د. حمد بن عبدالله اللحيدان
لا شك أن الانتشار الواسع في استخدام اللدائن أو ما يسمى بالبوليمرات أحدث نقلة نوعية في عصرنا الحاضر وجعله يتميز عن العصور الأخرى التي مر بها الإنسان منذ نشأته الأولى. إن سيطرة هذه المواد ودخولها جميع مجالات الحياة يجعلنا نتذكر مراحل الزمن المختلفة التي مر بها الإنسان.
فالعصور الجيولوجية تمتد امتداداً سحيقاً في تاريخ كوكبنا وربما تتحدث عن بيئة تكونت وتطورت منذ ملايين السنين ولكل عصر مميزاته وخواصه، وعلى أية حال فأنا لن أتحدث في هذا المقال عن الأحقاب الجيولوجية ولكن سوف استطرق إلى العصور التي مر فيها الإنسان وتطور من خلالها من عصر إلى عصر والتي يمكن أن تقسم إلى العصر الحجري، والعصر الحديدي وعصر المتبلمرات وهو عصرنا الحاضر، وقد تم التحول من كل عصر إلى العصر الذي يليه نتيجة اكتشاف كيميائي، وحيث أن لكل عصر من هذه العصور كيمياؤه الخاصة به، ففي القديم كان هناك زمن أو عصر يصنع فيه الإنسان كل شيء يحتاجه من الحجارة بداية من رؤوس السهام إلى الكراسي ذات المساند ومن أدوات الصيد إلى أدوات الطبخ إلى أدوات الدفاع عن النفس إلى غير ذلك من الأدوات، ومن المعالم الأخرى لتلك العصور الماضية أن الكهوف كانت مكيفة فهي المسكن والمأوى إن وجدت، ولذلك فقد سمي ذلك العصر بالعصر الحجري، ولحسن الحظ فإن ذلك العصر قد انتهى منذ عدة آلاف من السنين حين اكتشف أحدهم كيفية تحويل أكسيد الحديد إلى معدن الحديد باستخدام الكربون كعامل مختزل وهي عملية كيميائية معروفة الآن، وطبعاً فإن رجل الكهف الكيميائي هذا والذي كان السبب في ذلك الاكتشاف العظيم والذي يملك حقوق براءة الاختراع للعصر الحديدي لم يكن متعلماً في معهد ماستشوستس للتكنولوجيا (MIT) أو جامعة كمبرج أو جامعة شيكاغو، أو جامعة الملك سعود إلا أن ذلك الاكتشاف الكيميائي العظيم قد غير طريقة معيشة الناس تغيراً جذرياً وأدى إلى تحول في أسلوب الحياة حيث أصبح هناك أنواع مختلفة من المصنوعات الحديدية مثل السيوف والمحاريث والرماح وأدوات الطبخ والدروع، ولك أن تتخيل تلك النقلة النوعية في الحياة وردود فعل الناس المنتمين إلى العصر الحجري عندما حملوا السيوف أو ارتدوا الدروع لأول مرة.
