يبت لكم نشاط .. للي يبغي
………………
عبد الملك بن مروان
نظر إليه أبو هريرة -رضي الله عنه- وهو غلام، فقال: هذا يملك العرب!!
في مدينة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولد (عبد الملك بن مروان) في
سنة 24هـ في أول عام من خلافة (عثمان بن عفان) رضي الله عنه، حفظ القرآن الكريم، وسمع أحاديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من عمِّه عثمان بن عفان وأبي هريرة، وأم سلمة، ومعاوية، وابن عمر -رضي الله عنهم أجمعين-.
وكثيرًا ما كان عبد الملك في طفولته المبكرة يسأل أباه وعمه ومن حوله من الصحابة عن سيرة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيجيبونه بما يثير دهشته، ويزيد من إعجابه بعظمة الإسلام، ولكنه وهو في العاشرة من عمره رأى مقتل خليفة المسلمين (عثمان بن عفان) فترك ذلك أثرًا حزينًا في نفسه، لكنه تعلم منه الدرس، وهو أن يتعامل مع المعتدين والمشاغبين بالقوة والحزم.
ثم لازم الفقهاء والعلماء حتى صار فقيهًا، سئل ابن عمر -رضي الله عنه- ذات مرة في أمر من أمور الدين فقال: (إن لمروان ابنًا فقيهًا فسلوه) وقال الأعمش: كان فقهاء المدينة أربعة: سعيد بن المسيب وعروة وقبيصة بن ذؤيب وعبد الملك بن
مروان، وكان لا يترك الصلاة في المسجد، حتى سمي حمامة المسجد لعبادته ومداومته على تلاوة القرآن.
نال عبد الملك في حداثته إعجاب الجميع لتمسكه بمبادئ الإسلام، يحكي أن معاوية جلس يومًا ومعه سعيد بن العاص -رضي الله عنه- فمرَّ بهما عبد الملك، فقال معاوية: لله در هذا الفتى ما أعظم مروءته؟ فقال سعيد: يا أمير المؤمنين إن هذا الفتى أخذ بخصال أربع وترك خصالاً ثلاثًا: أخذ بحسن الحديث إذا حَدَّث، وحسن الاستماع إذا حُدِّث، وحسن البِشْر إذا لقي، وخفة المئونة إذا خولف، وترك من القول ما يعتذر منه، وترك مخالطة اللئام من الناس، وترك ممازحة من لا يوثق بعقله ولا مروءته).
وخرج عبد الملك من المدينة في ربيع الآخر سنة 64هـ عند حدوث الفتنة واضطراب الأمر بالشام وظهور عبد الله بن الزبير بمكة والحجاز وإعلان نفسه خليفة للمسلمين، ولم تكد تمضِ ستة أشهر حتى تولى أبوه مروان الخلافة، لكنه لم يستمر سوي عشرة أشهر حتى توفي، فخلفه في رمضان من عام 65هـ عبد الملك بن مروان وأقبل عليه كبراء بني أمية وأمراء الجنود ورؤساء القوم وكبار رجال الدولة
فبايعوه.
وحين تولى عبد الملك خلفًا لأبيه لم يكن في يده غير الشام ومصر فقط، وهكذا كانت الأخطار تحيط بدولته من كل جانب في الداخل، فوجد الدولة الإسلامية منقسمة تسودها الفتن والاضطرابات، فهناك ابن الزبير في الحجاز، ودولة بني أمية في الشام، والخوارج الأزارقة بالأهواز، والخوارج (النجدات) بجزيرة العرب، والشيعة بالكوفة في العراق، وفي الخارج كانت الروم تكيد له، وتنتهز فرصة الانقسام لتغير على الحدود في الشمال والغرب، تهديدات من كل اتجاه، فأدرك (عبد الملك) أنه لابد من توحيد الجهود الإسلامية ضد الأعداء، وبدأ في تجهيز الجيوش، وأحسن معاملة قواده وحاشيته، يكرمهم، ويعطف عليهم، ويزورهم إذا مرضوا، ويحضرهم مجالسه، ويعاملهم كأصدقاء، فكان ذلك من أكبر عوامل نجاحه وانتصاره.
