درس الصعود الى راس التل صفحه 128
إخوتي
إذا غاب عنا البدر
إذا هاجمنا بغتةً
نــور الفجر
ووجدنا الحقيقة
أوضح من أن تُقال
وتفجرت لهولها قمم الجبال
فماذا نجدُ في جعبتنا..
سوى تحطيم أسوار المحال!
سوى الحزن
على من أثار فينا
ثورة لا تخمدها السنين
ثورةٌ تُدعى فلسطين
– 2 –
إخوتي
بينما أنا حائر
بينما أزورُ كعادتي
هذه المقابر
أجد نفسي
– دون أن أشعر –
أبحثُ عن قبري
أبحثُ
عن ما تبقى لي من وطني
مازلتُ أبحث
عن ناقوس أدق بهِ
أجراس الخطر
أحرك فيه
إحساس الحجر
فكل مافي وطني غاضب
كل مافيه
يشهدُ بإنه حجر..
– 3 –
إخوتي
إنهم يسرقون وطني
إنهم يحرقون شِعري
يحطمون غدي
كلهم قاتلون
حسبي قتلهم لأبي
– 4 –
في وطني، جنود
في وطني، حدود
فيه،
نموتُ
ويحيا الليكود
فيا جرح التاريخ
متى يرحل اليهود ؟
…….
لم أكن منتظراً
أن أفقد حلمي
أن أبكي
يبدو أني قد أحببتُ أبي..
– 5 –
في وطني، نحب الحجارة
نبتاع الحجارة
نأكل الحجارة
كل شيء فيه
يؤكد بأننا أطفال الحجارة
– 6 –
نحلم بوطنٍ
لا حدود له
نحلم بوطنٍ دون أسلاك
نحلمُ دائماً
بما وراء الأسلاك
– 7 –
إخوتي
هيا لندافع عن رجولتنا
هيا معي
لنهز عروش الغضب
أما تسمعون؟؟
أم أنكم عميٌ،
لا ترون اللهب
فتباً لكم
تباً لكل هؤلاء العرب
تباً لمن ضيعوا الثأر من يدي
تباً لمن دفنوا أبي..
عدن – أمير عاصمة الحب
<< لا تحرمونا ردودكم >>
التاريخ ايضا يتدخل في صراعات كهذه. لان الجغرافيا سواء تمددت بالقوة او تقلصت بالضعف ليست خرائط او تضاريس صماء.شهدت كركوك نزوحات ديمغرافية عربية وكردية خلال العقود الماضية ، وذلك لاسباب تتعلق بصياغة هويتها القومية لكن الاعداد الهائلة التي تدفقت اليها من كردستان خلال الاعوام الخمسة الماضية خلخلت معادلتها الديمغرافية واصبح من العسير الاحتكام الى استفتاء كي تتحدد هوية المدينة.كركوك ليست الالزاس واللورين بين فرنسا والمانيا ، وساحة النزاع التقليدي التي اصبح اسمها مثارا لحساسية قومية لدى كل من الالمان والفرنسيين ، وهي ايضا ليست منطقة حرام بالمصطلح العسكري او «لمبو» يقع بين الجنة والجحيم حسب تعبير دانتي في الكوميديا الالهية.كركوك تفتح ملفا غير قابل للاغلاق حول كوميديا من طراز اخر ، انها كوميديا الحرب والسلام لكن وفق ثقافة كولونيالية تسمي الاشياء بغير اسمائها الحقيقية ، وربما بعكس اسمائها كي يستكمل استراتيجية التضليل برامجها ، لقد تعرضت كركوك الى تجاذب لم يخل من بعد دراماتيكي ، بين التعريب والتتريك والتكريد وتناسى البعض انها عراقية ، وبالتالي تخضع تاريخيا وجغرافيا لما يخضع له العراق لكن العراق الجديد ، كما يسمى هو عراق من طراز اخر مصنوع بعناية احتلالية وبرعاية امبراطورية قررت اعادته منذ عقدين من الزمن الى القرن التاسع عشر. المسألة الان ليست سجالا حول هوية او محاولات اخضاع التاريخ للجغرافيا رغم ان الجغرافيا هي التي طالما وجهت التاريخ وحددت له البوصلة ، المسألة هي في كون العراق المحتل رجلا مريضا على غرار الدولة العثمانية عندما بلغت خريفها.فالمطلوب امريكيا بالتحديد هو عراق داجن وهزيل ومقطع الاوصال ، والخاسر من هذا التمزيق هم العراقيون جميعا سواء كانوا عربا او اكراد سنة او شيعة ، مسلمين او مسيحيين ، لانهم سيجدون انفسهم مبعثرين في دويلات الطوائف التي تفتقر الى الحد الادنى للحياة والسيادة،ويبدو ان الاوطان ليست على القدر ذاته من القيمة ، ما دامت المدن والقرى توزن بميزان اخر غير ميزان التاريخ والكبرياء القومي ، والمصلحة الاعلى من كل المصالح الصغرى،ان كركوك الان تختزل على نحو مأساوي المسألة العراقية كلها ، وسواء سميت المدينة المتنازع عليها او المدينة المحتلة او باي اسم اخر فهي عراقية من الكاف الى الكاف ، هذا اذا تبقى العراق على قيد العراق!!