وقد أطلق على تلك الفترة التي بدأ فيها الإنسان يستعمل الحديد في حياته اليومية بالعصر الحديدي ولك أن تتخيل رحلة التحول من العصر الحجري إلى العصر الحديدي وما عناه ذلك من تقدم ورفاهية لأولئك الناس وما قدمه ذلك الاكتشاف الكيميائي من تسهيلات. والآن ونحن نعيش حضارة العصر بكافة أبعادها وتسهيلاتها عليك ن تستعد لدخول عصر جديد فالكيميائيون قد بدأوها مرة ثانية وأحدثوا ثورة في مجال صناعة المتبلمرات، وعليه فإن علينا هذه المرة ونحن على وشك الدخول إلى عصر المتبلمرات أن نستعد لما بدأنا بالفعل نعايش بوادره. وقد يعتقد بعض الناس مثلي ومثلك أننا قد وصلنا ودخلنا ذلك العصر فعلاً وذلك لأن قميصك مصنوع من البولي استر وحقيبة الملابس مصنوعة من البولي فينيل وزجاجة اللبن مصنوعة من البولي ايثيلين، كما أننا نسير وننام على سجاجيد مصنوعة من البولي بروبيلين ونجلس على أثاث مصنوع من البولي ستيرين وسيارتنا تسير على إطارات مصنوعة من البولي ايزوبروبين، ناهيك عن أجهزة الكمبيوتر التي تتغذى باسطوانات مصنوعة من البولي أسيتات الفينيل المرنة، وما ذكر مجرد أمثلة بسيطة لما نتعامل معه في حياتنا اليومية من المتبلمرات، وما خفي واستخدم في الأمور الأخرى أكثر وأعظم. وقد ازداد إنتاج المتبلمرات خلال العقود الأربعة الماضية بصورة كبيرة جداً فقد تضاعف إنتاج المتبلمرات في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها خلال الأربعين سنة الماضية بأكثر من مائة ضعف وفاق حجم انتاجها من المواد المتبلمرة منذ عام 1980م حجم ما تنتجه من الحديد. والسؤال هل هذا هو نهاية المطاف؟ والجواب بالطبع لا، فما زلنا في انتظار ما هو أفضل.
ولا نبالغ إذا قلنا إن المسمار الأخير في نعش العصر الحديدي قد بدأ تثبيته فعلاً، فالمواد التي كانت تستخدم في بناء الجسور قديماً أو في صناعة السيارات القديمة قد تبدو وكأنها الحصن الأخير للعصر الحديدي، وبداية عصر اللدائن التي تصنع من البتروكيماويات بشكل واسع.
والسؤال الثاني هل يجرؤ أحد أن يقترح أن المتبلمرات تستطيع منافسة الحديد؟ والجواب ربما يكون لا لا يوجد أحد باستثناء الكيميائيين. وفي الحقيقة فإن المنافسة بين المتبلمرات والحديد قائمة لكن الحديد بدأ يخسر الرهان فالحديث يدور الآن حول سيارة مصنوعة بالكامل من البلاستيك، وأنا وأنت نستخدم ونسافر على طائرات تجارية بها أجزاء كبيرة من الهيكل مصنوعة من المتبلمرات المتراكبة أحدها هو بولي (ترنثال أميد البارافينيلين) وهذا البوليمر له قوة شد أعلى قليلاً من الحديد وهو ينافس الحديد في المجالات التطبيقية التي تكون نسبة القوة إلى الوزن هامة جداً مثل صناعة الطائرات. إن هذا المتبلمر على الرغم من اسمه الصعب والثقيل له نسبة قوة إلى وزن تفوق الحديد ستة أضعاف ولكي نفهم هذه الميزة ونقدرها يجب أن نعلم أن خفض رطل واحد من وزن هيكل الطائرة يقلل من وزنها عند الإقلاع عشرة أرطال، وعليك أن تحسب التكاليف الأخرى التي يمكن توفيرها عندما يخفض وزن الهيكل عشرات الأرطال. ولصعوبة التعامل مع الاسم العلمي لهذا البوليمر فقد أطلق عليه اسم تجاري أسهل وهو كفلار Levlar وهو الان يستخدم في صناعة أجزاء الذيل لأضخم الطائرات التجارية، ليس هذا فحسب بل بأنني لا أبالغ إذا قلت إنه الآن يستخدم في صناعة الدروع الواقية من الرصاص أيضاً. والآن دعنا نعود إلى تلك السيارة المصنوعة بالكامل من البلاستيك ونقول بالطبع إن خفض الوزن هو أساس اللعبة في محاولة بناء سيارة اقتصادية في استهلاك الوقود وأقل تكلفة كما أن ذلك يساعد على التخلص من مشكلة التآكل. ومن الجدير بالذكر أن ذلك لا يقتصر على هيكل السيارة فقط بل يتعداه إلى أجزاء رئيسية من محركاتها مثل محور التحويل فهو مصنع من المتبلمرات المقواة بألياف صلبة كما أن هناك متراكبات مشابهة تستخدم في صناعة يايات ومفصلات الأبواب.