وبحلول عام 74هـ اجتمعت كلمة الأمة بعد خلاف طويل، وانتهى النزاع حول الخلافة، حتى سمي هذا العام بعام الوحدة، وتمت البيعة لعبد الملك من الحجاز والعراق، كما تمت له من قَبْلُ في الشام ومصر، وجاءته أيضًا من خراسان، واستردت الدولة الإسلامية مكانتها وهيبتها وسيادتها على الأعداء، واتسعت حدودها بعد أن أضاف إليها عبد الملك أقاليم جديدة؛ حيث أرسل جنوده ففتحوا بعض بلاد المغرب وتوغل فيها.
واتبع عبد الملك سياسة الحزم والشدة، فكان قوي الإرادة والشخصية؛ لذلك قالوا: (كان معاوية أحلم وعبد الملك أحزم) وقال أبو جعفر المنصور: كان عبد الملك أشدهم شكيمة وأمضاهم عزيمة، وكان عبد الملك حريصًا على نزاهة من يعملون في دولته.. بلغه ذات يوم أن أحد عماله قبل هدية، فأمر بإحضاره إليه، فلما حضر قال له: أقبلتَ هدية منذ وليتك؟ قال: يا أمير المؤمنين بلادك عامرة وخراجك
موفورة، رعيتك على أفضل حال.. قال: أجب عما سألتك.. قال: نعم قد
قبلت؛ فعزله عبد الملك.
ولم يكن عبد الملك رجل سياسة فحسب، ولكنه كان أديبًا يحب الأدباء، ويعقد المجالس الأدبية، وينتقد ما يلْقَى عليه من الشعر انتقادًا يدل على ذوق أدبي رفيع، وقد أظهر عبد الملك براعة في إدارة شئون دولته وتنظيم أجهزتها مثلما أظهر براعة في إعادة الوحدة إلى الدولة الإسلامية، فاعتمد على أكثر الرجال في عصره مهارةً ومقدرةً وأعظمهم كفاءةً وخبرةً مثل الحجاج بن يوسف الثقفي وبشر بن مروان وعبد العزيز بن مروان وتفقد عبد الملك أحوال دولته بنفسه، وتابع أحوال عماله وولاته، وراقب سلوكهم، وأنجز أعمالاً إدارية ضخمة دفعت بالدولة الإسلامية أشواطًا على طريق التقدم.
فهو أول من ضرب الدنانير وكتب عليها القرآن، فكتب على أحد وجهي الدنانير (قل هو الله أحد) وكتب على الوجه الآخر: محمد رسول الله أرسله بالهدى ودين الحق، ونقلت في أيامه الدواوين من الفارسية والرومية إلى العربية، وهو ما يُعرف في التاريخ بـ(حركة تعريب الدواوين).
ورغم شدة وحزم عبد الملك فإنه كان رقيق المشاعر، يخشى الله ويتضرع إليه، خطب ذات مرة، فقال: (اللهم إن ذنوبي عظام، وهي صغار في جنب عفوك يا
كريم فاغفرها لي) وقبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة قيل له: كيف تجدك؟ فقال: أجدني كما قال الله تعالي: {ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم} [الأنعام: 94].
ومات عبد الملك سنة 86 من الهجرة، وعمره 60 سنة، وصلى عليه ابنه الوليد
——————————————————————————–
تُوفي الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان بعد أن ترك دولة قوية مترامية الأطراف متماسكة البناء، ثرية بالموارد، غنية بالرجال والقادة، وقد استغرق تحقيق ذلك سنوات طويلة من عمر خلافته، قضاها في تنظيم الدولة، وإدارة شئونها، وإعادة الوحدة إليها بعد أن نازعه في الخلافة عبد الله بن الزبير، والمختار الثقفي، لكنه نجح في التخلص منهما بعد جهود مضنية وسنوات شاقة، وكان ساعده الأيمن في تحقيق الوحدة الحجاج بن يوسف الثقفي، وكان سياسيًّا ماهرًا، وإداريا كفئًا وقائدًا مغوارًا استخدم الشدة والعزم في تثبيت أركان الدولة، وإعادة الهيبة لسلطانها، لكنه اشتط في تطبيق سياسته الحازمة، وأسرف في معاملة الناس.
