بالمحافظة علي الماء ونهي عن تلوثه عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم، أنه نهي أن يجبال في الماء الراكد’، لأن البول في الماء الراكد الذي لا يتحرك يلوٌث الماء ويفسده ويصبح مصدر عدوي ومرض وأذي لمن يستعمل هذا الماء الذي ألقي بالأذي فيه، بل ليس النهي مقصورا علي الماء الراكد بل أيضا كان النهي عن البول في الماء الجاري نهي رسول الله صلي الله عليه وسلم أن يبال في الماء الجاري لأن فيه تلويثا للماء وإفسادا له كما نهي عن التبرز في الاماكن التي يمر بها الناس أو قد يجلسون عندها كأماكن الظل في الطريق وفي القري ونحوها عن معاذ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ‘اتقوا الملاعين الثلاث: البراز في الموارد، وقارعة الطريق والظل’
والمعني أن هذه الأمور تكون سببا في لعن صاحبها، قال عليه الصلاة والسلام:’من أذي المسلمين في طريقهم وجبت عليه لعنتهم’
حق الطريق: ومن أهم الأمور التي يجب الحفاظ عليها الطريق العام الذي يمر الناس فيه، فيجب الحفاظ عليه وعلي نظافته وألا يلقي الناس فيه أذي بل عليهم أن يمنعوا الأذي عنه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: ‘إياكم والجلوس بالطرقات، قالوا: يارسول الله مالنا بد من مجالسنا نتحدث فيها، قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: إذا أبيتم إلا المجلس ، فأعطوا الطريق حقه، قالوا: وما حقه؟ قال: غض البصر، وكف الأذي، ورد السلام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر’
والمراد بكف الأذي، منع كل ما يؤذي الناس الذين يمرون في الطريق فلا يحل إيذاء أحد من المارين في الطريق باللسان عن طريق الكلام في حقه، ولا الإيذاء باليد، ولا الإيذاء برمي بعض الفضلات أو المهملات أو قشور بعض الفاكهة التي يتأذي بسببها بعض من يمرون بالطريق.
واقع المجتمعات
وإذا كانت توجهات الاسلام علي هذا النحو الذي يربط بين النظافة والإيمان، ويجعل تنحية الأذي من الطريق شجعبة من شجعب الايمان فما بالنا نري بعض المجتمعات تتهاون في النظافة، إن هذه التعاليم الإسلامية تدعو أولئك المفرطين والمقصرين، أن ينظموا حياتهم ومجتمعاتهم وطرقهم وأن يتعاون الجميع علي النظافة والتجمل.
وإن إرتباط النظافة بالإيمان يجعل في داخل كل إنسان وفي إعماقه ووجدانه الشعور بالمسئولية ، فمن كان عنده إيمان، ووازع ديني لا يمكن أن يهمل في بيئته ولا في نظافة المكان الذي يوجد فيه، والذي يحيط به.. وإذا كان وقع بعض الناس وبعض المجتمعات يدل علي التفريط فإن صدق الإيمان يستوجب عليهم أن يبادروا بالنظافة وبالمحافظة علي البيئة وعلي حقوق الطريق كما بينها رسول الله صلي الله عليه وسلم.
تطبيق التعاليم الاسلامية
إن واجب المجتمع ان ينهض بتطبيق التعاليم الاسلامية التي تدعو إلي المحافظة علي النظافة والتجمل وحماية المجتمع من كل ما يؤذي ويضر.
إن التعاليم الاسلامية تحثنا ألا نلقي بأنفسنا في التهلكة لأي سبب من الأسباب، قال الله تعالي: ‘ولا تلقوا بأيديكم إلي التهلكة’
وينهي القرآن الكريم عن الفساد في الارض بأي صورة من صور الفساد المعنوي أو المادي فقال الله تعالي: ‘ولا تعثوا في الأرض مفسدين’ وقال سبحانه ‘واذا تولي سعي في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد’ وقال الله تعالي:’ ولا تفسدوا في الارض بعد إصلاحها ذلكم خير لكم إن كنتم مؤمنين’
وتوضح التعاليم الاسلامية أن الذي يحافظ علي بيئته ونظافتها وعدم تركها بل يرعاها وينحي الأذي عنها أن له جزاء عظيما عند الله تعالي يوم القيامة.