ولا أبالغ إذا قلت إن السيارات الأمريكية تحتوي على أكثر من خمسمائة رطل من المتبلمرات (بلاستيك) بما في ذلك الدهانات واللواصق والاطارات والمشحمات والمفروشات، فما بالك بالسيارة اليابانية وغيرها!.
والمستقبل يحمل في طياته الجواب على كيف سوف تستخدم تلك المتبلمرات في صناعة محرك السيارة ومنظومتها الكهربائية.
والسؤال الثالث هو هل سينتهي الأمر إلى هذا الحد أم أن هناك مزيداً؟ بالطبع ما تم ذكره ليس إلا أمثلة بسيطة لما نشاهده من واقع الحياة المعاصرة ولكن استخدام المتبلمرات أبعد وأوسع وأعمق مما ذكر. فليس هناك شيء من أدوات الاستخدام إلا ودخلت المتبلمرات في صناعته حتى الخيام المقاومة للاحتراق مثل تلك التي تستخدم في المشاعر المقدسة والتي هي عبارة عن متبلمرات ذات فاعلية عالية في مقاومة الحريق، ولم يقتصر الأمر على ما ذكر سابقاً بل تعداه إلى صناعات أخرى حيث دخلت المتبلمرات الآن في صناعة البناء مثل هياكل الجسور وواجهات المباني والتكسيات الداخلية للمنازل وأسقفها والأبواب والنوافذ وفي بناء الملاعب الرياضية والمكاتب والكراسي وفي صناعة التغليف وصناعة الدواء والأحذية وجميع أنواع الملابس والأثاث ناهيك عن المفروشات وأغلفة الأدوات الكهربائية وأدوات المطبخ وهياكل الأجهزة المنزلية ولعب الأطفال وأدوات الزينة والأكياس ذات الاستخدامات المختلفة وأرفف المكاتب والمطابخ وفي تعبئة المياه وصناعة الأنابيب.. وحدث ولا حرج، إن التقدم الكبير في مجال الصناعات البتروكيمائية فتح الباب على مصراعيه في مجال صناعة البوليمرات وأحدث نقلة نوعية في انتاجها واستخدامها وبالتالي تسويقها وتصديرها كمنتجات نهائية ذات عوائد مجزية مقارنة بالمواد الأولية، فالأبحاث ما زالت قائمة على قدم وساق وكل يوم تقدم لنا المختبرات ومراكز الأبحاث المزيد من المتبلمرات الجديدة ذات الخصائص الفريدة والمزيد من التطبيقات والاستخدامات التي لم تخطر على قلب بشر عاش قبل عدة عقود من السنين وما سوف يكشف عنه المستقبل ربما يكون أكثر مما تم الكشف عنه حتى الآن.
أليس هذا بحق هو بداية عصر المتبلمرات على أن المأخذ الرئيسي على استخدام المتبلمرات في شؤون الحياة المعاصرة هو قدرة تلك المركبات على البقاء مما سوف يشكل تهديداً أكيداً للبيئة ولذلك فإن عصر المتبلمرات يجب أن يكون مقروناً بأبحاث مكثفة عن كيفية التخلص من النفايات المترتبة على ذلك الاستخدام الواسع الانتشار، وعن إمكانية تدويرها، ونحن هنا يجب أن يكون لنا استقلالنا العلمي ونقوم بأبحاثنا الخاصة على تلك المواد المستخدمة في الحياة اليومية من مأكل وملبس ومشرب ودراسة آثارها الجانبية والأخطار الصحية المترتبة على استعمالها ووضع المواصفات القياسية للمصنع منها والمستورد وإلزام البائع والمستورد بتلك المواصفات، فصحتنا وصحة أبنائنا هي أهم وأغلى ما نملك.