وقد أنجز عبد الملك بن مروان أعمالاً إدارية ضخمة دفعت بدولته إلى طريق الرقي والتقدم بعد أن استتب الأمن وأُسكنت الفتنة، فقام بتعريب الدواوين والنقود وتنظيم شئون البريد، فلما تُوفي سنة (86هـ = 705م) كانت الدولة مستقرة تمامًا، وكان على خليفته الوليد بن عبد الملك أن يكمل المسيرة، ويرتقي بالدولة أشواطًا أبعد على طريق الرقي والإصلاح، وأن يزيد من رقعة دولته، ويفتح للإسلام آفاقًا جديدة وهذا ما كان.
المولد والنشأة
وُلد الوليد بن عبد الملك في خلافة معاوية بن سفيان حوالي سنة (50هـ = 670م) في المدينة المنورة، حيث كان يقيم أبوه "عبد الملك بن مروان بن الحكم"، وكان أكبر أبنائه، وحين هاجر مروان بن الحكم إلى الشام كان الوليد معه ضمن أسرته، والمعروف أنه ترك المدينة في ربيع الآخر سنة (64هـ = ديسمبر 683م) بعد أن أعلن عبد الله بن الزبير الدعوة إلى نفسه بالخلافة.
وكان عبد الملك بن مروان قبل أن يلي الخلافة ينهل من علم أهل المدينة وفقهائها، ويتأدب بأدبهم وأكثر من مجالسة العلماء، وروى عنه جماعة من التابعين، مثل: خالد بن معدان، وعروة بن الزبير، والزهري، ورجاء بن حيوة، وقد اشتهر بالفقه حتى قيل: كان فقهاء المدينة أربعة سعيد بن المسيب، وعروة، وقبيصة بن ذؤيب، وعبد الملك بن مروان، والأخبار تكاد تتواتر على فقهه وغزارة علمه ورجاحة عقله.
وعرف عن عبد الملك أنه كان حريصًا على تربية أبنائه تربية صحيحة وإعدادهم لجسام الأمور، وأولى أكبر أبنائه عناية خاصة، وعُني بتدريبه على الإدارة والسياسة وفنون القتال، وحثه على التزود من العلم؛ فشبَّ الوليد على حب العربية، وكان أبوه يقول له: لا يلي العرب إلا من يحسن لغتهم، ونشأ على مداومة تلاوة القرآن؛ فكان يختمه في كل ثلاثة أيام، وقيل: في كل سبع، ولم يهمل هذا الورد حتى بعد أن تولى الخلافة وكثرت مهامه.
تولِّيه الخلافة
كان عبد العزيز بن مروان وليًّا للعهد في خلافة أخيه عبد الملك بن مروان، فلمّا تُوفي عبد العزيز سنة (85هـ = 704م) عين عبد الملك ابنه الوليد في ولاية العهد وبايعه الناس، فتولى الخلافة عقب وفاة أبيه في (15 من شوال 86هـ = 9 من أكتوبر 705م).
تولى الوليد الخلافة وهو في شرخ الشباب مزودًا بثقافة واسعة وخبرة إدارية ونضوج عقل، وتسلّم مقاليد الأمور، ودولته يسودها السلام بعد أن قضى أبوه معظم خلافته في القضاء على الفتن والحروب الداخلية التي كادت تمزق أوصال الدولة، وبدأ في الإصلاح والتعمير، وإحياء حركة الفتوحات الإسلامية في المشرق والمغرب؛ فتم على يديه في المدة التي قضاها في الخلافة وهي لا تعدو عشر سنوات ما قد تعجز الدول عن تحقيقه في قرون عديدة.
الحجاج الثقفي واستقرار الأمن
استعان الوليد بن عبد الملك بواليه على العراق "الحجاج بن يوسف الثقفي" في إقرار الأمن في شرق العالم الإسلامي، وتوسيع رقعته، وكان الوليد يعرف فضله ومكانته فتمسك به، وأطلق يده في شئون المشرق الإسلامي الذي كان منبع الثورات في العصر الأموي، ولم تهدأ أحوال المشرق، وتسكن ثوراته إلا على يد الحجاج الثقفي، وكان فضله على استقرار دولة عبد الملك بن مروان لا ينكر، وكانت وصية عبد الملك لأبنائه في مرض موته: أكرموا الحجاج؛ فإنه الذي وطأ لكم هذا الأمر.