عن أبي هريرةرضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: ‘لقد رأيت رجلا يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي المسلمين’.
ـ مصطلح "الفساد" الذي استخدمه الإسلام أعم من التلوث وأقدر على المواجهة.
ـ الإسلام منع الضرر وأمر بإزالته وفي ذلك حماية كاملة للبيئة.
ـ الإسلام جعل حماية البيئة من الأمانة التي حملها الإنسان كخليفة في الأرض.
ـ طمع الغرب وطموحه الصناعي أهم أسباب مشكلة التلوث.
مفكرة الإسلام : إن الحضارة الحديثة وما أفرزته من صناعات متقدمة وما أحدثته من تطور هائل لم تراع فيه أية جوانب بيئية، فكل العالم يتصارع، وكل دولة تريد أن تحقق الريادة والسبق في صناعة معينة بدون مراعاة لتأثير ذلك على البيئة، وكانت النهاية الأليمة أن أدت هذه الصناعات المتطورة إلى إحداث ثقب الأوزون.
وبداية الاهتمام بالبيئة ترجع إلى يوم خلق الله تعالى آدم عليه السلام على ظهرالأرض. ويوم أن أخرج الله سبحانه آدم من الجنة عن طريق إبليس حيث نادى الله في الملائكة: [إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمد ونقدس لك]. فكان رد الله سبحانه وتعالى: [إني أعلم ما لا تعلمون].
وبذلك ثبتت خلافة الإنسان في الأرض وأصبح مسئولا عن عمارتها، وانتشرت الصناعات منذ أيام سيدنا نوح وسيدنا إبراهيم ورسل الله الكرام. والله سبحانه خلق الإنسان على ظهر الأرض ولم يتركه سدى ولكنه يسر له سبل الحياة على ظهر الأرض، ومهدها له حتى يستطيع أن يزرع ويصنع ويقيم عليها كل شيء.
وبعد ذلك كان لا بد من الماء فسخر الله للإنسان الأنهار والبحار، ثم سخر له الأنعام والمخلوقات كلها لتكون في خدمته. وبعد ذلك سخر له الرياح لتحمل الماء وتنقله من مكان إلى آخر. وبعد ذلك حفظ الله له نوعه وسلالته، ثم جعل له علاقة ودية ومتشابكة مع المخلوقات جميعا، فلم يترك الإنسان يعيش في مكان وحده، ولم يجعل الحيوانات تعيش في مكان وحدها وإنما أوجد سبحانه التكافل بين المخلوقات. فالحيوان يخدم الإنسان، والإنسان يحرس الحيوان، وكل يعمل في نوع من التكافل لتحيا هذه البشرية. وكل ذلك فيما لا يحدث ضررا بالبيئة، ولذلك نجد أنه في أيام الأنبياء وما بعدها كانت البيئة نظيفة ليس فيها تلوث ولا فساد.
هناك ضوابط خمسة لهذه الخلافة: الضابط الأول أن الإسلام اعتبر الإنسان مسئولا عن كل شيء في هذه الأرض واعتبر ذلك أمانة، وهو بذلك عندما يلقي القمامة في المكان المعد لها سواء في بيته أو خارجه إنما يؤدي بذلك الأمانة، وعندما يميط الأذى عن الطريق تنفيذا للسنة النبوية فهو يحافظ على البيئة ويؤدي الأمانة.
والضابط الثاني أن الإسلام منع الصيد أثناء الحج والعمرة. والضابط الثالث أن الإسلام نهى عن الفساد في الأرض [ ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها]. والضابط الرابع أن الإسلام أوجب قيام المسلم بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر على اعتبار أن ذلك صفة من صفات الأمة المسلمة [كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله]. والضابط الخامس أن الإسلام دعا إلى الوسطية في استخدام الموارد [وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس]. فالإسلام لا يميل ناحية أن يهدر في الموارد وكذلك لا يميل ناحية الادخار الكامل لها ولكنه يدعو إلى الوسطية واستخدام الموارد بعقلانية وفهم صحيح.