نعم نقول ذلك وقد أصبحت مملكتنا الحبيبة مركزاً وقبلة للصناعات البتروكيميائية والتي أصبح لها مركز الثقل في تلك الصناعة وإدارتها داخل المملكة وخارجها. وبالطبع لابد من المحافظة على الريادة في هذا المجال والعمل على أن نتحول من منتجين للمواد الأولية في الصناعات البتروكيميائية إلى تصنيع تلك المواد الأولية وتحويلها إلى منتجات نهائية تدر علينا عوائد مجزية أكثر مما تدره علينا المواد الأولية التي نبيعها إلى الآخرين فيحولونها إلى منتجات نهائية ثم يعيدون بيعها لنا بأسعار مضاعفة ولا شك أن هذا التوجه له أهمية استراتيجية كبرى، لذلك يجب على الجهات المختصة أن تقوم بتحديد نسبة من التراخيص التي تمنح لإنشاء مصانع بتروكيميائية لغرض تحويل المواد الأولية التي تنتج محلياً إلى مواد نهائية تستعمل مباشرة في الأغراض الصناعية المختلفة بحيث يتم تصديرها واستخدامها محلياً كمنتج نهائي. كما أن الشركات البتروكيميائية الكبرى مثل شركة سابك مندوبة إلى الاستثمار في مجال تحويل بعض منتجاتها الأولية إلى منتجات نهائية وبذلك جنباً إلى جنب مع توسعها في مجال الصناعات البتروكيميائية الأولية والوسيطة. خصوصاً أن كثيراً من تلك الصناعات تصب في خانة إنتاج اللدائن الواسعة الاستخدام ناهيك عن أن الدول الأخرى المصنعة للبتروكيماويات الأولية لم تتجه حتى الآن إلى تصنيع المنتجات النهائية لمنتجاتها الأولية والوسيطة والله المستعان.
المقدمة:
بعد أن كان تبادل السلع يتم بالمقايضة بين الناس لتلبية حاجاتهم أصبح الآن التعامل بين الناس يتم عن طريق النقود والنقود عبارة عن سك القطع النقدية الفضية أو الذهبية وقد اكتسب سك العملة النقدية إتفاقا كبيرا خلال العصور فتم تحديد أوزان النقود بدقة وحدد عيارها من حيث الفضة والذهب الموجود فيها ولكن النقود ليست قطع معدنية فقط بل هنالك الأوراق النقدية ولكن ما وظائف النقود وما هي أهميتها كل هذا سوف نحاول أن نذكره ولو بشيء من التفصيل في هذا البحث
العرض:
وظائف النقود:
تبين لنا من تطور نشأة النقود أنها جاءت للقضاء على صعوبات المقايضة من ناحية، ولتيسير عمليات التبادل التي زاد حجمها زيادة كبيرة من ناحية أخرى، ومن خلال هذا التطور الذي كان يأتي دائماً لكي يلبي حاجات المجتمع يمكن جمع وظائف النقود في قسمين:
* الوظائف الأساسية.
* الوظائف الثانوية أو المشتقة من الوظائف الأساسية
وهناك وظيفتان أساسيتان للنقود:
* هي وسيط للتبادل.
* هي مقياس مشترك للقيمة.
وثلاث وظائف ثانوية أو مشتقة وهي:
* تستخدم كمستودع للقيمة.
* تستخدم كمعيار للمدفوعات الآجلة.
* تستخدم كاحتياط لقروض البنوك.
ولنشرح باختصار كل وظيفة على حدة:
(أ) النقود كوسيط للتبادل:
كانت صعوبات المقايضة سبباً في ظهور هذه الوظيفة، ولذلك تعتبر أقدم وظيفة للنقود هي قياسها كوسيط للتبادل، فهي وسيلة لنقل ملكية السلع والخدمات من طرف إلى طرف وبالتالي فهي (قوة شرائية) تسهّل التبادل بين طرفين دون الحاجة إلى البحث عن طرف ثالث على أساس أن أداة التبادل هذه تحظى بالقبول العام، وتمكن من حصول (تقسيم العمل) حتى تتحقق نتائج التبادل بصورة طبيعية متواصلة.