وكان الحجاج مخلصًا لدولة بني أمية، لم يأل جهدا في توطيد سلطانهم وفي إقرار الأمن، والقيام بالإصلاحات، فلم يكن قائدًا عسكريًا بصيرًا بأساليب الحرب والسياسة فحسب، بل كان إداريًا حازمًا ومصلحًا ماليًا، فلما هدأت الفتنة واستقرت الأحوال انتقل الحجاج إلى ميادين جديدة من الإصلاح والتعمير، وكانت أياديه ظاهرة فيها، فاستكمل الحجاج في عهد الوليد بن عبد الملك الفتوحات الإسلامية في الجناح الشرقي للدولة، وعمل على إنعاش البلاد التي أنهكتها الحروب والثورات، فاهتم بإصلاح القنوات التي تخرج من دجلة والفرات، وأعاد فتح القنوات القديمة التي رُدمت، وشق قنوات جديدة، وعُني بإصلاح السدود، وتجفيف المستنقعات، وإحياء الأرض البور.
حركة الفتوحات الإسلامية
شهد عصر الوليد بن عبد الملك أعظم حركة للفتوحات الإسلامية في الدولة الأموية؛ فبسط المسلمون أيديهم على أكبر بقعة من العالم القديم المعروف آنذاك، واتسعت دولتهم على نحو لم تشهده من قبل، وبرز في عهده عدد من القادة الأكفاء الذين اتسموا بالقدرة العسكرية والمهارة الحربية وعُرفوا بالشجاعة والتضحية، فقاموا بعبء هذه الفتوحات وأعادوا للأذهان ذكرى الفتوحات التي تمت في عهد الخلفاء الراشدين.
ففي الجناح الشرقي للدولة حمل الحجاج الثقفي أهل العراق على الاشتراك في جيش "قتيبة بن مسلم الباهلي" لفتح بلاد ما وراء النهر، واستغرقت جهوده في الفتح عشر سنوات (86-96هـ = 705-714م)، فتح خلالها بخارى وسمرقند ووصل إلى إقليم كاشغر الذي يلامس حدود الصين.
وأرسل الحجاج ابن عمه محمد بن القاسم الثقفي لفتح إقليم السند في شبه القارة الهندية سنة (89هـ = 707م)، وكان دون العشرين من عمره، لكنه كان قائدًا عظيمًا، نجح في مهمته، وبسط سلطان الدولة في هذه البقاع، وفتح مدينة الديبل، وهي تبعد نحو 45 ميلا شرقي جنوب كراتشي في باكستان، وامتدت فتوحاته إلى ملتان في جنوب إقليم البنجاب.
وأما في الجناح الغربي فقد نجح موسى بن نصير وطارق بن زياد في عبور البحر المتوسط إلى شبه جزيرة أيبريا (إسبانيا) سنة (92هـ = 711م)، وتمكنا من فتح تلك البلاد التي أطلق عيها المسلمون اسم الأندلس، ولم يقف طموح موسى بن نصير عند هذا الحد بل عزم على فتح بلاد غالة (فرنسا الحالية) على أن يتجه شرقًا حتى يصل إلى القسطنطينية التي عجز المسلمون عن فتحها، ثم يستمر في فتوحاته حتى يصل إلى دمشق حاضرة الخلافة، لكن الخليفة الوليد حذره من مغبة القيام بهذا العمل، والتوغل في دروب مجهولة، وأمره بالعودة إلى دمشق.
ودأب الوليد على محاربة الدولة البيزنطية؛ لتأمين حدود دولته معها، وكان أخوه مسلمة بن عبد الملك بطل هذه الحروب، واشترك معه أبناء الخليفة الوليد في منازلة البيزنطيين وفتح حصونهم، وظلت الحملات تتوالى على بلاد الروم منذ سنة (88هـ = 706م)، ولا يكاد يخلو عام من حملة على الروم، واستعد الوليد لإرسال حملة برية وبحرية لغزو القسطنطينية، لكن المنية عاجلته قبل أن ينفذ هذا المشروع، فنهض به أخوه سليمان بن عبد الملك الذي ولي الخلافة من بعده.
النهضة العمرانية
الجامع الأموي
عرف الوليد بن عبد الملك بأنه كان مغرمًا بالبناء والتشييد، محبًا للعمارة على نحو لم يعرفه خلفاء بني أمية؛ فحفر الآبار والعيون، وأصلح الطرق التي تربط بين أجزاء دولته المترامية الأطراف، وبنى المساجد والمستشفيات.
