تخطى إلى المحتوى

تقرير / بحث / عن الدولة الفارسية قبل الإسلام – الامارات 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

الدولة الفارسية قبل الإسلام تعتبر الإمبراطورية الفارسية التي تعرف بدولة الفرس أو الدولة الكسورية، من أعظم وأكبر الدول التي سادت المنطقة قبل البعثة النبوية، حتى إنها فاقت الإمبراطورية البيزنطية في الشهرة والقوة، ولقد مرت هذه الدولة بعدة أطوار قبل البعثة وبعدها، ونقف في هذا المقال على ذكر ما كانت عليه الدولة الفارسية من انحطاط وخلل كبير في الأنظمة الساسية والدينية والاجتماعية التي سادت قبل البعثة المحمدية.

أولاً: الحالة السياسية والاقتصادية:
كانت الدولة الساسانية تحكم بلاد إيران في القرن السابع الميلادي ويكوِّن الفرس مادة الإمبراطورية, ولكنها أخضعت الترك في بلاد ما وراء النهر, والعرب في العراق, وكانت حدودها الغربية غير مستقرة حسب قوتها, فأحيانًا تغلب على أطراف بلاد الشام كما حدث سنة 614م عندما اجتاحت بلاد الشام واستولت على بيت المقدس, ثم استولت على مصر سنة 616م. ولم يستسلم هرقل إمبراطور الروم بل أعاد تنظيم بلاده وإعداد جيوشه وهزم الفرس في آسيا الصغرى سنة622م, ثم استعاد منهم سوريا ومصر سنة 625م, ثم هزمهم هزيمة ساحقة سنة627م (6هـ) قرب أطلال نينوى, مما أدى إلى ثورة العاصمة (المدائن) ضد كسرى الثاني, وعقد خليفته شيرويه الصلح مع هرقل, على أن أحوال الدولة الفارسية لم تستقر بعد ذلك, إذ تكاثرت الثورات والانقلابات الداخلية, حتى تعاقب على عرش فارس في تسع السنوات التالية أربعة عشر حاكمًا, مما مزّق أوصال دولة الفرس, وجعلها مسرحًا للفتن الداخلية, حتى أجهز عليها العرب المسلمون في حركة الفتح. هذا عن الأحداث السياسية والعسكرية التي مرت على بلاد فارس.

نظام الحكم:
كان نظام الحكم كسرويًا مطلقًا, يقف على رأسه الملك, ولقبه كسرى, وصلاحياته مطلقة, وأحيانًا يوصف بصفات الألوهية, فكسرى أبرويز وصف نفسه بـ ((الرجل الخالد بين الآلهة, والإله العظيم جدًا بين الرجال)) مما يدل على الغرور والتعاظم, في حين وصفه المؤرخون بـ ((الملك الحقود المرائي الجشع الرعديد)). وبينوا اهتمامه الكبير بجمع أكوام الذهب والفضة والجواهر التي ملأت خزائنه عن طريق المظالم التي استغل بها بؤس رعيته. وكان يلجأ الى المنجمين والكهان والسحرة لاستشارتهم في اتخاذ قراراته المهمة.

ثانيًا: الحياة الاقتصادية:
احتكر الأقوياء الثروة ومصادرها, وانهمكوا في مباهج الحياة وملذاتها, وزادوا من ثرائهم بالربا الفاحش والمكوس والضرائب الثقيلة التي فرضوها على الضعفاء من الفلاحين والعامة, فزادوها فقرًا وتعاسة, وحرّموا على العامة أن يشتغل الواحد منهم بغير الصناعة التي مارسها أبوه, وكان العامة من سكان المدن يدفعون الجزية كالفلاحين, ويشتغلون بالتجارة والحرف, وهم أحسن حالاً من الفلاحين الذين كانوا تابعين للأرض, ومجبرين على السخرة, ويجرّون إلى الحروب بغير أجر ولا إرادة. وكانت الجباة للضرائب لا يتحرزون من الخيانة واغتصاب الأموال في تقدير الضرائب وجبايتها, وكانت الضرائب تفرض بصورة اعتباطية وخاصة وقت الحروب.

ثالثًا: الحالة الدينية والفكرية:
لم يعرف الفرس الدين الحق, ولم تنتشر بينهم الأديان السماوية التي سبقت ظهور الإسلام إلا بنطاق محدود جدًا, وكان أكثرهم على المجوسية, فمنذ القرن الثالث الميلادي صارت الزرادشتية دينًا للدولة, وقد تدهورت أخلاق رجال الدين الزرادشتي فوصفوا بالارتداد والحرص والاشتغال بحطام الدنيا, وحاول كسرى الثاني تجديد الزرادشتية، وإحياء معابد النيران، ونشر تفسير جديد لكتابها ((الآفستا)) وكانت عقوبة من يخرج عليها الإعدام. وتقوم العقيدة الزرادشتية على الثنوية, أي وجود إلهين في الكون هما إله النور (اهورا مزدا) وإله الظلام (أهد يمن) وهما يتنازعان السيطرة على الكون, ويقف البشر الأخيار مع إله الخير, والأشرار مع إله الظلام، وتقدس الزرادشتية النار, وقد أقيمت معابد النيران في أرجاء الدولة, ويعرف رجال الدين الزرادشتيون بـ (الموابذة) وكل منهم يرأس مجموعة يسمون (الهرابذة) وهم الذين يخدمون نار المعبد في كل قرية . وهذه المعتقدات الباطلة لا تقدر أن تهب النفوس البشرية الطمأنينة والراحة النفسية, ولا تشبع تطلعها الى عبادة الله الواحد الحق, ولا تمنحها القيم الاخلاقية الرفيعة, ولا قواعد العدل الاجتماعي.

رابعًا: الحالة الاجتماعية والأخلاقية:

كانت الحياة الاجتماعية في إيران تقوم على عمادين: النسب والملكية، فكان يفصل النبلاء عن الشعب حدود محكمة, وكان لكل فرد مرتبته ومكانه المحدد في الجماعة, وكان من قواعد السياسة الساسانية المحكمة ألا يطمع أحد في مرتبة أعلى من المرتبة التي يخولها له مولده.

وتقوم الأسرة على أساس تعدد الزوجات, وشاع بينهم الزواج بين المحارم, وكان وضع المرأة يشبه وضع الرقيق حيث بامكان الزوج أن يتنازل عنها لزوج آخر دون رضاها, كما شاعت عادة التبني للأولاد. وقد انتشرت الإباحية، وعم الفساد الخلقي والاجتماعي خاصة عندما انتشرت المزدكية التي دعا إليها مزدك.

وبالجملة: فإن أحوال العالم قبل الإسلام وصلت إلى حالة- من السوء والانحطاط – لا توصف، فأنزل الله دينه القويم، ورحمته للناس أجمعين، فهدى الله به من الضلالة، وبصَّر به من العمى، فمن قبله سعد في الدنيا والآخرة، ومن رده شقي في الدنيا والآخرة.

م/ن

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

الف شكر..

عساج عالقوة..

تسلمين خيتووو
بارك الله فيج
جعله الله في ميزان حسناتج ان شاء الله

دمتـــي بود

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.