(ب) النقود كمقياس مشترك للقيمة:
الوظيفة للنقود استخدامها لقياس قيم السلع والخدمات ونسبة قيمة كل سلعة إلى غيرها من السلع. وفي هذه الحالة تصبح النقود معدلاً للاستبدال وخاصة بين السلع الكبيرة الحجم التي يصعب تجزئتها إلى وحدات صغيرة دون أن تفقد قيمتها. ومن هذه الوظيفة اشتقت وظيفة فرعية هي استخدامها كوحدة للتحاسب فالوحدة النقدية لأي دولة هي وحدة تقاس بها قيم السلع والخدمات في المجتمع. فإذا كان يمكن مبادلة آلة معينة بعشرين طن من الحنطة وكان ثمن الحنطة عشرين ديناراً، فإن هذا يعني أن ثمن الآلة 400 دينار، وفي حالة تواجد النقود ليس من الضروري أن يكون كل طرف محتاجاً لسلعة الآخر، وإنما يكفي تقديم النقود للحصول على السلعة وهكذا قضت هذه الوظيفة على صعوبات المقايضة التي كانت تقتضي ضرورة وجود اتفاق مزدوج للحاجات بين الطرفين، كما يسّرت حسابات التكاليف النسبية للمشروعات البدائل في الإنتاج وكل ما يتصل بالإنتاج من حسابات أخرى، وكذلك لتوزيع الأرباح، وتظهر أهمية هذه الوظيفة كلما كانت الوحدة النقدية ثابتة القيمة نسبيا.
(ج) النقود كمستودع للقيمة:
ليس من الضروري لمن يحصل على النقود أن يقوم بإنفاقها في الحال ولكن الذي يحدث عملياً أن الفرد ينفق جزء ويدّخر جزء آخر ليقوم بالشراء في فترات لاحقة، وطالما أن الفرد لا يحتفظ بالنقود لذاتها وإنما بقصد إنفاقها في فترات لاحقة، أو لمقابلة احتياجات طارئة، فإن النقود في هذه الحالة تقوم بوظيفة مخزن للقيمة، خاصة وأنها تتميز بسهولة حفظها، كما أنها تجنّب الفرد تكاليف التخزين والحراسة، فضلاً عن أن حفظ السلع لفترات طويلة قد يعرضها للتلف.
ولكن يشترط لكي تؤدي النقود هذه الوظيفة على الوجه الأكمل، أن تحتفظ بقيمتها النسبية لفترة طويلة، وهذا يعني الثبات النسبي لكل من العرض والطلب حتى يظل مستوى الأثمان ثابتاً. ولكن قيام الحرب العالمية الأولى وما تلاها من أحداث أدى إلى الارتفاع المطرد لأثمان السلع والخدمات مما ترتب عليه انخفاض قيمة النقود.
وفي مواجهة ذلك لجأ الأفراد إلى الاحتفاظ بالقيمة في صورة أسهم وسندات وبعض السلع المعمرة كالعقارات وغيرها. ومن مزايا الاحتفاظ بالقيمة في هذا الشكل أنه يدرّ عائداً لصاحبه في صورة ربح أو فائدة أو ريع، فضلاً عمّا تحققه من أرباح رأسمالية إذا ما ارتفعت الأسعار ولكنها من ناحية أخرى قد تحقق له خسائر رأسمالية إذا انخفضت الأسعار. ومع ذلك قد يفضل الأفراد الاحتفاظ بالقيمة في صورة نقود لأنها تعتبر أصل كامل السيولة خاصة وأن هناك دوافع تقتضي الاحتفاظ بالقيمة في هذا الشكل منها دافع المعاملات ودافع الاحتياط ودافع المضاربة.