هناك تعريفات كثيرة للبيئة، أحدها بمعنى المنزل أو المكان الذي ينزل فيه الإنسان، وعلى هذا فرحم الأم بيئة للجنين، والبيت بيئة للإنسان، والبلدة الصغيرة بيئة لمجموعة من الأفراد، والدولة بيئة اجتماعية وسياسية واقتصادية للذين يعيشون فيها، والعالم كله هو البيئة العالمية التي تجمع الإنسان والحيوان. وهناك تعريف يشير إلى وجود أية مادة في غير مكانها أو زمانها بكميات كبيرة أو حدوث تغير في الصفات المكونة لهذا الشيء. ولم تغفل قوانين البلاد العربية عن موضوع البيئة فصدرت القوانين العديدة للحفظ على نظافة البيئة. وقانون البيئة المصري رقم 4 لسنة 1994 يشر إلى التلوث البيئي بقوله: أي تغير في خواص البيئة مما قد يؤدي بطريق مباشر أو غير مباشر إلى حدوث ضرر بالكائنات الحية أو المنشآت أو يؤثر على حماية البيئة وحماية الإنسان حماية طبيعية.
وهكذا ركز هذا القانون كغيره من القوانين الدولية على ثلاثة أمور هي: حدوث تغيير في البيئة كإلقاء الملوثات في الماء مما قد يؤدي إلى فساده، وسبب حدوث التلوث هو الإنسان وإلحاق ضرر بالبيئة التي يستخدمها الإنسان. أما بالنسبة للاهتمام العالمي بالمشكلة فقد تم طرح موضوع البيئة للمناقشة والبحث منذ عام 1972 حين عقد أول مؤتمر دولي للبيئة وهو المؤتمر الدولي للبيئة في استكهولم والذي طرح 26 مبدأ و109 توصية لحماية البيئة ولكن شيئا لم يتغير حتى انعقد المؤتمر الدولي للثاني للبيئة في نيروبي عام 1977 الذي أوصى بإلزام كل دولة بوضع قانون خاص لحماية البيئة. وفي عام 1987 تم التوقيع على اتفاقية الأوزون، وفي عام 1988 تم تنظيم برنامج البيئة التابع للأمم المتحدة والذي أشار إلى خطورة ارتفاع منسوب المياه في البحر المتوسط. ولم يؤد كل ذلك لحماية البيئة فعقد مؤتمر قمة الأرض عام 1992 في البرازيل وطرح أكثر من 27 مبدأ لمواجهة أعباء التلوث وثقب الأوزون ثم عقد مؤتمر قمة الأرض الثاني في نيويورك عام 1997. ولكنها للأسف كلها مؤتمرات شكلية لم تقدم حلولا عملية للمشكلة.
استخدم الإسلام في موضوع التلوث لفظ "الفساد" فلم يتحدث الإسلام عن تلوث الأرض وإنما قال الله تعالى [ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون]. وهذه الآية توضح أربعة أمور بينما تحدثت القوانين العالمية عن ثلاثة أمور فقط. والأمور الأربعة التي تحدثت عنها الآية هي: حدوث التغير "ظهر الفساد"، وسبب حدوثه "بما كسبت أيدي الناس"، وإلحاق الضرر بالغير "ليذيقهم بعض ما عملوا"، ثم عقاب المخطئ لعله يعود إلى إصلاح البيئة "لعلهم يرجعون".
والإسلام نهى إجمالا عن أي تلوث سواء كان تلويث الهواء بالغازات التي تؤدي إلى الأمراض، أو تلويث الهواء والماء بالمبيدات الحشرية التي تؤدي إلى سرطان الجلد والفشل الكلوي وغيرهما من الأمراض الخطيرة، أو التلويث بالإشعاع الناتج عن استخدام المواد المشعة في الطب، وكذلك استخدام الطاقة النووية في الحروب، أو التلوث الضوضائي عن طريق مكبرات الصوت والضوضاء والسيارات، أو تلويث المياه بالصرف الصحي والصناعي ومبيدات الصيد.. الخ.