وأثنى المؤرخون على جهوده العظيمة في هذا الميدان الذي شمل معظم أرجاء دولته؛ فعُني بتجديد الكعبة وتوسيع المسجد الحرام، وأعاد بناء المسجد النبوي، وزاد فيه من جهاته كلها، فأدخل فيه حجرات أزواج النبي (صلى الله عليه وسلم)، وعهد بهذه المهمة إلى ابن عمه وواليه على المدينة عمر بن عبد العزيز، وبعث إليه بالأموال والرخام والفسيفساء وبثمانين صانعا من الروم والقبط من أهل الشام، وجدد أيضا المسجد الأقصى بفلسطين ، ويعزى إليه فكرة عمل المحاريب المجوفة في المساجد، وإقامة المآذن، كما أرسل إلى واليه في مصر بتجديد جامع عمرو بن العاص.
أما أبدع ما أنشأه الوليد فهو الجامع الأموي بدمشق، الذي جاء آية من آيات الفن البديع والعمارة الإسلامية، وبالغ في تشييده وتزيينه؛ ليكون مظهرًا لقوة الدولة ومبلغ حضارتها، وأنفق عليه أموالاً طائلة واستغرق بناؤه عهد الوليد كله، وبقيت منه أعمال أنجزها أخوه سليمان بن عبد الملك من بعده.
قصر الوليد
وأنشأ الوليد قصر عمرة، وهو قصر صغير يقع على بعد خمسين ميلا شرقي عمان في الأردن، ولم يُعرف هذا القصر إلا في سنة (1316هـ = 1898م)؛ حيث اكتشفته البعثة العلمية التي كان يرأسها موزل، ويمتاز القصر بتصاوير جدرانه الرائعة ونقوش جميلة لطيور وحيوانات وزخارف نباتية.
استكمال التعريب
كانت عملية التعريب عملية طويلة بدأها عبد الملك وسار الوليد على نهجها؛ فأمر واليه على مصر عبد الله بن عبد الملك بتدوين الدواوين في مصر باللغة العربية بعد أن كانت تُكتب بالقبطية، فكان هذا تتمة لما بدأه عبد الملك بن مروان في سياسة التعريب التي لم تتم نهائيا إلا بعد تعريب دواوين خراسان سنة (124هـ = 741م)، وقد ساعد التعريب على شيوع اللغة العربية وانتشارها بين الموالي، وأصبحت لغة الثقافة، بالإضافة إلى كونها لغة الدين.
كان من نتيجة استقرار الدولة أن زادت ماليتها وتكدست خزائنها بالأموال، وأنفق الوليد جزءًا منها على البناء والتشييد، وخصص جزءًا آخر لتقديم الخدمات للناس دون أجر، فأمر بتشييد المستشفيات لذوي الأمراض المزمنة، وأعطى رواتب لذوي العاهات من العميان والمجذومين وغيرهما، ومنح كل مُقعد خادمًا، وكل ضرير قائدًا.
وفـــاته
نجح الوليد في مدة خلافته التي لم تتجاوز عشر سنوات أن يقيم دولة عظيمة، وأن ينعم الناس في ظلها بالرخاء، وأن تنشط حركة العمران، وتزدهر الثقافة وحلقات العلم في المساجد الكبرى، حتى صارت دولته أقوى دولة في العالم آنذاك، ولم تطل به الحياة فتوفي في (منتصف جمادى الآخرة سنة 96هـ = 25 من فبراير 715م).
من مصادر الدراسة:
محمد بن جرير الطبري – تاريخ الرسل والملوك – تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم – دار المعارف القاهرة -1971.
البلاذري أحمد بن يحيى – فتوح البلدان – تحقيق صلاح الدين المنجد القاهرة – بدون تاريخ.
ابن منظور المصري – مختصر تاريخ دمشق – دار الفكر – سوريا – 1409هـ = 1989م.
عبد الشافي محمد عبد اللطيف – العالم الإسلامي في العصر الأموي – القاهرة – 1404هـ = 1984م.
سيدة إسماعيل كاشف – الوليد بن عبد الملك – المؤسسة المصرية العامة للتأليف والترجمة القاهرة – بدون تاريخ.
منقول للفائدة
ربي يحفظج 🙂
تم تغير عنوان : ليسهل ع متصفح وجوده
بارك الله فيكِ }^^