(د) النقود كمعيار للمدفوعات الآجلة:
عندما أصبح الإنتاج للسوق أدى التخصّص وتقسيم العمل إلى كبر حجم الوحدات الإنتاجية ومنعاً لتكدس المنتجات واستمرار الإنتاج اقتضى النظام الاقتصادي تسويق المنتجات على أساس العقود.
فالعقد يتمّ في الوقت الحاضر على أساس أثمان معينة والتسليم يتمّ في وقت لاحق، لذلك كان لابد من معيار يتم على أساسه تحديد الأثمان، وقد استطاعت النقود أن تقوم بهذا الدور.
وفي مقابل قيام الشركات بالإنتاج الآجل قامت البنوك بإقراض الشركات لتمويل المستودعات، وبذلك يسّرت النقود التوسيع في عمليات الائتمان، وكذلك استطاعت الحكومات أن تحقق مشروعاتها على طريق إصدار السندات، فتحصل بمقتضاها على الأموال اللازمة على أن يتمّ سداد القرض في آجال لاحقة. وهنا نجد أن النقود قد استعملت كوسيلة للمدفوعات الآجلة وإذا كنا قد لاحظنا أن النقود تفقد صفتها كمستودع للقيمة في أوقات التضخم العصيبة، فإنها تفقد أهميتها كمعيار للمدفوعات الآجلة كلما تزعزعت ثقة المتعاملين فيها وعندئذٍ يقلّلون من التعاقد للمستقبل، لذلك يشترط لكي تقوم النقود بهذه الوظيفة أن تظل محتفظة بقيمتها لفترة طويلة نسبياً، أي لابد من توافر الثقة بين المدين والدائن، بأن وحدة النقود لن تتغير قيمتها عند وقت السداد عنها في إبرام العقود.
(هـ) النقود الاحتياطية لقروض البنوك:
إن وجود كمية من النقود في البنوك من شأنها تمكين البنوك من إقراض عملائها وتيسير عمليات الائتمان والاقتراض، فإذا كان لدى المتعاملين مع البنوك مبلغ من النقود فإنهم يستطيعون على أساسه (سواء أودع في البنك أم لم يودع) أن ينالوا قرضاً أو يفتح لهم اعتماد
الخاتمة:
من دراستنا لماهية النقود ووظيفتها يمكن أن نلخص بالتعريف التالي، النقود: هي الشيء الذي يلقى قبولاً عاماً في التداول، وتستخدم وسيطاً للتبادل ومقياساً للقيم ومستودعاً لها، كما تستخدم وسيلة للمدفوعات الآجلة واحتياطي لقروض البنك، أي أنها مجموعة وظائفها التي ذكرناها ولذلك فإن التعريف الموجز للنقود هو (أن النقود: هو كل ما تفعله النقود) فإذا وافقنا على هذا القول فإننا نكون قد أكّدنا بأن أي شيء يقوم بوظيفة النقود يكون بالفعل نقوداً، أي أن العملة المسكوكة الذهبية والفضية والأوراق التي تصدرها الحكومة، والأوراق التي تصدرها البنوك والشيكات، وكمبيالات التبادل وحتى السندات (بحسب اعتبارها نقود) ولو أنها كلها لا تؤدي وظائف النقود بذات المستوى والكفاءة. وأفضل أنواع النقود هو الذي يستطيع أن يؤدي وظائفها على أتم وجه، أي أن يتمتع بصفة القبول العام بحرية تامة، وهنا يمكن القول أن العملة ذات القيمة الموجودة فيها (كالعملة الذهبية والفضية) هي أكثر أنواع النقود قبولاً، وتليها العملات التي تتمتع بثقة الجمهور أكثر من غيرها لأسباب اقتصادية وسياسية واجتماعية، وهكذا حتى نهاية سلسلة أدوات التبادل التي يمكن أن تدخل ضمن تعريف النقود
بارك الله فيكم
جــآآآري تقييم كل من سااهم بالمسااعدة ^_____^
صبري دقائق
algulla’