ونوه الإسلام على عدم الإسراف في المياه حتى ولو في الوضوء كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لسعد وهو يسأله أفي الوضوء إسراف يا رسول الله قال نعم.
إذا كان هذا الاهتمام العالمي في المؤتمرات والاتفاقات لم يسفر عن شيء فإن الإسلام قدم الكثير في هذا المجال، فقد تحدث القرآن عن البيئة منذ أكثر من 1400 عام. وهذا دليل قاطع على أنه سبق كل الهيئات الدولية في موضوع البيئة انطلاقا من أنه دين حياة يتعامل مع الإنسان في كل صغيرة وكبيرة. والإسلام في هذا الإطار تحدث عن أمور أساسية منها التوازن في خلق الكون الذي لم يخلق عبثا وإنما خلق فيه كل شيء بقدر، فالكل يؤدي دوره بإتقان ولا يستطيع هذا أن يسبق ذاك ولا ذاك أن يلحق بغيره أو يصطدم به. فأين المؤتمرات والاتفاقات الدولية من هذا التوازن؟
ولنأخذ الصين معجزة القرن الجديد لنرى ماذا قدمت في موضوع توازن البيئة. لقد كان لديها مشكلة وهي أن العصافير تأكل من محصول الأرز 3% فأرادوا منع ذلك فقاموا بقتل هذه العصافير فظهرت لهم مشكلة أكبر منها وهي دودة الأرض التي تأكل 50% من المحصول وهذه الدودة كانت العصافير تأكلها وتريحهم منها.
وفي إطار معالجة التلوث أرسى الإسلام جملة قواعد مثل "درء المفاسد مقدم على جلب المصالح"، وكذلك "لا ضرر ولا ضرار"، وهي تمنع المفسد من فساده وتحمله نتيجة ما يفسد.
كما أرسى الإسلام قاعدة "سد الذرائع على الفساد" وهي قاعدة نفيسة تمنع الإنسان من الاعتداء على البيئة وإلحاق الفساد بها وبغيره من المنتفعين بها. وحض الإسلام على نظافة الطعام والشراب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (غطوا الإناء وأقروا السقاء فإن في السنة ليلة فيها وباء لا يمر بإناء ليس عليه غطاء إلا نزل فيه مثل ذلك الوباء). وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بنظافة مصادر المياه فقال (اتقوا الملاعن الثلاثة البراز في الموارد وقارعة الطريق والظل). وقال أيضا: (لا يبولن أحدكم في الماء الراكد ثم يغتسل فيه). وحض أيضا على نظافة المساكن فقال: (إن الله طيب يحب الطيب ونظيف يحب النظافة فنظفوا أفناءكم وساحاتكم ولا تشبهوا باليهود يجمعون الأكباء "القمامة" في دورهم). وحض على نظافة المساجد فقال: (عرضت على أعمال أمتي فرأيت من محاسنها نظافة المسجد ومن مساوئها النخامة في المسجد).
وأمر بقتل الحشرات الضارة فقال: (من قتل وزغا من أول ضربة كتب له مائة حسنة وفي الثانية دون ذلك وفي الثالثة دون ذلك). وأمر أيضا بقتل بعض الأشياء لما فيها من أذية للناس فقال: (خمس فواسق اقتلوهن في الحل والحرم، الحية والعقرب والفأرة والكلب العقور والحدأة).
واهتم الإسلام بالزراعة وتجميل البيئة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة). وقال أيضا: (إذا قامت القيامة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن يغرسها فليفعل).
وأقر الإسلام العزل الصحي فأكد قاعدة "لا يورد مريض على مصح" وذلك حتى لا تنتقل العدوى وأقر أيضا الحجر الصحي لمنع انتشار الأمراض.
مصادر و مراجع:
معهد الامارات التعليمي
www.uae.ii5ii.com
قوقل
www.goole.com
https://www.islammemo.cc/article1.aspx?id=20695
https://muntada.islamtoday.net/showthread.php?t=21807
https://216.176.51.23/ver2/Library/um…d=201&startno=
وجزااااااك الله خير
الله يوفق دنيا واخره